صحيفة الاتحاد:
2025-06-01@07:15:50 GMT

«صناعة الدبس».. إرث يتناقله الأجيال

تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT

خولة علي (أبوظبي) 

أخبار ذات صلة 6000 شتلة غاف وسدر لمساجد أبوظبي جامعة الإمارات ضمن الأفضل عالمياً لدراسة 22 تخصصاً

حيث تنتشر مزارع النخيل، تبرز الكثير من المهن والصناعات التقليدية التي تتناقلها الأجيال، ومنها صناعة الدبس التي تعد واحدة من الصناعات الغذائية، التي شكلت جزءاً لا يتجزأ من حياة الأجداد وأثّرت بشكل كبير في ثقافتهم واحتياجاتهم اليومية، فصناعة التمور وتحضير الدبس ليست مجرد مهنة، بل هي تراث حي يعبر عن عبقرية الإنسان الإماراتي في التكيف مع بيئته وتحقيق الاكتفاء الذاتي بموارد بسيطة، فهي حكاية تُروَى في كل حبة تمر وفي كل قطرة دبس، حاملة عبق الماضي وأصالته.

 

مهنة متوارثة
يقول حمد أحمد البدواوي، الذي يشارك جده في حفظ التمور وتجهيزها لصناعة الدبس: «تعلمت هذه المهنة من جدي، وهي مهنة متوارثة منذ القِدم، مع انتشار بساتين النخيل، التي هي مصدر أساسي لاحتياجات الأهالي سواء من الغذاء أو المسكن، فأي قطعة منها يتم الاستفادة منها بأساليب متنوعة، لتحمل في طياتها عبق التاريخ وروح الأصالة». 

«المدبسة»
وبكل همة وفخر واعتزاز يساعد البدواوي جده في نقل خصف التمر ورصه في غرفة صناعة الدبس والتي تسمى «المدبسة»، ويعرّف الدبس قائلاً: «هو عصارة التمر النقية التي تستخرج بعناية وبدون أي تدخل صناعي، ليكون منتجاً طبيعياً عالي الجودة يستخدم في مختلف الأطعمة الإماراتية التقليدية»، موضحاً أن عملية استخراج الدبس ليست فقط وسيلة لتحويل التمر إلى منتج جديد، بل هي طقس يعبر عن التراث الإماراتي وأهمية النخيل في حياة سكان المنطقة.

صناعة الدبس
وعن كيفية صناعة وتحضير الدبس، يقول البدواوي: أولاً يتم تجفيف التمور بعناية، ثم وضعها في «خصافة»، وهي أكياس مصنوعة من سعف النخيل تُستخدم لتخزين التمور بطريقة تقليدية، ثم تُوضع هذه الأكياس داخل غرفة مغلقة مخصصة لهذا الغرض، وتتميز بأنها جافة ومعزولة تماماً، ومع مرور الوقت، يبدأ الدبس بالنزول تلقائياً دون أي تدخل بشري. 
وهذه العملية التي تبدو بسيطة تحمل في طياتها الكثير من التفاصيل الدقيقة التي تتطلب صبراً وخبرة، وهو ما يكسب المنتج النهائي طعمه الفريد وجودته العالية.

إرث مستمر
يرى البدواوي أن صناعة الدبس ليست مجرد عملية إنتاج غذائي، بل هي قصة تحكي عن تكيف الأجداد مع قلة الموارد الغذائية، وكيف استطاعوا استغلال النخيل بكل ما يقدمه من فوائد قائلاً: «تعلمت من هذه المهنة أن الصبر والابتكار هما مفتاح النجاح، لقد استطاع أجدادنا إنتاج غذاء يكفي احتياجاتهم الأساسية من نفس الشجرة، فحولوا التمر إلى منتج يدوم طويلاً ويُستخدم في تحضير العديد من الأطباق التي لا تخلو منها السفرة الإماراتية».  ولا يتوقف دور البدواوي وأسرته عند تعلم هذه المهنة، بل يتعداه إلى المساهمة في الحفاظ عليها في كل موسم؛ حيث يشاركون جدهم في إعداد الدبس، معتبرين أن هذه المشاركة ليست فقط واجباً عائلياً، بل رسالة تهدف إلى إبقاء هذا التراث حياً بين الأجيال.

أصالة وإبداع
عن مستقبل حرفة صناعة الدبس، يقول البدواوي: «صناعة الدبس ليست مجرد ذكرى من الماضي، بل جزء من حاضرنا ومستقبلنا، فلا يزال الناس يستخدمون الدبس حتى اليوم في المأكولات الإماراتية التقليدية، وهو منتج محلي يعكس هويتنا الوطنية، مشيراً إلى أن هذه الحرفة ستظل قائمة، طالما بقي هناك من يؤمن بأهميتها ويسعى لنقلها إلى الأجيال، لتظل رمزاً للأصالة والإبداع الإماراتي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الدبس دبس التمر التراث الإماراتي التراث التراث الشعبي الموروث الشعبي الموروث الإماراتي الإمارات الموروث

إقرأ أيضاً:

تواصل 2025: حين تحدّث ولي العهد، الدولة الحديثة ليست بنايات وشوارع، بل عقل ونهج

صراحة نيوز ـ بقلم: النائب الكابتن زهير محمد الخشمان

في افتتاح منتدى “تواصل 2025″، لم يكن سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، يلقي مجرد خطاب رسمي في مناسبة وطنية؛ بل قدّم ما يشبه البيان الاستراتيجي لجيلٍ بأكمله، يعيد رسم العلاقة بين الإنسان والدولة، بين التكنولوجيا والهوية، وبين التحديات الكبرى والأمل المعلّق على المستقبل.

في البدء كان التواصل

“ما أحوجنا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى التواصل” – بهذه العبارة بدأ سموه كلمته، واضعًا إصبعه على جوهر اللحظة الراهنة: لحظة يتداخل فيها التوتر بالقلق، وتتصاعد فيها وتيرة العزلة رغم كل وسائل الاتصال. لكن سموه لم يتوقف عند المعنى الظاهري للكلمة، بل وسّع مفهوم التواصل ليشمل بناء الثقة، إشراك الشباب، كسر الحواجز النفسية والإدارية، واستعادة الحوار الحقيقي في الحياة العامة.

الرؤية: من وطن الموارد المحدودة إلى وطن العقول غير المحدودة

في كلمته، قال سمو ولي العهد:
“لم تعد الاقتصادات المتقدمة تُقاس فقط بما تنتجه المصانع، بل بما تنتجه العقول.”

بهذا الاقتباس، رسم الأمير معادلة جديدة لمكانة الأردن في العالم: فالأردن الذي لا يملك نفطًا ولا موارد طبيعية ضخمة، يمتلك أهم مورد يمكن لأي دولة أن تبني عليه نهضتها، وهو الإنسان الأردني. وفي ظل ما يشهده العالم من تحولات رقمية واقتصادية، كانت دعوة الأمير واضحة: لن يتقدّم الأردن إلا إذا راهن على الاستثمار في شبابه، في أفكارهم، وإبداعهم، ومهاراتهم.

تخيل أردن الغد… وابدأ من اليوم

كلمة سمو ولي العهد لم تكن تنظيرًا بعيدًا عن الواقع، بل كانت مليئة بالصور القريبة التي تمس الحياة اليومية للأردنيين:
في الطب: مواطن يراجع مركزًا صحيًا لا يتوافر فيه اختصاص معين، ويتواصل مع طبيب مختص عن بُعد دون أن يُضطر إلى السفر.
في التعليم: طالبة تتعلّم من خلال مساعد افتراضي بالذكاء الاصطناعي يجيب على استفساراتها، ويمنح المعلمين فرصة لدعم من يواجهون صعوبات.
في الإدارة: استخدام آمن للذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات السكانية والاقتصادية، والتنبؤ بالمخاطر، واتخاذ قرارات قائمة على معلومات دقيقة.
في التنمية: طائرات درون من تصنيع أردني، تراقب شبكات الكهرباء والمياه، أو تنقل مواد طبية عاجلة في المناطق النائية.

هذه الصور ليست خيالًا تقنيًا، بل هي خارطة طريق لما يمكن أن يكون عليه الأردن إذا توافرت الإرادة السياسية، والخطة التنفيذية، والشراكة المجتمعية.

قيادة شابة بلغة مخاطبة عقول الشباب
ما يميّز ولي العهد الحسين أنه لا يتحدث بلغة الخطب التقليدية، بل يخاطب الجيل بلغته، وتطلعاته، وهمومه. تحدث عن الفرص، نعم، لكنه تحدث أيضًا عن التحديات، عن ضرورة التفكير المختلف، عن إتاحة مساحة للتجريب والخطأ، عن دعم الرياديين وعدم محاسبتهم على الفشل.

ولعل من أبرز ما قاله:
“علينا أن نفتح أبواب التجريب والعمل، وألا نخشى الفشل، بل نعتبره خطوة ضرورية للتعلم.”
رسائل بين السطور: الدولة الحديثة ليست بنايات وشوارع، بل عقل ونهج
كانت هناك رسائل غير مباشرة لكنها قوية:
أن التحول الرقمي ليس ترفًا ولا خيارًا، بل ضرورة وجودية.
أن الحوار الوطني يجب أن يشمل الجميع، لا أن يظل حكرًا على النخب.
أن الريادة ليست مشروعًا اقتصاديًا فقط، بل ثقافة دولة ونهج مؤسسات.
أن أمن الأردن واستقراره لن يأتي فقط من الأمن العسكري، بل من العدالة والفرص والتحديث والتفاعل مع الجيل الجديد.

تواصل ليس اسم منتدى… بل مشروع دولة

لقد قدّم سمو ولي العهد من خلال “تواصل 2025” نموذجًا جديدًا للخطاب الوطني: خطاب مبني على الوضوح، العقل، المشاركة، والرهان على المستقبل. لم يكن الخطاب دعائيًا، بل عمليًا؛ لم يكن مفرطًا في التفاؤل، بل واقعيًا ومسؤولًا.
من تابع الكلمة عن قرب – كما فعلت شخصيًا من قلب القاعة – لا يخرج إلا بإيمان أعمق بأن الأردن قادر على أن يصنع قصته، لا بتكرار نماذج الآخرين، بل برسم مساره الخاص، بإرادة قيادته، وبطاقة أبنائه.

مقالات مشابهة

  • حريق في أشجار النخيل بمنطقة كرمة البلد بالولاية الشمالية
  • ولاية الجزيرة .. أسرار وأخبار ليست للنشر !!
  • إيداع المتهم بقتل عامل النخيل بالشرقية مستشفى الأمراض النفسية
  • تواصل 2025: حين تحدّث ولي العهد، الدولة الحديثة ليست بنايات وشوارع، بل عقل ونهج
  • ربطه على النخلة وخلص عليه.. إيداع المتهم بقتل عامل تلقيح النخيل بالشرقية بمستشفى الأمراض النفسية
  • الإجادة ليست عزفًا منفردًا
  • حلقة عمل بدبا تناقش الإدارة المتكاملة لمكافحة سوسة النخيل الحمراء
  • إنطلاق موسم طناء النخيل في شمال الشرقية
  • أمين جامعة الدول العربية: قطع العلاقات مع إسرائيل ليست سياسة حكيمة
  • ملّاك النخيل بالأحساء يتلقون معلومات مهمة للتعامل الآمن مع المبيدات