صحف عالمية: لماذا يتسامح العالم مع فظائع إسرائيل في غزة؟
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
تناولت صحف ومواقع عالمية مواضيع مختلفة، أبرزها استمرار إسرائيل في قتل الأطفال والأبرياء في قطاع غزة، والحرب غير المعلنة التي تشنها على الفلسطينيين في الضفة الغربية، بالإضافة إلى التطورات الميدانية الحاصلة في السودان.
ونشرت صحيفة "الغارديان" مقالا لمسؤولة الإعلام في منظمة أوكسفام الخيرية شيماء العبيدي، تساءلت فيه عن أسباب تسامح العالم مع الفظائع التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، معتبرة أن تجدد الغارات الإسرائيلية على القطاع يعني تجدد حكم الإعدام على أطفال غزة.
وقالت الكاتبة إن "عناوين الأخبار خلال أشهر من الحرب أثبتت تواطؤ الغرب مع إسرائيل"، مضيفة أنه خلال تواصلها مع أطفال غزة سمعت استجداءً واحدا "نريد أن نعيش".
ومن جهتها، نشرت "لوموند" الفرنسية تحقيقا من رام الله يخلص إلى أن الضفة الغربية تختنق وتتعرض لحرب غير معلنة يشنها جنود الاحتلال الإسرائيليون والمستوطنون. وتضيف الصحيفة أن الشهور الثلاثة الأخيرة على وجه الخصوص كانت مميتة، مشيرة إلى الاقتحامات العنيفة المتكررة للبلدات والبيوت بشكل جعل حياة السكان الفلسطينيين لا تطاق. وتنقل عن أحد السكان القول: لقد جننونا.
وفي مقابلة مع صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، حذّر إيلي بارنافي من أن رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الانصياع للمحكمة العليا في قضية رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) يُعرّض إسرائيل لخطر الحرب الأهلية.
إعلانوقال بارنافي -وهو أيضا سفير إسرائيل السابق في باريس- إن "إسرائيل اليوم شعبان متناقضان لا يفهم أحدُهما الآخر"، متهما نتنياهو "بتقويض ما تبقى من الديمقراطية الإسرائيلية متشجعا بما يفعله الرئيس دونالد ترامب في أميركا".
وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة "جيروزالم بوست" عن مصادر وصفتها بالمطلعة على تفاصيل اجتماع الحكومة قولها إن إصرار نتنياهو على إقالة رئيس الشاباك رونين بار كان بسبب دعمه العلني للتحقيق في إخفاقات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتضيف المصادر أن نتنياهو أبلغ الوزراء أنه كان يُفضّل أن يفتح معه بار الموضوع على انفراد، واتهمه بالتلاعب بمفهوم الثقة.
وفي موضوع آخر، وصفت " وول ستريت جيرنال" سيطرة الجيش السوداني على القصر الجمهوري في الخرطوم بأنها نقطة تحول في الصراع مع قوات الدعم السريع، ورأت أن هذا التقدم يتوج نجاح الجيش في قلب موازين الحرب خلال الشهور الأخيرة واستعادته مناطق شاسعة في وسط وجنوب السودان قبل أن يُحوّل تركيزه إلى الخرطوم.
أضافت الصحيفة أن خسائر قوات الدعم السريع في الفترة الأخيرة دفعتها إلى محاولة ترسيخ سيطرتها على إقليم دارفور.
ومن جهة أخرى، جاء في موقع "بريتبارد" أن رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي قدم للرئيس الأميركي عرضا يقترح فيه التنازل عن نصيب وافر من ثروات بلاده المعدنية مقابل مساعدة عسكرية أميركية في الحرب على جماعة "إم 23" المدعومة من رواندا. وقال الموقع إن الرئيس تشيسيكيدي لم يحدد نوعية المساعدة التي يريدها، ولكنه اقترح على ترامب توقيع اتفاقية أمنية رسمية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أكاذيب الكيان الصهيوني التي لا تنتهي
لم يعرف التاريخ الإنساني، وأعتقد لن يعرف حتى قيام الساعة، دولة تكذب وتتحرى الكذب في كل أقوالها وأفعالها مثل دولة الكيان الصهيوني الغاصب التي تكذب كما تتنفس، وتعيش على الكذب الذي قامت على أساسه وتحيا عليه.
الدولة التي قامت على كذبة في العام 1948، لا يمكن أن تستمر وتبقى سوى بمزيد من الأكاذيب التي تنتجها آلة الدعاية الصهيونية المدعومة بوسائل الإعلام العالمية، بشكل يومي لكي تستدر عطف العالم الغربي وتبرر احتلالها البغيض للأراضي الفلسطينية وعدوانها الدائم والهمجي على أصحاب الأرض، وعلى كل من يحاول الوقوف في وجهها وكل من يكشف أكاذيبها ويقاوم غطرستها، وجرائمها التي لا تتوقف ضد الإنسانية.
بدأت الأكاذيب الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر مع نشأة الحركة الصهيونية، بالترويج لأكذوبة أن «فلسطين هي أرض الميعاد التي وعد الله اليهود بالعودة لها بعد قرون من الشتات في الأرض». وكانت هذه الأكذوبة، التي تحولت إلى أسطورة لا دليل على صحتها تاريخيا، المبرر الأول الذي دفع القوى الاستعمارية القديمة، بريطانيا تحديدا، الى إصدار الوعد المشؤوم «وعد بلفور» قبل عام من نهاية الحرب العالمية الأولى بانشاء وطن لليهود في فلسطين. وكان هذا الوعد، كما يقول المؤرخون، الذي صدر عن وزير الخارجية البريطاني أرثر بلفور حجر الأساس لأكبر عملية سرقة في التاريخ، سرقة وطن كامل من أصحابه، ومنحه لمجموعة من العصابات اليهودية دون وجه حق. الوعد الذي لم يعره العالم انتباها وقت صدوره تحول إلى حق مطلق للصهاينة في السنوات التالية، ومن أكذوبة «أرض الميعاد» ووعد الوطن القومي أنتجت الصهيونية العالمية سلسلة لا تنتهي من الأكاذيب التي ما زالت مستمرة حتى اليوم، والمسؤولة، في تقديري، عما يعيشه الفلسطينيون الآن من جحيم تحت الاحتلال الصهيوني.
الكذبة الأولى الخاصة بأرض الميعاد، والتي صدقها العالم نتيجة تكرارها وبفعل التأثير التراكمي طويل المدى لوسائل الاعلام التي سيطر عليها اليهود طوال القرن العشرين، لم تكن سوى أكذوبة سياسية ذات غطاء ديني غير صحيح. إذ تم تفسير النص التوراتي بطريقة ملتوية لتخدم المشروع الصهيوني. ولم تُثبت الحفريات التي يقوم بها الصهاينة أسفل المسجد الأقصى وجود هيكل سليمان أو وجود مملكة داود وسليمان في فلسطين كما تزعم الرواية التوراتية المحرفة، بل أن بعض المؤرخين الإسرائيليين شككوا في وجود اليهود في فلسطين كأمة قبل إنشاء إسرائيل.
دعونا في هذا المقال نتتبع أبرز الأكاذيب الصهيونية التي روجت لها إسرائيل لاستمرار سياساتها العنصرية والتي لم تكن مجرد دعاية عابرة، بل جزءًا من استراتيجية تم وضعها وتهدف في النهاية الى تحقيق الحلم الصهيوني بدولة تمتد «من النيل إلى الفرات»، والترويج للسردية الصهيونية في الاعلام العالمي وحصار السردية الفلسطينية والعربية.
الأكذوبة الثانية التي تمثل امتدادا للأكذوبة الأولى والمرتبطة بها ارتباطا وثيقا، هي أن فلسطين كانت أرضا بلا شعب، وبالتالي يمكن الاستيلاء عليها واحتلالها وتهجير أهلها منها، وجعلها وطنا للشعب اليهودي الذي كان بلا أرض»، وبذلك يتم نفي الوجود العربي الفلسطيني فيها. وتم الترويج لهذه الأكذوبة في الغرب المسيحي المحافظ من خلال خطاب إعلامي يربط إقامة إسرائيل بقرب ظهور المسيح (عليه السلام). وقد نجح الإعلام الصهيوني والمتصهين في تصوير اليهود باعتبارهم عائدين إلى أرضهم، فيما تمت شيطنة الفلسطينيين والتعامل معهم باعتبارهم إرهابيين يعارضون الوعد الإلهي. وكانت هذه الأكذوبة من أخطر الأكاذيب الصهيونية لتبرير احتلال فلسطين بدعوى أنها خالية من السكان، في حين كان يعيش فيها قبل إعلان قيام إسرائيل نحو مليون وثلاثمائة ألف عربي فلسطيني من المسلمين والمسيحيين.
وتزعم الأكذوبة الصهيونية الثالثة أن الفلسطينيين غادروا أرضهم طواعية بعد هزيمة الجيوش العربية وإعلان قيام دولة إسرائيل في العام 1948. وتم استخدام هذه المزاعم للتغطية على مجازر التطهير العرقي الذي قامت به عصابات الصهاينة، وأبرزها مجازر دير ياسين، واللد، والرملة، لطرد الفلسطينيين من أراضيهم وبيوتهم.
لقد ثبت للعالم كله كذب إسرائيل في كل ما روجت له من مزاعم تخالف الحقيقة في الإعلام العالمي المتواطئ معها والمساند لها على الدوام. ومن هذه المزاعم القول بإنها «واحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط» الذي لا يعرف الديمقراطية. ولم ينتبه العالم إلى أن الديمقراطية الإسرائيلية ترى بعين واحدة، ومخصصة لليهود فقط، ولا تشمل سكانها من الفلسطينيين الذين يعانون من تمييز وفصل عنصري في كل مجالات الحياة. وتستخدم هذه الديمقراطية الأسلحة المحرمة والإبادة الجماعية وسياسات الاغتيال والاعتقال والتعذيب كوسيلة للتعامل مع الفلسطينيين المحرومين من حقوقهم السياسية.
وشبيه بهذا الزعم القول إن «الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم». ومع الأسف ما زالت هذه المقولة تتردد على ألسنة العسكريين والسياسيين الصهاينة وفي بعض وسائل الاعلام الغربية، رغم الجرائم الموثقة من جانب منظمات حقوقية عالمية، والتي ارتكبها ويرتكبها هذا الجيش «عديم الأخلاق» في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا وإيران، واستهدافه المدنيين من النساء والأطفال، والصحفيين والأطباء وغيرهم، واستخدامه لسلاح التجويع في غزة ومنع الإمدادات الإنسانية من الدخول الى القطاع وإتلافها عمدا، وقتل الجوعى.
ولا تتوقف آلة الكذب الصهيونية عند هذا الحد وتضيف لها الجديد من الأكاذيب كل يوم، مثل الأكذوبة المضحكة التي أصبحت مثار سخرية العالم، وهي إن «إسرائيل تواجه تهديدا وجوديا من جيرانها العرب» المحيطين بها، في الوقت الذي يعلم فيه القاصي والداني أن الكيان الغاصب هو الدولة الشرق أوسطية الوحيدة التي تمتلك ترسانة نووية قادرة على محو جميع الدول العربية، وتتمتع بتفوق عسكري يضمنه ويحافظ عليه ويعززه الشريك الأمريكي ودول غرب أوروبا، وتمنع بالقوة أي دولة في المنطقة من امتلاك الطاقة النووية حتى وإن كان للأغراض السلمية، كما فعلت مع العراق وايران. وينسي من يردد هذه الأكذوبة إن إسرائيل فرضت من خلال الولايات المتحدة التطبيع معها على العديد من الدول العربية، ليس فقط دول الجوار التي كان يمكن ان تهددها، وإنما على دول أخرى بعيدة جغرافيا عنها، وفي طريقها لفرضه على المزيد من الدول.
ويكفي أن نعلم أن غالبية الحروب التي دخلتها إسرائيل كانت حروبا استباقية، وكانت فيها المبادرة بالعدوان، وآخرها الحرب على إيران. والحقيقة أن حربها المستمرة منذ نحو عامين على غزة والتي تزعم أنها، أي الحرب، «دفاع عن النفس» ما هي إلا أكذوبة أخرى تأتي في إطار سعيها لتفريغ القطاع من سكانه وتهجيرهم خارجه بعد تدميره وحصاره المستمر منذ العام 2007 وحتى اليوم، وهو ما ينفي الأكذوبة الأكثر وقاحة التي ترددها الآن بأن «حركة حماس هي المسؤولة عن معاناة أهل غزة، وهي من تجوعهم»، مع أن العالم كله يشاهد كيف حولت القطاع إلى أطلال وإلى أكبر سجن مفتوح في العالم بشهادة الأمم المتحدة.