يمانيون:
2025-12-14@17:47:22 GMT

غزة بين مطرقة العدوان وسندان الخذلان

تاريخ النشر: 25th, July 2025 GMT

غزة بين مطرقة العدوان وسندان الخذلان

في مشهدٍ يندى له جبينُ الإنسانية، وتتكسر فيه كلُّ قيم العدل والرحمة، تئنّ غزة اليوم تحت وطأة عدوانٍ وحصارٍ لم يشهد له التاريخ الحديث مثيلاً.
فصول الإبادة تتوالى، والمجازر تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم، بينما أطفالٌ يتضوّرون جوعًا، ونساءٌ يُقتلن بدمٍ بارد، ومدنٌ تُسوّى بالأرض.

يمانيون/كتابات/إلـهام الأبـيض

 

إنها ليست مجرد حرب، بل هي محاولةٌ ممنهجةٌ لإفناء شعب، وتغيير ديموغرافي قسري، تُنفَّذ بضوءٍ أخضر ودعمٍ مطلق من قوى الاستكبار العالمي، وفي مقدّمتها الولايات المتحدة الأمريكية.

لقد تحولت غزة إلى سجنٍ كبير، ثم إلى مقبرةٍ جماعيةٍ مفتوحة.
القصف لا يتوقف، والمستشفيات تحوّلت إلى أطلال، والمدارس والمساجد دُمّرت، والمنازل سُوِّيت بالأرض.
لم يكتفِ العدو الصهيوني بالقتل المباشر، بل لجأ إلى سلاح التجويع الممنهج، حيث تُمنَع المساعدات الإنسانية، وتُستهدَف قوافل الإغاثة، وتتحول نقاط توزيع الطحين إلى كمائن للموت، في جريمة حربٍ واضحة تهدف إلى كسر إرادة الصمود لدى شعبٍ أعزل.
إنّ ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية بكل المقاييس، تُرتكب بدمٍ بارد، وتُبث على الهواء مباشرة، لتكشف عن وحشيةٍ غير مسبوقة، وتُسقط آخر الأقنعة عن وجه الكيان الغاصب وداعميه.

وهنا صمت العرب وتخاذلهم: فصلٌ جديدٌ من الخزي. في المقابل، يقف العالم العربي الرسمي في موقفٍ لا يليق بحجم الكارثة، ولا يتناسب مع حجم المسؤولية التاريخية والدينية والأخلاقية.
صمتٌ مطبق، وتخاذلٌ فاضح، وتطبيعٌ مخزٍ، كلها تشكل فصلًا جديدًا من الخزي في تاريخ الأمة.
بينما تُذبح غزة، وتُحاصر، وتُجَوَّع، تكتفي بعض الأنظمة ببيانات الشجب الخجولة، أو تمارس دور المتفرج، بل وتشارك في حصار الشعب الفلسطيني بطرقٍ مباشرة أو غير مباشرة.
هذا الصمت ليس مجرد سلبية، بل هو تواطؤ يشجع العدو على التمادي في جرائمه، ويعمّق جراح الأمة، ويعيد كتابة التاريخ بمدادِ الخزي والعار.
إن هذا الخذلان يُعيد إلى الأذهان مشاهدَ الخذلان التاريخي التي أدّت إلى كربلاء، حيث تُرك الحق وحيدًا في مواجهة الباطل.

لكن في خضم هذا الظلام الدامس، يبرز صوتٌ آخر، موقفٌ مغايرٌ تمامًا، يكسر جدار الصمت، ويعيد الأمل إلى قلوب المظلومين.
إنه موقف اليمن، الذي يعاني هو الآخر من حصارٍ وعدوانٍ قاسٍ، لكنه لم يكتفِ بالاستنكار، بل تحرّك بالفعل، ليقدم نموذجًا فريدًا في التضامن العملي.

لقد أعلن اليمن، بقرارٍ سيادي وشجاع، عن وقوفه الكامل إلى جانب غزة، ليس بالكلمات فحسب، بل بالأفعال التي هزّت أركان القوى العظمى.
فعمليات البحر الأحمر، واستهداف السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني، لم تكن مجرد ردود فعل، بل كانت استراتيجية مدروسة لكسر الحصار عن غزة، وتكبيد العدو خسائر اقتصادية فادحة، وإجباره على وقف عدوانه.
لقد أثبت اليمن أن الإرادة أقوى من الإمكانيات، وأن الصمود قادر على إسقاط مفهوم الردع لدى أقوى الجيوش.
لقد كسر اليمن هيمنة القوى العظمى في أهم الممرات الملاحية العالمية، وأعاد تعريف مفهوم التضامن، ليصبح فعلًا مؤثرًا لا مجرد شعار.

غزة اليوم ليست وحدها فصوت اليمن يصدح بالحق، ويده تمتد بالعون، في مشهدٍ يعيد للأمة بعضًا من كرامتها المفقودة.
هذا التباين الصارخ بين موقف اليمن وموقف غالبية الأنظمة العربية، يكشف عن أزمة ضميرٍ عميقة، ويعيد رسم خريطة الولاءات الحقيقية في المنطقة.

إنها دعوةٌ لصحوةٍ شاملة لإدراك أن الكرامة لا تُشترى،
وأن الحرية لا تُوهب،
وأن النصر لا يأتي إلا بالجهاد والتضحية، والوقوف صفًا واحدًا مع الحق، مهما كانت التحديات.

فالتاريخ لن يرحم المتخاذلين،
ودماء الشهداء لن تذهب هدرًا،
وفجر النصر قادمٌ لا محالة،
لـغزة، وكل فلسطين، بإذن الله، وبإرادة الصامدين المجاهدين.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

كواليس مثيرة| كيف يتم تقسيم سوريا وفق خرائط دولية؟



كشف الخبير الدولي في العلاقات السياسية الدكتور محمد العزبي، جانبًا مظلمًا من كواليس المشهد السوري، لافتا إلى أن ما يجري في سوريا اليوم ليس نتيجة قرارات داخلية أو صراعات محلية فقط، بل نتيجة إدارة كاملة تُفرض من الخارج منذ سنوات طويلة، بينما تُترك الشعوب تتخبط في روايات متضاربة ومعلومات مضلِّلة.

 

 

بأقدام أزارو.. المغرب يحسم بطاقة التأهل إلى نصف نهائي كأس العرب بانتصار صعب على سوريا تشكيل سوريا أمام المغرب في كأس العرب.. غياب خربين

 


وأوضح العزبي خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن الشعوب في المنطقة خُدعت عبر ضخ إعلامي مكثف صور الأحداث على أنها مواجهة داخلية بين قوى متصارعة، بينما الحقيقة أن “الخيوط الحقيقية تُسحب من عواصم كبرى، وأن اللاعبين المحليين مجرد أدوات يتم تحريكها وقت اللزوم”.

وكشف العزبي أن التحركات الدولية الأخيرة، ومنها الاتصالات المرتبطة بإعادة بشار الأسد إلى الواجهة ضمن صفقة سياسية معقدة، تؤكد أن القرار السوري يتم تصنيعه خارج الحدود ثم يعاد تصديره للداخل على شكل تسويات أو تفاهمات.
وأشار إلى أن زيارة أبو محمد الجولاني إلى الولايات المتحدة، وما تبعها من مؤشرات على تفاهمات غير معلنة، تؤكد أن هناك “مخططًا جاهزًا يعاد ترتيبه بعيدًا عن إرادة السوريين”.
وأضاف أن تصريحات مسؤولين في حكومة الجولاني حول “عدم استهداف إسرائيل” ليست مجرد جملة عابرة، بل دليل على وجود اتفاقات ضمنية تحدد من يقاتل من، ومن ينسحب، ومن يُسمَح له بالبقاء، في إطار خريطة جديدة لإعادة توزيع مناطق النفوذ.
وقال العزبي إن الشعوب تترك لتتجادل حول شعارات وصور ومقاطع فيديو، بينما القرارات الحقيقية تُتخذ في غرف مغلقة بين قوى دولية، مؤكدًا أن ما يراه الجمهور مجرد “واجهة إعلامية تخفي ما هو أعمق وأخطر”.
وختم العزبي بأن فهم ما يجري في سوريا لا يمكن أن يتم من خلال متابعة البيانات الرسمية أو تصريحات الفصائل، بل من خلال قراءة التحركات الدولية التي تكشف أن المشهد برمّته “تتم برمجته من الخارج، بينما يتم استخدام الداخل فقط كمساحة للتنفيذ”.
https://www.facebook.com/MohamedMusaOfficial/videos/1607747776899004/

مقالات مشابهة

  • المدينة الصابرة.. غزة
  • سقوط هجليج
  • اقتصاد الدليفري ينتعش.. شرط للبقاء لا مجرد خيار
  • حين تتحدث الأرقام… مؤشرات الأداء كمرآة للمؤسسة
  • حضرموت.. بين مطرقة الاحتلال المقنع وسندان أدواته
  • إعلامي سعودي: السعودية ترفض استنساخ نموذج الحوثي في شرق اليمن والانتقالي يتحمل المسؤولية
  • إعلام فنزويلي يثني على تضامن اليمن: موقف شجاع يجب أن يقتدي به العالم التقدمي
  • اليمن نموذج ناصع في مواجهة أطماع التوسع الاستعماري
  • أحمد زيور باشا.. الحاكم الذي جمع القوة والعقل والإنسانية
  • كواليس مثيرة| كيف يتم تقسيم سوريا وفق خرائط دولية؟