صحيفة الاتحاد:
2025-12-14@09:43:43 GMT

«صناعة الدبس».. إرث يتناقله الأجيال

تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT

خولة علي (أبوظبي) 

أخبار ذات صلة 6000 شتلة غاف وسدر لمساجد أبوظبي جامعة الإمارات ضمن الأفضل عالمياً لدراسة 22 تخصصاً

حيث تنتشر مزارع النخيل، تبرز الكثير من المهن والصناعات التقليدية التي تتناقلها الأجيال، ومنها صناعة الدبس التي تعد واحدة من الصناعات الغذائية، التي شكلت جزءاً لا يتجزأ من حياة الأجداد وأثّرت بشكل كبير في ثقافتهم واحتياجاتهم اليومية، فصناعة التمور وتحضير الدبس ليست مجرد مهنة، بل هي تراث حي يعبر عن عبقرية الإنسان الإماراتي في التكيف مع بيئته وتحقيق الاكتفاء الذاتي بموارد بسيطة، فهي حكاية تُروَى في كل حبة تمر وفي كل قطرة دبس، حاملة عبق الماضي وأصالته.

 

مهنة متوارثة
يقول حمد أحمد البدواوي، الذي يشارك جده في حفظ التمور وتجهيزها لصناعة الدبس: «تعلمت هذه المهنة من جدي، وهي مهنة متوارثة منذ القِدم، مع انتشار بساتين النخيل، التي هي مصدر أساسي لاحتياجات الأهالي سواء من الغذاء أو المسكن، فأي قطعة منها يتم الاستفادة منها بأساليب متنوعة، لتحمل في طياتها عبق التاريخ وروح الأصالة». 

«المدبسة»
وبكل همة وفخر واعتزاز يساعد البدواوي جده في نقل خصف التمر ورصه في غرفة صناعة الدبس والتي تسمى «المدبسة»، ويعرّف الدبس قائلاً: «هو عصارة التمر النقية التي تستخرج بعناية وبدون أي تدخل صناعي، ليكون منتجاً طبيعياً عالي الجودة يستخدم في مختلف الأطعمة الإماراتية التقليدية»، موضحاً أن عملية استخراج الدبس ليست فقط وسيلة لتحويل التمر إلى منتج جديد، بل هي طقس يعبر عن التراث الإماراتي وأهمية النخيل في حياة سكان المنطقة.

صناعة الدبس
وعن كيفية صناعة وتحضير الدبس، يقول البدواوي: أولاً يتم تجفيف التمور بعناية، ثم وضعها في «خصافة»، وهي أكياس مصنوعة من سعف النخيل تُستخدم لتخزين التمور بطريقة تقليدية، ثم تُوضع هذه الأكياس داخل غرفة مغلقة مخصصة لهذا الغرض، وتتميز بأنها جافة ومعزولة تماماً، ومع مرور الوقت، يبدأ الدبس بالنزول تلقائياً دون أي تدخل بشري. 
وهذه العملية التي تبدو بسيطة تحمل في طياتها الكثير من التفاصيل الدقيقة التي تتطلب صبراً وخبرة، وهو ما يكسب المنتج النهائي طعمه الفريد وجودته العالية.

إرث مستمر
يرى البدواوي أن صناعة الدبس ليست مجرد عملية إنتاج غذائي، بل هي قصة تحكي عن تكيف الأجداد مع قلة الموارد الغذائية، وكيف استطاعوا استغلال النخيل بكل ما يقدمه من فوائد قائلاً: «تعلمت من هذه المهنة أن الصبر والابتكار هما مفتاح النجاح، لقد استطاع أجدادنا إنتاج غذاء يكفي احتياجاتهم الأساسية من نفس الشجرة، فحولوا التمر إلى منتج يدوم طويلاً ويُستخدم في تحضير العديد من الأطباق التي لا تخلو منها السفرة الإماراتية».  ولا يتوقف دور البدواوي وأسرته عند تعلم هذه المهنة، بل يتعداه إلى المساهمة في الحفاظ عليها في كل موسم؛ حيث يشاركون جدهم في إعداد الدبس، معتبرين أن هذه المشاركة ليست فقط واجباً عائلياً، بل رسالة تهدف إلى إبقاء هذا التراث حياً بين الأجيال.

أصالة وإبداع
عن مستقبل حرفة صناعة الدبس، يقول البدواوي: «صناعة الدبس ليست مجرد ذكرى من الماضي، بل جزء من حاضرنا ومستقبلنا، فلا يزال الناس يستخدمون الدبس حتى اليوم في المأكولات الإماراتية التقليدية، وهو منتج محلي يعكس هويتنا الوطنية، مشيراً إلى أن هذه الحرفة ستظل قائمة، طالما بقي هناك من يؤمن بأهميتها ويسعى لنقلها إلى الأجيال، لتظل رمزاً للأصالة والإبداع الإماراتي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الدبس دبس التمر التراث الإماراتي التراث التراث الشعبي الموروث الشعبي الموروث الإماراتي الإمارات الموروث

إقرأ أيضاً:

مدبولي: مصر ليست أرض التاريخ فقط.. بل أرض العلم والابتكار

أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن مصر تسعى لتلبية احتياجات السوقين المحلية والعالمية من خلال تعزيز التعاون العلمي الدولي، موضحًا أن مصر أصبحت وجهة عالمية للشراكات البحثية في ظل استراتيجية وطنية تستهدف رفع القدرة الإنتاجية ودعم الابتكار.

مدبولي: خفض الدين والتضخم وإسراع "التأمين الشامل" و"حياة كريمة" أبرز مستهدفاتنامدبولي: الرئيس السيسي وجه بإطلاق حزمة من التيسيرات للمساعدة في نمو الاقتصاد فعاليات الجمعية العامة للشراكة بين الأكاديميات

وقال مدبولي، خلال مشاركته في فعاليات الجمعية العامة للشراكة بين الأكاديميات، إن الحكومة تعمل على تهيئة البيئة التشريعية التي تمكّن الباحثين والمبتكرين من تحويل نتائج أبحاثهم إلى قيمة اقتصادية حقيقية، مشددًا على أن مصر تؤمن بأن "مستقبل الأمم يُبنى بالعلم والمعرفة".

ودعا رئيس الوزراء المشاركين في الفعاليات إلى التعارف وبناء شراكات جديدة، كما دعا الباحثين إلى تقديم أبحاثهم وابتكاراتهم للاستفادة من الفرص التي توفرها الدولة.

 وأكد أن العلم "لغة عالمية توحد الشعوب"، وأن الجمهورية الجديدة تعمل لخدمة هذا الهدف من خلال سياسات داعمة للبحث العلمي.

وأضاف مدبولي أن مصر تسعى إلى توظيف نتائج البحث العلمي وتحويلها إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية، إلى جانب ترسيخ مفهوم تسويق العقول كأحد محركات دعم الابتكار وبناء اقتصاد المعرفة.

واختتم بالتأكيد على أن استضافة مصر لهذه الفعاليات للمرة الأولى في العالم العربي تعد حدثًا تاريخيًا يعكس الثقة الواسعة في قدرة مصر على قيادة منظومة البحث العلمي على المستوى الإقليمي والدولي، مشيرًا إلى أن مصر لم تعد فقط أرض التاريخ، بل أصبحت أرض العلم والابتكار المستندة إلى رؤية استراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة.

طباعة شارك رئيس مجلس الوزراء رفع القدرة الإنتاجية ودعم الابتكار الجمهورية الجديدة

مقالات مشابهة

  • اقتصاد الفرص في صدارة قمة المرأة المصرية.. المالية تستعرض تمكين الأجيال الجديدة
  • مجدي طلبة: بطولة كأس عاصمة مصر ليست ذات أهمية للأهلي
  • الخيمة التراثية بنجران تسهم في نقل الموروث الثقافي بين الأجيال
  • العقوبات المتراكمة ليست كافية لوقف الحرب في السودان
  • حريق هائل بسوق التمور في أرفود المغربية يخلف خسائر مادية دون إصابات
  • الفلسفة ليست ترفًا… بل مقاومة يومية ضد التفاهة
  • التمر.. غذاء خارق يحمي الدماغ ويقلل خطر الزهايمر
  • الوادي: تفكيك شبكة إجرامية وحجز 10 آلاف قرص مهلوس مموهة وسط التمور
  • سياح يونانيون يجسّدون رحلة صعود نبي الله موسى بجريد النخيل في سانت كاترين.. فيديو وصور
  • مدبولي: مصر ليست أرض التاريخ فقط.. بل أرض العلم والابتكار