الصرفند.. قرية شاهدة على نكبة الفلسطينيين تتحول لوجهة رمضانية
تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT
على الساحل بين مدينتي حيفا وعكا، كانت الصرفند إحدى القرى الفلسطينية التي هجّر سكانها خلال نكبة عام 1948. اليوم لم يبقَ منها سوى بقايا بيوتها ومسجدها المهجور، الذي ما زال شاهدًا على تهجير أهلها قسرًا ومحاولات طمس معالمها.
ورغم الإهمال والتخريب المتعمد، فإن المسجد لا يزال يحتضن المصلين الذين يأتون إليه من القرى المجاورة، متمسكين بوجودهم في المكان، ولاسيما في رمضان حيث تقام صلاة التراويح يوميًا وتُنظم موائد إفطار جماعية.
وتقع الصرفند على بعد نحو 21 كيلومترًا جنوب شرق عكا، وكانت قرية زراعية تعتاش على زراعة الحمضيات والزيتون والحبوب، بالإضافة إلى صيد الأسماك بحكم قربها من البحر، وبلغ عدد سكانها عام 1945 نحو 520 نسمة، جميعهم من العرب المسلمين.
في مايو/أيار 1948، سقطت الصرفند في إطار العمليات العسكرية التي نفذتها المنظمات الصهيونية للسيطرة على الساحل الفلسطيني. تعرض سكانها للتهجير القسري، مثلما حدث في عشرات القرى الفلسطينية، ولم يُسمح لهم بالعودة إلى ديارهم بعد الحرب.
في عام 2000، قام أحد المستوطنين من مستوطنة "نحشوليم"، المقامة على أراضي القرية، بهدم مسجد الصرفند، ولم يتبقَّ منه سوى الأرضية وبعض الجدران والمحراب. هذه الحادثة لم تكن سوى واحدة من سلسلة اعتداءات تهدف إلى محو أي أثر للوجود الفلسطيني في المنطقة، لكن رغم ذلك، بقي المسجد رمزًا للصمود ومقصدًا للمرابطين والمصلين.
على الرغم من محاولات الطمس، فإن بعض أبناء القرى المجاورة، خاصة من قرية الفريديس وقرية جسر الزرقاء، يحيون المسجد من خلال إقامة صلاة الجمعة على مدى السنة، إضافة إلى صلاة التراويح يوميًا خلال شهر رمضان. كما تُنظَّم موائد إفطار جماعية في المسجد أيام الاثنين والخميس في رمضان، إلى جانب إقامة صلاة العيدين، في تأكيد على التمسك بالمكان رغم كل محاولات التهويد.
إعلانبينما تحاول السلطات الإسرائيلية والمستوطنون محو معالم الصرفند، يبقى مسجدها شاهدًا على النكبة وعلى تمسك الفلسطينيين بحقوقهم التاريخية، ورغم الدمار الذي لحق به، فإن استمرار إقامة الصلوات والفعاليات فيه هو رسالة بأن المكان لم يُنسَ، وأن الفلسطينيين متمسكون بحقهم في العودة إليه مهما طال الزمن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
مجزرة رفح.. خبز مغمس بالدم ومساعدات تتحول لأفخاخ موت
في زمن صار فيه الجوع يطارد بالرصاص، تحولت مراكز المساعدات في غزة إلى أفخاخ موت لا تفرق بين كبير وصغير، ففي صباح يوم دام جديد شهدته غرب مدينة رفح، حيث سفك دم عشرات الأبرياء بدلا من أن يُوزع الخبز، وسقط العشرات من الشهداء والجرحى قرب ما يسمى بـ"مركز المساعدات الأميركية".
وانتشرت مقاطع فيديو على منصات التواصل استهداف الأهالي الذين قدموا للحصول على المساعدات، وشهدت مقاطع الفيديو والصور المتداولة من مجزرة رفح بقطاع غزة المروعة غضبا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر آلاف المغردين الفلسطينيين والعرب عن صدمتهم واستنكارهم الشديد للجريمة البشعة التي راح ضحيتها عشرات المدنيين العزل.
ثلاثون شهيداً و150 مصاباً جراء إطلاق نار من آليات الإبادة الإسرائيلية على ألالاف قرب موقع مساعدات تابع للمرتزقة الأمريكيين غرب رفح، جنوبي القطاع . pic.twitter.com/vYcuYFLkMc
— Tamer | تامر (@tamerqdh) June 1, 2025
وتُظهر المقاطع المنتشرة لحظات مرعبة لعشرات المدنيين الذين سقطوا بين قتيل وجريح، جثث ملقاة على الأرض، ونداءات استغاثة وسط الفوضى، بعد أن دفعهم الجوع للوقوف في طوابير طويلة أمام مركز لتوزيع المساعدات، وسط المجاعة المتفشية في قطاع غزة.
إعلان شهادات من قلب الحدثوبحسب روايات المواطنين الذين كانوا في المكان، فقد بدأ توافد آلاف الشباب منذ ساعات الفجر الأولى، أملا في الحصول على مساعدات غذائية تسدّ جوعهم وجوع أطفالهم، في ظل الحصار الخانق والوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة.
ومع فتح أبواب المركز، تفاجأ المتجمهرون بوابل كثيف من الرصاص أُطلق من الآليات العسكرية التابعة للاحتلال الإسرائيلي، مستهدفا الجزء العلوي من أجسادهم بشكل مباشر، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من الشهداء، وإصابة ما يزيد عن 100 آخرين بجروح متفاوتة.
ورأى عدد من المغردين أن ما يجري هو "استخدام ممنهج وخبيث للمساعدات كأداة حرب، تُوظف لابتزاز المدنيين الجوعى، وتجميعهم قسرا في نقاط قتل مكشوفة، تُدار وتُراقب من قبل جيش الاحتلال وتُموّل وتُغطى سياسيا من الإدارة الأميركية".
وأوضح مغردون أن ما تم توثيقه لا يمثّل إلا جزءا بسيطا من المجزرة، التي ضمّت عددا كبيرا من الشهداء من النساء والأطفال. وكتب أحدهم "أتحدث كثيرا عن خسائر عائلتي، حتى تدركوا حجم الكارثة التي حلّت بأسرة واحدة. أحيانا، أتجاهل خبر استشهاد أحد أفراد عائلتي، وأنشر فقط عن المجازر العامة".
وعلّق مغرد آخر بالقول "كانوا ينتظرون كيس طحين… فحصدتهم الرصاصات! أطفال ونساء وشيوخ سقطوا في مجزرة برفح نفذها جنود الاحتلال وعناصر من شركة أمنية أميركية، ما زال الصمت الدولي شاهدا على الجريمة".
كانوا ينتظرون كيس طحين… فحصدتهم الرصاصات!”
أطفال ونساء وشيوخ سقطوا في مجزرة برفح نفذها جنود الاحتلال وعناصر من شركة أمنية أمريكية.
ما زال الصمت الدولي شاهدًا على الجريمة.#رفح_تحت_النار #مجزرة_المساعدات #صمتكم_يقتلنا
— د.إياد ابراهيم القرا (@iyad_alqarra) June 1, 2025
وكتب أحد النشطاء: "من بين الشهداء 3 نساء من عائلتي، وامرأتان أُصيبتا بجراح حرجة. هؤلاء الشهيدات هنّ زوجات شهداء، والابنة الكبرى لأحدهم. خرجنَ بحثا عن الطعام لأطفالهن وإخوانهن الصغار".
مساعدات الموت.. غزة على مذبح الإغاثة!
مع ساعات الصباح ارتكب جيش الاحتلال مجزرة جديدة بحق الفلسطينيين الجوعى قرب مركز "المساعدات الأمريكية" في رفح.
وفي حادثة اخرى منفصلة ولكن مشابهة أطلق النيران على المواطنين في محور نتساريم في نقطة مساعدات اخرى.
????????التفاصيل.. pic.twitter.com/HexSRv0dxk
— Dima Halwani (@DimaHalwani) June 1, 2025
إعلانوأضاف آخر: "مساعدات أميركية مغمّسة بالدماء. عشرات الشهداء فوق بعضهم البعض. تم فتح النار عليهم وهم في طابور من أجل المساعدات".
رسالة من شهيد قبل رحيلهوانتشر فيديو مؤلم لأحد المواطنين قبل استشهاده بساعات، قال فيه لمراسل صحفي سأله لماذا أتيت إلى هنا: "أطفالي وأطفال أخي يتضورون جوعا. أتيت مرغما لأخذ حاجتهم من الطعام لأسدّ به جوعهم".
وبعد المجزرة، ووفق ما نُشر، فقد ارتقى شهيدا وهو جائع، وبقي أطفاله جوعى خلفه، ومثله العشرات من الفقراء الذين لم يجدوا غير الموت ثمنا لرغيف خبز.
مراكز مصيدة وليست مساعداتواعتبر مدونون أن هذه المراكز لم تعد للإغاثة، بل أصبحت "مراكز إذلال وموت"، حيث يطلق جيش الاحتلال النار على المواطنين منذ الأيام الأولى، لكنها في هذا الصباح ارتكبت مجزرة مروعة راح ضحيتها العشرات قرب مركز المساعدات في رفح.
وتساءل آخرون: "ما هذا الإجرام؟ إجرام تخطّى كل الحدود. أين العالم؟ أين المجتمع الدولي من المجازر التي تحصل؟".
وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة، بإغلاقها المعابر لمدة 90 يوما بوجه المساعدات الإنسانية، لا سيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.
سيشهد التاريخ
أنّ الكيان الصهيوني الأرهابي
حاصر #غزة ???????? وقتلها،
قتلها جوعًا، وقتلها خوفًا،
قتلها بالقصف، وبالحصار،
قتل أحلام أطفالها،
ودمّر بيوت أهلها،
وشوّه ملامح الحياة في أزقّتها. pic.twitter.com/nBUVI60kp9
— Latifah'???? (@Latiffahx) June 1, 2025
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/أيار الماضي تنفيذ خطة توزيع مساعدات إنسانية عبر ما تُعرف بمؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية، وهي جهة مدعومة إسرائيليا وأميركيا، لكنها مرفوضة من قبل الأمم المتحدة.