ترامب والناتو .. مستقبل غامض ينتظر الحلف الأطلسي
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
على ضفتي الأطلسي، تمُر العلاقة بين الولايات المتحدة ودول حلف الناتو بلحظة مفصلية، إذ بدأ المسؤولون الأوروبيون يدركون حقيقة لطالما أشار إليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مفادها أن الولايات المتحدة لم تعد تريد أن تكون الضامن الأساسي للأمن في أوكرانيا أو في القارة ككل، ما يضعها أمام تحديات وفجوات دفاعية تتطلب حلولا فاعلة.
ويتعين على أوروبا تنفيذ قائمة من المهام لزيادة إنفاقها الدفاعي وتحسين دفاعاتها الجوية، واستبدال المعدات في مجال الدعم اللوجستي وغيرها من المعدات التي توفرها الولايات المتحدة حال قررت واشنطن سحبها، فضلا عن كيفية تحسين جاهزية القوات الأوروبية والحفاظ على رادع نووي فعال.
استعداد أوروبي خوفا من الانسحاب الأمريكي
وتشمل المشروعات الدفاعية الأوروبية حال قرر سيد البيت الأبيض الانسحاب من القارة العجوز، درعاً دفاعياً جوياً أوروبياً شاملاً، لسد الثغرات الكبيرة في أنظمة الحماية الجوية والصاروخية غير المتجانسة في القارة، كذلك أنظمة النقل مثل الطائرات الثقيلة للتنقل السريع والتزود بالوقود في الجو، التي توفرها حالياً الولايات المتحدة فقط.
مخطط أوروبي لإنشاء درع دفاعي جوي شامل
وظهر الإلحاح المتزايد في أوروبا بوضوح في المناقشات حول إعادة التسليح الدفاعي، التي تسارعت وتيرتها في الأيام الأخيرة، مع تركيز المحادثات على كيفية زيادة الميزانيات العسكرية الوطنية وإيجاد آليات مالية جديدة لجمع الأموال لتمويل المشاريع المشتركة.
زيادة الميزانية العسكرية للدول الأوروبية
وتعتبر القضية الاستراتيجية الكبرى التي تواجه أوروبا الآن هو ما يعرف بمستقبل “المظلة النووية الأمريكية”، لا سيما الأسلحة النووية التكتيكية التي تفتقر إليها دول القارة، وفي حال أعلنت واشنطن رسمياً أنها لن تحمي أوروبا، فإن دول الناتو ستفقد الوصول إلى الأسلحة النووية التكتيكية الأمريكية المُصممة لتدمير الأهداف في منطقة معينة، وهو ما سيؤدي إلى خلق "فجوة ردع"، يمكن لروسيا استغلالها بترسانتها الخاصة.
فجوة نووية تنتظر الدول الأوروبية
ويكمن التحدي الحالي الذي يواجه دول الحلف، في أن الجيوش الأوروبية تم تجميعها وتدريبها على مدى ثمانية عقود أو ما يزيد للاعتماد على الدعم الأمريكي، وأن استبدال ذلك سيستغرق وقتاً طويلا وجهدا شاقا وتكلفة باهظة.
8 عقود من الاعتماد على الولايات المتحدة
ورغم أن دونالد ترامب ليس الرئيس الأمريكي الوحيد الذي انتقد حلفاء الولايات المتحدة في حلف "الناتو"، فإنه أول من أجبر أوروبا على التفكير بجدية في ما يجب أن تفعله، إذا قررت الولايات المتحدة سحب درعها الدفاعي ومعها 20 ألف جندي أرسلهم سلفه جو بايدن إلى بولندا ورومانيا ودول البلطيق بعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية في أوائل عام 2022.
ترامب.. المعادلة الصعبة للأوربيين
ينتظر الأوروبيين وحلفهم مستقبل غامض، بعد التوجه الذي أعلن عنه بكل وضوح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مستقبل العلاقات بين بلاده وبين دول القارة العجوز، فهل تنجح أوروبا في الاستقلال الدفاعي والأمني.. أما ستستمر في الاعتماد على واشنطن من أجل حمايتها ؟.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب الناتو الولايات المتحدة أوكرانيا حلف الناتو أوروبا المظلة النووية الأمريكية المزيد الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
ترامب: الولايات المتحدة لا تريد هدر الوقت بشأن أوكرانيا
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال تصريحاته منذ قليل، بإن الولايات المتحدة لا تريد هدر الوقت بشأن أوكرانيا، وفقا لقناة العربية.
وعلى صعيد آخر، عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأربعاء مكالمة مع قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا لبحث الجهود الدبلوماسية لتسوية الأزمة في أوكرانيا، وذلك في وقت تشهد فيه العلاقات توترا حادا
وبحسب موقع "أكسيوس"، استمرت المكالمة 40 دقيقة، وركزت، وفقا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على "تعزيز الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا". وجاء في بيان صادر عن مكتب المستشار الألماني فريدريش ميرتس: "ناقش القادة الأربعة حالة المفاوضات حول وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
كما يستمر العمل المكثف على خطة السلام في الأيام القادمة. واتفقوا على أن هذه لحظة حاسمة لأوروبا وللأمن المشترك في المنطقة الأوروبية الأطلسية".
جاءت هذه المكالمة في ظل تصاعد الخلافات بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين حول كيفية إنهاء الحرب، بعد أن انتقد ترامب القادة الأوروبيين ووصفهم بـ"الضعفاء" في مقابلة مع "بوليتيكو" يوم الثلاثاء، مدافعا عن استراتيجيته الجديدة للأمن القومي التي تدعو إلى "تعزيز المقاومة للمسار الحالي لأوروبا".
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن الاتصال يأتي أيضا في وقت يواجه فيه فلاديمير زيلينسكي "ضغوطا متزايدة من الولايات المتحدة لقبول خطة ترامب للسلام التي تتضمن خسائر إقليمية كبرى وتنازلات أخرى".
وكان زيلينسكي قد التقى يوم الاثنين مع القادة الأوروبيين الثلاثة في لندن "لإرسال رسالة موحدة لإدارة ترامب مفادها أن خطتها الحالية للسلام غير مقبولة".
من جهته، أعلن زيلينسكي على حسابه في "إكس" عن محادثات متوقعة يوم الأربعاء مع الولايات المتحدة حول "إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب والتنمية الاقتصادية".
وكشف أيضا عن تقدم في صياغة وثيقة أوكرانية مضادة، قائلاً: "بالتوازي، نحن ننهي العمل على النقاط العشرين لوثيقة أساسية يمكن أن تحدد معايير إنهاء الحرب، ونحن نتوقع تسليم هذه الوثيقة للولايات المتحدة في المستقبل القريب بعد عملنا المشترك مع فريق الرئيس ترامب والشركاء في أوروبا