كاتبة بريطانية: كلمة وقف إطلاق النار كلمة جوفاء بالنسبة للفلسطينيين فالقتل مستمر
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
قالت الكاتبة في صحيفة "الغارديان" البريطانية، نسرين مالك، إن ما يزيد قليلا على ستة أسابيع قد مرت منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في غزة، ومن الواضح أن من الأدق أن نطلق عليه "خفض" إطلاق النار، وليس وقف إطلاق النار.
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21"، أنه "ما زال عشرات الأشخاص يقتلون. وهو عدد كاف، في أي سيناريو آخر، لاعتباره مثيرا للقلق ويستحق النشر في الأخبار".
وأشارت إلى تصريحات للمتحدث باسم جهاز الدفاع المدني في غزة، قال فيها إن أكثر من مائة شخص لقوا حتفهم منذ 19 كانون الثاني/ يناير.
وتشكل عمليات القتل هذه، إلى جانب الخروقات الأخرى، سجلا قاتما لمئات الانتهاكات لوقف إطلاق النار من جانب الحكومة الإسرائيلية والتي تم الإبلاغ عنها، وفقا للكاتبة.
وكان آخرها قرار السلطات الإسرائيلية بوقف المساعدات الإنسانية إلى غزة، من أجل الضغط على حماس لقبول شروط جديدة لوقف إطلاق النار: فبعد ساعات قليلة من انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، قطعت إسرائيل جميع الإمدادات.
وبهذا تستخدم إسرائيل الغذاء والمساعدات المدنية كأداة سياسية لتحقيق أهدافها، وهي الخطوة التي وصفتها وزارة الخارجية القطرية، التي توسطت في عمليات إطلاق سراح الرهائن واتفاقيات وقف إطلاق النار على مدى الأشهر القليلة الماضية، بأنها "انتهاك واضح" لشروط الهدنة والقانون الإنساني الدولي.
وقالت الكاتبة إن هذا الحصار لن يؤثر على عدد قليل من الفلسطينيين: فهو يشمل كل شخص يعيش في غزة. فالسكان بالكامل محتجزون كرهائن. ووفقا لأمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات غير الحكومية الفلسطينية في غزة، فإن "سكان غزة بالكامل يعتمدون بشكل كامل على المساعدات، من جميع الأنواع، نتيجة لهدم البنية الأساسية الاقتصادية والاجتماعية".
وأضافت مالك أن وقف إطلاق النار كما هو عليه الآن ليس عائقا أمام الموت والتجويع وحصار سكان بالكامل دمرت منازلهم، ولا يزال أطفالهم يتجمدون حتى الموت في برد الخيام الممزقة.
ولفتت إلى أنه في الضفة الغربية، كان نمط الهجوم البطيء ولكن الطاحن يتكشف منذ أشهر، ويتصاعد منذ أسابيع. لقد بلغ إجمالي عدد القتلى في الضفة الغربية منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر بسبب تكثيف عنف المستوطنين وهجمات القوات الإسرائيلية نحو ألف قتيل، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.
ولم يؤد وقف إطلاق النار إلا إلى تفاقم الوضع، حسب الكاتبة. ومع استنزاف غزة لمواردها وانخراطها العسكري النشط، حولت إسرائيل انتباهها إلى الأراضي المحتلة في الضفة الغربية في عملية وصفت بأنها "غزة". لقد أصبحت الحرب في غزة، وما سمح بمروره هناك من قتل المدنيين والنزوح الجماعي واستهداف المرافق الطبية، نموذجا مجربا يتم تطبيقه الآن في الضفة الغربية.
ومع شعورها بالأمان لعلمها بأن الحلفاء الغربيين سيواصلون دعمها وتوفير الأسلحة والغطاء السياسي لها، تكرر الحكومة الإسرائيلية تكتيكاتها في أماكن أخرى، وفقا للمقال.
وقالت مالك إنه في اللحظة التي تم فيها الاتفاق على وقف إطلاق النار، أطلقت إسرائيل عملية الجدار الحديدي، وهي حملة عسكرية في الضفة الغربية، وكأنها تشير من خلال توقيتها إلى أن هذه الحرب أصبحت الآن حربا أبدية للانتقام الدائم. في العام الماضي وحده، قتل أكثر من 224 طفلا في الضفة الغربية على أيدي القوات الإسرائيلية والمستوطنين، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. ولإعطاء فكرة عن مدى حدة نقطة التحول، فإن هذا الرقم يشكل ما يقرب من نصف العدد الإجمالي للأطفال الذين قتلوا في الضفة الغربية منذ بدأ تسجيل الضحايا قبل 20 عاما. ومن بين هؤلاء أيمن الهيموني، الذي تم تصوير إطلاق النار عليه بالكاميرا، مما أضاف إلى أرشيف تسجيلات الفيديو والصوت للحظات الرعب والذعر الأخيرة ووفيات الأطفال في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية.
ومن بين هؤلاء أيضا ليلى الخطيب البالغة من العمر عامين، والتي أُطلِق عليها الرصاص في منزلها. والطفل الذي لم يولد بعد لسندس جمال محمد شلبي، الحامل في شهرها الثامن، والتي توفيت مع الطفل عندما أُطلقت عليها النار. ويستمر الأمر: بلا هوادة، لا يمكن تصوره، ولا يمكن إيقافه.
وشددت الكاتبة على أن الأسلوب والتبريرات المستخدمة تشبه إلى حد مخيف تلك المستخدمة في غزة. إن استهداف المسلحين يصبح تفسيرا لمجموعة كاملة من الأنشطة المدمرة، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر: تدمير البنية الأساسية، وطرد الناس من منازلهم دون حق العودة (40 ألف شخص حتى الآن، في أقل من شهرين، وفقا لوكالة الأونروا، وكالة المساعدات التابعة للأمم المتحدة)، واستهداف المرافق الطبية والعاملين فيها، وتسوية أحياء بأكملها بالأرض، وتخفيف قواعد الاشتباك العسكرية للسماح للجنود بمزيد من الحرية والتفويض بفتح النار. ووفقا للأونروا، فإن "استخدام الضربات الجوية والجرافات المدرعة والتفجيرات المتحكم فيها والأسلحة المتقدمة من قبل القوات الإسرائيلية أصبح أمرا شائعا" في الضفة الغربية، وهو "امتداد للحرب في غزة". والنتيجة هي هجوم في الضفة الغربية تاريخي كما كان ولا يزال في غزة.
ووفقا للمقال، فإن عملية الجدار الحديدي تهد هي الأطول في الضفة الغربية منذ الانتفاضة الثانية. لقد دخلت الدبابات إلى المنطقة، وبدأ جنود الجيش الإسرائيلي في الاستقرار لفترة طويلة في مخيمات اللاجئين في مناطق مثل جنين وطولكرم، لأول مرة منذ عشرين عاما. وتمثل هذه الإجراءات تغييرا جوهريا في الطريقة التي تختار بها إسرائيل التعامل مع السكان الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. فقد تم الانتقال من الاستنزاف الوحشي من خلال عنف المستوطنين والحصار والتجاوزات القانونية والاعتقال دون محاكمة إلى نمط أكثر فتكا وقمعا من السلطة يبدو أنه لا يحمل أي غرض استراتيجي أو خطة طويلة الأجل للاستقرار.
ويبدو أن الهدف، حسب الكاتبة، هو توسيع المستوطنات والوجود العسكري واحتجاز ومراقبة حياة الملايين من الفلسطينيين، وإملاء كل شيء مما إذا كان الوقت قد حان لتناول الطعام، إلى ما إذا كان لديهم الحق في الحياة. والنتيجة هي تقليص ما يملكه الفلسطينيون بالفعل ــ أقل من الأرض، وأقل من الاستقلال، وأقل من حقوق الإنسان.
وقالت الكاتبة في ظل هذا التوازن غير المتكافئ للقوة، ومع هذا الإفلات من العقاب، لا تجد إسرائيل الحافز للتصرف بطريقة تؤدي إلى تهدئة الأمور. إن الحصار الإسرائيلي لغزة يكشف عن موقف متغطرس تجاه أهمية الحفاظ على المفاوضات. وإذا انهار وقف إطلاق النار في غزة، فإن الصراع سوف يعود إلى التسبب في خسائر بشرية غير متناسبة على الجانب الفلسطيني. وإذا مات المزيد من الناس في الضفة الغربية، فإن هذا من شأنه أن يغذي المستوطنات التي تتوسع في أراضي أولئك الذين طردوا.
وختم الكاتبة بالتشديد على أنه لا ينبغي لمثل هذه الحالة الدموية الخانقة من وقف إطلاق النار أن تضلل أحدا بأن إسرائيل وفلسطين على طريق العودة إلى الوضع قبل الحرب، أو أن هناك أي وعد بمستقبل مستقر بعد ذلك. ويمكن لدونالد ترامب والقادة العرب والحكومة الإسرائيلية أن يترددوا ذهابا وإيابا بقدر ما يحلو لهم بشأن أفضل "خطة لغزة". والحقيقة أن الحرب في غزة ربما انتهت الآن؛ ولكن شيئا آخر، في جميع الأراضي الفلسطينية، قد بدأ.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية غزة الفلسطينيين فلسطين غزة الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الضفة الغربیة وقف إطلاق النار فی غزة
إقرأ أيضاً:
كشف تفاصيل مقترح ويتكوف.. إسرائيل تعلن إنشاء 22 مستوطنة جديدة في الضفة
كشفت مصادر مطلعة لموقع “أكسيوس” الأميركي عن أجواء تفاؤل في البيت الأبيض حيال مقترح جديد للمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، يهدف إلى سد الفجوات بين إسرائيل وحركة حماس، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار واتفاق بشأن الرهائن في قطاع غزة في الأيام المقبلة.
النقاط الرئيسية في المقترح:
مدة وقف إطلاق النار: وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 60 يومًا، مع إمكانية تحويله إلى وقف دائم بناءً على نجاح المفاوضات خلال هذه الفترة.
إطلاق سراح الرهائن: اتفاق على إطلاق سراح 10 رهائن أحياء على دفعات، 5 في اليوم الأول و5 في اليوم الأخير، مع استرداد رفات بعض الرهائن الموتى.
الضمانات: حماس تطالب بضمانات من الولايات المتحدة ومصر وقطر لضمان التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار، بما في ذلك عدم انتهاك إسرائيل للهدنة من جانب واحد.
الشروط الإنسانية: انسحاب القوات الإسرائيلية الكامل من غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية دون قيود، وتشكيل لجنة تكنوقراطية لإدارة غزة.
المفاوضات: المفاوضات مستمرة بين ويتكوف ورون ديرمر المقرب من نتنياهو في واشنطن، وبشارة بحبح ممثل حماس في الدوحة.
الخلافات والعقبات:
رفض إسرائيل للمقترح في البداية، معتبرة أن موقف حماس شوه العرض الأميركي.
خلاف حول الجدول الزمني لإطلاق الرهائن، حيث ترغب إسرائيل في إطلاقهم دفعة واحدة في بداية وقف إطلاق النار، فيما تفضل حماس إطلاقهم على مراحل لضمان الالتزام المتبادل.
خلافات على تفاصيل مثل أسماء الرهائن والأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم، وآليات الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية.
بدوره، يرى البيت الأبيض أن الاتفاق قريب لكنه مؤقت في البداية، مع أمل في تحويله إلى حل طويل الأمد وسلمي للصراع.
استمرار الضغوط السياسية والأمنية على كلا الطرفين، مع احتمال توصلهم إلى تسوية وسطى تخفف من حدة الحرب في غزة وتفتح الطريق لمفاوضات أوسع.
سموتريتش وكاتس يعلنان عن إنشاء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية
أعلن وزيرا الدفاع والمالية الإسرائيليان، يسرائيل كاتس وبتسلئيل سموتريتش، الخميس، موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي على إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، في خطوة وصفها الوزيران بـ”التاريخية” لتعزيز الاستيطان في يهودا والسامرة (التسمية الإسرائيلية للضفة الغربية).
وجاء القرار الذي تم اتخاذه بشكل سري الأسبوع الماضي، ليشمل إعادة تأسيس مستوطنتي هومش وشانور، إضافة إلى إقامة مستوطنات جديدة على طول الحدود الأردنية. واعتبر سموتريتش أن الاستيطان يشكل “الجدار الدفاعي لدولة إسرائيل”، فيما وصفه كاتس برد “ساحق على الإرهاب الفلسطيني”.
يأتي هذا الإعلان ضمن خطة موسعة تهدف إلى تغيير واقع المنطقة وتعزيز مستقبل الاستيطان لسنوات مقبلة، كما تضمن القرار توجيهات للأجهزة الأمنية لمنع محاولات السلطة الفلسطينية تنفيذ إجراءات استيطانية في المنطقة (ج)، وعرقلة دخول العمال والمساعدات الخارجية المرتبطة بها.
في سياق متصل، شهدت تل أبيب احتجاجات حاشدة مناهضة للحكومة، حيث اقتحم عشرات المتظاهرين مقر حزب الليكود الحاكم، ما دفع الشرطة إلى اعتقال 62 شخصًا، وسط اشتباكات أسفرت عن إصابة اثنين من عناصر الشرطة.
وجاءت المظاهرات احتجاجًا على مرور 600 يوم على حرب غزة، ومطالبة بوقف الحرب وإبرام صفقة للإفراج عن 58 رهينة محتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة، حيث يعاني معظمهم ظروفًا صعبة، وأكثر من نصفهم توفي.
ونظم المتظاهرون اعتصامًا سلمياً أمام مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مؤكدين أن تحركهم يمثل “الأغلبية الصامتة” التي تطالب الحكومة بالتحرك العاجل لإنهاء الأزمة الإنسانية.
في ظل هذه التطورات، تواجه حكومة نتنياهو ضغوطًا متزايدة داخليًا وخارجيًا في وقت تتسارع فيه التوترات السياسية والأمنية في المنطقة.
نتنياهو يعلن اغتيال محمد السنوار في غزة
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي اغتال القيادي في حركة حماس محمد السنوار خلال عملية عسكرية في قطاع غزة، مؤكداً أن العملية تأتي ضمن سلسلة هجمات تستهدف البنية القيادية للتنظيم.
وخلال جلسة للكنيست، قال نتانياهو: “خلال 600 يوم… غيّرنا فعلياً وجه الشرق الأوسط. أخرجنا الإرهابيين من أرضنا، وبقوة دخلنا قطاع غزة وقضينا على عشرات الآلاف من الإرهابيين، وقضينا على… محمد السنوار”.
وسائل إعلام إسرائيلية أفادت بأن السنوار قُتل جراء غارة جوية إسرائيلية نُفذت في 13 مايو بمدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة. وبحسب بيان سابق للجيش الإسرائيلي، استهدفت الغارة حينها مركز قيادة وتحكم تابعاً لحماس يقع تحت الأرض أسفل المستشفى الأوروبي في المدينة.
ويُعد محمد السنوار من أبرز القادة العسكريين في كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، وهو الشقيق الأصغر ليحيى السنوار، الذي تتهمه إسرائيل بتدبير هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي فجّر الحرب الأخيرة في القطاع. وكان يحيى السنوار قد قُتل أيضاً في غارة إسرائيلية في جنوب غزة خلال أكتوبر 2024.
وتأتي هذه العملية في إطار حملة عسكرية إسرائيلية واسعة ضد قادة حماس، في ظل استمرار العمليات القتالية في القطاع منذ أكثر من عام ونصف، وسط تصاعد الضغوط الداخلية والدولية لإنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق بشأن مصير الرهائن.