تجمع وجبة السحور المثالية بين البساطة والسرعة والإشباع، لكنها تختلف جذريًا من بلد عربي إلى آخر دون مكونات ثابتة.

من السفة إلى الهريس والفول المحوج وغيرها، تتعدد الأطباق والألوان والمكونات، ليضع كل بلد عربي طابعه الخاص وبصمته المميزة على مائدة السحور، مما يجعلها فريدة ومختلفة عن غيرها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مفاتيح السعادة في رمضان.

. كيف تخفف العبء عن زوجتك دون جهد كبير؟list 2 of 2شاهد.. مزراوي وديالو ثنائي يونايتد يؤديان صلاة التراويح بأحد مساجد مانشسترend of list السحور التقليدي أصول وعادات خاصة

في مدينة تطوان شمالي المغرب، كان يُطلق المدفع بعد السحور وقبل الفجر بنصف ساعة إيذانًا بانتهاء وقت الأكل، لينطلق الناس إلى المساجد والزوايا لصلاة التهجد، كما وثّق الباحثون في كتاب "العادات والتقاليد في المجتمع المغربي".

أما في بيروت، فقد رصد الكاتب خالد لحام في كتابه "بيروت الذاكرة الشعبية" الأثر العميق للسحور في نفوس الأطفال، خاصة عند سماعهم طبلة المسحراتي وهو ينادي بأسمائهم.

مشهد مماثل وثّقه منير كيال عام 1973 في كتابه "رمضان وتقاليده الدمشقية"، حيث أشار إلى استمرار السهر بعد التراويح حتى موعد السحور، وتحدث عن شيخ كار المسحرين، المسؤول عن تدريبهم وتنظيم عملهم والتأكد من التزامهم بمواعيد التسحير. طبول ونداءات تجوب الشوارع والأزقة، تدعو الناس لتناول وجبة تحمل في طياتها سر البركة.

"الغبقة" أجواء اسثتنائية في قطر

تعيش الروائية القطرية هدى النعيمي أجواء رمضانية خاصة، تراقب خلالها تغير طقوس تناول الطعام في منطقة الخليج، وخاصة في قطر. وتقول للجزيرة نت "أصبح لدينا تقليد مميز وشائع خلال رمضان وهو الغبقة، الوجبة التي تقع بين الفطور والسحور، حيث يجتمع القطريون كعائلات أحيانًا بشكل يفوق تجمعاتهم خلال الفطور أو السحور. بعضهم يكتفي بها، في حين يفضل آخرون تناول شيء خفيف لاحقًا مثل اللبن الرائب مع الماء، أو التمر واللبن مع الخبز".

إعلان

وتشير هدى إلى اختلاف العادات بين العائلات، فبينما يفضل البعض الشوربة حتى وقت الغبقة، يتناول آخرون إفطارًا مشبعا يعيدون تناوله في السحور، حيث يصبح طعام الفطور هو ذاته السحور.

وتضيف "الهريس والثريد من الأطباق الأساسية التي لا تخلو منها الموائد القطرية في رمضان، فالهريس عبارة عن حب القمح الممزوج باللحم والمخلوط جيدًا، أما الثريد فهو الخبز الرقاق المشبع بمرق اللحم مع قطع اللحم".

الفول المدمس والبيض على السفرة المصرية

في الأغنية الشهيرة للفنانة صباح بصحبة الفنان المصري فؤاد المهندس، يخلد مؤلف الأغنية حسين السيد المكانة الكبيرة التي يحظى بها طبق الفول على السفرة المصرية بقوله "يسيب الأكل كله ويمسك طبق الفول ولقمة تجر لقمة يشبع ويقوم على طول"، في إشارة إلى أن الفول بأشكاله المختلفة، والإضافات المتعددة له من زيت حار أو زيت حلو مع الطحينة والليمون والخلطات المتعددة، يعد عنصرا أساسيا لدى المصريين خلال شهر رمضان.

بالنسبة للبعض في مصر، تحظى وجبة السحور بأهمية تفوق الإفطار، إذ تقول الشيف المصرية هبة عبد العليم للجزيرة نت "يؤمن المصريون بأن السحور المتكامل هو المفتاح لصيام مريح دون الشعور بالجوع أو العطش. وتتميز وجبة السحور المصرية بمكوناتها التقليدية التي تتشابه في معظم البيوت، حيث تتكون من الفول المدمس، والبيض بمختلف طرق إعداده، والجبن الأبيض أو القريش، والزبادي، والخضروات كالخس والخيار، إلى جانب الخبز البلدي الأسمر".

وتشير إلى أن تدميس الفول في المنازل عادة متأصلة، حيث يُطهى في قدور خاصة، ورغم سهولة تحضيره، فإنه يستغرق وقتًا طويلًا، مما يدفع البعض إلى شرائه طازجًا من المطاعم يوميا.

من جانبها، توضح منسقة ومصورة الطعام المصرية أن مكونات السحور صُممت بعناية لتوفير أقصى فائدة للصائم "الفول كبقول غني بالبروتين النباتي، يُهضم ببطء مما يمنح شعورًا بالشبع لمدة طويلة، في حين يعد البيض والجبن مصدرًا متوازنا من البروتين الحيواني. أما الزبادي والخضروات فتمد الجسم بالماء، مما يساعد على ترطيب الجسم وتقليل الشعور بالعطش أثناء الصيام".

إعلان

تعد وجبة السحور المصرية أحد الأمور الأصيلة والثابتة على مدى التاريخ المصري، إذ ترصد الشيف والكاتبة المصرية هبة عبد العليم على مدى سنوات طويلة كيف تغيرت التركيبة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، ومع ذلك بقيت تلك الوجبة على حالها ربما منذ دخول الإسلام إلى مصر.

تقول هبة "قبل أيام مثلا عرفت أن هناك من يمزج الفول المصري بالجواكومولي المكسيكي، وهو صوص تغميس أساسه الأفوكادو، مما يمثل مزيجا عابرا للثقافات، ورغم أن الوصفة تعد حداثية أكثر مما يجب، فإن مكونها الأساسي ما زال الفول المدمس الذي لا يجد المصريون عنه بديلا للسحور".

"البطبوط" البطل على المائدة المغربية

في منزلها بمنطقة أكادير في المغرب، تحرص حسناء مسلم على إعداد خبز البطبوط المغربي على السحور مع عصير فواكه طبيعي أو رايب، أو ربما البغرير، تقول للجزيرة نت "خبز البطبوط من أطيب أنواع الخبز المغربي، وهو من وجبة رئيسية على مائدة الفطور، نعده ساخنا، لا يستغرق إعداده وقتا طويلا، حيث يتم تسويته على الصاج، عجينته خفيفة ويكون منتفخا وهشا، وطعمه لذيذ، يتكون بالأساس من خليط من الدقيق الأبيض والسميد والملح والحليب والخميرة والماء، كما أحرص في بعض الأيام على التنويع بإعداد البغرير الذي أعده مرات أقل لأنه لا يمكن إعداده قبلها بوقت كبير، يتوجب إعداده في وقت السحور مباشرة، حيث لا يمكن تركه لأكثر من 10 إلى 15 دقيقة قبل تسويته، يتكون من السميد والدقيق والماء والسكر والملح والخمير".

"السفة أم المسفوف" الوجبة الحاضرة بين الجزائر وتونس

يعد المسفوف من الأطباق التقليدية التي تحضر بانتظام على موائد السحور في شمال أفريقيا، مع اختلافات بسيطة في طرق إعداده وفقا للعادات العائلية.

في تونس، تحرص لميا العامري، وهي جدة لخمسة أحفاد من ولاية بنزرت، على إعداد المسفوف بالزبيب أو بالرمان، وتحب التنويع في مكوناته. تقول "المسفوف سحوري المفضل، لا أستغني عنه. يجمع بين فوائد الحبوب، حيث يحتوي على الكسكسي المطهو بالبخار، مع التمر، ويمكن إضافة الفواكه والمكسرات، إلى جانب زيت الزيتون أو الزبدة حسب الرغبة. كما أضيف له الحليب، فيصبح وجبة غذائية متكاملة بمذاق متجدد كل يوم".

إعلان

أما في الجزائر، فتشتهر أم عبد الكريم، وهي أم لثلاثة أطفال، بطريقة مميزة في تحضير "السفة" أو "المسفوف"، وتعتبره الطبق الأساسي على مائدة السحور. تقول للجزيرة نت "أحيانًا نكتفي بسحور بسيط مثل الحليب والتمر، لكن في بعض الأيام، خاصة خلال بداية رمضان، أحرص على تقديم مائدة تقليدية غنية، يكون فيها المسفوف الطبق الرئيسي".

وتضيف "هذه الوصفة مغذية ومشبعة، نحضرها إما حلوة بالزبدة والزبيب والعسل، أو مالحة مع الحليب والبيض. شخصيًا، أفضل النسخة الحلوة، حيث أدمج الكسكس مع الزبيب واللوز المجروش والزبدة، ثم أزينها بالجوز والسكر المطحون لتعزيز النكهة".

رغم اختلاف طرق التحضير، يظل "المسفوف" وجبة سحور شهية ومغذية تعكس تراث المطبخ في المنطقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان رمضان 2025 وجبة السحور للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

«جوج وماجوج» وعلاقتهما بحرب إيران.. هل اقتربت الساعة؟ الأزهر يكشف أسرار «النبوءات»

يربط البعض ما يحدث في إيران الآن من حرب مع إسرائيل، على أنه تفسير للرواية التوراتية، التي وردت في نبوءة جوج وماجوج الواردة في سفر حزقيال «الإصحاحان 38 و39»، التي تصوّر مواجهة كبرى في «أواخر الأيام» تُشن ضد اليهـود.

حذّر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من توظيف الأبعاد الدينية واللاهوتية في الصراع القائم بين الكيان الصـهيوني وإيران، وهو توظيف يتجاوز الأبعاد السياسية والجغرافية ليتغلغل في بنية العقائد الدينية، ولا سيما داخل أوساط المسيحية الإنجيلية في الولايات المتحدة.

الحرب ضد اليهود

أوضح الأزهر: وتعتمد هذه الأوساط على تأويلات خاصة لنصوص توراتية قديمة، أبرزها نبوءة "جوج وماجوج" الواردة في سفر حزقيال «الإصحاحان 38 و39»، التي تصوّر مواجهة كبرى في "أواخر الأيام" تُشن ضد اليهـود.

وتابع: ويُفسَّر ذكر "فارس" في هذه النبوءة على أنه يشير إلى إيران المعاصرة، التي تُقدَّم بوصفها العدو الأول في تحالف معادٍ للكيان.

واستطرد: وبالنظر إلى هذه التأويلات نجدها لا تُقدَّم إيران كمجرد خصم إقليمي أو تهديد نووي، بل كعنصر محوري في سيناريو «نهاية الأزمنة» الذي تتبناه هذه الأوساط. 

بداية تحقق النبوءات التوراتية

وأكمل: ويُعدّ قيام الكيان الصـ.هـ.يوني عام 1948 – بحسب هذا التصور – بداية تحقق النبوءات التوراتية، وأن أي تهديد لوجوده يُعَد تمهيدًا لما يُعرف بـ"المعركة الأخيرة" التي ستسبق المجيء الثاني للمسيح.

وواصل: وينعكس هذا التصور بوضوح في وسائل الإعلام التابعة للمسيحية الصـهـيونية في الولايات المتحدة، والتي تبث برامج ومقالات تربط كل تصعيد سياسي أو عسكري مع إيران بهذه النبوءات، ما يسهم في ترسيخ دعم شعبي محافظ للكيان، ويؤثر بدوره على صُنّاع القرار في واشنطن، الذين يرون في دعم الكيان واجبًا دينيًا واستراتيجيًا.

وأكد مرصد الأزهر أن هذه القراءات اللاهوتية ليست سوى ذريعة تُستخدم لتبرير السياسات التوسعية والعدوانية التي يمارسها الكيان ضد دول عربية وإسلامية، وهو ما أدى إلى نشر الفوضى وتصاعد العنف في منطقة الشرق الأوسط.

الجرائم اللا إنسانية

وفي هذا السياق، حذّر المرصد المجتمع الدولي من الاستمرار في التغاضي عن الجرائم اللا إنسانية التي يرتكبها الاحـتلال في قطاع غزة، لا سيما استخدام التجويع كسلاح حرب، واستهداف المدنيين العزّل خلال محاولاتهم تأمين احتياجاتهم الأساسية من الطعام والدواء.

وجدد مرصد الأزهر، دعوته إلى الوقف الفوري للقتل الممنهج، وضرورة إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وغير مشروط إلى قطاع غزة، باعتبار ذلك حقًّا إنسانيًّا أصيلًا كفلته المواثيق والعهود الدولية. ويؤكد أن الصمت الدولي المتواصل يُعدّ تواطؤًا أخلاقيًّا مع جرائم الاحـتلال، ويقوّض المبادئ الإنسانية التي يُفترض أن يقوم عليها النظام العالمي.

 خبير استخباراتي: إيران وإسرائيل يدخلان مرحلة الضغط الذكي.. والمعركة لم تعد عددية بل نوعيةلماذا اختارت إيران قاعدة العديد الأمريكية في قطر لاستهدافها؟ خبير عسكري يجيب
نبوءة جوج وماجوج في العهد القديم 

1 وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلًا: 2 «يَا ابْنَ آدَمَ، اجْعَلْ وَجْهَكَ عَلَى جُوجٍ، أَرْضِ مَاجُوجَ رَئِيسِ رُوشٍ مَاشِكَ وَتُوبَالَ، وَتَنَبَّأْ عَلَيْهِ 3 وَقُلْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا عَلَيْكَ يَا جُوجُ رَئِيسُ رُوشٍ مَاشِكَ وَتُوبَالَ. 4 وَأُرْجِعُكَ، وَأَضَعُ شَكَائِمَ فِي فَكَّيْكَ، وَأُخْرِجُكَ أَنْتَ وَكُلَّ جَيْشِكَ خَيْلًا وَفُرْسَانًا كُلَّهُمْ لاَبِسِينَ أَفْخَرَ لِبَاسٍ، جَمَاعَةً عَظِيمَةً مَعَ أَتْرَاسٍ وَمَجَانَّ، كُلَّهُمْ مُمْسِكِينَ السُّيُوفَ. 5 فَارِسَ وَكُوشَ وَفُوطَ مَعَهُمْ، كُلَّهُمْ بِمِجَنٍّ وَخُوذَةٍ، 6 وَجُومَرَ وَكُلَّ جُيُوشِهِ، وَبَيْتَ تُوجَرْمَةَ مِنْ أَقَاصِي الشِّمَالِ مَعَ كُلِّ جَيْشِهِ، شُعُوبًا كَثِيرِينَ مَعَكَ. 7 اِسْتَعِدَّ وَهَيِّئْ لِنَفْسِكَ أَنْتَ وَكُلُّ جَمَاعَاتِكَ الْمُجْتَمِعَةِ إِلَيْكَ، فَصِرْتَ لَهُمْ مُوَقَّرًا. 8 بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ تُفْتَقَدُ. فِي السِّنِينَ الأَخِيرَةِ تَأْتِي إِلَى الأَرْضِ الْمُسْتَرَدَّةِ مِنَ السَّيْفِ الْمَجْمُوعَةِ مِنْ شُعُوبٍ كَثِيرَةٍ عَلَى جِبَالِ إِسْرَائِيلَ الَّتِي كَانَتْ دَائِمَةً خَرِبَةً، لِلَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنَ الشُّعُوبِ وَسَكَنُوا آمِنِينَ كُلُّهُمْ. 9 وَتَصْعَدُ وَتَأْتِي كَزَوْبَعَةٍ، وَتَكُونُ كَسَحَابَةٍ تُغَشِّي الأَرْضَ أَنْتَ وَكُلُّ جُيُوشِكَ وَشُعُوبٌ كَثِيرُونَ مَعَكَ. 10 هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أُمُورًا تَخْطُرُ بِبَالِكَ فَتُفَكِّرُ فِكْرًا رَدِيئًا، 11 وَتَقُولُ: إِنِّي أَصْعَدُ عَلَى أَرْضٍ أَعْرَاءٍ. آتِي الْهَادِئِينَ السَّاكِنِينَ فِي أَمْنٍ، كُلُّهُمْ سَاكِنُونَ بِغَيْرِ سُورٍ وَلَيْسَ لَهُمْ عَارِضَةٌ وَلاَ مَصَارِيعُ، 12 لِسَلْبِ السَّلْبِ وَلِغُنْمِ الْغَنِيمَةِ، لِرَدِّ يَدِكَ عَلَى خِرَبٍ مَعْمُورَةٍ وَعَلَى شَعْبٍ مَجْمُوعٍ مِنَ الأُمَمِ، الْمُقْتَنِي مَاشِيَةً وَقُنْيَةً، السَّاكِنُ فِي أَعَالِي الأَرْضِ.

 13 شَبَا وَدَدَانُ وَتُجَّارُ تَرْشِيشَ وَكُلُّ أَشْبَالِهَا يَقُولُونَ لَكَ: هَلْ لِسَلْبِ سَلْبٍ أَنْتَ جَاءٍ؟ هَلْ لِغُنْمِ غَنِيمَةٍ جَمَعْتَ جَمَاعَتَكَ، لِحَمْلِ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ، لأَخْذِ الْمَاشِيَةِ وَالْقُنْيَةِ، لِنَهْبِ نَهْبٍ عَظِيمٍ؟ 14 «لِذلِكَ تَنَبَّأْ يَا ابْنَ آدَمَ، وَقُلْ لِجُوجٍ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عِنْدَ سُكْنَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ آمِنِينَ، أَفَلاَ تَعْلَمُ؟ 15 وَتَأْتِي مِنْ مَوْضِعِكَ مِنْ أَقَاصِي الشِّمَالِ أَنْتَ وَشُعُوبٌ كَثِيرُونَ مَعَكَ، كُلُّهُمْ رَاكِبُونَ خَيْلًا، جَمَاعَةٌ عَظِيمَةٌ وَجَيْشٌ كَثِيرٌ. 16 وَتَصْعَدُ عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ كَسَحَابَةٍ تُغَشِّي الأَرْضَ. فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ يَكُونُ. وَآتِي بِكَ عَلَى أَرْضِي لِكَيْ تَعْرِفَنِي الأُمَمُ، حِينَ أَتَقَدَّسُ فِيكَ أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ يَا جُوجُ. 17 «هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَلْ أَنْتَ هُوَ الَّذِي تَكَلَّمْتُ عَنْهُ فِي الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ عَنْ يَدِ عَبِيدِي أَنْبِيَاءِ إِسْرَائِيلَ، الَّذِينَ تَنَبَّأُوا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ سِنِينًا أَنْ آتِيَ بِكَ عَلَيْهِمْ؟ 

18 وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَوْمَ مَجِيءِ جُوجٍ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، أَنَّ غَضَبِي يَصْعَدُ فِي أَنْفِي. 19 وَفِي غَيْرَتِي، فِي نَارِ سَخَطِي تَكَلَّمْتُ، أَنَّهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ رَعْشٌ عَظِيمٌ فِي أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. 20 فَتَرْعَشُ أَمَامِي سَمَكُ الْبَحْرِ وَطُيُورُ السَّمَاءِ وَوُحُوشُ الْحَقْلِ وَالدَّابَّاتُ الَّتِي تَدُبُّ عَلَى الأَرْضِ، وَكُلُّ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، وَتَنْدَكُّ الْجِبَالُ وَتَسْقُطُ الْمَعَاقِلُ وَتَسْقُطُ كُلُّ الأَسْوَارِ إِلَى الأَرْضِ. 

21 وَأَسْتَدْعِي السَّيْفَ عَلَيْهِ فِي كُلِّ جِبَالِي، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فَيَكُونُ سَيْفُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَى أَخِيهِ. 22 وَأُعَاقِبُهُ بِالْوَبَإِ وَبِالدَّمِ، وَأُمْطِرُ عَلَيْهِ وَعَلَى جَيْشِهِ وَعَلَى الشُّعُوبِ الْكَثِيرَةِ الَّذِينَ مَعَهُ مَطَرًا جَارِفًا وَحِجَارَةَ بَرَدٍ عَظِيمَةً وَنَارًا وَكِبْرِيتًا. 23 فَأَتَعَظَّمُ وَأَتَقَدَّسُ وَأُعْرَفُ فِي عُيُونِ أُمَمٍ كَثِيرَةٍ، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.

جوج وماجوج في سِفْر الرؤيا

وورد ذكر جوج وماجوج أيضًا في سِفْر الرؤيا، وهو آخر أسفار العهد الجديد، باعتبارهم أقوامًا مفسدين يظهرون في آخر الزمن، فيصطدمون بجيش المؤمنين، ولكن الله يقضي عليهم:

«ثم متى تمت ألف السَّنة يُحَلُّ الشيطان من سجنه ويخرج ليُضلَّ الأمم الذين في أربع زوايا الأرض جوج وماجوج ليجمعهم للحرب، الذين عددهم مثل رمل البحر. فصعدوا على عرض الأرض وأحاطوا بمعسكر القدِّيسين وبالمدينة المحبوبة (= أورشليم). فنزلت نارٌ من عند الله من السماء وأكلتهم. وإبليس الذي كان يُضلهم طُرِحَ في بحيرة النار والكبريت» (الرؤيا ٢٠: ٧–١٠).

يأجوج ومأجوج في القرآن الكريم

وهناك إشارة أخرى في سورة الأنبياء إلى نقب يأجوج ومأجوج للسد عند اقتراب الساعة: «حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ» (٢١ الأنبياء: ٩٦–٩٧).

يأجوج ومأجوج هم قوم من الأقوام الذين سكنوا الأرض في القديم وتم ذكرهما في الكتب السماوية جميعها وذلك كما ورد فى قوله تعالى فى القرآن الكريم: « قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا»،


يأجوج ومأجوج هما قبيلتان سكنتا الأرض في قديم الزمان وعاثوا فيها بالفساد وطغوا وتجبروا بشرهم على من في الأرض فقوتهم وعددهم يفوق الخيال والوصف فظلموا من حولهم بسبب هذه القوة والجبروت.


فبعث الله عز وجل لهم الملك الصالح «ذو القرنين» في منطقة تقع ما بين المشرق والمغرب أو بين السديّن كما جاء وصفها في القرآن الكريم وقد كان هذا الملك الصالح يجوب الأرض متفقداً لأحوال الناس في محاولة لإصلاحها بما أتاه الله عز وجل من القوة والعلم، وعندما وصل إلى ما بين السدين وجد قوماً يشتكون له من يأجوج ومأجوج ومن بطشهم وقوتهم وجبروتهم وإفسادهم في الأرض.


وطلبوا من ذي القرنين أن يقوم ببناء سدٍّ ما بينهم وبين يأجوج ومأجوج ليحتموا به من شرهم، فما توانى هذا الملك الصالح ببناء السد بما آتاه الله عز وجل من العلم والحكمة فما كان منه إلا أن أقام سدّاً حصيناً ما بين هؤلاء الأقوام وما بين يأجوج ومأجوج من الحديد وقام بإذابة النحاس فوقه فأصبح بذلك هذا السد منيعاً قوياً لا يمكن اختراقه إلّا بأمر الله عز وجل.


وقد جاء وصف هذا السد في القرآن الكريم ووصف يأجوج ومأجوج في سورة الكهف في قوله تعالى:«قَالَ مَا مَكَّنَنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً* آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً * فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً»، آيات 95 إلى 97.


وأخفى الله -عز وجل- هذا السد ومكان يأجوج ومأجوج عن الناس فلا أحد منهم يعلم بمكانه فلا هم يرون البشر ولا نحن نراهم وسيظل هذا المكان مخفياً عن أعيننا بقدرة الله عز وجل حتى يشاء فيظهرهم بعد أن ينزل عيسى -عليه السلام- مرة أخرى ويقتل المسيح الدجا ل ويخرج يأجوج ومأجوج ويعيثون في الأرض فساداً فيتحصن عيسى -عليه السلام- ومن معه إلى جبل الطور ويلجأون إلى الله بدعائهم لأنّه لا طاقة لهم بهؤلاء الأقوام ويصيبهم ما يصيبهم من القحط والجوع والجدب حتى لا يكون من معين لهم إلا الله عز وجل فيستجيب الله عز وجل لهم ويرسل على يأجوج ومأجوج النغف وهو دود يكون في أنوف الغنم والإبل فيبيد به الله عز وجل هذين القومين ويرسل بعدها مطراً يغسل به الأرض ويعيد عز وجل الخيرات إلى الأرض من زرع ورمانٍ ولبن وغيرها من النعيم.
 

طباعة شارك نبوءة جوج وماجوج جوج وماجوج النبوءات التوراتية بداية تحقق النبوءات التوراتية نبوءة جوج وماجوج في العهد القديم جوج وماجوج في سِفْر الرؤيا إسرائيل اليهود الأزهر حرب آخر الزمان

مقالات مشابهة

  • مكتبة كتارا للرواية العربية تشارك في مؤتمر الجمعية المصرية للمكتبات
  • بعد «فات الميعاد».. أسماء أبو اليزيد في ضيافة «أسرار النجوم» بهذا الموعد
  • أبرزها الفول واللحوم المُصنعة.. أطعمة ترفع حمض اليوريك بالجسم
  • أنجي على تستضيف أسماء أبواليزيد الليله فى برنامج أسرار النجوم
  • 8 فوائد جماليّة للفول السوداني
  • «مضاعفات وأضرار».. ماذا يحدث لجسمك إذا لم تتناول وجبة الإفطار؟
  • أسرار تصفية القيادات ومقتل الرئيس عبد الفتاح إسماعيل بمذبحة عدن
  • ماذا يحدث للجسم عند تخطي وجبة الإفطار؟
  • 3 أطعمة شائعة لا تبدأ بها يومك.. وأهم البدائل الصحية لها
  • «جوج وماجوج» وعلاقتهما بحرب إيران.. هل اقتربت الساعة؟ الأزهر يكشف أسرار «النبوءات»