أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب ديوان شعر جديدًا بعنوان «مرآتان لوجه واحد» للشاعر العراقي عدنان الصائغ، وذلك ضمن إصدارات سلسلة "الإبداع العربي" التي تحتفي بالأصوات الشعرية المتميزة في العالم العربي، ويأتي الديوان ليضيف حلقة جديدة إلى تجربة الصائغ الشعرية التي طالما انشغلت بوجع الإنسان، وبالذاكرة المثقلة بالحروب والمنفى والأسئلة الوجودية المفتوحة.

في هذا الديوان، يصنع الشاعر عدنان الصائغ "مرآتين" لوجه واحد، ينعكس فيهما صوته الشعري وهمومه ورؤيته للعالم، المرايا هنا ليست مجرّد استعارة، بل أداة تأمل واشتباك مع الذات والتاريخ.

في المرآة الأولى، يبتعد الشاعر عن ذاته بمسافة تفرضها الجغرافيا والغربة وزمن المنفى، فينظر إلى المشهد العراقي الفاجع بعين اكتسبت خبرة الألم وهدوء التأمل بعد سنوات من التشرد، تلك المسافة تمنحه القدرة على إعادة تشكيل الصورة، وقراءة الخراب الإنساني والوطني من منظور أكثر نضجًا وعمقًا.

أما المرآة الثانية، فهي عودة إلى اللحظة الأولى للوجع؛ إلى سنوات الحرب العراقية – الإيرانية، حيث كان الألم ما يزال طازجًا والجرح لم يلتئم بعد، يلتقط الصائغ في هذه المرآة صورة للذات الشاعرة وهي في مواجهة الموت اليومي، وفي الوقت نفسه تحمل شرارة الأمل والتحدي والرغبة في غد أكثر عدلًا وحرية.

تتجاور في القصائد ثيمات الحنين والفقد، الغضب والخوف، الحب والانكسار، الثورة واللاجدوى، في مزيج يختزل التجربة العراقية والعربية خلال عقود من الاضطراب.

وبين المرآتين، يتحرك الشاعر بين زمنين ومنفيين، ويوثق عبر نصوصه المتوترة واللامعة اللحظة الإنسانية التي يعيشها العالم العربي، محملًا إياها بصوته المميز وإيقاعه المتفرد.

يُذكر أن عدنان الصائغ وُلد في مدينة الكوفة عام 1955، وغادر العراق عام 1993، متنقلًا بين عمّان وبيروت حتى لجأ إلى السويد عام 1996، ليستقر منذ 2004 في العاصمة البريطانية لندن.

ويُعد الصائغ أحد أبرز الأصوات الشعرية العراقية المعاصرة، وقد صدرت له العديد من المجموعات الشعرية، من بينها: «انتظريني تحت نصب الحرية»، «أغنيات على جسر الكوفة»، «مرايا لشعرها الطويل»، «تحت سماء غريبة»، و*«نشيد أوروك»، و«نرد النص».

وقد تُرجمت أعماله إلى لغات عدة، وصدر له نحو 19 كتابًا بلغات أجنبية، كما دُعي لإلقاء شعره في مهرجانات دولية حول العالم. ونال مجموعة من الجوائز المرموقة، منها: الجائزة الأولى للشعر في مسابقة نادي الكتاب الكبرى بالعراق (1992)، وجائزة هيلمان-هاميت العالمية لحرية التعبير في نيويورك (1996)، وجائزة مهرجان الشعر العالمي في روتردام (1997)، والجائزة السنوية لاتحاد الكتّاب السويديين في مالمو (2005).

طباعة شارك الهيئة المصرية العامة مرآتان لوجه واحد للشاعر العراقي عدنان الصائغ الإبداع العربي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الهيئة المصرية العامة الإبداع العربي

إقرأ أيضاً:

إطلاق النسخة الثالثة من برنامج «قيادات حكومات المستقبل» في العالم العربي

دبي (الاتحاد)

أطلق مكتب التطوير الحكومي والمستقبل، النسخة الثالثة من برنامج «قيادات حكومات المستقبل في العالم العربي»، المنصة العربية الرائدة، لتمكين القيادات الحكومية العربية الشابة، بالشراكة بين حكومة دولة الإمارات والمنظمة العربية للتنمية الإدارية في جامعة الدول العربية. ويهدف البرنامج إلى تأهيل 40 من القيادات الحكومية العربية الشابة، وتعزيز جاهزيتهم، للتعامل مع التحولات المتسارعة والاستثمار في فرص المستقبل.
ويأتي البرنامج ليعكس التزام الجانبين بإعداد جيل عربي قادر على تشكيل مستقبل العمل الحكومي، وتحويل التحديات إلى فرص تنموية مستدامة. وشهد البرنامج منذ إطلاقه برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، قبل 3 أعوام، تخريج 80 قائداً وقائدة من العالم العربي، يشكلون اليوم شبكة قيادية عربية مستدامة تقود التغيير، وتصنع الأثر.
ويقدم البرنامج تجربة متكاملة تتضمن 30 لقاء قيادياً مع مسؤولين حكوميين، وحوارات مع خبراء في قطاعات المستقبل من الدول العربية، إضافة إلى مسرعات مستقبلية، وتحديات تطبيقية، ومجالس افتراضية ومختبرات تصميم سياسات المستقبل، لتشكل بيئة محفزة لإنتاج حلول مبتكرة في مجالات مثل التشريعات المستقبلية، وتصميم الخدمات الاستباقية، والحوكمة المرنة وجاهزية المواهب الحكومية. وسيتم تخريج المنتسبين ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات في شهر فبراير 2026.
وأكدت معالي عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، رئيسة الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، أن برنامج «قيادات حكومات المستقبل في العالم العربي» أصبح منصة عربية ريادية، محورها تمكين جيل من القيادات الحكومية العربية الجاهزة لتحديات المستقبل، والقادرة على تحويلها إلى فرص واعدة ترتقي بالعمل الحكومي، وتنعكس إيجاباً على المجتمعات.
وقالت معاليها: إن تسارع المتغيرات العالمية المدفوعة بموجة عصر الذكاء الاصطناعي يتطلب تطوير عقلية حكومية جديدة، ترتكز على المرونة، وسرعة التأقلم والتفاعل، والاستباقية في تصميم الحلول لتحديات المستقبل، مشيرة إلى أن البرنامج يمكن القيادات الحكومية العربية الشابة من بناء منظور جديد للعمل الحكومي، ويزودهم بالأدوات والحلول الداعمة لتحويل العمل الحكومي إلى بيئة مرنة معززة بالابتكار التشريعي الذكي وتصفير البيروقراطية، وتسريع الإنجاز، ومضاعفة الأثر.

التنمية المستدامة
أشاد الدكتور ناصر الهتلان القحطاني، مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية، بالشراكة مع حكومة دولة الإمارات، وقال: «يسر المنظمة العربية للتنمية الإدارية - جامعة الدول العربية، وبرعاية كريمة من دولة الإمارات العربية المتحدة، الإعلان عن النسخة الثالثة من برنامج قيادات حكومات المستقبل في العالم العربي». وأضاف: «يتماشى البرنامج مع رسالة المنظمة في المساهمة بتحقيق التنمية الإدارية المستدامة في الوطن العربي، ويهدف هذا البرنامج إلى إعداد نخبة من القيادات الحكومية العربية الشابة التي تمتلك المهارات القيادية اللازمة لحكومات المستقبل، فضلاً عن ترسيخ ثقافة التعلم المستمر».

بناء القدرات 
أكد عبد الله ناصر لوتاه، مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي، أهمية تعزيز المبادرات العربية المشتركة الهادفة لبناء القدرات، وتمكين الحكومات من مواكبة التقدم السريع للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وما تحمله هذه المرحلة من متغيرات كبرى في مختلف مجالات العمل.
وقال: إن برنامج قيادات حكومات المستقبل في العالم العربي، الذي ينظم بالشراكة مع برنامج التبادل المعرفي الحكومي الإماراتي، يعكس رؤى حكومة الإمارات بتوسيع مجالات مشاركة المعرفة مع المنطقة والعالم، ويشكل بيئة حاضنة لتطوير الممارسات والحلول الداعمة للقيادات الحكومية في مواجهة تحديات القطاعات التي تقودها في مختلف مجالات العمل الحكومي.

المسرعات الحكومية 
في سياق متصل، أكدت هدى الهاشمي، مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء لشؤون الاستراتيجية، أن تبني ثقافة المسرعات في عمل حكومة الإمارات، وما تم إنجازه من خلال مبادرة المسرعات الحكومية الإماراتية الأولى من نوعها عالمياً، يمثل عنصراً داعماً ومعززاً لقدرات منتسبي برنامج قيادات حكومات المستقبل في العالم العربي.
وأشارت الهاشمي إلى أن فريق المسرعات الحكومية الإماراتية سيوفر لمنتسبي البرنامج الدعم والإمكانات اللازمة لتصميم الحلول لتحديات العمل الحكومي في الدول العربية، وسيوفر لهم الفرصة للاستفادة من تجربة حكومة الإمارات المتميزة في هذا المجال.

تمكين الكفاءات 
أكد الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، أن إطلاق برنامج «قيادات حكومات المستقبل» يجسد رؤية دولة الإمارات في تمكين الكفاءات العربية، وإعداد جيل جديد من القيادات القادرة على المساهمة في صياغة مستقبل المنطقة، وتعزيز مسارات التنمية فيها.
ويشمل البرنامج أكثر من 30 من اللقاءات القيادية، وحوارات الخبراء التي تتيح للمنتسبين التفاعل مع تجارب نخبة من القادة الحكوميين والخبراء الدوليين، مما يمنحهم رؤى استراتيجية موسعة حول الحوكمة، الابتكار التشريعي، وقيادة التحول. كما يتضمن البرنامج مختبر تطوير السياسات الحكومية الأول من نوعه، والذي يحاكي تحديات واقعية إقليمية، ويمكن المشاركين من أداء أدوار قيادية في بيئة تحاكي الأزمات، والتي تتطلب سرعة اتخاذ القرار والاستجابة للمؤثرات.
ويختتم البرنامج بحفل تخرج سنوي ينظم ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات، بحضور وزراء الخدمة المدنية في الدول العربية، احتفاء بالقيادات الحكومية العربية الشابة التي تسهم في دفع مسيرة التنمية العربية وصياغة المستقبل.

أخبار ذات صلة «خليفة الإنسانية» توقِّع خطاب نوايا مع وزارتي التعليم والشؤون الدينية في إندونيسيا «الخارجية» تتسلم نسخة من أوراق اعتماد سفير زامبيا لدى الدولة

مقالات مشابهة

  • ديوان المحاسبة يبحث مع «هيئة لتخطيط» معالجة الأوضاع العمرانية
  • ديوان المظالم يستعرض في دبي تجربة «القضاء الإداري الرقمي» أمام العالم
  • إطلاق النسخة الثالثة من برنامج «قيادات حكومات المستقبل» في العالم العربي
  • هيئة الزكاة توضح شرط خصم المصروفات في الإقرار الضريبي
  • اتحاد المحاكم العربية يؤكد أهمية توحيد المفاهيم الدستورية في العالم العربي
  • العراق في المقدمة.. تعرف على الـ 6منتخبات المشاركة في الملحق العالمي المؤهل إلى كأس العالم
  • برنامجِ الأمم المتحدة الإنمائي:النزاهة العراقية تربط سرقة المال العام بالعامل المناخي
  • هيئة تنظيم الاتصالات تصدر تعليمات حماية المنافسة لعام 2025
  • منصة الحوار في العالم العربي تجدّد التزامها بقيم التسامح