جائوا بالعمم والجلاليب وليس الكدمول، بعضهم اذا رفض الحضور قتلوه وقتلوا أهله
تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT
في مرة جائتني دعوة لكورس في جيبوتي، ويبدو أن منظميه الأوربيين حددوه وفق الكاليندار العادية دون النظر للمناسبات، فكان أول يوم هو عيد الأضحى، ويستمر 18 يوما، كان بالنسبة لي مصيريا لأن فيه شهادة وامتحانات ومدرب بريطاني قدير، وليس مجرد “كلام” وبوفيه مفتوح. وافقت فورا وناهضت فكرة التأجيل التي اقترحها البعض لانه ربما يتم الغاؤه أو التغيير لبلد تكون الفيزا فيه صعبة، أساسا كنت انتظره بفارغ الصبر، وموضوعه (أمان وسلامة الصحفيين وأطقم العمل في مناطق النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية) وهي شهادة TOT معتمدة دوليا.
قلت لأسرتي، خروفكم عندكم وأنا حا اضرب شية سودانية أفضل منكم. لم أخبر أي صديق هناك من السودانيين أو الجيبوتيين، اخذت معي العمة والجلابية واستئذنت لصلاة العيد، ومنحونا إذن 3 ساعات، وفي الميدان الكبير بعد الصلاة تلفت يمينا وشمالا،
رأيت عمة سودانية، ذهبت إليه وسلمت عليه كأننا نعرف بعض من سنين، وقال لي انت مكي بتاع التلفزيون، قلت له نعم، قال لي أنا العميد عبد القادر بيكا، السفارة السودانية، تفضل أفطر معانا، قلت له طوالي، خلال دقائق كنا في البيت، وفي ساعة زمن سمعنا طقطقة الشية على الجمر، وانضمت لنا مجموعة، ودخلنا في ونسة فيها مقدار من الصراحة والأمان تحتاج بعض الشعوب عشرة سنين للوصول إليه، لم أعرف عبد القادر قبلها اطلاقا، وحتى شهرة التلفزيون لم تكن السبب، لقد كانت الجلابية والعمة السودانية هي المفتاح، وكلما اسمع التحرير في الجزيرة اقترب من كوبري بيكا، اذكر جلستنا وونستنا.
تلاحظون أن العمة والجلابية هي الآن القاسم الوطني المشترك، وهي زي قومي ليست شمالي ولا غربي ولا وسطي،
حتى المليشيا التي سرقت ملايات البيوت وتياب النسوان، والستاير وتكدملت بها، عندما اضطرت لتكوين (دولة سوشيال ميديا) في نيروبي أجبرت زعماء وعمد المسيرية والرزيقات والحوازمة وقبائل أخرى، على الحضور، لتمثيل الأصالة الاجتماعية والثقافية، جائوا بالعمم والجلاليب وليس الكدمول، بعضهم اذا رفض الحضور قتلوه وقتلوا أهله.
من الممكن وجود أزياء أخرى فيها خصوصية ثقافية، وهنالك (تقليعات) شبابية في جلاليب ملونة والعودة الى لبسة (على الله) ولكن تبقى العمة والجلابية البيضاء بالطريقة السودانية البسيطة هي رمز الطمأنينة.
مكي المغربي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
قزيط: قادة المجموعات المسلحة مكانهم السجن وليس العيش على طريقة هارون الرشيد
يعتقد عضو مجلس الدولة الاستشاري، أبوالقاسم قزيط، أن رؤساء الأجهزة الأمنية والكتائب المسلحة في طرابلس وليبيا وأولهم قادة جهاز الردع مكانهم الحقيقي هو المثول للتحقيق وربما السجن، وليس العيش في بذخ على طريقة هارون الرشيد.
وأضاف عبر حسابه بـ”فيس بوك”: “ذلك يجب أن يتم وفق القانون والصلاحيات التي يمنحها القانون للحكومة والمجلس الرئاسي والنائب العام”.
وتابع: “ينبغي أن لا تأخد العاصمة رهينة شهوة السلطة”، مكملًا: “فليغادر قادة الردع والحكومة غير مأسوفا عليهم، ولتسلم عروس البحر من عبث العابثين”.
الوسومليبيا