ريهام العادلي تكتب: في عيدها .. شكرا لكل أم.. شكرا يا أمي
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
نحتفل كل عام في ٢١ مارس بعيد الأم، ذلك اليوم المميز الذي نخصصه لتقدير دور الأم العظيم في حياتنا ، فالأم ليست مجرد شخص ينجب الأطفال ويرعاهم، بل هي النبع الدافئ للحب والحنان، وهي الصديقة الأولى، والمعلمة الأهم، والمرشدة التي تقف إلى جانبنا في كل مراحل حياتنا.
هي المعطاءة التي تعطي دون مقابل، وتضحي بسعادتها من أجل أن يكون الجميع سعداء، وتساند الجميع حتى يصبحوا قادرين على مواجهة الحياة بقوة وثبات.
الأم هي قلب الأسرة وروحها النابضة ، فهي تشاركنا أفراحنا وأحزاننا ، تضحي بوقتها وجهدها وصحتها من أجل أن نحصل على أفضل حياة ممكنة ، إنها اليد الحنونة التي تمسح دموعنا، والصوت الدافئ الذي يطمئننا عندما نشعر بالخوف أو القلق.
ليست الأم مجرد منجبة للأبناء، بل هي المهندسة الأولى لشخصياتهم ، فهي التي تغرس فيهم القيم النبيلة، مثل الصدق والأمانة والاحترام، وهي التي تعلمهم الصبر والمثابرة والإصرار على تحقيق الأهداف ، كم من أم سهرت الليالي بجانب طفلها المريض؟ وكم من أم تحملت الصعاب كي توفر حياة كريمة لأبنائها؟ إنها بحق أعظم نعمة أنعم الله بها علينا.
الأم ليست فقط مصدر الحنان، بل هي أيضًا الداعم الأول في حياة أبنائها ، فهي التي تقف إلى جانبهم في الأوقات الصعبة، تشجعهم عندما يشعرون بالإحباط، وترفع من معنوياتهم عندما تواجههم التحديات ، كم من شاب أو فتاة نجحوا في حياتهم بفضل دعم أمهاتهم؟ وكم من عالم أو فنان أو رياضي أو قائد كان سر نجاحه دعوات أمه وتشجيعها الدائم له؟
الأم تؤمن بقدرات أبنائها حتى عندما يشكون في أنفسهم، وتدفعهم للأمام عندما يترددون ، هي التي تعلمنا أن الفشل ليس نهاية الطريق، بل خطوة نحو النجاح ، إنها منبع القوة الذي يجعلنا نواجه العالم بثقة، وهي الحضن الذي نعود إليه مهما كبرت أعمارنا ومهما ابتعدنا في دروب الحياة.
لا يقتصر دور الأم على تربية الأبناء فقط، بل يمتد ليشمل بناء مجتمع بأكمله. فالأم التي تربي أبناء صالحين ومتعلمين ومتحلين بالقيم والأخلاق تساهم في نهضة المجتمع ورقيه ، فكل عالم ناجح، وكل طبيب بارع، وكل معلم مخلص، وكل قائد عظيم، كانت وراءه أم عظيمة غرست فيه حب التعلم والاجتهاد والمثابرة.
كما أن الأم تلعب دورًا أساسيًا في تعزيز الروابط الأسرية والمجتمعية ، فهي التي تجمع العائلة، وتنشر الحب والسلام بين أفرادها، وتحرص على تربية أبنائها على حب الوطن والانتماء إليه ، فالأم مدرسة، وكما قال الشاعر حافظ إبراهيم:
“الأمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها* أَعدَدتَ شَعبًا طَيِّبَ الأَعراقِ”*
في هذا اليوم المميز، أجد نفسي عاجزة عن التعبير بالكلمات عن مدى حبي وامتناني لكِ يا أمي ، فأنتِ النور الذي أضاء حياتي، وأنتِ اليد التي أمسكت بيدي وأنا أخطو خطواتي الأولى في هذه الدنيا، وأنتِ القلب الذي ينبض بالحب لي في كل لحظة.
شكرًا لكِ على كل ما قدمته لي من حب ورعاية واهتمام ، شكرًا على صبركِ وتحملكِ وصمتكِ في أوقات كنتِ بحاجة إلى الراحة لكنكِ فضلتِ راحتي على راحتكِ ، شكرًا لأنكِ كنتِ وما زلتِ دائمًا السند والداعم، والشخص الذي يفرح لنجاحي أكثر مما أفرح أنا نفسي.
مهما كبرت، سأبقى تلك الطفلة التي تحتاج إلى دعائكِ، ومهما ابتعدت في دروب الحياة، سأظل أعود إليكِ لأنكِ وطني الأول والأخير. أسأل الله أن يحفظكِ لي، ويمنحكِ الصحة والسعادة، ويجزيكِ عن كل تعبكِ خير الجزاء.
عيد الأم ليس مجرد يوم نحتفل فيه بأمهاتنا، بل هو تذكير لنا جميعًا بقيمة الأم وعظمتها. إنه مناسبة لنقول لها “شكرًا” من القلب، ولنعبر عن حبنا وامتنانا لها بكل الطرق الممكن ، فالأم هي أقدس علاقة في حياة الإنسان، وهي النعمة التي لا تعوض، وهي النبع الذي لا ينضب من العطاء والمحبة.
فلنجعل عيد الأم فرصة لنقدر أمهاتنا، لا بكلمات الشكر فقط، بل بأفعال الحب والاحترام والرعاية ، فهن يستحققن أكثر مما يمكننا تقديمه، لأنهن أعطيننا كل شيء دون انتظار مقابل .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عيد الأم الصدق الأمانة المزيد هی التی
إقرأ أيضاً:
الجبروت الأمريكي على فنزويلا
د. أحمد بن علي العمري
الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعي العدالة والإنصاف والديمقراطية وتتظاهر بذلك أمام العالم أجمع وتطالب الشعوب المغلوب على أمرها بالديمقراطية والحرية والمساواة والعدالة، لكن عندما يتعارض كل ذلك مع مصالحها وأجنداتها فإنها ترمي بكل ذلك عرض الحائط ولا تحسب له أي حساب وكأنه لم يكن ولم يخلق ويولد!
هذا بالضبط ما عملته في العهود الأخيرة في الشرق الأوسط وخاصة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل الدلوعة الحبيبة الغالية، فلا يبقى هناك حريات ولا ديمقراطيات ولا حتى حقوق الإنسان ولا الحيوان التي تدعيها وصدعتنا بها. لكن هذه المرة الأمر يختلف لأنه في قطب آخر من العالم حيث دخلت أمريكا وربما نقول أنها عبثت في أمريكا اللاتينية والكاريبي.
إنه في فنزويلا، البلد الأصيل والمتجذر والذي يقع في الشمال من أمريكا اللاتينية.
هناك الكثير يقولون إن المطمع الأمريكي هو نفط فنزويلا وليس المخدرات كما يدعون ومثل ما صرح ترامب أيام بايدن عندما قال لوكنت في الرئاسة لأخذت نفط فنزويلا ولن أشتريه كما يفعل بايدن. لقد حاولت أمريكا دعم انقلاب فاشل ولم تنجح، فهل تحشد هذه المرة للاستيلاء على الحكم بالقوة وتغيير نظام الحكم ليكون ربيبا لها ومطيعا لأمرها.
ولكن لنرى ماهية فنزويلا:
جمهورية فنزويلا البوليفارية وعاصمتها كاراكاس ولغتها هي الإسبانية وعملتها البوليفار السيادي (VES)، ونظام حكمها رئاسي اتحادي.
وشكلت شخصية هوغو شافيز تاريخ فنزويلا الحديث وهو الرجل الذي وقف في الأمم المتحدة في نيويورك مستعيذا من الشيطان الأكبر وهو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الذي سبقه بالخطاب فبعد وصوله للسلطة في عام 1999م أطلق ما أسماه "الثورة البوليفارية"، وهي مزيج من السياسات الاشتراكية والقومية المعادية لأمريكا وقد اعتمدت سياساته على عائدات النفط لتمويل برامج اجتماعية واسعة ساعدت في تقليل الفقر.
وبعد وفاة شافيز في عام 2013م خلفه نيكولاس مادورو وتحت قيادته تفاقمت المشاكل الاقتصادية بشكل كبير، فيما يمثل النفط 95 بالمئة من اقتصاد البلاد. وقد كانت فنزويلا في ذات يوم من أغنى دول أمريكا اللاتينية.
لقد أدى سوء الإدارة والفساد والاستثمار غير المتكافئ والعقوبات الأمريكية إلى انهيار إنتاج النفط من 3 ملايين برميل يوميا في عهد شافيز إلى أقل من 500 برميل يوميًا حاليًا.
وقد دخلت البلاد في حالة من التضخم المفرط مما جعل العملة المحلية عديمة القيمة وفقد الناس مدخراتهم. وأدى الانهيار الاقتصادي إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية وكذلك إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والسلع الأساسية وانهارت الخدمات العامة من كهرباء وماء وصحة وزيادة الأمراض؛ الأمر الذي أدى إلى فرار ما يقارب 7 ملايين فنزويلي منذ عام 2015.
تربط فنزويلا تحالفات مع دول مثل روسيا والصين وكوبا بينما تواجه توترات مستمرة مع أمريكا بسبب العقوبات والخلافات السياسية. ولديها تنوع ثقافي من التأثيرات الأصلية الأفريقية والإسبانية يظهر ذلك في الموسيقى (مثل السالسا والميرينغو) وكذلك الفنون (مثل فناني البوب آرت مثل كارلوس كروز دييز).
وتشتهر بشلالات أنجل (أعلى شلال في العالم) وسواحل الكاريبي والحدائق الوطنية الواسعة. وتعاني فنزويلا حاليًا صراعا مستمرا بين الحكومة والمعارضة مع تدخل دولي في الأزمة.
تظلّ فنزويلا دولة ذات إمكانيات هائلة بسبب ثروتها الطبيعية لكن استقرارها يعتمد على حلول للأزمات السياسية والاقتصادية العميقة.
هذا الضعف الذي تسببت فيه إلى حد كبير الولايات المتحدة ربما يسهل مأموريتها في الاستيلاء على البلد ومقدراته بالكامل خاصة بعد إعلان ترامب إغلاق المجال الجوي الفنزويلي بالكامل.
لقد عرض مادورو على ترامب ان يخرج هو وأسرته في أمان ولكن الجبروت الأمريكي رفض ذلك جملة وتفصيلاً وهنا يكمن التحكم والجبروت والطغيان.
وعليه فلا لا نملك إلا أن نقول يا المظلوم لك الله. ولله في خلقه شؤون!
رابط مختصر