إنشاء معمل لحليب الأطفال من قبل شركة بريطانية
تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT
آخر تحديث: 3 يونيو 2025 - 11:08 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- وقع صندوق العراق للتنمية، امس الاثنين، مذكرة تفاهم مع شركة Agrium Capital البريطانية لإنشاء أول معمل حديث لإنتاج حليب الأطفال في العراق، فيما أشارت الشركة إلى أن إنتاج المعمل سيغطي 85% من حاجة السوق المحلي وبرأس مال يتجاوز 200 مليون دولار.وقال المدير التنفيذي لصندوق العراق للتنمية، محمد النجار، في كلمة له خلال مراسيم توقيع الاتفاقية: “قد يكون هذا المشروع له أهمية لمستقبل الشباب العراقي، حيث يشهد العراق زيادة سنوية في عدد الولادات التي تصل إلى مليون طفل“.
وأشار إلى، أن “العديد من أنواع حليب الأطفال المستوردة لا تتمتع بقيمة غذائية عالية، لذلك نرى أن هذا المشروع بالغ الأهمية لصحة أطفال العراق ولأجيال المستقبل“.وأوضح، أن “المعمل سينشأ داخل العراق، وسيعتمد على المواد الأولية المحلية، بما في ذلك الحليب العراقي، لإنتاج حليب أطفال يحمل علامة تجارية متميزة، يتميز بقيمة غذائية عالية، مع التركيز على حليب الأطفال تحديداً وليس الحليب المجفف بشكل عام”، منوهاً الى أن “هناك مصنعاً سابقاً لإنتاج حليب الأطفال لكنه توقف عن العمل، وحالياً يتم استيراد الحليب بالكامل من الخارج“.وأضاف النجار، أن “المشكلة لا تكمن فقط في استيراد الحليب، بل في غياب منظومة متكاملة لمراقبة جودته، في حين أن وجود مصنع داخل العراق يتيح الاستفادة من الثروة الحيوانية الوطنية، ويضمن وجود رقابة نوعية فعالة“.ولفت إلى، أن “شركة Agrium Capital البريطانية تمتلك خبرة واسعة جداً في مجال إنتاج حليب الأطفال، ولديها مصانع في عدد من دول العالم، وستكون هذه الخطوة بداية لمسار طويل من التعاون في مجالات متعددة“.
من جانبه، قال المدير الإداري لشركة Agrium Capital البريطانية، رود باسيت: إن “شركتنا عالمية، وتنفذ مشاريع في مختلف دول العالم، ويعمل بها نحو 3000 موظف، ولدينا خبرة كبيرة في إنتاج حليب الأطفال، ونشغل عدداً من المعامل المتخصصة حول العالم“.وأضاف باسيت: “تركز شركتنا حالياً على مجالي الطاقة المتجددة والأمن الغذائي، لإيماننا العميق بأهمية بناء أنظمة غذائية متكاملة، بدءاً من المواد الأولية وصولاً إلى المستهلك النهائي”، مؤكداً أن “العراق يمثل شريكاً مهماً واستراتيجياً لصندوق التنمية، ونعمل على دعم القطاع الصناعي فيه بشكل خاص“.وأعرب باسيت عن فخره بالشراكة مع صندوق العراق للتنمية، مبيناً أن “المجموعة تعمل في العراق منذ 15 عاماً في مجالات تجارية مختلفة، ونؤمن بقدرتنا على تقديم الأفضل لهذا البلد“.وبين، أن “المعمل سيكون متطوراً جداً، بطاقة إنتاجية تصل إلى 25 ألف طن، وبرأسمال يتجاوز 200 مليون دولار، وهي طاقة كافية لتغطية ما بين 80 إلى 85% من احتياجات السوق العراقية”، مؤكداً أن “هذا المشروع هو الأول من نوعه للشركة في العراق، وسيتبعه عدد من المشاريع الأخرى“.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: حلیب الأطفال
إقرأ أيضاً:
غزة .. الوجع المفتوح وجوع الأطفال
غزة حيثُ لا مأوى، ولا ماء، ولا مرعى. غزة حيث التضحية، والصبر، والجلد، تقاوم رغم الألم، وتُقارع رغم الخذلان. ببطون خاوية، وأحشاء يعتصرها الجوع، يُكابد الغزّاوِيُّون مرارة هذه الحقيقة التي لا يفهمها سواهم، ولا يعيشها دونهم.
بأجسام نحيلة يقتلها جوع مُذقِع، وقلوب مكلومة مثخنة بالجراح، يقف أبناء غزة كمرآةٍ تعكسُ صورةً مُلطخة بالدم، كُتب على جبينها: “أين ضمير الإنسانية؟!”
يمانيون/ كتابات/ خلود الهمداني
وفي مشهد مأساوي يُترجم أقسى انحدارٍ أخلاقي، وقيمي، وديني، وصلت إليه أمتنا، وللأسف الشديد.
يعيش أبناء القطاع جريمة حرب كُبرى، وإبادة جماعية لا نظير لها في كل العالم، بينما العالم يقف مُكبلاً، يكتفي بالصمت، ويُراقب بعجزٍ مفضوح، وخذلانٍ صارخ، وضمير متحجر، ودمٍ بارد.
يحاول أن يتعامى عن كل هذه الجرائم المُروعة، بل ويتماهى مع العدو الصهيوني ويتواطأ معه في ارتكاب الجريمة.
لا سيما حكومات الأنظمة العربية والإسلامية، التي بيدها مفاتيح وأوراق تقصم ظهر هذا العدو وتردعه عن بطشه وغِيّه، كورقة النفط والغاز التي في قبضة دول الخليج، والمضايق والقنوات المهمة كقناة السويس، والنيل، واليرموك، وغيرها. وهي قادرة على تحويل مسار المعركة وكسر شوكة الطغيان الصهيوني.
لكن تقف الأمة بين مفترقات عدة، وأمام خيارات مفصلية، مفادها أن لا عِزّة لها، ولا مَنعة، ولا قوة، إلا بالجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى، فهو المُخلّص الوحيد، والمخرج من كل هذه المآزق الضيقة والخانقة.
“بالجهاد” يتحقق العدل، والأمن، والقوة التي لا تُضام أبدًا.
بالجهاد يُصنع مستقبلٌ مُشرق،
وبالجهاد تتحقق كل النتائج المهمة لهذه الأمة، وتُضمن حقوقها، عزّتها، كرامتها، إنسانيتها، وتأمن كيد عدوها، وتَسلَم من شرّه، وتُحبَط مؤامراته، وتُفشَل مخططاته.
غزة لا تحتاج إلى الخطب الرنانة، ولا بيانات الشجب الباهتة، ولا القمم الطارئة التي لا تُثمر إلا المزيد من الخذلان والانتظار، غزة تحتاج إلى كسر الحصار، ووقف العدوان، ورفع الظلم الذي يُمارَس عليها منذ سنين، تحت سمع وبصر الجميع.
الطفل الذي يموت جوعًا هناك، لا يعرف لغة السياسة، ولا حسابات المصالح، ولا توازنات القوى،
يعرف فقط أن بطنه خاوية، وأن عينيه تبحثان عن شيء يملأ هذا الفراغ القاتل.يعرف أن في مكانٍ ما من هذا العالم، هناك من يستطيع أن يوقف هذا الجوع، ولكنه لا يفعل.
الزعامات وأصحاب السمو، يجلسون على موائد عامرة، تصم آذانها عن صرخات الأمهات، وتُغلق شاشاتها عن صور الأطفال المُمددين على الأرصفة، والباحثين عن لقمة خبز في أكوام الركام. هم جزء من الجريمة بصمتهم، وجمودهم، وتواطئهم.
في غزة، يكتب الشعب ملحمة من صمود لا يُقهر، وإرادة لا تُهزم،
يُثبت للعالم أن الجوع لا يُنهي الوعي، ولا يكسر العزيمة، بل يُغذي جذوة الغضب، ويُعيد رسم ملامح معركة أكبر من حدود الجغرافيا.
غزة تنادي من جديد، والأمة لا تزال على المحك، فإما أن تنتصر لقيمها، ومبادئها، ودينها، أو تسقط نهائيًا في فخ التبعية والخذلان.
وغزة ستبقى تقاوم بكل ما تملك:
بأمعائها الخاوية، وقلوبها المليئة بالإيمان، حتى يسقط هذا العالم المتخاذل، أمام صرخة جائع يحمل في عينيه نور الحق.