معاهدة العريش.. كيف حاول كليبر إنهاء الحملة الفرنسية على مصر؟
تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT
عندما تولى الجنرال كليبر ، الذي يصادف اليوم ذكرى ميلاده، قيادة الحملة الفرنسية في مصر بعد رحيل نابليون بونابرت عام 1799، وجد نفسه في موقف صعب، حيث كانت القوات الفرنسية تعاني من العزلة، وتهددها الأخطار من جميع الجهات.
ولم تكن ثورات المصريين وحدها هي التي تقلقه، بل ايضا الحصار البريطاني وقوات الدولة العثمانية التي كانت تسعى لاستعادة السيطرة على مصر، في ظل هذا الوضع، لجأ كليبر إلى التفاوض للخروج من المأزق، وكانت معاهدة العريش هي المحاولة الكبرى لإنهاء التواجد الفرنسي في مصر.
معاهدة العريش
بدأت المفاوضات بين الفرنسيين والعثمانيين بوساطة بريطانية في أواخر عام 1799، حيث أدرك كليبر أن القوات الفرنسية غير قادرة على الاستمرار في مواجهة التمردات الشعبية من ناحية، والضغوط العسكرية الخارجية من ناحية أخرى.
نصت المعاهدة التي وُقعت في يناير 1800، على السماح للقوات الفرنسية بالخروج الآمن من مصر على متن سفن عثمانية، مع الاحتفاظ بأسلحتهم ومعداتهم العسكرية.
كان الهدف الرئيسي لكليبر هو إنقاذ ما تبقى من قواته والحفاظ على كرامة الجيش الفرنسي بدلاً من تكبد خسائر فادحة في حرب غير متكافئة.
لكن سرعان ما انهارت المعاهدة بسبب رفض بريطانيا الالتزام بها، فبينما وافق العثمانيون على شروطها، رفضت بريطانيا السماح للقوات الفرنسية بالمغادرة بسلام، وأصرت على استسلامهم دون قيد أو شرط، هذا الموقف أغضب كليبر، الذي شعر بالخداع والخيانة، ودفعه إلى التراجع عن الاتفاقية واتخاذ قرار بمواصلة القتال.
بعد فشل المعاهدة، شن كليبر هجومًا عنيفًا على القوات العثمانية التي كانت قد دخلت مصر بالفعل، وحقق انتصارًا ساحقًا في معركة هليوبوليس في مارس 1800، أعاد الفرنسيون سيطرتهم على أجزاء كبيرة من البلاد، لكن هذا النصر لم يكن كافيًا لضمان استقرارهم، حيث استمرت المقاومة الشعبية ضدهم، خاصة بعد أن زاد قمع كليبر للمصريين، وهو ما جعله هدفًا لاحقًا لعملية اغتيال على يد سليمان الحلبي.
لم تكن معاهدة العريش مجرد اتفاقية فاشلة، بل كانت مؤشرًا على المأزق الذي وصلت إليه الحملة الفرنسية، حيث أدركت فرنسا أن بقاءها في مصر لن يستمر طويلًا في ظل الرفض الشعبي والضغوط الخارجية.
ورغم انتصارات كليبر العسكرية، فإن موته بعد أشهر قليلة من فشل المعاهدة، ساهم في تسريع انهيار الاحتلال الفرنسي لمصر، الذي انتهى رسميًا عام 1801
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحملة الفرنسية الدولة العثمانية نابليون بونابرت كليبر الحصار البريطاني المزيد
إقرأ أيضاً:
وصول الشحنة السابعة من المساعدات الإنسانية الباكستانية لغزة إلى مطار العريش
أرسلت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في باكستان، بالتعاون مع مؤسسة الخدمة، اليوم، الشحنة السابعة من المساعدات الإنسانية والإغاثية لأهالي قطاع غزة عبر مصر.
و هبطت اليوم في مطار العريش الدولي طائرة مستأجرة خاصة من باكستان تحمل 100 طن من الإمدادات الإنسانية والإغاثية، تتضمن الشحنة خيامًا وأدوية وبطانيات وعبوات مياه، وهي مواد ضرورية للغاية.
و تم تسليم الشحنة إلى جمعية الهلال الأحمر المصري لتوزيعها على سكان غزة.
و تعرب حكومة وشعب باكستان عن امتنانهم العميق للحكومة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجمعية الهلال الأحمر المصري لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية من حكومة وشعب باكستان إلى الشعب الفلسطيني الشقيق.
الجدير بالذكر أنه تم إرسال 26 شحنة إغاثة إلى غزة، بما في ذلك رحلة اليوم، تحمل 2527 طنًا. وتجري حاليًا عمليات إرسال المزيد من الشحنات الإنسانية والإغاثية.