عندما تولى الجنرال كليبر ، الذي يصادف اليوم ذكرى ميلاده، قيادة الحملة الفرنسية في مصر بعد رحيل نابليون بونابرت عام 1799، وجد نفسه في موقف صعب، حيث كانت القوات الفرنسية تعاني من العزلة، وتهددها الأخطار من جميع الجهات. 

ولم تكن ثورات المصريين وحدها هي التي تقلقه، بل ايضا الحصار البريطاني وقوات الدولة العثمانية التي كانت تسعى لاستعادة السيطرة على مصر، في ظل هذا الوضع، لجأ كليبر إلى التفاوض للخروج من المأزق، وكانت معاهدة العريش هي المحاولة الكبرى لإنهاء التواجد الفرنسي في مصر.


 

معاهدة العريش

بدأت المفاوضات بين الفرنسيين والعثمانيين بوساطة بريطانية في أواخر عام 1799، حيث أدرك كليبر أن القوات الفرنسية غير قادرة على الاستمرار في مواجهة التمردات الشعبية من ناحية، والضغوط العسكرية الخارجية من ناحية أخرى.

نصت المعاهدة التي وُقعت في يناير 1800، على السماح للقوات الفرنسية بالخروج الآمن من مصر على متن سفن عثمانية، مع الاحتفاظ بأسلحتهم ومعداتهم العسكرية. 

كان الهدف الرئيسي لكليبر هو إنقاذ ما تبقى من قواته والحفاظ على كرامة الجيش الفرنسي بدلاً من تكبد خسائر فادحة في حرب غير متكافئة.

لكن سرعان ما انهارت المعاهدة بسبب رفض بريطانيا الالتزام بها، فبينما وافق العثمانيون على شروطها، رفضت بريطانيا السماح للقوات الفرنسية بالمغادرة بسلام، وأصرت على استسلامهم دون قيد أو شرط، هذا الموقف أغضب كليبر، الذي شعر بالخداع والخيانة، ودفعه إلى التراجع عن الاتفاقية واتخاذ قرار بمواصلة القتال.

بعد فشل المعاهدة، شن كليبر هجومًا عنيفًا على القوات العثمانية التي كانت قد دخلت مصر بالفعل، وحقق انتصارًا ساحقًا في معركة هليوبوليس في مارس 1800، أعاد الفرنسيون سيطرتهم على أجزاء كبيرة من البلاد، لكن هذا النصر لم يكن كافيًا لضمان استقرارهم، حيث استمرت المقاومة الشعبية ضدهم، خاصة بعد أن زاد قمع كليبر للمصريين، وهو ما جعله هدفًا لاحقًا لعملية اغتيال على يد سليمان الحلبي.

لم تكن معاهدة العريش مجرد اتفاقية فاشلة، بل كانت مؤشرًا على المأزق الذي وصلت إليه الحملة الفرنسية، حيث أدركت فرنسا أن بقاءها في مصر لن يستمر طويلًا في ظل الرفض الشعبي والضغوط الخارجية. 

ورغم انتصارات كليبر العسكرية، فإن موته بعد أشهر قليلة من فشل المعاهدة، ساهم في تسريع انهيار الاحتلال الفرنسي لمصر، الذي انتهى رسميًا عام 1801

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحملة الفرنسية الدولة العثمانية نابليون بونابرت كليبر الحصار البريطاني المزيد

إقرأ أيضاً:

حاول يا الوليد اعتبر من مصير “مادبو الكبير” على يد حمدان أبو عنجة

▪️تجليات النرجسية والأنا المفرطة والاضطراب العقلي والنفسي..
الوليد ماديبو لقناة الجزيرة????????
▪️”لو بكرة البرهان اتصل فيني واحترمو قيمتي الأدبية والتاريخية والفكرية. وقال لي يالوليد تعال ساعد كامل إدريس، ح أمشي أقول ليهو رأيي لإنو مهم بالنسبة ليهو???? أنا لابد أجي اشرح ليهو الأشكال في الريف السوداني. كامل إدريس محتاج أعمل ليهو سمنار عشان أنا أفهّمو الأشكالات البنيوية اللي حصلت في الدولة السودانية”????

▪️يا لشجاعتك الأدبية والفكرية والتاريخية يا ماديبو!
دبوّس صغيروني بتعريفة، ح يبدد انتفاخ بالونتك ويطرشقا.. حاول اعتبر من مصير “ماديبو الكبير” على يد حمدان أبو عنجة.

وجدي الكردي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حاول يا الوليد اعتبر من مصير “مادبو الكبير” على يد حمدان أبو عنجة
  • روسيا تدعو لإجراء انتخابات رئاسية أوكرانية لتوقيع معاهدة سلام
  • وزير الخارجية: ملتزمون بتطبيق مبادئ معاهدة منع الانتشار النووي
  • وزير الخارجية: يجب الالتزام بمبادئ معاهدة عدم الانتشار النووي
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • المشدد 5 سنوات لعاطل حاول سرقة متعلقات شخص بالإكراه فى القناطر الخيرية
  • توقعات الأبراج لشهر حزيران/يونيو 2025
  • إصابة عنصر إجرامي بطلق ناري أثناء مطاردة أمنية في شبرا الخيمة
  • «حاول التقاط سيلفي معه».. نمر ضخم ينقض على سائح «فيديو»
  • اغلاق ميناء العريش البحري نظرا لسوء الأحوال الجوية