من الانتصارات بانتخابات البلديات إلى تهم بالفساد.. تعرف على مسيرة إمام أوغلو
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
تسلط حملة الاعتقالات التي شنتها السلطات التركية، رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، أكرم إمام أوغلو، الضوء على شخصيته وتاريخه، خاصة وأن واحدة من أبرز الاتهامات الموجهة له التعاون مع جماعة إرهابية، فضلا عن إبطال شهادته الجامعية وهو ما يعني الكثير بالنسبة لكل المواقع التي شغلها بالاعتماد عليها.
وينحدر إمام أوغلو 53 عاما، من قرية جيفيزلي، في طرابزون الواقعة على البحر الأسود شمال تركيا، وولد فيها عام 1971، فوالده حسن إمام أوغلو تاجر وصاحب شركة إنشاءات لاحقا، ووالدته تعمل بالفلاحة في منطقة تغلب عليها الزراعة وخاصة الشاي.
نشأ إمام أوغلو في قريته حتى الرابعة من عمره، قبل الانتقال إلى قرية أخرى، ويلتحق بالمدرسة الابتدائية فيها، ويواصل تعليمه الأساسي والثانوية في طرابزون، قبل أن يحصل على مقعد في قسم الهندسة المدنية في جامعة شرق البحر المتوسط في قبرص، لكنه لم يواصل وقام بتحويل تسجيله إلى كلية الإعلام في جامعة قبرص الأمريكية، والتي تسببت له بالمشكلة حاليا بسبب عدم الاعتراف بها من جامعة إسطنبول التي انتقل إليها بصورة غير قانونية كما تقول الجهات التعليمية وهو ما يعني بطلان الشهادة.
انتقلت إسرة إمام أوغلو إلى إسطنبول، كحال الكثير من الأسر التركية التي تهاجر من الريف إلى المدن الكبرى، عام 1987 وتخرج من جامعة إسطنبول عام 1994
في فترة دراسته مارس رياضة كرة اليد، وكان حارس مرمى لفريق الكرة في ثانوية طرابزون، وانضم إلى حراس المرمى لاحقا في نادي ترك أوغلو خلال وجوده في قبرص.
استقرت عائلة إمام أوغلو، في حي باغلارباسي بمنطقة أوسكودار الواقعة على ساحل الطرف الآسيوي من إسطنبول، ثم إلى كاديكوي في الطرف ذاته، قبل أن يشتري والده قطعة أرض في منطقة بيليك دوزو في الجانب الأوروبي من إسطنبول، ويبدأ في العمل بقطاع البناء فضلا عن افتتاح مطعم دام عدة سنوات قبل إغلاقه.
الحياة السياسية:
لم تكن السياسة بعيدة عن عائلة إمام أوغلو، فوالده كان رئيسا مؤسسا لمركز محافظة حزب الوطن الأم "أنا وطن بارتيسي"، الذي أسسه الرئيس التركي الراحل تورغوت أوزال، وكان بعيدا في فكره عن حزب الشعب الجمهوري، وهو ما انسحب على أكرم الابن والذي انخرط في صفوف الحزب في بداية التسعينيات.
لكن مع بداية الألفية، تغير فكر إمام أوغلو، نحو حزب الشعب الجمهوري، وجرت محاولة لترشيحه لرئاسة بلدية بيليك دوزو، عام 2004، لكنه اعتذر بسبب منصبه الإداري في نادي طرابزون سبور، أحد أبرز الأندية التركية لكرة القدم، لكن في عام 2008، انضم إلى حزب الشعب الجمهوري رسميا، وشارك في انتخابات البلدية عام 2009، لكن باسمه الشخصي، لكنه لم يحقق الفوز.
وصعد في المستويات الحزبية سريعا، وفي عام 2009، انتخب رئيسا لحزب الشعب الجمهوري في منطقة بيليك دوزو، وفاز في انتخابات المؤتمر المحلي للحزب كذلك.
وقام الحزب بتجديد انتخابه في رئاسة حزب الشعب بمنطقة بيليك دوزو عام 2012 من خلال المؤتمر الثاني للحزب في المنطقة.
وفي عام 2013، استقال إمام أوغلو من منصبه برئاسة الحزب في منطقة بيليك دوزو، استعدادا للترشح لرئاسة بلدية المنطقة، وهو ما حدث بعدها بعام واحد، وحصد حينها 50.8 بالمئة من الأصوات وفاز برئاستها.
رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى
عقب إعلان رئيس بلدية إسطنبول الكبرى الراحل قدير طوباش، استقالته من المنصب عام 2017، جرى ترشيح إمام أوغلو من قبل حزبه، لشغل المنصب في الفترة الانتقالية لحين إجراء الانتخابات، وخاض المنافسة في مجلس البلدية أمام مولود إويصال من حزب العدالة والتنمية، لكن إمام أوغلو أخفق في الفوز بالمنصب.
وفي عام 2019، وبعد إجراء الانتخابات البلدية في عموم تركيا، أعلن فوز إمام أوغلو رئيس لبلدية إسطنبول الكبرى، وانتزاعها من حزب العدالة والتنمية الذي احتفظ بها أكثر من 15 عاما، متفوقا على رئيس الوزراء التركي السابق بن علي يلدريم.
لكن العدالة والتنمية، تقدم بشكوى للجنة العليا للانتخابات، بعد تشكيكه بعد الأصوات غير الصالحة وأخطاء في محاضر الصناديق، ورغم قبول الشكوى وإجراء عمليات العد للأصوات، خرجت اللجنة بقرار إلغاء محضر فوز إمام أوغلو، وقررت إعادة الانتخابات في إسطنبول وحدها، وتسلم والي إسطنبول في حينه علي يرلي كايا، رئاسة البلدية لحين الانتهاء من الانتخابات.
وجرت إعادة الانتخابات بعد نحو شهرين، وتمكن إمام أوغلو من الحصول على أغلبية الأصوات، بفارق أكثر من 800 ألف صوت عن أقرب منافسيه، وبات رسميا رئيسا لبلدية إسطنبول الكبرى، وتسلم منصبه على الفور.
عين على الرئاسة:
تصاعدت التقارير التركية حول شخصية إمام أوغلو، وطموحاته في منافسة أردوغان، لكن قوة رئيس حزبه السابق كمال كليتشدار أوغلو، كانت تصعب عليه تجاوزه، لذلك إعلن عام 2023، وقبل الانتخابات الرئاسية في البلاد، أن إمام أوغلو سيكون مرشحا لمنصب نائب الرئيس، وحينها أشارت تقارير إلى أنها محاولة من حزبه من أجل التمهيد له لمنصب الرئاسة مستقبلا.
لكن الإخفاق في الانتخابات وخسارة كليتشدار أوغلو المنافسة أمام أردوغان، رغم الحملة الانتخابية الكبيرة والجهود التي بذلها إمام أوغلو، دفعت الأخير لشن حملة على رئيس الشعب الجمهوري، والضغط من أجل استقالته من منصبه، وذهب إلى حد إطلاق موقع إلكتروني طالب فيه بتغيير رئيس الحزب.
بلدية إسطنبول مجددا:
ورغم أن العديد من الأزمات والإخفاقات الواضحة، رافقت الولاية الأولى لإمام أوغلو في بلدية إسطنبول، مثل تأخر الكثير من المشاريع الاستراتيجية خاصة الميترو، والدخول في مناكفات مع الحكومة بتنصل البلدية من المساهمة في مشاريعها، إضافة إلى للأزمة التي حصلت في المنخفض الثلجي العنيف الذي ضرب المدينة، وإخفاق البلدية الكبرى في التصدي له والتخفيف من آثار بعد محاصرة الثلوج لآلاف المواطنين بسياراتهم في الطرقات العامة والسريعة، إلا أنه حصل على رئاسة البلدية مجددا في الانتخابات التي أجريت عام 2024.
وبالنظر إلى التقدم الكبير الذي حققه حزب الشعب الجمهوري، في الانتخابات البلدية، والتراجع الحاد لحزب العدالة والتنمية، بدأت أوساط الشعب الجمهوري تروج لتقديم إمام أوغلو مرشحا محتملا للانتخابات الرئاسية المقبلة، رغم وجود أسماء أخرى مثل منصور ياواش، ورغم أن رئيس الحزب أوزغور أوزيل، قال إن مرشح الحزب سيتم تحديده، من خلال الانتخابات التمهيدية من آذار/مارس الجاري، إلا أن إمام أوغلو تقدم بطلبرسمي للترشح في الانتخابات التمهيدية، وحصلت على توقيعات من 116 من أعضاء كتلة الحزب البرلمانية.
شهادة جامعية باطلة:
لكن ومع تصاعد الحديث عن منافسة إمام أوغلو في الشعب الجمهوري على الترشيح للرئاسة المقبلة لتركيا، ثار موضوع شهادته الجامعية مجددا بعد الحديث عنه منذ سنوات، لكن هذه المرة، خرج مجلس إدارة جامعة إسطنبول بقرار، أعلن فيه مراجعة شهادات جامعية في فترة التسعينيات، وإبطالها بحق 28 شخصا، كان من بينهم إمام أوغلو، بسبب ما قالت الجامعة إنه "خطأ واضح"، وعدم تطابق، بسبب انتقال غير قانوني عام 1990 في برنامج اللغة الإنجليزية بكلية إدارة الأعمال.
توقيف واتهامات:
وفي 19 آذار/مارس، أوقفت السلطات التركية إمام أوغلو من منزله، بتهمة جرائم منظمة والتعامل مع جماعة إرهابية، فضلا عن قضايا فساد في البلدية، وهو ما أثار غضب حزبه وخرجت تظاهرات تطالب بالإفراج عنه، مع تأكيد السلطات أن القضاء من ينظر في القضية ولا توجد دوافع سياسية وراءه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية أكرم إمام أوغلو تركيا تركيا اسطنبول تهم أكرم إمام أوغلو سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بلدیة إسطنبول الکبرى حزب الشعب الجمهوری العدالة والتنمیة فی الانتخابات إمام أوغلو من فی منطقة فی عام وهو ما
إقرأ أيضاً:
44 مسيرة حاشدة في ذمار تأكيداً على نهج الجهاد للتحرر والاستقلال
ورددّ المشاركون في المسيرات شعارات مؤكدة على ثبات الموقف المساند لغزة وكل فلسطين والداعم لقضية الأمة المركزية “فلسطين”.
وأكدوا أن يوم الـ 30 من نوفمبر، سيظل خالداً في ذاكرة اليمنيين الأحرار الذين لا يقبلون الضيم والاستسلام، ويرفضون كل أشكال التبعية والوصاية، معلنين الاستعداد والجهوزية العالية لمواجهة أي جولة قادمة من الصراع مع الأعداء وأدواتهم.
وجدد بيان صادر عن المسيرات، التأكيد على الاستمرار في حمل راية الإسلام والجهاد كما حملها الأسلاف والآباء الكرام الأنصار والفاتحون بوعي قرآني وقيم عظيمة تجسّد الانتماء الإيماني الأصيل الذي عبر عنه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله بقوله “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.
وشدد على عدم التخلي عن الجهاد أو التراجع عن المواقف المحقة والعادلة، وعدم ترك الشعب الفلسطيني ولا اللبناني ولا أبناء الأمة المظلومة فريسة للعدو الصهيوني، معتمدين على الله وواثقين به وبوعده الحق بزوال الكيان الصهيوني المؤقت.
ووجه البيان التهاني والتبريكات للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي والرئيس مهدي المشاط والشعب اليمني جنوباً وشمالاً بمناسبة عيد الجلاء “ذكرى جلاء آخر جندي بريطاني من عدن”، بعد احتلال دام لما يقارب 128 عاماً شملت أنحاء واسعة من البلاد، مارس فيها المجرم البريطاني أبشع الجرائم.
وأوضح أن هذه المناسبة، تستحضر ذكرى الشهداء والأبطال ورموز الثورة المجيدة الذين خلّدوا أسماءهم بحروف من نور، وطردوا الإمبراطورية التي كانت توصف بأنها لا تغيب عنها الشمس، فغُيبت عنها الشمس ورحلت تجر أذيال الهزيمة بفضل الله.
وأشار البيان إلى أن الشعب وهو يُحيّي هذه المناسبة العظيمة يذكر كل طغاة الأرض، وفي مقدمتهم ثلاثي الشر الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي وأذيالهم من منافقي المنطقة، بأن الزوال هو النهاية الحتمية لكل محتل مهما طال أمده وتعاظمت قوته وسطوته وزاد طغيانه.
كما وجه البيان، رسالة للشعوب المظلومة في المنطقة والعالم بأن الشعوب قادرة على صناعة الانتصارات مهما كان ليل الاحتلال حالكاً وفارق القوة كبيراً وشاسعاً، إذا ما توفرت الإرادة والعزيمة والتوكل على الله والثقة به وتشابكت الأيدي وتوحدت الصفوف.
وأكد أن المناسبة تذكّر بعظمة البطولة والفداء التي جسدها الأبطال الأحرار الثوار الذين هزموا المحتل، كما تذكّر ببشاعة وقبح وخسة وخسران من خانوا الله ورسوله وأبناء شعبهم وأمتهم لصالح المحتل الكافر، وكانوا من أكبر العوامل التي ساعدته على الاحتلال والسيطرة وسهلت له مهمته.
ولفت البيان إلى أنه وفي نهاية المطاف هزم المحتل وزال ورحل وتحرر الشعب واستعاد كرامته وشرفه وأرضه، وخُلد الأحرار بأوسمة الشرف والثبات والوفاء، وبقي الخونة يلاحقهم عار الخيانة والخسة والسقوط ولعنات الأجيال وينتظرهم عذاب النار، وهو المصير الحتمي ذاته الذي ينتظر الغزاة والمحتلين الجدد.