سواليف:
2025-10-22@02:27:22 GMT

التعلق

تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT

#التعلق

د . ثروت موسى الرواشده

هل شعرتَ بريحٍ هوجاءَ تختبئُ خلفَ جدرانِ روحِكَ وعقلكِ مقيداً بتفاصيلِ أحدهم وشعورِكَ مجبولاً باللذةِ والفجيعةِ.
هل أنتَ قلقاً لغيابِهِ للحدِّ الذي حلتْ بكَ لعنةُ أوديس؟
هل تحاولُ أن تنزعَ مخالبَ الفولاذِ التي غُرِسَتْ في صوتِكَ لغيابِهِ فلا من منقذٍ أو مجيبٍ؟
هل فهمتَ بأنك أسيرٌ، بينما هو حرٌ طليقٌ وتفتشُ كالنملةِ في كلِّ الثقوبِ لتسدَّ فراغَ الفوضى الإسفنجيةِ؟
هل قاومتَ بشراسةٍ تلكَ البقعةِ العمياءِ من كلِّ شيءٍ؟
كم جاهدتَ لتنزعَ ما هو قابِعٌ بصدرِكَ كالجاثومِ ولا سبيلَ للخلاصِ؟
هل تخليتَ عن كبريائكَ وخيالكَ متوسلاً كطفلٍ أضاعَ دميته؟
هل ارتشفتَ تعابيرَ وجههِ كفنجانِ قهوتكَ؟
وإن كنتَ لا تدري أنك تدورُ بحلقةٍ مفرغةٍ فاعلمْ بأنك متعلقٌ لا محالةَ.


ويأتي التعلق من الجذرِ العربيِّ (عُلِقَ) الذي يعني الارتباطَ أو التمسكَ بشيءٍ أو شخصٍ ما.
وفي اللغةِ العربيةِ (عَلِقَ) تشيرُ إلى التعلقِ أو الالتصاقِ بشيءٍ سواءً كان ماديًا أو معنويًا.
وفي القرآنِ الكريمِ المجيدِ لم تُذكرْ كلمةُ تعلقٍ بشكلٍ صريحٍ، لكن هناك آياتٌ كريمةٌ تشيرُ إليه وتتحدثُ عن الارتباطِ العاطفيِّ مثلَ آياتِ التعلقِ باللهِ وبالآخرينِ.
قالَ تعالى: (إياك نعبدُ وإياك نستعينُ)
وقالَ تعالى:(فاعلمْ أنَّ لا إلهَ إلا اللهُ واستغفرْ لذنبِكَ وللمؤمنينَ والمؤمناتِ)
وفي علمِ النفسِ، وضعَ الطبيبُ النفسيُّ
John Bowlby البريطانيُّ جون بولبي نظريةَ التعلقِ Attachment Theory ليحدثَ عن التعلقِ على أنه الرابطِ العاطفيِّ العميقِ المستمرِّ بينَ شخصٍ وآخرَ.
وتبدأُ هذه الرابطةُ بينَ الطفلِ ووالديهِ أو مقدمي الرعايةِ، وقد تمتدُّ إلى العلاقاتِ الاجتماعيةِ الأخرى.
وأوضحَ أنَّ هناك أنواعًا من التعلقِ وفقًا لمدى الأمانِ النفسيِّ الذي يشعرُ به الفردُ تجاهَ الآخرينِ، مثلَ:

التعلقِ الآمنِ: حيثُ يشعرُ الفردُ بالطمأنينةِ والراحةِ، ويثقُ في قدرةِ الآخرينَ على تلبيةِ احتياجاتهم.

التعلقِ المتشبثِ: حيثُ يعتمدُ الشخصُ بشكلٍ مفرطٍ على الآخرينِ للحصولِ على الدعمِ العاطفيِّ، وقد يشعرُ بالخوفِ من الهجرِ والرفضِ.

مقالات ذات صلة أنصار العصر 2025/03/19

التعلقِ المنغلقِ: حيثُ يحاولُ الفردُ تجنبَ الآخرينِ والانفتاحَ العاطفيَّ، ويفضلُ الاستقلاليةَ.

التعلقِ المختلطِ: حيثُ يظهرُ الشخصُ مزيجًا من الأنماطِ السابقةِ ويشعرُ بالتناقضِ بينَ الرغبةِ في القربِ والتعلقِ من الرفضِ.

أما في علومِ الطاقةِ فيُذكرُ التعلقُ بطريقةٍ مختلفةٍ عن علمِ النفسِ، وينظرُ لهُ كنوعٍ من الارتباطِ العاطفيِّ أو الذهنيِّ الذي يشدُّ الشخصَ إلى شيءٍ معينٍ، ويؤثرُ على تدفقِ الطاقةِ في الجسدِ والعقلِ ويعتبرُ عائقًا مما يسببُ الاحتجازَ العاطفيَّ والروحيَّ.

أما رؤيتي للتعلقِ فهي أشبهُ بذلكَ القيدِ الذي لا ينكسرُ فكلما “هممتَ بكسره” أدمَتْ يداكَ لتدركَ أنك من أوثقتَ رباطكَ بنفسكِ وسجنتَ روحكَ الحرةَ بمشيئتكَ وتنازلتَ عن قوتكَ بمحضِ إرادتكَ، فكنتَ النزيلَ والسجانَ وعندَ إدراككَ بأنَّ الأشياءَ تمرُّ من حولكَ وخلالكَ محاولًا الهربَ منها توقظُكَ قوةُ سقوطكَ وسطوةُ من سلمتَه زمامَ فؤادكَ فأكلَ ما تبقى فيكَ من أملٍ كوجبةٍ شهيةٍ فيصبحُ الوجعُ متسيدًا متوسدًا كلَّ المشاهدِ .
فخطواتُكَ المتجمدةُ وروحُكَ التي تحبو لاستنشاقِ الطرقِ المؤديةِ للحياةِ وتلكَ النيرانُ المتأججةُ في الهشيمِ تركضُ منها محاولًا التقاطَ أنفاسِكَ لحسمِ النزاعِ بينَ ُقربكَ وبعدهِ، تعبكَ وراحتهِ، خوفكَ واطمئنانهِ لترمي خوذتكَ وتعودُ خائرَ القوى من حربٍ كنتَ المقاتلَ الوحيدَ فيها …فتجرُّ أقدامكَ كجريحٍ إلى قواعدكَ تلملمُ ما تبعثرَ فيكَ من زجاجٍ مهشمٍ تناجي الخلاصَ وكأنك كنتَ تسيرُ طوالَ الوقتِ على جسورٍ خشبيةٍ هشةٍ لم تحتويك لتعلمَ أنَّ كلَّ لقاءٍ وتلاقٍ بينَ روحينِ هو جزءٌ من نسيجِ هذا الوجودِ فلا تراهُ بعينيك ولكنك تستشعرهُ عند مصادفتهم ، فلا عشوائيةَ ولا عبثيةَ عند تغلغلِ روحٍ بداخلك، لتعودَ بعدَ أن تستفيقَ من وهمكَ المنشودِ لنفسكَ وذاتكَ الممنوحةِ لغيركَ، فتقدمُ الحبَّ والحنانَ والعطاءَ لها وتتركُ ما تتضورُ جوعاً فيلقونَ عليكَ الفتاتَ.

فتتماهى مع أنَّ العلاقاتِ ليست تعلقاً ولكنها حبًّا وليست تشبثاً ولكنها تناغماً وانسيابًا وليست بكاءً وعويلا ولكنها شعورٌ وانسجامٌ ،وعندما تستعيدُ بصيرتكَ تعلمُ أنَّ من يرافقك في رحلةِ الحياةِ يوقظُك بدلاً من أن يُوهمكَ، ويرشدُك بدلاً من أن يُربككَ، ويُحيي فيكَ الأملَ بدلاً من أن يُرهقكَ، فكأنه قدَرٌ مُرتبٌ بمهجتكَ وروحكَ قبلَ أن يُترجمَ لواقعكَ.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: التعلق

إقرأ أيضاً:

لماذا كل هذا الاستعراض الإعلامي الذي يرافق الأسرى الإسرائيليين؟

وصف الكاتب الإسرائيلي، رون كوفمان في مقال نشرته صحيفة معاريف، كيف تحوّل مستشفى إيكيلوف من مكان للعلاج إلى استوديو للقاءات إعلامية، حيث جرى استضافة 5 أسرى محررين لتلقي العلاج الطبي.

في الوقت ذاته، انتشرت وسائل الإعلام المحلية والدولية لتغطية وصول الأسرى، مع مقابلات مع عائلاتهم والمقربين منهم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الدفاع المدني: 70 ألف طن من المتفجرات بغزة تشكل تهديدا كبيرا للسكانlist 2 of 2أبرز الصور في أسبوع.. تكشف حجم مأساة غزة بعد وقف إطلاق النارend of list

وأشار كوفمان إلى أنه جرى تجهيز المعدات والفرق التلفزيونية لإجراء مقابلات مع عائلات الأسرى المفرج عنهم والمقربين، ويشبه الكاتب المشهد ببرامج الواقع مثل "الأخ الكبير"، مؤكدا أن الهدف كان إبقاء الجمهور في حالة من الإثارة المستمرة، رغم أن الحدث نفسه كان مأساويا بالنسبة للأسرى وأسرهم.

ويصف الكاتب كيف تم نقل الأسرى إلى الطوابق العليا في المستشفى، حيث أُعدت أقسام العناية الجلدية والأورام لاستيعابهم وأسرهم، مع اتخاذ إجراءات عزل لضمان الخصوصية وتسهيل التأقلم.

كما تابع تجمعات ضباط الاحتياط في قسم الأورام، حيث ناقشوا خطة العلاج والتأقلم للأسرى، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على السرية والخصوصية.

ويلفت كوفمان إلى التنسيق المستمر بين الفرق الإعلامية والأسر، مع تفاعل متبادل يسمح للعائلات بفهم ما يجب قوله أمام الكاميرا، مع الحفاظ على مشاعرهم وتجربة الأسرى، وهو ما وصفه الكاتب بأنه تعاون مشترك بين الإعلام والمجتمع المحلي.

حزب الليكود بدأ يستغل المناسبة تمهيدا للانتخابات الداخلية، حيث رفض بعض القيادات دعوة كبار المسؤولين للمشاركة في فعاليات رسمية، وهو ما يعكس صراع الأنا السياسي والانقسامات الداخلية.

في الوقت نفسه، يوضح الكاتب أن حزب الليكود بدأ يستغل المناسبة تمهيدا للانتخابات الداخلية، حيث رفض بعض القيادات دعوة كبار المسؤولين للمشاركة في فعاليات رسمية، بما في ذلك الرئيس ونائب المستشار القضائي، وهو ما يعكس صراع الأنا السياسي والانقسامات الداخلية.

ويضيف الكاتب أن هذه الانقسامات تأتي في وقت يحتاج فيه الجيش الإسرائيلي إلى مراجعة شاملة لوضعه العسكري، بما في ذلك ترقيات الضباط وتجهيز المعدات الأساسية التي كانت ناقصة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، مثل الذخيرة والمعدات الواقية للجنود، مما استلزم دعما ماليًا عاجلا من الولايات المتحدة.

إعلان

ويوضح كوفمان أنه برغم مرور عامين، فإن المسؤولين السياسيين لم يتحملوا المسؤولية عن الفشل في حماية المواطنين والجنود، وأن السياسة الحزبية والانقسامات الداخلية مازالت تسيطر على المشهد.

وتحدث عن دور الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تهدئة التوتر النفسي لدى العائلات والجنود، وتوفير شعور بالأمان النفسي مؤقتا، لكنه لم يغلق الملفات السياسية الداخلية التي أثارتها الأزمة.

ويوضح الكاتب أن الجيش الإسرائيلي ما زال يواجه نقصا حادا في المعدات العسكرية، بما في ذلك الألبسة الواقية، والمركبات المدرعة، والذخيرة. ويؤكد أن المبالغ التي قدمتها الولايات المتحدة ساعدت على تغطية هذه النواقص، وإلا كان الجيش مضطرا لتفعيل برامج مؤقتة لتعويض النقص.

كما يعرض الكاتب تساؤلات حول قانون التجنيد وترقيات الضباط وتأثيرها على تشكيل السياسة مع الحاجة إلى جيش قادر على مواجهة التحديات الأمنية المستقبلية.

مقالات مشابهة

  • لحظة شجاعة تنتهي بمأساة.. ضابطة تفقد حياتها أثناء إنقاذ الآخرين بكاليفورنيا
  • من برود بايرن إلى انفعالات برشلونة..فليك يكشف سر تحوله العاطفي
  • ما الدور الذي لعبته النقابات الإيطالية من أجل دعم غزة؟
  • لوبوان الفرنسية تكشف نهاية الهروب الذي هز الجزائر.. هذا ما حدث لـ ناصر الجن
  • برج الميزان .. حظك اليوم الإثنين 20 أكتوبر 2025: تقبّل آراء الآخرين
  • الانهيار الذي قد «يحرق» 35 تريليون دولار
  • لماذا كل هذا الاستعراض الإعلامي الذي يرافق الأسرى الإسرائيليين؟
  • الرئيس السيسي: الحرب في العصر الحالي ليس فقط حرب سلاح ولكنها حرب وعي ومعرفة
  • القانون الذي لا يشيخ.. المفصولون السياسيون يعودون جيلاً بعد جيل
  • خبير نفسي: جريمة الإسماعيلية نتيجة تراكم العنف والإهمال العاطفي منذ الطفولة