أطفال الإمارات.. حماة التراث
تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT
خولة علي (أبوظبي)
في يوم الطفل الإماراتي، الذي يقام هذا العام تحت شعار «الحق في الهوية والثقافة الوطنية»، تتجلى أهمية غرس هذه القيم في نفوس الأطفال، فهم سفراء المستقبل وحماة التراث. ومن خلال مشاركتهم الفاعلة في الفعاليات التراثية وتعلمهم للعادات والتقاليد، يصبحون حلقة وصل بين الماضي المجيد والحاضر الزاهر، ليظل الإرث الإماراتي حاضراً في تفاصيل حياتهم اليومية.
مسؤولية وطنية
من بين الأطفال واليافعين الذين وجدوا متعتهم في صون التراث ونشره، أمل العبدولي، وهي شخصية تحمل في قلبها شغفاً لا حدود له بتراث الإمارات الأصيل، مؤمنة بأن الماضي هو الجذور التي تمنح القوة في الحاضر والمستقبل. والتراث بالنسبة لها ليس فقط قصصاً تروى، بل تجربة حية تسعى لنقلها إلى الأجيال بكل فخر واعتزاز. وقد شاركت العبدولي في العديد من الفعاليات الوطنية والمجتمعية، حيث قدمت ورشاً تفاعلية لتعريف الناس بالأدوات التراثية القديمة، وشرحت كيفية استخدام الرحى لطحن الحبوب، والسقاية لجلب الماء، والمكحلة والدخون التي كانت جزءاً أساسياً من زينة المرأة الإماراتية. ولم تكتفِ بالشرح النظري، بل حرصت على أن يعيش الأطفال والشباب هذه التجربة بأنفسهم، ويتلمسون الأدوات ويشعرون بعبق الماضي الذي شكل الهوية الإماراتية. وتؤمن العبدولي بأن ترسيخ التراث في قلوب الأجيال مسؤولية وطنية، لذا تحرص على تنظيم مسابقات ثقافية وتراثية في كل مناسبة. وخلال هذه المسابقات، تطرح أسئلة حول العادات والتقاليد الإماراتية، وتختبر معلومات المشاركين حول الأدوات التراثية ومفردات اللهجة الإماراتية، لتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على هذا الإرث الغني.
لقاء كبار السن
ويرى علي اللوغاني أن يوم الطفل الإماراتي مناسبة وطنية تحمل في طياتها معاني كبيرة، حيث تعكس التزام دولة الإمارات برعاية الأطفال وضمان حقوقهم الأساسية، مثل الحق في التعليم، الابتكار، والصحة، إلى جانب تمكينهم ليكونوا قادة المستقبل ومساهمين في بناء المجتمع. ويشعر اللوغاني بأهمية هذا اليوم لأنه أتاح له الفرصة للمشاركة في الورش التراثية والثقافية، التي تلعب دوراً أساسياً في حفظ الموروث الشعبي ونقله للأجيال. ومن أبرز ما أثر فيه خلال هذه التجربة، كان لقاء كبار السن والاستماع إلى قصصهم وتجاربهم، حيث منحته هذه اللقاءات نظرة أعمق على تراث الإمارات العريق، وأسهمت في غرس القيم الأصيلة التي تعزز شخصيته وتزيد من ارتباطه بهويته الوطنية. أخبار ذات صلة
مشاركات تراثية
وتؤمن عليا خميس الكندي بأن التراث الشعبي الإماراتي يشكل جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية، وترى أنه من الضروري الحفاظ عليه ونقله للأجيال. وتحرص الكندي على المشاركة في المهرجانات التراثية والاحتفالات الوطنية والمسابقات المدرسية التي تعكس فخرها بوطنها. وتحب ممارسة الألعاب التراثية مع صديقاتها وإخوتها، لإبقاء هذه العادات حية ومتوارثة عبر الزمن. وإيماناً منها بأهمية نقل الحكايات التراثية والأمثال الشعبية، تحرص على مشاركتها مع الأصدقاء من خلال الأنشطة المدرسية والبرامج الإذاعية، مستلهمةً في ذلك القصص التي كانت ترويها لها جدتها.
وتعتبر مريم اللوغاني أن يوم الطفل الإماراتي مناسبة عزيزة على قلبها، لأنه يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه دولة الإمارات للأطفال. وتشعر بالفخر والامتنان لقيادة الدولة التي تحرص على توفير بيئة داعمة مليئة بالفرص التي تساعد الأطفال على النمو والتطور، مما يجعلها أكثر اعتزازاً بهويتها الإماراتية. وتفخر اللوغاني عندما ترتدي اللباس الإماراتي التقليدي وتتحدث باللهجة الإماراتية الأصيلة، لأن ذلك يجعلها أكثر ارتباطاً بتراثها وجذورها، كما تؤمن بأن تعلم القيم التي ورثها الإماراتيون عن أجدادهم، مثل الكرم والاحترام والشجاعة، مسؤولية مهمة.
حكواتي
وبكل فرح وامتنان يقول عيسى المازمي إن يوم الطفل الإماراتي مناسبة مميزة يحمل معاني عميقة، لأنه يذكر الأطفال بحقوقهم، ويعزز فيهم الاعتزاز بهويتهم وثقافتهم الوطنية. وبصفته حكواتياً، يرى بأن لديه دوراً مهماً في حفظ الموروث الشعبي ونقله للأجيال الجديدة. فعندما يروي القصص القديمة عن الأجداد وعاداتهم وحكاياتهم الجميلة، يشعر أنه يسهم في إبقاء التراث الإماراتي حياً ومتجدداً في أذهان الأطفال. فالقصص بالنسبة له ليست مجرد كلمات تقال، بل جسر يربط الماضي بالحاضر، ويعزز الفخر بالهوية الإماراتية. وهو يسعد عندما يرى الأطفال يستمعون إليه بحماس وشغف، ويتعلمون من قصصه قيم الشجاعة والكرم والانتماء.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: يوم الطفل الإماراتي الإمارات یوم الطفل الإماراتی
إقرأ أيضاً:
«دو» تُطلق مجمع «AI Park» ومنصّة الذكاء الاصطناعي الوطنية الهجينة
دبي (الاتحاد)
أعلنت «دو» عن إطلاق مجمع «AI Park» للذكاء الاصطناعي في دبي، على مساحة 500 ألف متر مربع تقريباً في منطقة ورسان، بدبي، كما كشفت أيضاً عن منصّة الذكاء الاصطناعي الوطنية الهجينة التي تعمل تحت مظلة «du Tech».
وقالت الشركة، في بيان لها، إن المبادرتين اللتين تم الإعلان عنهما خلال مشاركة «دو» في فعاليات معرض «جيتكس جلوبال 2025»، تُشكلان قفزة نوعية لتسريع الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي السيادي وبناء إحدى أكثر منظوماته تقدماً في منطقة الشرق الأوسط.
يضم المجمع مركز بيانات فائق القدرة على التوسع، مُبرّداً بالسائل، بسعة إجمالية تصل تدريجياً إلى 1جيجاواط، على مدى فترة زمنية، مما يُتيح التعامل مع الأحمال الأكثر تطلُّباً من عمل تقنيات الذكاء الاصطناعي في بيئة سيادية آمنة ومحايدة ومستقلة ومتوافقة تماماً مع السياسات الوطنية. وإلى جانب البنية التحتية الرائدة، فقد صُمّم المجمع أيضاً لاستضافة مختبرات أبحاث الذكاء الاصطناعي، وحاضنات للشركات الناشئة، ومجموعة إنتاج وحوسبة هجينة مُستقلة للذكاء الاصطناعي، مما يُمكّن من تعزيز قدرة المطورين والمُبتكرين على تصميم نماذج أولية لحلول الذكاء الاصطناعي وتوسيع نطاقها ونشرها بشكل آمن داخل دولة الإمارات.
وبدأت أعمال التخطيط الرئيسي لمجمع «AI Park» للذكاء الاصطناعي بالفعل، ومن المتوقّع أن يشهد المجمع تطوراً كبيراً في المستقبل ليصبح مركزاً شاملاً وحاضنة متكاملة للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية، بما يتناغم مع الاستراتيجيات الوطنية، وعبر دمج حلول الاتصالات المتقدمة من «دو» مع خدمة وحدة معالجة الرسومات (GPU-as-a-Service) ومنصة الذكاء الاصطناعي الوطنية الهجينة، والتي ستلعب دوراً حاسماً في تشييد البنية التحتية الوطنية للذكاء الاصطناعي.
ومن المقرر أن يتم الانتهاء تدريجياً من نشر مجمع «دو» للذكاء الاصطناعي على مدار مراحل عدة تمتد لـ 5 سنوات، مع إطلاق مشاريع تُركّز على إثراء مجال البحث والتطوير وحاضنات الأعمال والحوسبة فائقة السعة.
وقال فهد الحساوي، الرئيس التنفيذي لـ «دو»: إنّ «رؤية شركة (دو) تُركز على توفير منصة للذكاء الاصطناعي سيادية وآمنة ومهيّأة للمستقبل في دولة الإمارات العربية المتحدة. وإنه من خلال مجمع الذكاء الاصطناعي، فإن (دو) لا توفر فقط بنية تحتية رقمية بمعايير عالمية، بل تضع أساساً متيناً لمنظومة ابتكار مزدهرة في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو ما يرسّخ دورها القيادي الرائد في تعزيز التنويع والازدهار الاقتصادي والتكنولوجي في دولة الإمارات العربية المتحدة».