تمر مصر بظروف داخلية، وخارجية شديدة الصعوبة حيث نجحت أطراف خارجية عدة في خلق مشاكل للدولة المصرية على حدودها الجنوبية، والشرقية، ومع عدد من الدول العربية الشقيقة، إضافة إلى حصار اقتصادي أنتج ارتفاعًا للأسعار وتراجعًا في سرعة الأداء في المشروعات الكبرى مع ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب المصري، ويبدو أن انطلاقة مصر في السنوات الماضية نحو تحقيق تنمية شاملة بدأت بتشييد بنية أساسية كي تكون ارتكازة الانطلاق نحو التنمية الشاملة قد أدى إلى تضافر جهود الأعداء، ومعاونيهم إلى محاولة وقف قطار التنمية، وحصار الدور المصري في كافة دوائره الفاعلة.
لا شك أن ما قامت، وتقوم به إثيوبيا في حصار مصر مائيًّا عبر سدها الذي تحول إلى محبس لاحتياجات مصر لـ98% من المياه شكل أول ملامح هذا الحصار الذي تمت صناعته في أديس أبابا وتل أبيب وعواصم غربية كثيرة.
ويعد السد الإثيوبي هو الأخطر تأثيرًا على البلاد، لأن صناع القرار في أديس أبابا رفضوا كل عروض التفاوض والوفاق المصرية وتركوا بابًا وحيدًا للتسوية وهو باب الصدام العسكري الذي يعني بالضرورة وقف التنمية، وتشتيت الجيش المصري بين جبهتين في الجنوب مع إثيوبيا، وفي الشرق مع إسرائيل، وليس سرًّا أن من هندس هذه العملية للإثيوبيين هم صناع الشر في تل أبيب بقصد إضعاف الدولة المصرية بزعم أنها الخطر الأكبر الذي يهدد وجود الدولة الصهيونية.
وفي هذا الاتجاه جاء تمرد الدعم السريع للدولة السودانية، ليدمر خلال السنوات الثلاثة الماضية كل فرص وآفاق التنمية بين البلدين، فضلاً عن تحمل مصر لأعباء لجوء السودانيين واتهامات لمساندة هذا الطرف أو ذاك لم تتحرك عواصم أوروبا لمساعدة المصريين بالضغط على إثيوبيا بعقد اتفاق قانوني ملزم يوقف شرور السد الإثيوبي واستبدالها بآفاق واسعة للتنمية بين دولتي المصب مصر والسودان ودولة الحبشة، واعتبرت الأزمة التي تهدد بقاء 150 مليون مصري وسوداني خارج نطاق الاهتمام الأوروبي على الرغم من المطالبات الدائمة والملحة لتلك الدول، وصناع القرار في واشنطن بأن تمارس مصر دورها في الضغط على حماس، وفصائل الكفاح المسلح الفلسطيني بالتوقف عن ملاحقة الجيش الإسرائيلي بل ومحاولة إجبارها على التخلي عن أراضيها لإرضاء إسرائيل، وحل أزمتها.
أى أن مصر مطلوبة لحماية إسرائيل دون أن يشارك الأوروبيون في حمايتها من الخطر الوجودي في إثيوبيا، ومن جهة ثانية شكل الدعم الأوروبي- الأمريكي لإسرائيل في جرائم الحرب التي ترتكبها الدولة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني واللبناني والسوري خطرًا كبيرًا، وغير مسبوق على الأمن القومي المصري والعربي وهو ما وضع مصر ليس فقط في مواجهة إسرائيل، ولكن تحالف القوى العظمى التي فتحت خزائن أسلحتها وأموالها لإسرائيل كي تتجبر، وتطغى، وهو ما شجع وزير دفاعها على التحرش بمصر وجيشها وزعمه أن مصر باتت تشكل خطرًا على أمن إسرائيل، واللافت للنظر أن تصريحات قادة العدو تمهد بشكل صريح في التخلي عن اتفاق السلام بين البلدين، وهذا خطر وجودي آخر بات يحاصر البلاد في شرقها كل هذا انعكس على وضع داخلي محاصر أنتج ارتفاعًا في الأسعار، وتحجيمًا لطموحات التنمية مما يتطلب إعمال العبقرية المصرية لإبداع مخرج من كل هذه الأزمات.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
حنظلة تبحر من إيطاليا لكسر حصار غزة والاحتلال يراقب
أفادت هيئة البث التابعة للاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، بأن المؤسسة الأمنية تراقب تحركات مجموعات دولية مؤيدة للفلسطينيين تستعد لإطلاق سفينة من إيطاليا بهدف كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة.
وأعلنت إحدى عضوات تحالف "أسطول الحرية" أنهم يبحرون في مهمة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار غير القانوني الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على غزة. وأضافت: "وعدنا سكان غزة بأننا لن نتوقف حتى يُكسر الحصار وتُحرر فلسطين".
وأشارت إلى أن التحرك يأتي باسم "إرادة الشعوب"، مؤكدة أن "جبن حكومات العالم التي تساند الاحتلال لا يمثلنا"، وفق تعبيرها.
وكان التحالف قد أعلن الأسبوع الماضي عن إطلاق سفينة جديدة تحمل اسم "حنظلة" في 13 يوليو/تموز الجاري، من ميناء سيراكوزي الإيطالي، ضمن حملة إنسانية جديدة تهدف إلى تحدي الحصار البحري المفروض على القطاع، رغم الهجوم الذي تعرّضت له سفينة "مادلين" التابعة للتحالف في وقت سابق من العام الحالي.
وأكد تحالف "أسطول الحرية"، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن الاستهداف الممنهج من قبل الاحتلال الإسرائيلي لن يثنيهم عن الاستمرار في جهودهم لكسر الحصار، مشيرًا إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث يواجه السكان خطر المجاعة وتفشي الأمراض في ظل الحصار المستمر.
وعدّ التحالف هذه المبادرة تحركًا شعبيًا مستقلًا، جاء نتيجة ما وصفه بـ"فشل المؤسسات الدولية في حماية المدنيين الفلسطينيين ورفع الحصار"، داعيًا إلى دعم الجهود المدنية والإنسانية الموجّهة لسكان القطاع المحاصر.
وكان ميناء سيراكوزي قد شهد، الأسبوع الماضي، تجمعًا لعشرات النشطاء قرب السفينة "حنظلة"، حيث رُفعت الأعلام الفلسطينية، وردد المشاركون هتافات تضامنية أبرزها "أوقفوا إطلاق النار الآن".
يُذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي كانت قد استولت في 9 يونيو/حزيران الماضي على سفينة "مادلين" أثناء وجودها في المياه الدولية، في طريقها إلى غزة لنقل مساعدات إنسانية، واعتقلت 12 ناشطًا دوليًا كانوا على متنها. وفي الأيام التالية، أبعدت سلطات الاحتلال أربعة من النشطاء بعد توقيعهم على تعهد بعدم العودة، في حين رفض الباقون التوقيع. وقد أُفرج عنهم جميعًا في 16 يونيو/حزيران.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن