مسلسل "المراهقة" يثير ضجة.. علامات خفية تكشف تأثر ابنك بثقافة "إنسيل"
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
بعد أقل من أسبوع على طرحه، حقق المسلسل البريطاني القصير "المراهقة-Adolescence" للنجم ستيفن غراهام نجاحاً مدوياً على منصة نتفليكس، حيث نال إشادة واسعة، لا سيما لأداء الممثل الشاب أوين كوبر (15 عاماً) في أولى تجاربه التمثيلية.
وحققت الحلقات الأربع من العمل المتصدر قائمة المسلسلات على المنصة 24.3 مليون مشاهدة في أول 4 أيام من العرض، ما يعكس تقديمه حبكة مشوقة وأداءً استثنائياً حصد إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء.
ووفقاً لصحيفة "ديلي ميل"، يجسد كوبر ببراعة شخصية جيمي ميلر، وهو فتى في الثالثة عشرة من عمره متهم بقتل زميلته بوحشية.
عُرض المسلسل لأول مرة في 13 مارس (آذار)، وسرعان ما أسر قلوب المشاهدين بفضل قصته العميقة، وطاقمه المتميز، واختياره الإخراجي الجريء، حيث تم تصوير كل حلقة بلقطة واحدة مستمرة.
وبينما يصر جيمي على براءته، يثير سلوكه الشكوك، في مشاهد مؤثرة تجمع بين البراءة والغموض. ويسلط العمل الضوء على محنته وعائلته في ظل اتهام خطير، مستكشفاً في الوقت ذاته قضايا تتعلق بالذكورة، وتأثير العالم الرقمي على المراهقين، والخلل في النظام القانوني، وهو ما يجعله تجربة درامية مشوقة تستحق المشاهدة، إذ يجدد النقاش حول ما تعرف بحركة "إنسيل-Incel".
ما هي حركة "إنسيل" أو INCEL؟كلمة "Incel" هي اختصار لكلمتي "Involuntary Celibate" وغالبية من يحملون ذلك الوصف هم من الذكور تقريباً. وهي حركة من كارهي النساء ممن يشعرون برفض النساء لهم، ويتّهمونهن باحتقار الرجال والتلاعب بهم، وبعضهم يشجع مهاجمة النساء.
تصاعد ثقافة "العزوبية القسرية".. هل يتأثر ابنك بها دون أن تلاحظ؟
كشف تقرير صدر عام 2022 عن ارتفاع كبير في عدد زوار مواقع "العازبين اللاإراديين" في المملكة المتحدة، حيث قفز العدد من 114.420 زيارة شهرية إلى 638.505 زيارة، مما أثار مخاوف بشأن استقطاب فتيان لا تتجاوز أعمارهم 14 عاماً إلى هذه المجتمعات المثيرة للجدل.
هل نحن أمام ظاهرة مقلقة؟
استقطب مسلسل "المراهقة" على نتفليكس اهتماماً واسعاً، بسبب تناوله لتأثير ثقافة "العزوبية القسرية" أو كراهية النساء على المراهقين. وفي هذا الصدد صرح الممثل ستيفن غراهام، الذي شارك في كتابة المسلسل وأدى دور والد البطل، لصحيفة الإندبندنت أنه أراد استكشاف تصاعد هذه الظاهرة بين الصبية الصغار، متسائلًا: "من المسؤول عن ذلك؟"
في أبسط صورها، تشير العزوبية اللاإرادية إلى عدم قدرة شخص على إيجاد شريك، رغم رغبته في ذلك، لكن الإنترنت شهد تطوراً لثقافة أكثر تطرفاً، تتمحور حول كراهية النساء عبر مدونات ومنتديات تُعرف باسم "مجال الذكور".
علامات تحذيرية يجب على الآباء الانتباه لهاوفقاً للمعالجة النفسية هيلين فيليرز من مركز "ليبيريشن ثيرابي"، هناك إشارات خفية قد تدل على أن الطفل يتأثر بأفكار هذه المجموعات، وأبرزها:
التعليقات المعادية للنساء: يبدأ المراهق في التعبير عن نفور عميق من النسوية، أو الإدلاء بتعليقات مثل "يجب أن تعرف النساء مكانتهن" أو "المساواة بين الجنسين فكرة سخيفة".
تغيير الأصدقاء والمجتمعات: قد يستبدل أصدقاءه التقليديين بمن يتبنون نفس الأفكار، أو يبدأ في الانضمام إلى منتديات ومجموعات سرية عبر الإنترنت.
الهوس بالمال والسلطة: اهتمام غير مبرر بالثراء الفاحش والعلامات التجارية الفاخرة، كجزء من محاولة إثبات نفسه كرجل "ألفا".
نقص التعاطف: يصبح أقل حساسية تجاه مشاعر الآخرين، وقد يبدأ في انتقاد أو السخرية من الأشخاص اللطفاء أو المتعاطفين.
كيف تتصرف إذا لاحظت هذه العلامات؟تنصح فيليرز الآباء بعدم المواجهة المباشرة أو القمع، بل فتح حوار هادئ مع أبنائهم، ومحاولة فهم مصادر هذه الأفكار لديهم، مع توفير بدائل إيجابية في بيئتهم تساعدهم على بناء أفكار صحية تجاه العلاقات والمجتمع.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية نتفليكس
إقرأ أيضاً:
أسلحة خفية في طعامنا تحارب الخرف وأمراض القلب
في اكتشاف علمي يسلط الضوء على أهمية التغذية في الوقاية من الأمراض، تبرز فيتامينات B كعامل حاسم في الحفاظ على الصحة العقلية والقلبية.
وتشير الأبحاث الحديثة في جامعة تافتس إلى أن هذه المجموعة من الفيتامينات تلعب دورا محوريا في عمليات حيوية تتراوح بين الوظائف الإدراكية والوقاية من العيوب الخلقية وحتى مكافحة السرطان.
ويوضح الدكتور جويل ماسون، أستاذ الطب في جامعة تافتس، أن "هذه الفيتامينات تعمل بتعاون وثيق كعوامل مساعدة في هذه العمليات الحيوية الأساسية، ما يجعل دراستها منفصلة عن بعضها مهمة صعبة".
وعلى صعيد الصحة العقلية، يظهر فيتامين B12 كبطل خفي في معركة الحفاظ على الوظائف الإدراكية.
وتشير الإحصاءات إلى أن 40% من الأشخاص بين 75-80 عاما يعانون من ضعف في امتصاص هذا الفيتامين الحيوي.
ويحذر الخبراء من أن الاعتماد التقليدي على قياس مستويات B12 في البلازما قد يكون خادعا، إذ يمكن أن تظهر النتائج ضمن المعدل الطبيعي بينما يكون المريض في الواقع يعاني من أعراض عصبية مرتبطة بالنقص.
ولمواجهة هذه المشكلة التشخيصية، طور الباحثون طرقا أكثر دقة تعتمد على قياس ثلاثي يشمل مستويات حمض الميثيل مالونيك والهوموسيستين إضافة إلى تحليل الشكل النشط من فيتامين B12 المعروف باسم هولوتك.
ويأتي هذا التطور التشخيصي في وقت يزداد فيه إدراك العلماء لأهمية العوامل الغذائية في مكافحة التدهور المعرفي.
ويشرح البروفيسور إيروين روزنبرغ الرؤية الجديدة بقوله: "لطالما ركزنا على بروتينات الأميلويد والتاو في أبحاث الخرف، لكن الأدلة تظهر الآن أن أمراض الأوعية الدموية الدماغية المرتبطة بنقص فيتامينات B قد تكون أكثر انتشارا في حالات التدهور المعرفي".
وتؤكد الدراسات أن المكملات الغذائية من فيتامينات B يمكنها إبطاء ضمور الدماغ وتحسين الأداء المعرفي، بتكلفة زهيدة مقارنة بالأدوية باهظة الثمن.
ويقود الدكتور بول جاكس دراسة طموحة تتابع 2500 مشارك من دراسة "فرامنغهام للقلب" على مدى عقدين، بهدف فك العلاقة المعقدة بين فيتامين B12 والتدهور المعرفي.
وفي مسار بحثي مواز، يدرس الفريق التأثير المحتمل لارتفاع مستويات حمض الفوليك على صحة الدماغ، في محاولة لفهم التفاعلات المعقدة بين مكونات مجموعة فيتامينات B. لا تقتصر فوائد فيتامينات B على الصحة العقلية فحسب، بل تمتد إلى حماية القلب والأوعية الدموية.
وتكشف الأبحاث أن الريبوفلافين (B2) يمكنه خفض ضغط الدم لدى حاملي جين MTHFR 677 TT، بينما يظهر النياسين (B3) قدرة على خفض الكوليسترول الضار رغم آثاره الجانبية المزعجة.
كما تساهم فيتامينات B6 وB12 والفولات في تقليل خطر السكتات الدماغية.
ويبرز فيتامين B6 كمرشح واعد في مكافحة الالتهابات المزمنة المرتبطة بأمراض العصر مثل القلب والسكري والتهاب المفاصل والخرف.
لكن الباحثين يحذرون من أن الجرعات العالية يمكن أن تكون سامة، مؤكدين على ضرورة تناولها تحت إشراف طبي دقيق.
وفي ضوء هذه الاكتشافات، يوجه الباحثون دعوة عاجلة لمجتمع الطب لإدراج فحوصات فيتامين B12 والهوموسيستين في البروتوكولات التشخيصية للتدهور المعرفي، وزيادة الوعي بالعلاقة الحيوية بين التغذية وصحة الدماغ.
كما يشددون على أهمية النظر في المكملات الغذائية كخيار علاجي فعال من حيث التكلفة في معركة الحفاظ على الصحة العقلية والقلبية مع التقدم في العمر