يعاني الأفراد المصابون باضطراب القلق العام، وهي حالة تتميز بالقلق المفرط اليومي الذي يستمر لمدة ستة أشهر على الأقل، من معدل انتكاس مرتفع حتى بعد تلقي العلاج.
ووفقًا لباحثين من جامعة ولاية بنسلفانيا، قد تساعد نماذج الذكاء الاصطناعي، الأطباء السريريين في تحديد العوامل للتنبؤ بالتعافي على المدى الطويل وتخصيص علاج لكل مريض بشكل أفضل.


استخدم الباحثون نوعا من الذكاء الاصطناعي يسمى "التعلم الآلي" لتحليل أكثر من 80 عاملاً أساسيًا، تتراوح من المتغيرات النفسية والاجتماعية والديموغرافية إلى المتغيرات الصحية ونمط الحياة، لـ 126 شخصا مجهول الهوية شخصت إصابتهم باضطراب القلق العام.
جاءت البيانات من دراسة طولية للمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة تأخذ عينات من بيانات الصحة من سكان الولايات المتحدة الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و74 عامًا والذين تمت مقابلتهم لأول مرة في 1995-1996. حددت نماذج التعلم الآلي 11 متغيرًا تبدو الأكثر أهمية للتنبؤ بالتعافي وعدم التعافي، بدقة تصل إلى 72٪، في نهاية فترة تسع سنوات.
اقرأ أيضا.. الذكاء الاصطناعي يتفوق على الأطباء في تحليل أنسجة سرطانية
قالت كانديس باسترفيلد، المؤلفة الرئيسية للدراسة في ولاية بنسلفانيا: "أظهرت الأبحاث السابقة معدل انتكاس مرتفع للغاية في اضطراب القلق العام، وهناك أيضًا دقة محدودة في تنبؤ الطبيب بالنتائج طويلة المدى"، مضيفة  "تشير هذه الأبحاث إلى أن نماذج التعلم الآلي تظهر دقة وحساسية وخصوصية جيدة في التنبؤ بمن سيتعافى ومن لن يتعافى من اضطراب القلق العام. وقد تكون هذه التنبؤات بالتعافي مهمة حقًا للمساعدة في إنشاء علاجات قائمة على الأدلة ومخصصة للتعافي على المدى الطويل".
حددت نماذج الذكاء الاصطناعي المتغيرات الـ 11 الرئيسية للتنبؤ بالتعافي أو عدم التعافي على مدى فترة التسع سنوات. حددت النماذج أيضًا مدى أهمية كل متغير مقارنة بالآخرين للتنبؤ بنتائج التعافي.
وجد الباحثون أن مستوى التعليم العالي، والعمر الأكبر، والمزيد من دعم الأصدقاء، والتأثير الإيجابي، أو الشعور بمزيد من البهجة، كانت الأكثر أهمية للتعافي، بهذا الترتيب. وفي الوقت نفسه، ثبت أن تأثير الاكتئاب، والتعرض يوميا للتمييز، والخضوع لعدد أكبر من الجلسات مع أخصائي الصحة العقلية في الأشهر الـ 12 الماضية وعدد أكبر من الزيارات للأطباء في الأشهر الـ 12 الماضية كانت الأكثر أهمية للتنبؤ بعدم التعافي.
وقد أثبت الباحثون صحة نتائج نموذج الذكاء الاصطناعي من خلال مقارنة تنبؤاته ببيانات الدراسة الأميركية، ووجد الباحثون أن متغيرات التعافي المتوقعة كانت متوافقة مع 95 مشاركًا لم يظهروا أي أعراض لاضطراب القلق العام في نهاية فترة التسع سنوات.
تشير النتائج إلى أن الأطباء السريريين يمكنهم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد هذه المتغيرات وتخصيص العلاج لمرضى اضطراب القلق العام، وخاصة أولئك الذين يعانون من تشخيصات مركبة، وفقًا للباحثين.
وقالت ميشال نيومان المؤلفة الرئيسية للدراسة وأستاذة علم النفس في جامعة ولاية بنسلفانيا "يساعدنا هذا العمل على البدء في فهم المزيد من الطرق التي يمكن من خلالها تخصيص العلاج لأفراد محددين".

أخبار ذات صلة كارل.. ذكاء اصطناعي يكتب أبحاثاً معترف بها مشاريع شبابية بالذكاء الاصطناعي تعكس روحانيات رمضان المصدر: الاتحاد - أبوظبي

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي القلق تعافي الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

مقدمة لعصر جديد من القتال.. كيف استخدمت إسرائيل الذكاء الاصطناعي في الحرب الأخيرة على غزة؟

تحوّلت الحرب الأخيرة على غزة إلى ساحة اختبار لتقنيات الذكاء الاصطناعي في ميادين القتال، في مشهد قد يُنذر بمستقبل الحروب في عصر الذكاء الاصطناعي. اعلان

اسخدمت الدولة العبرية في حربها على غزة مزيجًا غير مسبوق من أنظمة الذكاء الاصطناعي، بعضها مدعوم من شركات تكنولوجيا أمريكية عملاقة، لتحديد الأهداف، وتوجيه الضربات، ومراقبة السكان. وبينما تنكر تل أبيب بعض الادعاءات، فإن تقارير صحافية وتحقيقات لمنظمات غير ربحية تقدم صورة مختلفة تمامًا.

أنظمة تولّد أهدافًا.. وقرارات قتل آلية

في عام 2021، دخل مصطلح "الإنجيل" قاموس الحروب الحديثة. كان هذا الاسم الرمزي لنظام ذكاء اصطناعي استخدمته إسرائيل خلال حربها التي استمرت 11 يومًا ضد غزة، والتي وصفها الجيش الإسرائيلي بأنها "أول حرب تعتمد على الذكاء الاصطناعي".

يقوم "الإنجيل" بتحليل بيانات المراقبة وصور الأقمار الصناعية ومحتوى مواقع التواصل الاجتماعي لتوليد قائمة سريعة بالمباني المرشّحة للقصف. ومنذ ذلك الوقت، تسارعت وتيرة التطور في هذا المجال بشكل غير مسبوق.

وقد اعتمد الجيش أيضًا على برنامجين آخرين: "الكيميائي" الذي يرسل تنبيهات عند رصد "حركات مريبة"، و"عمق الحكمة" المخصص لتحديد شبكة أنفاق غزة، ويُقال إن كليهما لا يزال قيد الاستخدام حتى اليوم.

فلسطينيون يسيرون قرب مبانٍ مدمّرة في مخيم الشاطئ بمدينة غزة، بعد اتفاق حماس وإسرائيل على هدنة تشمل إطلاق سراح الرهائن المتبقّين، الأحد 12 أكتوبر 2025. Abdel Kareem Hana/ AP

لكن التطور الأخطر تمثّل في نظام "لافندر"، الذي يُنتج فعليًا "قائمة قتل" للفلسطينيين عبر تقييم احتمال انتماء كل شخص إلى جماعة مسلّحة. فإذا كانت النسبة مرتفعة، يُدرج اسمه ضمن الأهداف العسكرية.

ووفقًا لتقرير مجلة "+972" الإسرائيلية، "اعتمد الجيش بشكل شبه كامل" على هذا النظام في الأسابيع الأولى من الحرب الأخيرة، رغم علمه بأنه يخطئ في تحديد المدنيين كإرهابيين. ورغم اشتراط الموافقة البشرية على قراراته، كشف التقرير أن "التحقق" كان يقتصر غالبًا على التأكد من كون الهدف رجلًا فحسب.

كما أشار ضباط استخبارات إلى برنامج آخر يُعرف باسم "أين الأب؟"، صُمم لاستهداف الأفراد في منازلهم العائلية، إذ قال أحدهم للمجلة: "كان الجيش يقصف عناصر حماس في منازلهم دون تردد، كخيار أول، والنظام صُمم لتسهيل ذلك".

المراقبة الرقمية في خدمة الحرب

لم يقتصر استخدام الذكاء الاصطناعي على ميدان القتال، بل امتد إلى فضاء المراقبة الرقمية، فقد كشفت صحيفة "ذا غارديان" في آب/أغسطس أنّ إسرائيل خزّنت وسجّلت مكالمات الفلسطينيين عبر منصة "Azure" التابعة لمايكروسوفت.

وبعد احتجاجات واسعة، أعلنت الشركة الشهر الماضي قطع بعض خدماتها عن وحدة في الجيش الإسرائيلي، ورغم نفي مايكروسوفت معرفتها المسبقة، ذكر التقرير أن المدير التنفيذي ساتيا ناديلا التقى عام 2021 برئيس عمليات التجسس في الجيش الإسرائيلي لبحث استضافة البيانات الاستخباراتية على سحابة الشركة.

وبحسب تحقيق لوكالة "أسوشييتد برس"، استخدم الجيش الإسرائيلي نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة من شركة "OpenAI" عبر خدمات مايكروسوفت السحابية لترجمة الاتصالات، خصوصًا بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، مع ارتفاع وتيرة العمليات العسكرية.

وخلال العامين الماضيين، أودت الحرب بحياة أكثر من 67 ألف فلسطيني، بينهم ما يزيد على 20 ألف طفل. وبحسب تحقيق أجرته وكالة رويترز، فقد أُبيدت بالكامل أكثر من 1,200 عائلة حتى آذار/مارس 2025.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • مقدمة لعصر جديد من القتال.. كيف استخدمت إسرائيل الذكاء الاصطناعي في الحرب الأخيرة على غزة؟
  • هل يُعيد الذكاء الاصطناعي صياغة بيئة التعلم؟
  • "جامعي الخبر".. فعالية "مستقبل الصيدلة" تتناول تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة المرضى
  • الاقتصاد العالمي في مواجهة الرسوم الجمركية وفقاعة الذكاء الاصطناعي والديون
  • الأمين العام لمجلس النواب البحريني يعلن التوظيف الأمثل لتقنيات الذكاء الاصطناعي
  • ابتكار لبناني يحدّد مواقع الآبار بدقة بالذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي سرّع تفشّيها.. كيف تميّز بين الحقائق والمعلومات المضللة؟
  • بمواصفات خيالية.. هونر تطلق سلسلة التابلت Honor MagicPad 3 بالذكاء الاصطناعي
  • جوجل تعيد ابتكار البحث بالصور عبر الذكاء الاصطناعي
  • هل اقتربنا من سيناريوهات انفجار الذكاء الاصطناعي؟