فيما يتعلق بالدية، ذكرتم أن القول الراجح هو الذي أجمع عليه العلماء، وهو أن دية المرأة نصف دية الرجل، ويستندون في ذلك إلى النصوص، فهل يمكن قراءة الحكمة من هذه النصوص؟ بحيث يكون الذين أثاروا هذه الشبهة على اطلاع عليها؟

ينبغي لنا أن ننظر اليوم فيمن يثير هذه الشبهات؛ أولًا: إلى ماذا يستند؟ هل يستند إلى أسس علمية؟ هل يستند إلى دين، هل يستند إلى قيم خلقية، هل يستند إلى نظام أو قانون هو أفضل وأحسن، إذ إننا ننساق وراء الرد على هذه الشبهات ببيان الحالات والأحوال والأسباب والحكم والمقاصد، دون أن ننتبه إلى أن الذي يثير هذه الشبهات إنما يثيرها عداوة أو حسدًا لهذا الدين وأهله، لا يبتغي الحقيقة، ولا يريد التعرف على الصواب، ولا يقبل الحجج إذا أظهرت له، فهذا مما ينبغي أن يُنتبه له، وهو خالٍ من الأسس العلمية المنصفة، ومن القيم والأخلاق التي يُرتكز إليها، ومن النظم التشريعية التي تراعي أحوال الإنسان في جسده وروحه وعاطفته، وفي حقوقه وواجباته، وفي كونه فردًا في مجتمع وأمة، وله عليهم حقوق، ولهم عليه حقوق، هذا كله غائب عنهم، ثم يتنقصون بعد ذلك من هذا الدين الشامخ بمثل هذه الشبهات، إذن لا بد أن ننتبه أولًا إلى هذا التعصب.

وهذا لا يمنع من أن نبين بعض الحقائق، وأن نُجلي ما يدفع هذه الأباطيل والشبهات التي يثيرها خصوم الإسلام، وإن تستروا بلبوس الإسلام، أو اقتنعوا بمثل هذه الدعاوى والأباطيل، فمن ذلك أنه لا يمكن لعاقل أن يحكم على نظام تشريعي من خلال اقتطاع مادة واحدة منه، دون النظر إلى بقية مواده وقواعده ومبادئه، فلا يمكن ذلك، وإلا عُد سفيهًا أو مجنونًا إن حكم على قانون وضعي، فاستل منه مادة واحدة، وقال: «هذه المادة خطأ؛ لأنها تقول كذا وكذا»، في حين أن مواد ونصوص ذلك التشريع تبيّن المقصود، وتحدد التعريفات والحدود والضوابط والشروط، وتكمل الأحكام المتعلقة بتلك المادة، فلا يمكن الحكم على النظام التشريعي باجتزاء مادة واحدة منه، وهذا غير مقبول، وهو ما يحصل بالفعل عند من يثيرون هذه الشبهات.

أما في فلسفة التشريع الإسلامي، فإن الدية ليست قيمة للإنسان، ولا تقوم على أساس مادي، فإن الإنسان في نظر الخالق الحكيم سبحانه وتعالى مكرّم، وقد استخلف في هذه الأرض، وسُخر له ما في السماوات والأرض، فلا يمكن أن يُقدَّر بأموال وأثمان إن فُقدت نفسه، وإنما هي تعويض لجبر أحوال أوليائه من بعده، ولردع النفوس المريضة التي قد تستسهل العدوان على النفس البشرية، ولإرساء نظام عام، فهي أبعد ما تكون عن تقييم الإنسان ماديًا، فإن كانوا هم ينطلقون من أن هذه قيمة للإنسان، فهذا فارق عظيم بيننا وبينهم، فهذه ليست قيمة للإنسان، وليست ثمنًا له، لا للرجل ولا للمرأة.

فالإنسان أعظم مخلوقات الله تبارك وتعالى وأعلاها كرامة، وهو الذي حَمَل الأمانة، فلا يمكن بحال من الأحوال أن يُعامل كسلعة لها ثمن، فلئن كانت نظرتهم ناشئة عما تقدم، فلهم أن يقولوا: «لماذا يكون ثمن فوات نفس المرأة أرخص من ثمن فوات نفس الرجل، وهما نفس واحدة؟»، نعم، لهم أن يقولوا ذلك لأنهم ينطلقون من هذا المبدأ، أما في هذا الدين الحنيف، فكما تقدم، هذه الديات، سواء كانت للأنفس أو للجوارح والأعضاء، ليست أثمانًا أو قيمًا لهذه الأنفس أو الأعضاء والجوارح، وعلى هذا، فإن التفاوت فيها لا دلالة له على أي تمييز مادي حتى يُحتج علينا بذلك، وهذا أولًا.

ثانيًا، معلوم أنه في أحكام هذه الشريعة، هناك أعباء مالية يُلزم بها الرجل، ولا تُلزم بها المرأة، فالرجل هو المسؤول عن الإنفاق، وهو المسؤول عن العاقلة، أي في حالة حصول قتل خطأ، فإن الرجل هو الذي يتحمل الدية، أما المرأة فلا تُلزم بذلك، لأن العصبة هم الذين يدفعون، وليس المرأة، الرجل هو المسؤول عن الإنفاق على أهل بيته، وقد يكون له زوجة ينفق عليها، وأبناء ينفق عليهم، وقد يكون لديه والدان كبيران يجب عليه شرعًا الإنفاق عليهما، أما المرأة، فإن ما تحصل عليه يكون حقًا خالصًا لها.

ومن العجائب في هذه القضية أن هذا التعويض لا يذهب إلى من فُقدت نفسه إن كان في فوات النفس، بل يذهب إلى الورثة، وفي الورثة نساء، سواء كان القتيل رجلًا أو امرأة، فهذا التعويض لا يكون لمن مات، بل يكون للورثة، أما في حالة ما دون النفس، فإنه يذهب إلى المضرور، أي إلى من وقع عليه الضرر وأصيب، لكنه، كما تقدم، ليس تثمينا لهذه الأعضاء والجوارح، وإنما هو منطلق من هذه الأسس التشريعية المتكاملة، حيث إن الرجل مسؤول عن الإنفاق، وعليه أعباء مالية لم تُلزم بها المرأة.

في حين أن المرأة تتصرف في مالها كيف شاءت، فملكها لأموالها خالص لها، لا يشاركها فيه أحد، أما الرجل فإن ما يملكه من مال يذهب لعياله وأهل بيته، وللنفقات الواجبة عليه، فهذه خلاصة مجملة في بيان كيفية الرد على هذه الشبهات، والله تعالى أعلم.

هل صحيح أن السيدة خديجة رضي الله عنها كانت في سن الأربعين عندما تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في سن الخامسة والعشرين؟

الحقيقة أن هذه المسألة فيها خلاف، وقد يبدو هذا غريبًا على شهرتها، لكن كثيرًا ممن كتب في السيرة، لا سيما الذين حققوا الروايات، يذكرون أقوالًا مختلفة في هذه المسألة، وكما أشرتم، فإن الشائع عند الناس أنه عليه الصلاة والسلام تزوج السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها، وهي ابنة أربعين سنة، وهذه الرواية عن الواقدي، وفي روايته للسيرة كلام طويل لسنا بحاجة إليه، وأيضًا إطلاق القول بضعف رواية الواقدي ليس دقيقًا على إطلاقه.

أما بالنسبة للأقوال في هذه المسألة، فقد ورد في رواية ابن إسحاق أنها كانت ابنة 28 سنة، وهناك رواية أخرى تقول إنها كانت ابنة 25 سنة، أي في نفس سن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقيل بل كانت ابنة 35 سنة، إذن، هناك أربعة أقوال مشهورة: أنها كانت في سن الأربعين، أو الخامسة والثلاثين، أو الثامنة والعشرين (وهي رواية ابن إسحاق)، أو الخامسة والعشرين.

ومما يمكن أن تستأنس به النفس للنظر في هذه المسألة، أنها ولدت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولدين وأربع بنات، فجميع أولاده الذكور عليه الصلاة والسلام كانوا منها، باستثناء إبراهيم عليه السلام، الذي كان من مارية القبطية رضي الله تعالى عنها، أما القاسم، والطيب أو الطاهر، فكانوا من السيدة خديجة، وكذلك زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة رضي الله عنهن جميعًا.

إذن، ولدت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ستة أبناء، وهذا قد يؤيد من لا يرى أنها كانت في سن الأربعين عند زواجها، فالمسألة يمكن أن تُبحث وتُجمع شواهدها، كما يمكن النظر في أعمار بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا شك أن أكبر بناته كانت زينب رضي الله تعالى عنها، ومن خلال تقصي أعمار أولاده عليه الصلاة والسلام، لا سيما البنات، وبعض الشواهد، يمكن الوصول إلى تقدير أكثر دقة.

لكن لا أعرف لماذا لم يُشبع الباحثون هذه المسألة بحثًا كافيًا! ربما لأن ذلك لا يؤثر كثيرًا أو لا تترتب عليه أحكام فقهية عملية، ومع ذلك، ولشيوع خبر الأربعين، كان من المناسب أن تُحقق المسألة، ولعل المشتغلين بالسيرة هم أولى بالبحث فيها، والله تعالى أعلم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الله صلى الله علیه وآله وسلم هذه المسألة هذه الشبهات الله تعالى رضی الله فلا یمکن لا یمکن فی هذه

إقرأ أيضاً:

فتاوى وأحكام| هل تنتقل أقساط الشقة المؤجلة إلى الورثة بعد وفاة المشتري أم تسدد بالكامل؟ هل يجوز قراءة القرآن أثناء الرضاعة؟ هل تكفي تسبيحة واحدة في الركوع أو السجود؟

فتاوى وأحكام

هل تنتقل أقساط الشقة المؤجلة إلى الورثة بعد وفاة المشتري أم تسدد بالكامل؟

هل يجوز قراءة القرآن أثناء الرضاعة؟

هل تكفي تسبيحة واحدة في الركوع أو السجود؟.. بما علق العلماء؟
 

نشر موقع صدى البلد خلال الساعات الماضية عددا من الفتاوى التى تهم كثير من المسلمين نستعرض ابرزها فى التقرير التالى.

هل تنتقل أقساط الشقة المؤجلة إلى الورثة بعد وفاة المشتري أم تسدد بالكامل؟

تلقى فضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، استفسارًا يتعلق بموقف الورثة من التزامات المتوفى المالية المتعلقة بعقار تم شراؤه بنظام التقسيط، حيث جاء في السؤال أن أحد الأشخاص قد قام بشراء شقة سكنية بالتقسيط، ووفقًا لما ورد بالعقد، فقد تم النص صراحة على أن تظل الوحدة السكنية مرهونة حتى سداد كامل الأقساط، وقد واظب المشتري على دفع الأقساط بانتظام حتى أُصيب بمرض شديد منعه من الاستمرار في السداد لبعض الوقت، إلى أن وافته المنية.

 وأشار السائل إلى أن المتوفى ترك له ابنه الوحيد كوريث، متسائلًا عن حكم الأقساط المتبقية، وهل تعد دينًا يجب سداده فورًا من التركة، أم تظل مؤجلة وفقًا للجدول الزمني المتفق عليه في العقد، ويكون على الابن الالتزام بها؟ وهل تُعد ذمة الأب بريئة بمجرد انتقال مسؤولية السداد إلى الوريث؟

وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي، ردًا على هذا التساؤل، أن الأقساط التي لم يقم المتوفى بسدادها قبل وفاته، والتي كان من المفترض دفعها خلال حياته، تُعد ديونًا حالّة، ويجب أن تسدد مباشرة من التركة، بعد الانتهاء من إجراءات التجهيز والتكفين والدفن، وقبل تنفيذ أي وصايا أو تقسيم للتركة بين الورثة، بشرط أن تكون التركة كافية لتغطية تلك الديون.

وفيما يخص الأقساط التي لم يحن موعد سدادها بعد، أكدت دار الإفتاء أن هذه الالتزامات لا تتحول إلى ديون حالّة بمجرد وفاة المشتري، بل تظل قائمة وفقًا للآجال المحددة مسبقًا في العقد المبرم بين الطرفين.

 وبالتالي، فإن الابن، باعتباره الوريث الوحيد، يصبح ملزمًا بسداد هذه الأقساط في مواعيدها المتفق عليها، خاصة وأن ملكية الشقة قد انتقلت إليه بحكم الوراثة، ومعها الالتزامات المرتبطة بها.

وشددت الإفتاء على أن التزام الوريث الوحيد بسداد الأقساط المستحقة في مواعيدها القانونية، يُعد كافيًا لإبراء ذمة والده المتوفى من هذه الالتزامات في الدار الآخرة، ولا تبقى عليه أية تبعات دينية أو شرعية، طالما جرى الالتزام الكامل بالسداد وفق ما تم الاتفاق عليه عند الشراء.

هل يجوز قراءة القرآن أثناء الرضاعة؟

هل يجوز قراءة القرآن أثناء الرضاعة؟ سؤال أجاب عنه الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية السابق وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية. 

وقال عاشور عبر فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها إن قراءة القرآن للمرأة أثناء الرضاعة جائز شرعًا، ولا شيء عليها في ذلك؛ فالشريعة الإسلامية لا تضيق على الناس فيما لا يوجد فيه مخالفة للأحكام.

وأشار الى أن المهم أن تتدبر قراءة القرآن وتلفت إليه أيضًا طالما تستطيع فعل ذلك أثناء رضاعة ابنها أو بنتها.

حكم وضع الكفين على الأرض في الجلوس بين السجدتين.. الأزهر يجيبعلي جمعة يكشف من هو المنافق الحقيقيهل يجوز توزيع حلوى المولد على الفقراء واحتسابها من زكاة المال ؟كيف تكون الطهارة لمن بُترَت بَعْضُ أطرافه وركّب أطرافا صناعية؟.. الإفتاء تجيب

ونوه أنه لا مانع من قراءة المرأة القرآن أو التسبيح أثناء رضاعة ولدها؛ فهذا مما يعطر البيت بذكر الله، كما يستفاد الطفل بسماع القرآن.

هل يجوز المرضع ان تجمع بين الصلوات؟

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه ما حكم الجمع بين الصلوات للمرضع؟ فهناك أمٌّ لطفلة رضيعة، وفي كثير من الأوقات يتنجس ثوبها من بول الصغيرة بسبب الإرضاع مما يشق عليها تطهير الثياب أو تغييره عند كل صلاة وتريد أن تجمع بين الصلوات؛ رفعًا للحرج والمشقة، فما حكم الشرع في ذلك؟

وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي عن السؤال قائلة:

إن الأصل أن تؤدى الصلوات المفروضة في أوقاتها المحددة لها شرعًا، فإذا كانت هناك أعذار تبيح تأخير الصلاة عن أول وقتها فلا مانع شرعًا من أداء الصلاة في أي وقت من وقتها المحدد لها شرعًا، وبخصوص المرأة التي تُرضع وتلحقها مشقة في تطهير ثيابها من تنجسها ببول الصغيرة التي ترضعها أو تغييرها عند كل صلاة فإنه يجوز لها أن تجمع بين الصلاتين -الظهر والعصر أو المغرب والعشاء- جمعًا صوريًّا، بأن تُصلِّيَ الأولى في آخر وقتها والثانية في أول وقتها، فإن شقَّ عليها وتعذر عليها ذلك تمامًا، فلها حينئذ أن تجمع بين الصلاتين بلا قصر، فتصلي الظهر والعصر والعشاء أربع ركعات دون نقصان.

هل تكفي تسبيحة واحدة في الركوع أو السجود؟.. بما علق العلماء؟

الركوع أحد أركان الصلاة الأساسية، ولا تصح الصلاة بدونه، ومن نسيه وجب عليه الإتيان بسجود السهو تعويضًا، كما أن إدراك الركوع مع الإمام يعني إدراك الركعة وصلاة الجماعة، أما من لم يدرك الإمام في ركوعه، فلا تحتسب له الركعة.

وفيما يتعلق بالحركة التي تلي الركوع، فإن الفقهاء اختلفوا في مسألة الإطالة بعد الاعتدال منه؛ فمنهم من رأى أن المصلي يجوز له أن يسجد فورًا بعد الرفع، ومنهم من أجاز البقاء قليلاً للدعاء، لكنهم اشترطوا أن يكون الدعاء مما ورد فيه فضل خاص، كما في الحديث الذي أثنى فيه النبي صلى الله عليه وسلم، على من قال دعاءً معينًا سمعه منه في الصلاة، وقال عنه إن الملائكة تسابقت لكتابته.

تسبيحة واحدة تكفي في الركوع والسجود

وفيما يخص عدد التسبيحات المطلوبة في الركوع أو السجود، أكد العلماء أن تسبيحة واحدة فقط تكفي، موضحين أن المهم هو أن يركع المصلي ويطمئن في ركوعه، ومتى تحقق الركن وأدّاه المصلي بخشوع، فإن صلاته تكون صحيحة.

وشدد العلماء على أن التسبيح في الركوع والسجود سنة عند جمهور أهل العلم، بينما يعده الحنابلة واجبًا وأقله تسبيحة واحدة.

 وأضافوا: "لو أخطأ المصلي فذكر أذكار السجود في الركوع أو العكس، فصلاته صحيحة، ولا يترتب على ذلك سجود سهو، بحسب ما ذهب إليه جمهور الفقهاء".

وأشار العلماء إلى أن الأفضل للمسلم أن يسبح ثلاث مرات أو أكثر أثناء الركوع والسجود، لكن إذا اقتصر على تسبيحة واحدة فقط، فصلاته صحيحة بإجماع العلماء، إذ إن السنة يمكن أن تتحقق بأدنى فعل منها.

دعاء عظيم بعد الاعتدال من الركوع

وتناول الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، موقفًا شريفًا يدل على فضل بعض الأدعية في هذا الموضع من الصلاة، حيث روى عن رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه أنه قال: كنا نصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رفع رأسه من الركوع وقال: "سمع الله لمن حمده"، قال أحد الصحابة من خلفه: "ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه".

فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة: "من المتكلم آنفاً؟"، فقال الرجل: أنا، فقال عليه الصلاة والسلام: "رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أول".

وأوضح الدكتور جمعة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن هو من قال هذا الدعاء أولًا، لكنه أثنى عليه عندما سمعه، لما فيه من فضل عظيم، مشيرًا إلى أن بعض الأذكار والأدعية التي لم ترد عنه بشكل مباشر لها مع ذلك منزلة وفضل إذا أُدخلت في مواضعها المناسبة في الصلاة.

وأشار إلى حديث آخر عن ابن أبي أوفى، يذكر فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بعد رفع ظهره من الركوع: "سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد".

هذه الأقوال والأحاديث تدل على سعة رحمة الله، وعلى مرونة السنة النبوية في الأذكار، ما دامت لا تخرج عن مواضعها الشرعية، ولا تبتعد عن ما أقره النبي أو أثنى عليه.

طباعة شارك هل تنتقل أقساط الشقة المؤجلة إلى الورثة قراءة القرآن الرضاعة هل يجوز قراءة القرآن أثناء الرضاعة قراءة القرآن أثناء الرضاعة هل تكفي تسبيحة واحدة في الركوع أو السجود فتاوى وأحكام

مقالات مشابهة

  • هل يجوز للمتوفى عنها زوجها أن تبيت عند أحد أبنائها لكبر سنها؟.. أمين الفتوى يجيب
  • سماحة المفتي يوجه رسالة إلى اليمن
  • فتاوى تشغل الأذهان| هل يعتبر الدم الموجود بعد الإجهاض نفاسا؟.. حكم إلقاء بقايا الطعام في القمامة.. هل يجوز إخراج الزكاة للمدين المسرف إذا عجز عن سداد دينه؟
  • هل يمكن لغير السعودي التسجيل في حساب المواطن؟.. البرنامج يجيب
  • هل يمكن مقارنة لامين يامال بميسي؟ غوارديولا يجيب
  • هل يمكن للرجل المخلوع إعادة زوجته بحكم .. القانون يجيب
  • فتاوى وأحكام| هل تنتقل أقساط الشقة المؤجلة إلى الورثة بعد وفاة المشتري أم تسدد بالكامل؟ هل يجوز قراءة القرآن أثناء الرضاعة؟ هل تكفي تسبيحة واحدة في الركوع أو السجود؟
  • «في سن الـ17».. هدى المفتي: تجربتي الأولي في الحب كانت مؤلمة
  • فتاوى وأحكام| حكم الصلاة على سجادة من حرير.. مدى نجاسة بول القطط .. كيف أحرك أصبعي السبابة في التشهد؟
  • سلطنة عمان شريك فعال في المنصة الموحدة لرياضة المرأة الخليجية