هل تؤجج الانتهاكات في الساحل السوري مخاوف تقسيم البلاد؟
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
ألقت أصداء الأحداث في الساحل السوري، وأعمال العنف التي ارتكبت ضد مدنيين من الطائفة العلوية، خلال الحملة التي نفذتها وزارة الدفاع بعد تعرض قواتها لهجمات من فلول النظام البائد، بظلالها على المشهد السوري.
وبعد التقارير عن إعدامات ميدانية وتجاوزات بحق مدنيين، أغلقت وزارة الدفاع السورية الطريق المؤدية إلى المنطقة، بهدف منع التجاوزات ضد المدنيين، وإعادة الاستقرار.
ومنذ تسلمها السلطة في 8 كانون الأول/ديسمبر الماضي، تواجه الدولة السورية بقيادتها الجديدة، تحديات كبيرة أمام توحيد البلاد في ظل تعنت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" (الكردية) وعدم تجاوب الدروز في السويداء، وجاءت عمليات العنف لتعقد المشهد في سوريا، وخاصة لجهة زيادة المخاوف من تقسيم البلاد.
ما تداعيات العنف على سيناريو "التقسيم"؟
ومثلت أحداث الساحل أول اختبار حقيقي للقيادة السورية الجديدة، بحسب الكاتب السياسي بسام اليوسف، من الطائفة العلوية، الذي يقول لـ"عربي21"، إن "الأحداث الأخيرة عززت مخاوف التقسيم، بحيث نجد الآن صعوبة حقيقية أمام القيادة السورية لإعادة توحيد البلاد".
واعتبر أن ما جرى سيصعب من مهمة احتكار الدولة لحمل السلاح، وقال: "التجاوزات والجرائم ستجعل من الصعب على دروز السويداء تسليم سلاحهم، وكذلك قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يقودها الأكراد".
وبحسب اليوسف، فقد كشفت الأحداث أن الفصائل المنضوية في وزارة الدفاع السورية الجديدة، هي فصائل متعددة، ولا تخضع لقيادة واحدة، وقال: "نحن أمام معضلة حقيقية، لأن هذه الوزارة تبدو شكلية"، وفق قوله.
وقال اليوسف: "بالتالي نحن أمام إمكانية احتراب داخلي طويل قد يؤدي في نهاية المطاف إلى حالة تقسيم، وخصوصاً أن هناك بعض الأطراف الدولية والإقليمية التي ترى في التقسيم مصلحتها".
على النسق ذاته، يرى الباحث في معهد الشرق الأوسط، سمير التقي، أن التطورات في الساحل السوري عززت مخاوف تقسيم سوريا، وتساءل: "لكن كيف يمكن درء هذه المخاوف"؟.
وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن "ذلك يمكن من خلال التنازل للغرب والقوى الخارجية، وهذا يبدو أسهل من التوافق مع السوريين بمكوناتهم المختلفة، وهكذا فعل نظام الأسد البائد سابقا".
وفي رده على سؤال "هل تحذو القيادة السورية حذو النظام السابق"؟، أجاب التقي أنه "يبدو أن القيادة السورية الجديدة تتبع المسار ذاته، وما يؤكد ذلك الخطب النارية للرئيس أحمد الشرع"، بحسب تعبيره.
"نحو الهدوء"
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع شدد في خطاب للسوريين، على عدم السماح بأي تجاوزات، وحذر من أن مرتكبي الانتهاكات ضد المدنيين سيحاسبون بشدة.
وبعد ذلك، ثمن وجهاء ومشايخ اللاذقية في بيان وصل لـ"عربي21" مساء السبت، حديث الشرع عن السلم الأهلي، وطالبوا بمحاسبة المتورطين، وأكدوا على ضرورة حصر السلاح بيد الجهات الرسمية ومنع انتشاره بين المدنيين، ودعوا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات قانونية ضد أولئك الذين تسببوا في إراقة الدماء وتهديد أمن المنطقة، وطالبوا بمحاسبة المتورطين في سفك الدماء من فلول النظام السوري وغيرهم في منطقة الساحل السوري.
"لا تقسيم"
من جهته، يستبعد الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة، في حديث مع "عربي21"، سيناريو التقسيم في سوريا، بقوله: "لا يمكن ربط التقسيم بمجرد ظهور حركات التمرد في مناطق الساحل السوري المعارضة للسلطات الحالية، إذ إن التقسيم يستلزم توفر ظروف إقليمية ودولية مواتية، وهي غير متحققة في الحالة السورية، على العكس من ذلك، فإن الدول العربية الداعمة لاستقرار سوريا تؤكد على مركزية السلطة السياسية والأمنية، ما يعزز وحدة البلاد".
وأضاف: "أما ما جرى في الساحل، فقد كان تمردا منظما استهدف أرتال الجيش السوري، رغم أن السلطات قدمت جميع الضمانات للحفاظ على السلم المجتمعي، ومع ذلك، لاقى خطاب الرئيس السوري أحمد الشرع، ارتياحاً قد يدفع نحو احتواء التمرد عبر إعادة المتمردين إلى حضن الدولة، بعيدا عن المشاريع الخارجية الهادفة إلى زعزعة الاستقرار".
وتابع خليفة أنه "في حال تعنت الفلول ورفضهم الانخراط في المسار الوطني، فإن مصيرهم هو العزل المجتمعي، بما يضمن استعادة الأمن والاستقرار في سوريا".
وثمة قراءات تُحمل تأجيل القيادة السورية مبدأ "المحاسبة والعدالة" مسؤولية الحوادث الانتقامية والفوضى، وخاصة لجهة عدم محاسبة الذين تورطوا في الدم السوري من ضباط وعناصر جيش النظام البائد، وأجهزته الاستخباراتية، معتبرين أن سوريا الموحدة تتطلب تفعيل المحاسبة "والعدالة الانتقالية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الساحل سوريا الشرع سوريا الساحل الشرع المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القیادة السوریة الساحل السوری فی الساحل
إقرأ أيضاً:
سوريا في عهد ” الثوار”
ذات يوم موغل جاء وزير خارجية أمريكا “هنري كيسنجر” إلى دمشق عارضا على الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد إعادة هضبة الجولان مقابل السلام والتطبيع مع العدو.. رد الأسد: لن يرفع العلم العربي السوري فوق هضبة جولان قبل أن يرتفع علم فلسطين فوق المسجد الأقصى وقبة الصخرة.
طيلة سنوات حكمه، رفض الرئيس الأسد المساومة على فلسطين ودعم فلسطين شعبا ومقاومة وبما هو متاح من الإمكانيات.. كانت سوريا عام 1973 م قد خاضت الحرب إلى جانب مصر ضد العدو، وكان يمكن أن تكون حرب تحرير حقيقية، غير أن السادات جعل منها حرب تحريك المياه الراكدة، وخذل سوريا حين قبل وقف إطلاق النار في منتصف المعركة بذريعة ” الثغرة” التي تعمد السادات إحداثها مع أحمد إسماعيل، واعترض عليها الفريق الشاذلي قبل بدء الحرب ولكن السادات أصر على خطته التي أعدها مع الفريق أحمد إسماعيل والجمسي، قرار وقف إطلاق النار الذي قبله السادات دون إبلاغ دمشق، دفع العدو لسحب جيشه من وسط سيناء والتوجه نحو الجولان في وقت كان فيه الجيش العربي السوري على مشارف بحيرة طبرية..!
مواجهات دامية خاضها الجيش السوري وأشهرها معركة الدبابات التي لم يحدث مثلها حتى في الحرب العالمية.. رغم ذلك رفض الأسد كل مشاريع الاستسلام..
بعد غزو أمريكا للعراق، حضر وزير خارجية أمريكا إلى دمشق ليقول للرئيس بشار ” دبابتنا على حدودكم”، فرفض بشار هذا المنطق.. تخلى العرب عن سوريا بأوامر أمريكية صهيونية، وتحالف مع روسيا، وإيران، وكوريا الشمالية، والصين، وفنزويلا، وواصل دعم المقاومة وسياسة الممانعة، حدث عدوان 2006م ضد المقاومة في لبنان ممثلة بحزب الله، دخلت قوافل” الميركافا “أو أسطورة الرب، بالعبرية وكانت مجزرة وادي جديد في جنوب لبنان، هناك حيث تحولت “دبابات الميركافا” إلى علب صلصة بفضل صواريخ ” كورنيت” المضادة للدروع، ولم يكن الصاروخ سوى صناعة عربية سورية..!
وكان القرار بإسقاط سوريا أمريكيا _صهيونيا _عربيا للأسف..
قيل عن النظام انه نظام طائفي علوي يضطهد أهل السنة والجماعة..
فيما كان نائب الرئيس سني وقائد الجيش سني ووزير الداخلية سني ورئيس جهاز المخابرات سني وغالبية القادة العسكريين والأمنيين سنة، وكان النظام علماني لا يؤمن بالطائفية ولا يمارسها ولكن تم تصنيفه هكذا وبدأت ثقافة شيطنة النظام بتمويل عربي للأسف..!
فتحت أحداث حماة التي وقعت عام 1982م وقيل إن مائة الآلاف من الشعب السوري قتلهم النظام في مدينة حماة في أحداث فجرها الإخوان المسلمين وبعض أجهزة المخابرات العربية وأنظمة عربية أيضا وقفت داعمة للإخوان في تلك الأحداث الدامية، التي قتل فيها الإخوان من الضباط والجنود أكثر مما قتل النظام منهم.
تم شيطنة نظام بشار وفرض عليه الحصار وتجويع سوريا وشعبها، بموجب قانون قيصر الذي لم يكن سوى عميل للمخابرات الأمريكية.
سوريا التي كانت قد وصلت لمرحلة الاكتفاء الذاتي في كل متطلبات الحياة، وهي البلد الوحيد في العالم التي لم تعرف طريق البنك والصندوق الدوليين.. عام 2011م وتحت ذريعة “الثورة” تم حشد قتلة ومرتزقة العالم ومن 90 دولة وفيهم ضباط استخبارات ومستشارون عسكريون من أمريكا، وفرنسا، وبريطانيا، وقطر، والسعودية، والأردن، والكيان الصهيوني، وتركيا..!
نهب الثوار المزعومون 17 ألف معمل ومصنع من مدينة حلب تم تفكيكها ونقلها إلى “مدينة أضنة التركية” وبيعت تلك المعامل والمصانع لنجل السيد أردوغان”..!
تحدثوا عن البراميل المتفجرة وعن ثروات آل الأسد..!
ودخل “الثوار” وفيما كانت الفضائيات تنقل للعالم ما اسمته جرائم نظام الأسد في سجن صيديانا كان العدو الصهيوني يدمر مقدرات الجيش العربي السوري والدولة السورية، ولم تنقلها الفضائيات أو تتطرق إليها ..!
قيل إنه كان في سجن صيديانا 30 الف سجين..!
اليوم في سجن صيديانا 45 الف سجين، جرائم الساحل السوري يندى لها الجبين ويدينها الملحد قبل الموحد.. السويدا قصفت بالدبابات وصواريخ اسكود، وآلاف من القتلى وجرائم الخطف والاغتصاب والنهب وهتك الأعراض.. جرائم دفعت دروز السويدا وجبل العرب معقل سلطان باشا الأطرش إلى أن يستنجدوا بالصهاينة في خطوة لم يقدم عليها الدروز منذ عهود سحيقة..!
سوريا اليوم لم تعد سوريا التي نعرفها ويعرفها العالم بلد التعايش والتعدد العرقي والتنوع المجتمعي.. إنها اليوم “إمارة أفغانية” وقندهار بالعربي..!!
العدو على بعد 10 كم من دمشق.. هل كان هذا هو ما تريده الثورة ويرغب به الثوار..؟! أديب الشيشكلي قتل خمسة دروز، لحقوه وقتلوه في الارجنتين..؟! فأين سيكون مصير الشرع، الذي قتل وأهان الطائفة الدرزية بكل مقوماتها الوجودية، وأهان وارتكب مجازر بحق العلويين، والمسيحيين، وبحق أهل السنة والجماعة الذين يرفضون ثقافة الموت والقتل، من أمثال العلامة محمد سعيد رمضان البوطي الذي قتله الجولاني والمفتي أحمد بدر الدين حسون المعتقل في سجون الجولاني وعصابته..!
الدروز الذين أصدر رؤساؤهم فتاوى حرمت عليهم الاشتراك بالقتال منذ عام 2011م لأنه لا يجوز أن يقتل المسلم أخاه المسلم وابن وطنه وشريكه في المواطنة، فغادر الجيش أكثر من خمسين الفا من أبناء الطائفة واحترم النظام قرارهم ولم يسألهم..!
في سوريا ثورة قامت من أجل العدو وفي سبيل تحقيق أهدافه ورغم دعم العدو للثوار، وهو من فتح مشافيه لتقديم الرعاية لهم، ما أن حققوا له أهدافه، حتى انقلب عليهم، ذات التجربة التي عملتها أمريكا مع عناصر تيار الإسلام السياسي الذين استخدمتهم ضد أنظمتهم وحاربوا بديلا عنها في أفغانستان، وفي النهاية تخلصت منهم، العدو طبق ذات السيناريو على ثوار سوريا..!
السؤال هو: هل الأنظمة العربية دعمت ثوار سوريا نكاية بالأسد أم حبا بالعدو الصهيوني؟ ولماذا تقف اليوم موقف المتفرج على العدو وهو يعربد في سوريا ويعمل على تمزيقها، ويسعى فعلا لتقسيمها، مبررا عربدته بحماية الدروز..؟ وهو يعمل على إقامة دولة درزية في جنوب سوريا وشمال فلسطين تكون بمثابة حزام أمني له..!
هذا ما سوف نراه في قادم الأحداث.. فترقبوا.