الثورة / متابعات

كشفت شهادات صادمة لمحامين، خلال زياراتهم لعدد من الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، عن سياسة تجويع ممنهجة تمارسها سلطات الاحتلال بحقهم في شهر رمضان المبارك.
وقال المحامي خالد محاجنة، إن سلطات الاحتلال تقدم وجبة السحور ظهرًا، “ما يضطر الأسرى للاحتفاظ بها لليوم التالي، ويتناولونها وهي باردة”.


من جانبها قالت المحامية جنان عبده، في تصريحات خاصة لـ “وكالة سند للأنباء” امس، إنّ إدارة السجون تتبع منذ شهور سياسة تجويع الأسرى عبر خفض كمية الطعام الممنوحة لهم، بما يتعارض مع القانون الدولي.
وأوضحت أن ما يقدم للأسرى عمومًا، وليس أسرى قطاع غزة فقط، لا يتجاوز قطعتي خبر صباحًا وظهرًا، ويضاف لها ملعقة واحدة من الجنبة والتونة.
وفي شهر رمضان، لا يختلف الأمر كثيرا، يقدم فقط بضع كميات قليلة من الرز، دون وجبة سحور، التي تقدم للأسير في اليوم التالي ليحتفظ بها لساعات طويلة حتى يتناولها فجر اليوم الذي يليه.
مياه ملوثة وأذى نفسي..
الأسير المحرر يوسف المنسي؛ واحد من هؤلاء الذين قدموا شهادة حول عمليات التعذيب التي مورست بحق الأسرى، خاصة سياسة التجويع.
الأسير “المنسي” اعتقل بوزن 110 كيلوغراماً، وخرج بوزن 65 كيلوغرامًا، موضحًا: “لا يقدمون لنا أي وجبات تذكر، فقط ما يجعلك تعيش”، تبعًا لإفادته في تصريح خاص لـ “وكالة سند للأنباء”.
حالة من الهزال والصداع الدائم الذي يعاني منه الأسرى، نتيجة قلة الطعام، أما عن الشراب، فمياه ملئها مادة الكلور، التي تقدم للأسرى، وفي بعض المعتقلات كانت تقدم لهم المياه الملوثة.
ويقول المحرر المنسي، إن ما يحدث هو عملية تجويع، يتعمد الاحتلال من خلالها الحاق الأذى الجسدي والنفسي بالأسرى.
أداة تعذيب..
من جهته، قال الباحث في شؤون الأسرى حسن عبدربه، والذي نقل عن محامين شهاداتهم تجاه سياسة تجويع ممنهجة تنتهجها سلطات الاحتلال بحق الأسرى في السجون، إن “إسرائيل تستخدم ذلك كأداة تعذيب رئيسية”.
وبيّن “عبدربه” في حديث خاص لـ “وكالة سند للأنباء” أن ظروف الاحتجاز تظهر الأسرى المحررين وقد فقدوا الكثير من أوزانهم نتيجة سياسية التجويع؛ التي اتخذتها حكومة الاحتلال بقرار من وزير الأمن القومي السابق، إيتمار بن غفير، والذي يقضي بتجويع الأسرى وحرمانهم الوجبات الرئيسية.
ونوه الحقوقي الفلسطيني إلى أن “مرور شهر رمضان لم يغير كثيرًا على الأسرى، لأنهم لا يتناولون سوى وجبة واحدة فقط، وتكاد تسد رمق الأسير”.
ونبه إلى أنّ هذه الوجبة “تفتقر لأدنى الاحتياجات الأساسية التي يحتاجها الجسم، وغالبًا ما تكون عبارة عن كميات قليلة جدا من الرز”.
وذكر عبدربه أن “وجبة السحور تفسد غالبًا بسبب تأخرها لليوم التالي، لكن يضطر الأسرى لتناولها لعدم وجود بديل”. مضيفًا: “سياسة التجويع هي واحدة من أبشع السياسات التي تتخذها حكومة الاحتلال كأداة عقاب جماعي بحق الأسرى”.
وجبات للبقاء على قيد الحياة..
بدوره، قال الحقوقي علاء السكافي – رئيس مركز الميزان لحقوق الإنسان، إن سياسة التجويع برزت واحدة من أبشع الأدوات التي تعتمد سلطات الاحتلال تنفيذها بحق الأسرى، رغم وجود أطفال ونساء وكبار في السن.
وبيّن السكافي أنّ الوجبات المقدمة هي فقط لإبقاء الأسير على قيد الحياة يتنفس فقط، وليست للحفاظ على صحته وقوته.
وذكر أن كثيرًا من هذه الأصناف كانت تعاني من العفن، وبعضها لا يكفي أساسًا ليكون وجبة غذاء؛ تبعًا لشهادة الأسرى.
إهمال طبي..
واستطرد: “يتقاطع ذلك كله مع حرمان الدواء أيضًا؛ فيخرج غالبية الأسرى بأجسام هزيلة، بعدما تكون قد فقدت العشرات من أوزانها”.
وأكدّ السكافي بالقول: “هذه سياسة ممنهجة تتبع بشكل دائم منذ أكتوبر 2023م، وشهر رمضان لا يوجد له أي طقوس تخصّ الطعام؛ فالسلطات صادرت كل شيء، وهي فقط من تقدم الوجبات على النحو التي تضمن فيه استمرار تجويع الأسرى”.
ويعتقل الاحتلال في سجونه ومراكز التوقيف والتحقيق التابعة له، وفقًا لمعطيات حقوقية صادرة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أكثر من 9500 أسير؛ حتى بداية شهر مارس الجاري.
ويبلغ عدد الأطفال، في السجون الإسرائيلية، أكثر من 350 طفلًا (أقل من 18 عامًا)، بالإضافة إلى 20 أسيرة، و3405 أسرى ضمن الاعتقال الإداري (بدون تهمة واضحة).

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

جيش العدو الصهيوني يقتحم بلدات في الضفة ويخطر بهدم حظيرة في القدس

الثورة نت /..

شنت قوات العدو الإسرائيلي،مساء اليوم الجمعة، سلسلة اقتحامات في عدد من بلدات الضفة الغربية والقدس المحتلة، شملت فقوعة وقباطية في جنين، وعنبتا شرق طولكرم، ومخيم الفارعة في طوباس، إلى جانب إخطار بهدم حظيرة أغنام في جبل المكبر جنوب شرق القدس.

ووفقاً لمصادر محلية نقلتها وكالة صفا الفلسطينية، اقتحمت قوات العدو الإسرائيلي بلدة فقوعة وأطلقت قنابل الصوت، وانتشرت في شوارع البلدة وسط مواجهات مع المواطنين.
وفي قباطية جنوب جنين، انتشرت فرق المشاة بالقرب من منطقة المقاهي، دون تسجيل اعتقالات.

وفي عنبتا، انتشرت قوات العدو الإسرائيلي في الشوارع والأحياء الرئيسية، لا سيما محيط مبنى البلدية وشارع السكة، حيث أطلقت القنابل الصوتية على المواطنين، ونصبت حاجزاً طياراً على الشارع الرئيسي لتفتيش المركبات وركابها، دون تسجيل أي اعتقالات.

وفي طوباس، اقتحمت قوات العدو الإسرائيلي مخيم الفارعة وتمركزت دورياتها في محيط المخيم، فيما انتشرت فرق المشاة داخله وأطلقت قنابل الصوت لإرهاب السكان.

وفي القدس المحتلة، أخطرت سلطات العدو  بهدم حظيرة أغنام في حي الشياح ببلدة جبل المكبر خلال أسبوع، في خطوة تعد جزءاً من مشروع الجسر الاستيطاني المخطط إقامته في المنطقة.
وأكدت المصادر المحلية أن الحظيرة تعد مصدر رزق لعائلة مكونة من سبعة أفراد.

مقالات مشابهة

  • جيش العدو الصهيوني يقتحم بلدات في الضفة ويخطر بهدم حظيرة في القدس
  • قبائل بني بحر تؤكد جاهزيتها لإفشال مؤامرات العدو الصهيوني
  • “ذا تايمز” تكشف عن لقاءات سرية بين الانتقالي وكيان العدو الصهيوني
  • العدو الصهيوني يصادق على 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة
  • الاحتلال ينفذ سلسلة غارات جنوب لبنان
  • “الشعبية” تدين إعدام العدو الصهيوني 110 أسيرا فلسطينيا
  • “الأورومتوسطي”: فصل جسد طفل إلى جزأين يبرز نمط القتل الصهيوني المتعمد في غزة
  • العدو الصهيوني يفجٍر منزلا في بلدة ميس الجبل جنوبي لبنان
  • انتقادات إسرائيلية لمشروع قانون الإعدام ضد الأسرى الفلسطينيين
  • ندوة ثقافية وفكرية في الحديدة حول طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني