(المحاضرة الرمضانية الثامنة)

استدراك :
ستظل شخصيات الدكتور أحمد ونجليه صلاح ومُنير تتواجد في جزئية محاضرات القصص القرآنية؛ لاتساقها مع موضوع المحاضرة وعدم تشتيت انتباه القارئ.

"الدكتور أحمد أستاذ الفقه المقارن في كلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر.
أما نَجَلاه صلاح ومُنير، فيدرسان في كلية الطب بالجامعة ذاتها.

"

كان ثلاثتهم ينتظران محاضرة الليلة يتلقى منير اتصال من حازم ابن عمه يخبره انه قادم لمشاهدة المحاضرة.
انضم حازم اليهم مع بدء محاضرة الليلة :-
وصلنا بالأمس إلى قوله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في قصة نبي الله إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَام"، في الآيات المباركة من (سورة الأنعام): {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[الأنعام:79].

كُنَّا بدأنا بالحديث عن هذه المفردة المهمة (حَنِيفاً)، وكيف أنها تكررت في الحديث عن نبي الله إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَام" في مقامات متعددة، وفي الحديث عن مقامات مشابهة،

{حَنيفًا} : اتِّجاهٍ للعبادة إلى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وانطلاقةٍ إيمانيةٍ باستمرار، وثبات، وإخلاص، ومحبة، وخضوع وخشوع لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، هذا هو روح الانطلاقة الإيمانية، المعبِّر عن حالة التسليم لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، والاستجابة لأمره برغبة، والالتزام بتعليماته وتوجيهاته بانطلاقة جادّة وصادقة.

يحمل الحرص في نفسه على الاستجابة لله، على الطاعة، على الانقياد التام.

{قَانتًا لِلَّهِ}: هذا يلفت نظرنا إلى واقعنا نحن في انطلاقتنا الإيمانية، كيف نحرص، وكيف نسعى إلى أن تكون انطلاقتنا الإيمانية مبنية على الاستجابة لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، والطاعة بخضوع وخشوع، بمحبة لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وأن نتخلص من العوائق في النفوس، التي تجعل الإنسان ينطلق انطلاقة متعثرة وهو مُكَبَّلٌ، ويخضع للتأثيرات السلبية التي تعيقه عن المبادرة، عن الاستجابة.

- لقد بدأ السيد عبدالملك محاضرة الليلة بشرح صفات" قانتاً "و" حنيفاً "

الإنسان إذا انطلق انطلاقةً صحيحة، يكفيه في ما ينطلق فيه من الأعمال، أن يكون فيه مرضات الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"؛ لأنه يحمل الحرص في نفسه على الاستجابة لله، على الطاعة، على الانقياد التام،

ولـذلك الحالة الأخرى المختلفة عن ذلك لدى البعض من الناس، قد ينطلق، حتى بعض انطلاقتهم إيمانية، لكنه ليس سريع الاستجابة، وليس متجهاً بدون عناء،

هذه الحالة حالة سلبية لدى الإنسان، حالة سلبية بكل ما تعنيه الكلمة، والحالة بالنسبة للعناد لدى الإنسان هي حالة ليست ايجابية أبداً؛ ولـذلك يصف الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" الجبابرة بالعناد في القرآن الكريم: {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ}[إبراهيم:15]، (عَنِيدٍ): لا يتقبل الحق، فالبعض من الناس- فعلاً- لديه هذه الحالة النفسية، أنه في انطلاقته الإيمانية، ومتعب جداً، لا يتحرك إلا بعناء، لا يتفهم إلا بعناء، لا يستجيب إلا بعناء

- تلاحظ يا ابنائي كيف وضح السيد عبدالملك هذه الحالتين .

{وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[الأنعام:79]، وهذه براءةٌ أيضاً، هو تبرأ من الشرك، وتبرأ أيضاً من المشركين، وتحدثنا بالأمس عن أهمية البراءة، وفي طريق الإيمان، الإنسان مع إيمانه له موقف، موقفٌ من الباطل، من الضلال، من الكفر من الشرك

ثم ينظر الإنسان إلى الأمور في الحياة مثل نظرة البعض، وكأن المسألة وجهات نظر هنا وهنا وهنا، وجهة نظر عن الإيمان بالله، ثم وجهة نظر عن الكفر، والشرك، والفساد، والطغيان، والإجرام، والكفر، وسابر كله سابر، لا، ليست المسألة كذلك، لابدَّ أن يكون الإنسان موقفٌ.

- فعلاً كما قال السيد عبدالملك ان هذا درسٌ مهمٌ جداً؛ لأنه يمثل الروح للانطلاقة الإيمانية، كيف تكون بهذا المستوى: انطلاقة سليمة من العوائق السلبية.

هذه البراءة من الشرك، من المشركين، عبَّر عنها القرآن الكريم في مقامات أخرى، فنبي الله إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَام" هو أيضاً رمزٌ وقدوةٌ في البراءة، في البراءة من أعداء الله، {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}[الممتحنة:4]، فالله قدَّم لنا نبيه إبراهيم في القرآن الكريم على أنه رمزٌ للبراءة من أعداء الله،
فعندما يحاول الأمريكي والإسرائيلي، ومن يدور في فلكهم من عملائهم الموالين لهم من العرب، أن يقدِّموه رمزاً للتطبيع والولاء لأعداء الله، فهذا إساءةٌ كبيرةٌ إليه، وتناقضٌ تامٌ مع الحقيقة التي أكَّد الله عليها في القرآن الكريم،

بعد هذا العرض، وبعد هذا الإعلان للموقف، الذي هو يوجِّه أيضاً دعوة ضمنية لهم، يعني: هو يعبِّر عن موقفه هو، عن ايمانه، عن توحيده لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، ويتضمن في معناه وفي فحواه الدعوة الصريحة لهم: إلى ترك ما هم عليه من الشرك، وإلى التوحيد لله والإيمان به "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"

- نلاحظ كيف قدم السيد عبدالملك هذه الجزئية المتدرجة لموقف نبي الله ابراهيم عليه السلام ضمن تدرج هدايته لقومه .

كيف كانت ردة فعل قومه بعد هذا؟
ردة فعلهم تدل على أنه نجح- فعلاً- في لفت نظرهم إلى الحقيقة المهمة، في أن الكمال لله وحده، وفي نقص معبوداتهم المزيفة التي يسمونها بالآلهة عن مقام الألوهية، ونجح بأسلوبٍ مناسب،

ردة فعلهم لم تكن بمستوى سخط كبير جداً، أو عقدة شديدة؛ لأن الأسلوب بنفسه، والبداية كانت بداية موفَّقة، بداية قدَّم نفسه فيها في صورة الباحث عن الحقيقة، كانت الدعوة فيها لهم دعوة ضمنية، بلفت أنظارهم إلى الموضوع، كان التصور بالنسبة لهم أنه يُعبِّر عن موقفه الشخصي، وتوجهه الشخصي .

عموماً، عبَّر القرآن الكريم عن ردة فعلهم بقول الله تعالى: {وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ}[الأنعام:80]، يعني: اتَّجهوا إلى أن يجادلوه في موضوع التوحيد، وموقفه من الشرك، وبالتأكيد أنهم لا يمتلكون الحجج، لا يمتلكون الحجج، ليس لديهم الأدلة التي يمكن أن تصمد في مقابل ما قدَّمه هو من الحجة والبرهان.
{قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ}[الأنعام:80]، هو هنا يلفت نظرهم إلى خطئهم الكبير في الجدال في الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"؛ لأن مسألة ادِّعاء الربوبية لغير الله تعالى والألوهية، فيه إساءةٌ إلى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"؛ لأن الله ليس له ندٌ ولا كفؤٌ، وهو "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" مُقَدَّس، مُعَظَّم، مُنَزَّه عن الند والشريك، لا يحتاج إلى معاون؛

- يواصل السيد عبدالملك شرح هذه الايات الكريمة بطريقة متفردة .. هكذا تحدث الدكتور احمد .

هنا كما لفتنا النظر سابقا: أن الإنسان في معتقداته الدينية، في توجهه الديني، يجب أن يكون معتمداً على هدى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"

فالعبارة نستفيد منها أيضاً في قوله: {وَقَدْ هَدَانِ}[الأنعام:80]، الاعتزاز بالهدى، وإدراك قيمة الهدى، وعظمة أن تكون في طريق الهدى، وهذه مسألة مهمة جداً للإنسان، حينما يوفِّقك الله سبحانه و تعالى أن تكون في طريق الهدى، فاعرف قيمة، وعظمة، وأهمية ما أنت فيه، ونعمة الله عليك،

- ما اعظم هذه الجزئية كما اخبرنا السيد عبدالملك ان الانسان عندما يكون في طريق الهدية فعليه ان يعرف قيمة وعظمة هذه النعمة .

هم فشلوا في مسألة الاحتياج؛ لأنهم لا يمتلكون حجةً من الأساس، يعني: المسألة بالنسبة لهم استناد إلى عاداتهم، إلى تقاليدهم، إلى أشياء لا تمثل- بنفسها- حجةً لهم فيما هم عليه من الباطل، فانتقلوا من مسألة الاحتجاج إلى العامل النفسي؛ بهدف التأثير بالتخويف من الأصنام؛ لأنهم لا يمتلكون حجةً مقنعة، حجةً من الأساس يعني، اتَّجهوا إلى العامل النفسي؛ بهدف التأثير بالتخويف من الأصنام

فهو رد عليهم بطريقة حاسمة وحكيمة، ومهتدية في نفس الوقت: {وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ}[الأنعام:80]، ولا أخاف ما تشركون به، لا أخاف في مقابل حملة التخويف التي استخدموها معه، وأسلوب التخويف هو أسلوب يعتمده أهل الباطل حتى لو قد اتضح باطلهم

- عندما فشلوا في محاججته اتجهوا لترهيبه نفسياً فكان هذا موقفه كما اوضحه السيد عبدالملك .. هكذا تحدث منير

هو في البداية يقول لهم: {وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا}[الأنعام:80]، هذا الاستثناء يأتي في حديث الأنبياء، ومع أكثر من نبيٍ في القرآن الكريم، وهو استثناء مهم جداً، يعني: هم لا ينطلقون من منطلقات شخصية في مواقفهم، وحتى المقام هنا ليس في مقام الاعتماد على النفس، يعني: بالاعتماد على نفسي، لا أخاف ما تشركون به، معتمداً على نفسي، على قوتي، على قدرتي، ليس كذلك، الأنبياء يحرصون على أن يربطوا موقفهم بالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وأن يشدَّوا الناس إلى الله "جَلَّ شَأنُهُ"، وأن يترفعوا عن الاعتبارات الشخصية، والمواقف الشخصية، وهذه مسألة مهمة جداً.
هو هنا يُعبِّر عن أنه ينطلق عبداً لله، مسلماً نفسه لله، وأن الأمر كله لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، ويعبِّر عن توكله على الله، وتسليمه لأمر الله، فيشبه ما ذكره الله في تعليماته لنا في القرآن الكريم لنبيه وللمؤمنين: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا}[التوبة:51]؛ لـذلك هذا المنطق مهم جداً: {إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا}[الأنعام:80]: يعني: لن يأتي شيءٌ من جهة الأعداء لا يعلمه الله، هو الواسع علماً، المحيط علماً بكل شيء، فأنا مخلصٌ له، ومهتدٍ بهدية، ومؤمن به وحده، وأعلم أنه بكل شيء عليم، فلن يحصل شيءٌ يضرني في وقتٍ يكون الله غير عالمٍ به، فهو الذي لا يخفى عليه شيءٌ، وأنا أستند إلى رعايته تعالى، وأُسلِّم أمري له "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، فإذا اتى شيءٌ بعلم الله، فليكن ما كان، يُعبِّر عن ثقته بالله، عن التجائه إلى الله، عن اعتماده على الله، عن توكله على الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".

- الله ما اعظم طرح السيد اليمني لهذه النقطة المهمة ... هكذا تحدث حازم

{أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ}[الأنعام:80]، وهو هنا بعد أن ذكَّرهم بالحق، لفت نظرهم إلى الحقيقة، إلى ما كانوا غافلين عنه، جاهلين به، والمفترض بالإنسان في مثل هذه الحالة أن يتفاعل، بالتقبُّل، بالاستجابة، عندما يكون الإنسان في الاتِّجاه الخطأ، وأتى من يُذكِّره، ومن يلفت نظره، ومن ينبهه، فالاتِّجاه الصحيح للإنسان الذي يدل على الرشد، يدل على الإنصاف، هو: أن يتفاعل إيجاباً، أن يتقبَّل؛ بينما إذا كان الإنسان مُتبلِّد الذهن، ومعقَّد النفس، لا ينفع فيه أن يُذَكَّر، تُعرَض له الحقائق، تُعرَض له البراهين، تُقدَّم له الحجج، لا ينفع معه شيء، مهما كانت الحجة، مهما كان وضوح الحق، مهما كان وضوح الحقيقة، يبقى معانداً لا يتفاعل؛ لأنه مقفل الذهن، متبلد الذهن،

{وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ}[الأنعام:81]، يستمر في مخاطبتهم تجاه مسألة التخويف، التي حاولوا أن يؤثِّروا عليه بها، {وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[الأنعام:81]، هنا قدَّم مقارنة مهمة جداً: (كَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ): الأصنام التي تنحتونها أنتم، لا تملك شيئاً، لا حياةً، ولا نفعاً، ولا ضراً، ولا أي شيء، وليس لها أي قدرة، هل أخاف منها؛ لأنكم منحتموها أنتم وسام الألوهية كصفة زائفة، ليس لها أي حقيقة في الواقع، اسم فقط، اسم ليس له حقيقة ولا واقع.
{وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا}[الأنعام:81]، يعني: أنتم المذنبون، أنتم الذين يجب أن تخافوا من ذنب شرككم بالله تعالى، فأنتم تُقِرُّون بالله، وَتُقِرُّون بقدرته على كل شيء، وأنه الذي فطر السماوات والأرض، وعلى كل شيءٍ قدير، ونؤمن جميعاً نحن وأنتم به؛ إذاً يجب أن تخافوا أنتم؛ لأنكم أنتم المذنبون ذنبًا خطيرًا جداً، وأنتم في مقام المؤاخذة الإلهية، في مقام العقوبة الإلهية، أنتم في الموقف الخطر جداً، يعني: في الذنب، الذي هو ذنب خطير على الإنسان، من حيث المؤاخذة من الله، من حيث العقوبة من الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، من حيث أنه يصبح في مشكلة مع الله "جَلَّ شَأنُهُ"، فأنتم الذين يجب أن تخافوا أنكم أشركتم بالله.
{مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا}[الأنعام:81]، وهذا كما نَبَّهْنا في كل المواطن الماضية: أن المستند والأساس في المعتقدات الدينية هو ما ثبت أنه من الله، بالحجة، وبالبرهان، وليس بالشبه وبالادِّعاءات الفارغة، بالحجة وبالبرهان؛ ولـذلك يجب أن يكون الإنسان متنبهاً لهذه المسألة، إيمانك يكون مبنياً في مبادئه، في أسسه، في عقائدك الدينية، على أساس ما هو من الله، من هدى الله، ببرهانٍ واضح، بدليلٍ واضح من هدى الله "جَلَّ شَأنُهُ"

وأن يكون الإنسان حذراً من الآراء الباطلة، والزخارف الزائفة، والخرافات التي باسم أنها من دين الله وليست من دين الله؛ لأن هناك من يفترون على الله الكذب، هناك من يزخرفون زخارف القول؛ للإقناع بالباطل، فئات ضالَّة، أهل الضلال، ينشطون في التضليل للناس، اليهود في هذا العصر لهم نشاط هائل، ويركِّزون على الاختراق الفكري، والثقافي، والعقائدي، ولهم ناشطون، كُتَّاب يكتبون في مواقع التواصل وغيرها، في شبكة الإنترنت، في القنوات الفضائية التي هي منابر للضلال، وتستخدم للضلال من قِبَلِهِم، القنوات التابعة للمضلين.

- هل استمعهم كيف قدم السيد عبدالملك هذه المقارنة الابراهيمية مع قومه كما وردت بالقرآن الكريم وشرحها السيد عبدالملك محذرا من اهل الضلال .
فهو هنا يُنَبِّه على هذه الحقيقة: {أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا}[الأنعام:81]، يعني: ليس لكم مستندٌ في باطلكم من الله، ليس هناك حجة، ليس هناك برهان، لا هدى من الله، ولا كتاب من كتب الله، تستندون إليه فيما قمتم به، فيما وصلتم إليه من الانحراف بالشرك بالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".
{فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[الأنعام:81]، من الذي هو آمن، ويستحق أن يقال له: هو آمن، {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}؟ والفريقان في الآية، حين قال: {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ}: فريق من آمن بالله، وأخلص له، إيماناً سليماً من الشوائب، والفريق الآخر: الفريق الذي أشرك بالله لم يُنزِّل به سلطاناً، {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[الأنعام:81]، يعني: تفهمون الأشياء برؤية واضحة من خلال المقارنة.
المقارنة في موضوع التخويف درسٌ مهمٌ جداً، من أحوج ما نحتاج إليه في هذا الزمن؛ لأن من أكثر ما يركِّز عليه الطغاة والمجرمون، والضالون، والمضلون، والمنافقون، كل فئات أولياء الشيطان، هو: التخويف، وكل القائمة التي يخوفون منها هي في قائمة: {وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ}[الزمر:36]، يخوفونك بأمريكا، بما تمتلكه أمريكا من قوات عسكرية، وقدرات عسكرية، بما تقوم به من ضغوط اقتصادية... وغير ذلك، ويؤثِّر التخويف على الكثير من الناس، يعتبر التخويف من أكثر العوامل المؤثِّرة على الكثير من الناس.
يعني: ربما لو نتأمل في واقع أمتنا الإسلامية، كيف تتعامل مع قضايا واضحة، الحق فيها واضحٌ تماماً، ليس هناك التباس لدى الناس فيها، مثل: القضية الفلسطينية، والمظلومية الفلسطينية، مظلومية الشعب الفلسطيني، وهذا التخاذل في واقع الأمة، أكبر سببٍ فيه لدى الكثير، لدى الكثير، هو الخوف، لم يتحركوا، لم يجرؤوا أن يكون لهم موقف؛ خوفاً من أمريكا، على مستوى الحكومات والأنظمة، وكذلك خوفاً من الحكومات والأنظمة على مستوى الكثير من الشعوب، وهذه إشكالية خطيرة على الناس؛ لأنها ليست منجية، يعني: ما يخاف منه الناس، وبالتالي يتنصلون عن مسؤولياتهم الإيمانية والدينية، هم يسببون لأنفسهم من سخط الله، وغضب الله، وعذاب الله، ما هو الشيء الذي يجب أن يخافوا منه فعلاً، وما لا يُقارن، ما يخافون منه، وقد تخلُّوا عن ذلك بسببه، يعني: عندما يخافون من أمريكا- مثلاً- من قدراتها العسكرية، ما هي قدرات أمريكا العسكرية في مقابل عذاب بالله وسخط بالله، في مقابل لحظة واحدة من جهنم، عذاب بالله في الدنيا والآخرة؟ لا شيء، أو في مقابل ما بحوزة إسرائيل من قدرات للقتل والبطش والجبروت؟ كذلك لا يساوي ساعة واحدة في نار جهنم، ولا لحظة واحدة في نار جهنم.
ولـذلك يجب أن يكون الإنسان واعياً، يعني: حتى بحساب الخوف، بحساب الخوف، ما هو الذي يجب أن أخاف منه؟ أين هو الخطر الأكبر؟ أين هو الضرر الأشد، الذي يجب أن أحسب حسابه: ما يأتيني من جانب الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، إن عصيته، إن فرَّطت في مسؤولياتي، إن تنصلت عن واجباتي، إن خالفت هدى الله وتعليماته؛ أو ما يأتيني من جهة الناس؟ ما يأتي من جهة الناس هو لا شيء في مقابل عذاب الله وسخط الله.
ولـذلك يجب أن يكون المعيار في مسألة ما يجب أن نخاف منه، يجب أن يكون المعيار معيار القرآن الكريم، فأولئك الذين اتَّجهوا من أبناء هذه الأمة للخضوع لأمريكا، وطاعتها، والولاء لها، وتقديم الدعم لها (المال)، والطاعة لها؛ هُمْ ابتعدوا عن الله، أصبحوا في واقعهم يعتبرون أمريكا وكأنها أكبر من الله "
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وكأنها نِدٌ لله "جَلَّ شَأنُهُ"، هُمْ في الموقف الخطير على أنفسهم من عذاب الله، ومن سخط الله "جَلَّ شَأنُهُ"؛ لأنهم بخضوعهم لأمريكا يدعمون الباطل، يقفون مع الباطل، يخدمون الباطل، يُتيحون المجال للظلم، للإجرام.
أكبر عامل استفادت منه إسرائيل، في عدوانها على الشعب الفلسطيني، هو: تخاذل الأمة، أمكن لها أن تفعل ما تفعل، بذلك المستوى من الوحشية والإجرام والطغيان.
الآن، على مستوى أكبر، ومستوى يُعبِّر عن المبادئ والدين، ما الذي يعيق أكثر الأمة عن الاتِّجاه وفق هدى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، أن يكون لهم الموقف القرآني، أن يتحركوا وفق توجيهات الله "جَلَّ شَأنُهُ"؟ هو الخوف، مؤثرٌ عليهم إلى درجة كبيرة جداً؛ ولـذلك يجب أن يكون هناك تذكير بهذه المقارنة، وترسيخ لها؛ لأنها سَتُمثِّل علاجاً وحلاً لهذه العقدة، لمن يتذكر، لمن يتفهم: من هو في الموقف الأقوى: من يعتمد على الله، ويتوكل عليه، ويعتمد على نصره وتأييده، أو من باءوا بغضبٍ من الله، وسخطٍ من الله، ولهم الوعيد الشديد في القرآن الكريم توعدهم الله به، ومن يواليهم؟
{إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[الأنعام:81]، أنت عندما تخاف من عذاب الله، وتتَّجه لما يقيك من عذابه؛ فأنت أولاً ستأمن من عذابه، والله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" هو قادرٌ أيضاً على أن يُؤمِّنك من ضُرِّ الآخرين، ونجد الدرس العظيم في قصة نبي الله إبراهيم "عَلَيْهِ السَّلَام"، كما سيأتي في مقامات أخرى، حاولوا حتى أن يحرقوه بالنار، لكنهم فشلوا في ذلك؛ ولـذلك هذه المقارنة مهمة جداً.
نكتفي بهذا المقدار.
- انتهت المحاضرة ولان الجزئية الاخيرة كانت مرتبطة ببعضها البعض فلم يعقب اربعتهم عليها ونشرناها كاملة لاهميتها وعدم اجتزاءها لكي لا تضيع فكرة هذه الجزئية .

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

ما بين البرهان وطارق بن زياد

أحرق الربان كل سفينة من خلفه إلا شراع رجاء. كانت تلك إرادة قائد مسلم وبطل عربي قاد جيوش المسلمين لفتح الأندلس إسمه طارق بن زياد.

الخياران اللذان وضعهما القائد المسلم يومها أمام جنوده هما النصر أو الشهادة بحق وليس كما يدعي المرتزقة من مليشيات آل دقلو اﻹرهابية الذين يفعلون أفعال الشيطان من فساد في اﻷرض وسفك للدماء وقتل اﻷبرياء وإغتصاب للحرائر وسبيهن ومع كل هذه اﻷفعال يقولون واحد من إثنين يا نصر يا شهادة عجلات لأمرهم الخطاب والبوار.

خطب طارق بن زياد علي الضفة اﻷخرى من المتوسط في إتجاه بني الأصفر والعالم الصليبي يومها في جند الإسلام وهم على البعد من حاضنتهم الإجتماعية والدينية كما نقول بمنطق الحواضن في عصرنا الحاضر.

أما القائد البرهان فقد جاء خطابه في واحد من أشد أيام حرب الكرامة على السودان ضراوة عندما شنت دولة اﻹمارات العربية المتحدة الداعمة لمليشيا آل دقلو اﻹرهابية هجمات على خزانات الوقود وفندق كورال القريب من مقر إقامة رئيس المحلس السيادي القائد العام للقوات المسلحة ببورتسودان. إنصب حديث القنوات الفضائية ووسائط التواصل اﻹجتماعي والصحافة العالمية على خطورة اﻷوضاع اﻷمنية في المدينة الساحلية التي صارت عاصمة إدارية للبلاد ومقرا لرأس الدولة تعليقا على عشرات المسيرات الإنتحارية والإستراتيجية التي هاجمت بورتسودان في مناطقها الحساسة لهتك شرفها وفك عذريتها. عزيزي القارئ تعلم أنه في مثل هذه الظروف الأمنية المعقدة والصعبة يكون الشاغل الأول الرأي العام. السؤال عن المسؤول اﻷول وحاشيته وما إن كان قد أصيب بمكروه، أم لجأ إلى اﻷماكن اﻵمنة داخل حدود الدولة وخارجها، ولا يتم الكشف عن مكانه وإذا أضطر لمخاطبة الجماهير يتم ذلك بواسطة رسائل مسجلة عبر الراديو أو التلفزيون.

الرئيس البرهان لم يكن في حاجة لإلقاء خطاب وقد أصدر مجلس اﻷمن والدفاع الوطني برئاسته قراره القاضي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة اﻹمارات العربية المتحدة مع إدانة للهجوم الغادر بالمسيرات على ميناء بورتسودان وقد تولى الفريق أول ركن يس إبراهيم وزير الدفاع ومقرر المجلس تلاوة البيان الذي كان وافيا وشافيا من حيث الشكل والموضوع واللغة المستخدمة والشمول والإحاطة بالأمر من كافة جوانبه.

تحدث المتحدثون والخبراء في فنون التلفزة واﻹخراج والديكور والتصوير عن خطاب رئيس المجلس السيادي المنقول على الهواء مباشرة من موقع الحدث من زوايا الصورة وأشار البعض إلى سلبية الموقع الذي خاطب منه البرهان الشعب السوداني لكون هيبة الدولة تقتضي أن يتحدث القائد العام ورئيس الدولة من مكتبه الذي يخفق في أرجائه علم السودان وعلم القوات المسلحة حسب هذا المنطق على الفريق أول ركن البرهان أن لا يزاحم قنوات التلفزة التي تستخدم التصوير في مثل هذه المواقع ﻹثبات صدق رسالتها وحضور مندوبيها.

تجلت عبقرية البرهان في كونه ومن خلال وقت وجيز تحدث للشعب السوداني حديث القلب إلى القلب في خطاب قام بإرتجاله ليحدث الشعب حديثا له علاقة مباشرة بالعدوان اﻹمارتي على البلاد وعاصمتها الإدارية بورتسودان. وكانت الرسائل موجهة للشعب السوداني أولا وإلى أعداء السودان الذين يريدون أن يفتوا من عزم الشعب السوداني وجيشه ومقاومته الشعبية وشريده وإحتلال أرضه في مقام آخر.

بدأ الرئيس البرهان خطابه بقوله أعوذ بالله من الشيطان الرجيم والحمد لله علي كل حال وجاء بعبارات إفتتاحية في وصفه للشعب السوداني بأنه شعب واعي والوعي هو أعلى درجات اﻹدراك للتحديات والتعامل مع الواقع والمثل السوداني يقول: الواعي ما بوصوه. قال البرهان الشعب السوداني شعب معلم. الشعب السوداني شعب معلم لأنه علم الشعوب اﻷخرى البطولات والتضحيات والثورات منذ الثورة المهدية وكرري وعلم الشعوب الثورات الشعبية ومعركة الكرامة التي يخوضها الشعب السوداني اﻵن خير دليل على إنه شعب يقوي على الشدائد ويواجه المحن.

هذا الشعب هو صانع التاريخ كما قال البرهان والتاريخ لا يصنع من فراغ ولكنه أمجاد وبطولات. وكما قال البرهان في خطابه الشعب السوداني له جذور ضاربة في تاريخ البشرية، وهذا مما يفخر به أهل السودان عند ذكرهم مجد اﻵباء واﻷجداد بعانخي وترهاقا والصحابة الكرام بني النجار وبلال إبن رباح مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم والنجاشي وإتفاقية البقط وكل الثورات واﻷمجاد في اللواء اﻷبيض علي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ وعبيد حاج اﻷمين وقوة دفاع السودان وكرن وليبيا. كل هذه البطولات إحتشدت في قلب الثائر البرهان وجاءت علي لسانه في لحظة مفصلية من تاريخ هذه الامة هي لحظة العدوان على الوطن الذي تم بإسم مليشيا لا حول لها ولا قوة وتقف من ورائه دول في الإقليم ودول عالمية تسعى بكل السبل لتدمير السودان. مشيرا إلى موقع الحريق بيده اليسرى والدخان يتصاعد قال رئيس المجلس السيادي: الشعب السوداني لا تعجزه كل هذه الحوادث ولا تخيفه مثل هذه النوائب. الشعب السوداني صنع التاريخ وصنع الحضارات ولن ترهبه مثل هذه اﻷفعال وأشار بيده إلى منطقة الحريق وتصاعد الدخان حيث سقطت الصواريخ والمسيرات التي قامت دولة اﻹمارات العربية بإسقاطها على خزانات الوقود في المدينة. قال السيد رئيس مجلس السيادة القائد العام: هذه المنشآت منشآت مدنية تخدم الشعب السوداني بناها الشعب السوداني ولم يجدها جاهزة وهو الذي بناها وصنعها وسيبنيها ويصنعها من جديد وفي هذا تأكيد علي أن المنشآت التي تم إستهدافها بالمسيرات من قبل المليشيا ورعاتها هي منشآت مدنية تتبع للشعب السوداني وعليه فإن ما تقوله دولة اﻹمارات العربية المتحدة من تقديم مساعدات للشعب السوداني أثناء الحرب عبارة عن ذر للرماد في العيون إذا كانت هي من تدمر ممتلكات السودانيين النفطية والسياحية والعلاجية والتعليمية. وعلى دويلة الشر أن تعلم أن كل تدمير أو خراب لمنشآت مدنية أو عسكرية لن يزيد الشعب السوداني إلا قوة ولن يزيدهم إلا صبر ولن يزيدهم إلا تماسكا. وهنا يدلف البرهان للإجابة علي اﻷسئلة المشروعة التي دارت في أذهان الناس في تلك اللحظات العصيبة وما هي الكلمات التي عليه أن يلقي بها في هذه اللحظة المفصلية من تاريخ السودان؟ جاءت اﻹجابة بقول السيد القائد العام رئيس المجلس السيادي: نحن نؤكد أننا في القوات المسلحة والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية وكل الفئات التي تقاتل مع الجيش السوداني أنها مصطفة خلفها ضد هذا العدوان. ستحين ساعة القصاص. نصر من الله وفتح قريب. نصر من الله وفتح قريب. نصر من الله وفتح قريب. مع قبضة اليد اليمنى والتحرك من أمام الكاميرا. وقد أثار خطاب القائد العام رئيس المجلس السيادي العديد من الجدل من ذلك أنه لم يذكر دولة اﻹمارات العربية باﻹسم في خطابه التاريخي ولكنه في حقيقة اﻷمر ذكرها ومضى أبعد من ذلك في الحديث عن رد الصاع صاعين للأعداء وهزيمة مليشيا آل دقلو اﻹرهابية.
وأهم ما جاء في الخطاب وهو خطاب ملئ بقيم الحق والدين والوطن والنهضة وإعلاء معني الوطنية والتضحية والشهادة ومن يقول بذلك كأنه يصلي ومن يصلي لا يلغو بذكر اﻹمارات في لسانه وهي التي لا تحوز على فضيلة واحدة من الفضائل التي تم ذكرها عن السودان على لسان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الذي تحدث كثيرا وخطاباته في معظمها ذات معنى ومضمون ومكنون ولكن هذه المرة تحدث البرهان بلسان الشعب وللشعب صانع الماضي والحاضر والمستقبل. ويكفي الشعب السوداني فخرا أن يقود جيشه دولته قائد شجاع في شجاعة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن وهو يستخف بالمحن.

د. حسن محمد صالح

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • موجهة التحية للسيد القائد والشعب اليمني.. سرايا القدس تنشر مشاهد لقصف أسدود وعسقلان وسديروت ومغتصبات غلاف غزة برشقات صاروخية (صور + فيديو)
  • محافظ الإسماعيلية يسلم تأشيرات الحج لحجاج الجمعيات الأهلية 1446 هـ
  • الملك القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية يوجه الأمر اليومي للقوات المسلحة الملكية بمناسبة الذكرى ال 69 لتأسيسها
  • ما بين البرهان وطارق بن زياد
  • رئيس دينية الشيوخ: الإنسان مأمور بالحفاظ على الموارد منذ خلافته في الأرض
  • مدير تعليم بورسعيد يكرم الطلاب الفائزين في المسابقة الرمضانية الدينية الثقافية
  • متى يكون صيام العشر الأوائل من ذي الحجة 2025؟ الإفتاء توضح
  • موعد صيام العشر الأوائل من ذي الحجة 2025 وفضلها
  • متى صيام العشر من ذي الحجة 2025 وفضلها؟.. الإفتاء تحدد موعدها
  • العرفج يوضح أسرع علاج للحزن والتوتر والغضب .. فيديو