تنظر الولايات المتحدة والدول الأوروبية بقلق بالغ إلى سياسة تركيا في بيع الأسلحة المتطورة لدول تقع في مناطق ذات حساسية استراتيجية، آخر هذه الخطوات تسليح الجيش الصومالي بطائرات مسيرة حديثة من طراز "بيرقدار أكينجي"، والتي تُستخدم في مواجهة مسلحي حركة الشباب، مما يمنح الصومال قوة عسكرية كبيرة.

وقد طورت شركة "بايكار" الدفاعية التركية هذه الطائرة المسيرة، التي تعد طائرة قتالية إستراتيجية بدون طيار، وتتفوق بقوة نيرانها على طراز "TB-2" الذي يتم استخدامها على نطاق واسع في مناطق النزاعات المختلفة.

 

وتتميز الطائرة بمدى طيران يتجاوز 24 ساعة، ومدى تشغيلي يصل إلى 6 آلاف كيلومتر، مع قدرة على التحليق حتى ارتفاع 30 ألف قدم.

كما أنها مجهزة بأنظمة اتصالات ثلاثية الأقمار الصناعية، وخط رؤية يعتمد على الذكاء الاصطناعي لمعالجة الإشارات والوعي الظرفي، بالإضافة إلى أنظمة تحكم آلي في الطيران والهبوط.

وعلى الأرض، يمثل وصول طائرات "أكينجي" قفزة نوعية في استراتيجية الحرب الجوية الصومالية. وكانت القوات الصومالية تعتمد سابقًا على طائرات "بيرقدار TB2" المسيرة، التي منحت مقديشو ميزة كبيرة في مهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، بالإضافة إلى تنفيذ الضربات الدقيقة ضد مقاتلي حركة الشباب. إلا أن الطائرات الجديدة تمنح الصومال قوة تتجاوز حدودها الإقليمية.


ونقلت الجريدة الرقمية "توركيش مينيت" الأربعاء الماضي أن عملية تسليم الطائرات تمت يوم الثلاثاء الماضي، مع الإشارة إلى أن أنقرة قد تزيد من عدد الطائرات المسيرة المرسلة، حيث لم يتم الكشف عن العدد الدقيق حتى الآن. 

وأكد وزير الموانئ والنقل البحري الصومالي، عبد القادر محمد نور، عبر منصات التواصل الاجتماعي، أن الصومال استلم طائرتين مسيرتين تركيتين، تم نقلهما عبر طائرة عسكرية تركية من طراز "A400M".

ويعد عبد القادر محمد نور، خريج جامعة أنقرة والمتحدث بطلاقة باللغة التركية، شخصية محورية في تعزيز العلاقات العسكرية بين الصومال وتركيا، حيث شغل سابقًا منصب وزير الدفاع الصومالي.

Recently dismissed Defence Minister Abdulkadir Mohamed Nur, a close ally of Türkiye, hailed the support, stating, “Türkiye has once again today provided aid that is one of its kind to the Somali people in their fight against the Khawarij.” pic.twitter.com/JYiJFkrT5E — SomaliSignal (@somalisignal) March 18, 2025
وكتب نور: "الشقيق الحقيقي يظهر في الأوقات الصعبة. لقد قدمت تركيا مرة أخرى مساعدات غير مسبوقة للشعب الصومالي الذي يواجه الغزاة الأجانب"، وهو تصريح يُعتقد أنه يحمل إشارات إلى تداعيات جيوسياسية أوسع تتجاوز مجرد التعاون العسكري.

من جانبها، أشارت مواقع متخصصة في الشؤون العسكرية مثل "غلاكسيا ميليتاري" إلى أن هذا التطور يعد ملفتًا للنظر، بينما علق موقع "ديفانس سيكوريتي آسيا" المتخصص في قضايا الدفاع بأن عملية تسليم هذه الطائرات المتطورة تمت في تحدٍ للولايات المتحدة التي عارضت هذه الخطوة. 

وجاءت هذه العملية بعد أيام قليلة من إقالة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود لعبد القادر محمد نور من منصب وزير الدفاع يوم الأحد الماضي، وتعيينه وزيرًا للنقل والموانئ، في خطوة يُعتقد أنها جاءت تحت ضغوط أمريكية بسبب دوره في تعزيز التعاون العسكري بين الصومال وتركيا.


ويُعد هذا التعاون العسكري بين أنقرة ومقديشيو ملفتًا للنظر، خاصة بعد توقيع اتفاقية بحرية ودفاعية بين البلدين في شباط/فبراير 2024، والتي منحت القوات البحرية والجوية التركية صلاحيات تأمين المياه الإقليمية الصومالية، وإنشاء قوة بحرية صومالية، بالإضافة إلى المساعدة في عمليات التنقيب عن الطاقة. 

وقد أثار هذا التحالف مخاوف في واشنطن وعواصم غربية أخرى مثل باريس، بالإضافة إلى دول عربية مثل أبوظبي والقاهرة. وتواصل تركيا استثماراتها الكبيرة في البنية التحتية والدفاع في الصومال، مع التزامها بدعم جهود مكافحة الإرهاب.

ويسلط "غلاكسيا ميليتاري" الضوء على أن هذا التحول الجيوسياسي بين تركيا والصومال يعكس النفوذ المتزايد لأنقرة في القارة الإفريقية. كما يبرز الدور المتعاظم للطائرات القتالية بدون طيار في الحروب الحديثة من خلال مشاركة تركيا الفاعلة في الصومال، مما يوضح كيف تؤثر التكنولوجيا العسكرية المتقدمة على ديناميكيات الأمن والعلاقات الدولية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية تركيا الصومالي امريكا تركيا الصومال بيرقدار اكينجي صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بالإضافة إلى وزیر ا

إقرأ أيضاً:

مصر والاتحاد الأوروبي يبحثان تطورات القرن الأفريقي والأزمة السودانية في أوسلو

التقى د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، يوم الاربعاء، مع "أنيت فيبر" مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي، على هامش مشاركته فى منتدى أوسلو.


وحرص الوزير عبد العاطي على استعراض الرؤية المصرية إزاء تطورات الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتعرف على تقييم المبعوثة الأوروبية للمستجدات في الأزمة السودانية، مؤكداً ضرورة حقن دماء السودانيين وتخفيف معاناتهم والحفاظ على مقدرات الدولة السودانية ووحدتها ومؤسساتها، واستعرض الجهود المصرية التي تهدف لتسوية الأزمة في أسرع وقت وحرص مصر على المشاركة في مسارات الوساطة وجهود التسوية المختلفة.
 

وشهد اللقاء أيضاً تبادل الرؤى حول التحديات الأمنية والسياسية التي تشهدها منطقة القرن الإفريقي، وأكد الوزير عبد العاطي على ضرورة تكثيف الجهود الدولية والإقليمية لمعالجة التحديات الأمنية التي تواجه دول المنطقة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والتطرف. كما تناول أبرز التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه الصومال وسبل دعم جهود السلام والاستقرار من خلال دعم مؤسسات الدولة والحفاظ على سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه. 

خارجية النواب تطالب باحترام الإجراءات التنظيمية المعتمدة من الدولة المصرية بشأن زيارة المنطقة الحدوديةضياء رشوان: بيان الخارجية المصرية يؤكد موقفنا الثابت تجاه القضية الفلسطينية

كما ناقش الجانبان تطورات الانتقال من بعثة أتميس إلى بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم تحقيق الاستقرار في الصومال AUSSOM، وأهمية توفير التمويل اللازم والمستدام لها، والمشاركة المصرية بقوات في البعثة في ضوء حرص مصر على تحقيق الاستقرار في جمهورية الصومال.
 

كما نوه وزير الخارجية إلى ضرورة الحفاظ على استقرار الممرات الملاحية الدولية وتعزيز التعاون الإقليمي بين الدول المشاطئة للبحر الأحمر للحفاظ على أمن البحر الأحمر وتأمين حرية الملاحة الدولية، مؤكداً أن أي تهديد لأمن البحر الأحمر ينعكس بشكل مباشر على الاقتصاد العالمي، لاسيما في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه المنطقة.
 

ومن جانبها، أعربت مبعوثة الاتحاد الأوروبي عن تقديرها الكبير للدور المصري الفاعل والمحوري في دعم الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي، مشددة على تطلع الاتحاد الأوروبي إلى مواصلة التشاور والتنسيق مع مصر في الملفات الإقليمية من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

طباعة شارك بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة مبعوثة الاتحاد الأوروبي منتدى أوسلو استعراض الرؤية المصرية منطقة القرن الأفريقي

مقالات مشابهة

  • وزير الطيران: قللنا المراحل الزمنية بين الطائرات.. ونحافظ على سلامة مجالنا الجوي
  • وزير النقل: نعمل على تجديد الأسطول بهذه الطائرات
  • الديهى: المباحثات المصرية الإيرانية مؤخرا محاولة من القاهرة لاحتواء الأزمات مبكرا
  • نائب الرئيس التركي: أكثر من 273 ألف سوري عادوا طوعاً لبلادهم من تركيا خلال 6 أشهر
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة يبحث مع رئيس أركان الجيش التركي الجنرال متين غوراك والوفد المرافق له في دمشق، القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين ويعزز التعاون الدفاعي بين الجيشين، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية
  • علاقة انتهازية وتجارية.. الحوثيون يعززون الإرهاب في الصومال بتكنولوجيا المسيرات القاتلة
  • تطور جديد بشأن تنقيب الصومال عن الغاز والنفط
  • وزير المالية التركي: تراجع التضخم لا يعني انخفاض الأسعار
  • مصر والاتحاد الأوروبي يبحثان تطورات القرن الأفريقي والأزمة السودانية في أوسلو
  • وزير الخارجية يؤكد ضرورة الحفاظ على استقرار الممرات الملاحية الدولية