أعلن زعيم جماعة أنصار الله (الحوثيين) عبد الملك الحوثي أن قرار الجماعة حظر ملاحة السفن الإسرائيلية دخل حيز التنفيذ، فيما رحبت المقاومة الفلسطينية بهذه الخطوة.

وقال الحوثي في كلمة متلفزة، مساء اليوم الأربعاء، إن "قرار حظر ملاحة سفن العدو في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي دخل حيز التنفيذ"، مؤكدا أنه "سيتم استهداف أي سفينة إسرائيلية تعبر منطقة العمليات المعلنة".

وأضاف أن "منع العدو إدخال المساعدات لغزة وإغلاق المعابر يهدف لتجويع الشعب الفلسطيني في القطاع".

من جانبه، قال نصر الدين عامر نائب رئيس الهيئة الإعلامية لجماعة أنصار الله إن إعلان استئناف العمليات ضد السفن الإسرائيلية يهدف لدعم المقاومة الفلسطينية وإجبار الاحتلال الإسرائيلي على رفع الحصار عن قطاع غزة والعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار.

وأوضح عامر -في تصريحات للجزيرة نت- أن "العدو الإسرائيلي فرض حصارا جديدا على قطاع غزة وخالف اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع عليه سابقا من أجل الضغط على المقاومة لاستعادة أسراه من دون إكمال الاتفاق، وأيضا لتحقيق هدفه الكبير وهو تهجير الشعب الفلسطيني".

وأضاف أن هذا يتزامن مع "جولة من المفاوضات والمشاورات بين المقاومة الفلسطينية والطرف الإسرائيلي"، مبينا أن "إعلاننا هذا دعم للمقاومة ولمفاوضاتها للعودة إلى الاتفاق والالتزام به".

إعلان

وأوضح أن "الهدف من العمليات هو الضغط في نهاية المطاف لفك الحصار. أما العمليات الفعلية فنحن لم نرصد حتى الآن أي سفينة إسرائيلية تمر عبر البحر، ولن تمر أبدا". وأكد عامر أن أي سفينة إسرائيلية يتم رصدها ستستهدف مباشرة.

نصر الدين عامر نائب رئيس الهيئة الإعلامية لجماعة أنصار الله (الجزيرة)

وقد أعلن المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع في بيان مصور مساء الثلاثاء أنهم قرروا "استئناف حظر عبور كافة السفن الإسرائيلية في منطقة العمليات المحددة بالبحرين الأحمر والعربي وباب المندب وخليج عدن".

وأوضح سريع أن ذلك يأتي بعد انتهاء مهلة منحَها زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي للوسطاء "لدفع العدو الإسرائيلي والضغط عليه لإعادة فتح المعابر وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة".

ترحيب فلسطيني

من جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان، اليوم الأربعاء إن هذا الإعلان "يعبر عن الموقف الأصيل للشعب اليمني وقيادته، والالتزام الحقيقي في دعم وإسناد الشعب اليمني لشعبنا الفلسطيني ومقاومته، كما يشكل ضغطا حقيقيا لكسر الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة".

ودعت الحركة "شعوب الأمة وأحرار العالم إلى تصعيد التحركات الفاعلة للضغط على الاحتلال الصهيوني وداعميه، حتى إنهاء العدوان ورفع الحصار عن غزة".

بدورها، أشادت حركة الجهاد الإسلامي بقرار جماعة أنصار الله، الذي وصفته بأنه "خطوة جريئة تهدف للضغط على الكيان ورعاته من أجل إعادة فتح المعابر وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر".

وقالت الحركة في بيان إن هذا الموقف "يعبر عن أصالة الشعب اليمني وشجاعته في نصرة أهلنا في قطاع غزة ودعمه لقضية شعبنا الفلسطيني ومقاومته، ويُؤكد وحدة الموقف ضد الاحتلال والظلم".

في المقابل، هاجم وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر جماعة أنصار الله، وقال -خلال لقاء مع نظيره الإثيوبي غدعون تيموتيوس في القدس- إنهم يشكلون "تهديدا خطيرا"، إقليميا وعالميا.

إعلان

ومع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، امتنعت إسرائيل عن الدخول في مفاوضات بشأن المرحلة الثانية خلافا لما ينص عليه الاتفاق، كما أغلقت المعابر ومنعت دخول المساعدات إلى قطاع غزة وهددت باستئناف الحرب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أنصار الله قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

لماذا لا تستطيع إسرائيل أن تنتصر في غزة؟

عندما بدأت إسرائيل حربها على غزة في أكتوبر 2023، لم يكن الهدف المعلن أقل من «القضاء التام على حماس». بدا ذلك، لحظة انفعالية، وكأنه مهمة ممكنة. فإسرائيل دولة ذات تفوق عسكري لا يُضاهى في المنطقة، وتتمتع بدعم غربي سياسي وتسليحي ضخم، بينما تقاتل حركة محاصَرة، محدودة الموارد، ومعزولة جغرافيا. لكن أكثر من 20 شهرا من القصف والدمار والإبادة الجماعية لكل ما يدب على الأرض، لا يبدو النصر، وفقا للتوجيه السياسي المعلن والصادر للمؤسسة العسكرية، في الأفق، بل إن إسرائيل نفسها باتت أبعد من أي وقت مضى عن تحقيق أهدافها في الحرب.

ما الذي يحدث إذن؟ ولماذا لم تعد القوة العسكرية كافية لتحقيق الانتصار؟ ولماذا تصبح كل حرب تشنها إسرائيل على غزة أطول، وأكثر دموية، وأقل فاعلية؟

في عمق العقيدة العسكرية الإسرائيلية ـ كما هو الحال في كثير من العقائد العسكرية الغربية ـ ترسّخت فكرة الحرب الخاطفة، التي تحقّق النصر السريع من خلال الضربة الأولى الساحقة، وقد نجحت هذه العقيدة في حرب 1967، لكنها فشلت مرارا منذ ذلك الحين، خصوصا في مواجهة الخصوم غير النظاميين الذين يتقنون حرب المدن والأنفاق، ويجيدون تحويل نقاط ضعفهم إلى أدوات استنزاف طويلة الأمد.

تشبه الحالة الإسرائيلية في غزة ما يسميه بعض الاستراتيجيين «مغالطة الحرب القصيرة»؛ حيث يُفترض أن صدمة القوة ستدفع الخصم إلى الانهيار، لكن الواقع يُثبت أن الخصم ـ عندما يكون متجذرا شعبيا، وعقائديا، ومتحركا جغرافيا ـ لا يُهزم بهذه الطريقة، بل على العكس، كلما طال أمد الحرب، زادت فاعليته، واهتزت صورة القوة المتفوقة أمام جمهورها.

تُظهر تجربة إسرائيل في غزة أن التفوق العسكري وحده لا يكفي؛ فإسرائيل دمرت معظم البنية الأساسية في القطاع، وقتلت عشرات الآلاف، وهجّرت الملايين في غزة لأكثر من مرة، لكنها لم تستطع إقناعهم بالتخلي عن المقاومة، ولم تستطع فرض سيناريو «ما بعد حماس» رغم أنه كان شغل العالم الشاغل أكثر من شغلهم بإنهاء الحرب ووقف الإبادة. وفي غياب هذا السيناريو، تبدو الحرب بلا غاية واضحة سوى التدمير، وهذا ما يحدث الآن، فلا هدف واضح لجيش الاحتلال إلا التدمير والاستمتاع بالقتل والتجويع.. لكن هذا الأمر رغم فظاعته إلا أنه بات يفقد إسرائيل زخمها السياسي ويقوّض مشروعيتها الأخلاقية التي كانت توهم العالم بها.

وبينما تبحث إسرائيل عن «نصر كامل»، تواصل حماس الظهور والاختفاء، القتال والتكتيك، مقاومة القصف وممارسة الإعلام. لم تعد المعادلة تقتصر على مَن يملك الطائرات والدبابات، بل مَن يملك القدرة على الصمود، وعلى إدارة زمن طويل من القتال غير المتكافئ.. ومن يستطيع أن يقنع العالم بسرديته، ويبدو أن غزة تحقق تقدما عميقا في هذا الجانب رغم أنه بطيء جدا بسبب عملها منفردة في ظل غياب المشروع العربي الموحد في هذا الجانب.

وإذا كانت حرب إسرائيل الظالمة تفشل فإن السبب لا يعود كما يعتقد البعض إلى ضعفها العسكري ولكن إلى حجم التناقض بين الوسائل والغايات؛ فبينما تُستخدم القوة التدميرية بأقصى درجاتها، يبقى الهدف السياسي ـ القضاء على حماس ـ أو بمعنى آخر القضاء على المقاومة هدفا مجردا وغير واقعي بالنظر إلى عقيدة المقاوم الفلسطيني الذي ما زال متمسكا بحقه في أرضه وبأن مشروعه الأول هو تحرير أرضه من المحتل الإسرائيلي.

وأثبتت التجربة أن قتل القادة وتدمير المباني لا يعني نهاية المقاومة، بل إن رفض المحتل الإسرائيلي لأي شكل من أشكال الحل السياسي وإمعانه في التدمير والإبادة يحفز المقاومة ويوسع قاعدتها الشعبية وحاضنتها الاجتماعية وتغلغلها في العقيدة الفلسطينية. وما حدث في غزة خلال العامين الماضيين من شأنه أن يعمق الحقد ويحفز مشاريع الانتقام حتى عند أولئك الذين آمنوا في لحظة من اللحظات بفكرة «السلام» مع إسرائيل.

ومن الواضح أن الحروب بين الاحتلال والمقاومة في العقدين الماضيين لا تنتهي إلى نتيجة واضحة، إنها أقرب إلى «صراعات بلا نهاية»، لا اتفاقات سلام واضحة ولا بيانات استسلام، بل جولة تضع بذورا لجولة أخرى، وكل هدوء هش يفضي إلى انفجار عنيف جدا وهو ما يجعل من الصعب قياس النصر والهزيمة.

رغم ذلك فإن «حماس» في نظر الفلسطينيين والكثير من العرب تنتصر بمجرد بقائها على قيد الحياة، واستمرارها في المقاومة أو نجاحها في تنفيذ عملية نوعية مهما كانت نتائجها، وهذا يعكس الفارق بين من يُقاتل من أجل بقاء دولة، ومن يُقاتل من أجل بقاء القضية.

ربما كان الدرس الأهم من هذه الحرب ـ والحروب التي سبقتهاـ هو أن الاستراتيجية العسكرية يجب أن تكون امتدادا لرؤية سياسية واضحة، وليس بديلا عنها، وحين تنفصل عن السياسة، تتحول إلى عبث.

تستطيع إسرائيل أن تُلحق أذى هائلا بغزة كما تفعل الآن، لكنها لا تستطيع فرض السلام من طرف واحد، ولا بناء واقع دائم بالقوة فقط.

لكن ما يعيق إسرائيل عن تحقيق النصر في غزة ليس فقط قدرة حماس على القتال، بل غياب الاعتراف الإسرائيلي بأن هذا النوع من الحروب لم يعد يُنتصر فيه بالطريقة التقليدية، وقد آن الأوان أن تعترف بأن قوة السلاح وحدها لا تكفي، وأن غزة ومن فيها واقع لا يمكن أن تمحي وجوده أبدا وإن لم تبدأ بقراءة هذا الواقع بعيون سياسية لا عسكرية، فستظل تدور في حلقة حرب لا تنتهي، وتتحول حربها الظالمة بالضرورة إلى مجرد إبادة إنسانية.

عاصم الشيدي كاتب ورئيس تحرير جريدة عمان

مقالات مشابهة

  • ‏إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر: إسرائيل عملت على صياغة ردها على مقترحات الوسطاء المعدلة ونُقِلت إلى حماس
  • الحوثيون يعلنون قصف مطار بن غوريون الإسرائيلي بصاروخين باليستيين
  • إسرائيل تقصف ميناء الحديدة باليمن وتهدد بحصار بحري وجوي
  • الحوثيون: التصعيد قادم في العمق الإسرائيلي
  • الاحتلال الإسرائيلي يجدد عدوانه على ميناء الحديدة في غرب اليمن
  • حين يصمت الجميع وتنطق صواريخ اليمن: غزة ليست وحدها
  • البحرية الإسرائيلية تدخل على خط المواجهة.. هجوم نوعي على ميناء الحديدة غرب اليمن
  • رسالة من الحوثيين لكتائب القسام تؤكد الالتزام بدعم المقاومة
  • جيش الاحتلال ينذر 3 موانئ في اليمن بالإخلاء تمهيدا لاستهدافها
  • لماذا لا تستطيع إسرائيل أن تنتصر في غزة؟