موقع 24:
2025-05-28@18:14:16 GMT

الهلال الأحمر والأرواح الطاهرة

تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT

الهلال الأحمر والأرواح الطاهرة

قصتان ربما تتكرران في كل يوم ولا نعلم عنهما شيئاً، لأن النفوس العفيفة يجرحها السؤال.
القصة الاولى حدثت في أحد الأحياء البسيطة، حيث كانت تعيش أمينة، أرملة وأم لأربعة أطفال. بعد وفاة زوجها، تحولت حياتها إلى كفاح يومي لتأمين احتياجات أطفالها، وأكبرهم لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره.
كانت أمينة تعمل بجد، ولكن عملها البسيط لم يكن يكفي لسد احتياجاتهم الأساسية.

لجأت إلى التسوق بالدين من البقالات القريبة حتى تراكمت عليها الديون ولم تعد تستطيع السداد.
في يومٍ من الأيام، وضمن برنامج الهلال الأحمر لمساعدة الأسر المتعففة، تم اختيار المنطقة الشعبية المتواضعة التي تعيش فيها أمينة وعمل لائحة بأسماء الأسر التي تعيش هناك. حاول الموظفون التواصل مع أمينة هاتفياً مرات عديدة، ولكن دون جدوى. قلق الموظفون من عدم استجابتها، فقرروا إرسال أحد المتطوعين إلى منزلها للاطمئنان عليها.
عندما طرق الموظف الباب، فتحت أمينة بحذر، وعندما سألها عن سبب عدم الرد على المكالمات، انهمرت دموعها وقالت بصوت متهدج: "ظننت أن من يتصل هو أحد أصحاب الديون. لا أملك المال، وكل يوم أخاف من مواجهة أحدهم".
بعد ثوان من الصمت وبصوت متهجد، أخبرها المتطوع الذي مسح دموعه التي لم تستأذنه، وأخبرها أنهم هنا للمساعدة وليس للمطالبة بالديون.
خلال أيام قليلة، قدم "الهلال الأحمر" لأمينة وأطفالها دعماً غذائياً ومالياً، وساعدها في سداد دينها مع البقالات المحلية. كما تم توجيهها إلى برامج تدريبية لتأهيلها لسوق العمل، مما فتح أمامها باباً نحو مستقبل أكثر استقراراً.
القصة الثانية هي للجد سالم، رجل في السبعينيات من عمره، يعيش في بلدة صغيرة مع حفيدته مريم التي لم تتجاوز التاسعة من عمرها، وبعد وفاة والدي مريم في حادث أليم، أصبح الجد هو المسؤول الوحيد عنها.
كانت الحياة صعبة، فالجد سالم يعاني من أمراض مزمنة ويعتمد على معاش تقاعدي ضئيل بالكاد يكفي لتغطية الأدوية والطعام، وبسبب ظروفهما الصعبة، توقفت مريم عن الذهاب إلى المدرسة، وعندما لاحظت معلمتها غيابها قررت الذهاب إلى بيتها لتطمئن على صحتها.
هناك كانت المفاجأة، فمريم لم تكن مريضة، ولكن سبب غيابها هو أن قميص المدرسة أصبح باليا إلى الدرجة التي أصبح من الصعب ارتداؤه، ولم يكن لديها قميص آخر.
قامت المعلمة بالاتصال بالهلال الأحمر وتمت زيارة منزلهم المتواضع. وجدوا الجد سالم يعاني من المرض، ومريم تحاول جاهدة العناية به، حينها قدم الصليب الأحمر لهم مساعدة غذائية، وأدوية مجانية للجد، الأمر الذي أحدث فرقاً حقيقياً في حياتهم وأعاد مريم إلى المدرسة. وتكفل الهلال الأحمر باللوازم الدراسية والمواصلات، وقدموا دعماً نفسياً للطفلة التي عانت من فقدان والديها وصعوبات الحياة المبكرة، وعادت مريم إلى المدرسة بابتسامة لم تُرسم على وجهها منذ وقت طويل.
تعكس هاتان القصتان الأثر الكبير الذي يمكن أن تُحدثه المنظمات الإنسانية مثل الهلال الأحمر في حياة الأشخاص الذين يواجهون أصعب الظروف، ويمكن لهذه المساعدات أن تعيد الأمل وتفتح أبواباً جديدة للحياة الكريمة للأسر المحتاجة.
لا ننتظر السؤال من النفوس العفيفة، فهي أرواح طاهرة تأبى السؤال رغم الحاجة، وتختار الصبر على الشكوى، وتُظهر الغنى رغم ضيق الحال. هي قلوب تختبئ وراء ابتسامة هادئة، وتُخفي الألم بسترٍ جميل، لا تمد يدها إلا إلى السماء، وتجد في الرضا والاحتساب عزاءً وسندًا. النفوس العفيفة تُعلّمنا معنى الكرامة في أبهى صورها، وتجسد لنا القوة الحقيقية التي تنبع من عمق الإيمان والعزة بالنفس، فهؤلاء الناس يعيشون بيننا كالأزهار البرية؛ جمالهم في تواضعهم، وعبيرهم في صمتهم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الهلال الأحمر الهلال الأحمر الهلال الأحمر الإماراتي الهلال الأحمر الهلال الأحمر

إقرأ أيضاً:

الهلال الأحمر الفلسطيني: تعاملنا مع عدة إصابات برصاص الاحتلال الحي والمطاطي

قال الهلال الأحمر الفلسطيني:" إننا  تعاملنا مع عدة إصابات برصاص الاحتلال الحي والمطاطي"، نقلا عن “القاهرة الإخبارية”.

الهلال الأحمر الفلسطيني: جيش الاحتلال اقتحم مناطق بمحافظة نابلسالهلال الأحمر الفلسطيني: جيش الاحتلال اقنحم بشكل مفاجئ مناطق في محافظة نابلسمدير إعلام الهلال الأحمر يكشف حجم المعاناة داخل قطاع غزة

وأوضح الهلال الأحمر الفلسطيني أن هناك عددا من المصابين بالاختناق إثر إطلاق الاحتلال قنابل غاز على المواطنين في نابلس

5 مصابين جراء اقتحامات قوات الاحتلال

وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني وقوع 5 مصابين جراء اقتحامات قوات الاحتلال لمدينة نابلس بالضفة.

طباعة شارك الهلال الأحمر الفلسطيني الاحتلال قوات الاحتلال

مقالات مشابهة

  • السيد القائد عبدالملك: الله قدَّم لعباده الهداية الكاملة.. التي إن اتَّبعوها كانت النتيجة فلاحهم
  • الهلال الأحمر الفلسطيني يعيد تشغيل خدمات النساء والتوليد في غزة
  • سوريا.. رئيس منظمة الإنقاذ يكشف لـCNN كيف تختلف المناطق التي كانت تحت سيطرة الأسد عن مناطق المعارضة وكيف ستزدهر البلاد؟
  • تواصل فعاليات حملة أضاحي الهلال الأحمر على مستوى الدولة
  • الرئيس الشرع: نلتقي اليوم على ثرى حلب الشهباء هذه المدينة التي ما انحنت لريح ولا خضعت لعاصفة بل كانت القلعة وكانت الجدار وكانت الشاهد على الصمود
  • الصحة الفلسطينية: 13 شهيدًا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر اليوم
  • عاجل| الهلال الأحمر الفلسطيني: استشهاد شاب فلسطيني متأثرا بجروحه الخطيرة برصاص الاحتلال في نابلس
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: تعاملنا مع عدة إصابات برصاص الاحتلال الحي والمطاطي
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: جيش الاحتلال اقتحم مناطق بمحافظة نابلس
  • لماذا سكتت الأبواق، التي كانت تعارض المقاومة الشعبية فى نوفمبر 2023م