دبلوماسي إسرائيلي سابق: حماس أفقدت الاسرائيليين مسارهم السياسي وهذا يهدد المشروع الصهيوني
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
لا زال هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 يترك بظلاله السلبية على واقع الإسرائيليين، وهذه المرة من خلال نشوب أزمة سياسية حقيقية تشير بالضرورة إلى فقدانهم الطريق الصحيح، وسط غياب الحلول السياسية التي تهدد بدورها مستقبل الرؤية الصهيونية في فلسطين المحتلة.
وأكد نداف تامير، المدير التنفيذي لمنظمة "جيه ستريت" الفرع الإسرائيلي، والقنصل السابق في بوسطن، والمستشار السياسي لرئيس الاحتلال الأسبق شمعون بيريز، أن "التصريحات الأخيرة للحاخام عامي هيرش، حول تسبب السابع من أكتوبر بخنق حل الدولتين ليست مجرد تعبير عن ألم عميق، بل دليل على العواقب الوخيمة لذلك الهجوم على تصور مستقبل إسرائيل بنظر العديد من الليبراليين فيها، وفي الجالية اليهودية في الولايات المتحدة".
وأضاف تامير، في مقال نشرته صحيفة "معاريف،" وترجمته "عربي21" أن "حماس في ذلك الهجوم لم تكتف بمهاجمة وقتل الإسرائيليين والجنود، بل نجحت بدفع العديد من اليهود لفقدان ثقتهم بمستقبل يمكن فيه لدولتهم أن تعيش بجانب دولة فلسطينية، بالنسبة لحماس، يُعد هذا نصرًا استراتيجيًا هائلًا، ففي النهاية، هدفها هو القضاء على الفكرة الصهيونية، وإذا رفض الإسرائيليون تمامًا حلّ الدولتين، فسيقعون في فخّ لا يمكنهم فيه الحفاظ على الدولة بشكل مستدام".
وأشار إلى أن "موقف الحاخام هيرش نتيجة سنوات من الرسائل السياسية المنهجية من اليمين الإسرائيلي والمؤسسة اليهودية الأمريكية المحافظة، التي طمست التمييز بين الفلسطينيين كحركة وطنية وحماس كحركة إسلامية، وقد روّج بنيامين نتنياهو، بدعم من منظمات في المؤسسة اليهودية الأمريكية، لرواية تُعرّف كل فلسطيني بأنه حماس، والنتيجة أنه حتى الأصوات اليهودية المعتدلة، تتبنى الآن تفسيرًا يُسقط مسؤولية إسرائيل عن فشل عملية السلام، ويحمّلها فقط للفلسطينيين، وهذا ليس صحيحاً".
وأوضح أن "إعفاء أجيال من الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة من المسؤولية عن فشل المسار السياسي مع الفلسطينيين ليس سلوكا سويّاً، بل تعزيز للموقف المدمّر السائد بين الإسرائيليين القائل إنه لا يوجد أحد من الفلسطينيين نتحدث إليه".
وذكر أن هذه "هي نبوءة تحقق ذاتها اليوم، ومن يدّعون أن المشكلة تقتصر على الجانب الفلسطيني، ويتجاهلون سياسة إسرائيل والضم الفعلي التي اتبعتها جميع حكومات نتنياهو على مدار السنوات الست عشرة الماضية، يُلحقون ضررًا بالغًا بمستقبل الاسرائيليين".
واستدرك بالقول إن "الجالية اليهودية الأمريكية لا تزال تتبنى موقفًا مختلفًا إلى حدّ كبير عما هو سائد في إسرائيل، حيث يدعم معظم اليهود في الولايات المتحدة حلّ الدولتين، ويدركون أن السيطرة المطلقة على الفلسطينيين ليست وصفة للازدهار الصهيوني، على العكس تمامًا، فهو وصفة للتدهور الأخلاقي والاستراتيجي، حتى في إسرائيل تُظهر استطلاعات الرأي أن غالبية الجمهور تؤيد حلاً يتضمن دولة فلسطينية منزوعة السلاح كجزء من اتفاق إقليمي".
وأوضح أن "دونالد ترامب يريد التوصل لمثل هذا الاتفاق لاعتبارات تتعلق بالهيبة والمال، مما قد يجعل تنفيذه أكثر واقعية، مع أن مثل هذا الترتيب لا يحلّ المشكلة الأخلاقية للإسرائيليين فحسب، بل إن فكرة إقامة دولة فلسطينية ليست مجرد مسألة سياسية، بل أيضاً الحل لمشكلة إسرائيل الأمنية، كما يشهد معظم كبار القادة السابقين في الجيش والموساد والشاباك، فضلاً عن كبار المسؤولين السابقين في وزارة الخارجية".
وطالب الكاتب الإسرائيليين بعدم اليأس، زاعما أنه "إذا نظرنا للوراء تاريخيا، فإن الاختراق السياسي يأتي بعد الصدمات الشديدة، حدث ذلك بعد حرب 1973، حين أصبح الرأي العام الإسرائيلي أكثر تشدداً، لكنه بعد فترة وجيزة، تم توقيع اتفاق السلام مع مصر، وبعد انتفاضة الحجارة التي شكلت صدمة شديدة للجمهور الإسرائيلي، وُلدت اتفاقيات أوسلو، التي مهدت الطريق للسلام مع الأردن".
وأضاف أن "أزمة اليوم الناجمة عن هجوم حماس في السابع من أكتوبر، صحيح أنها شكلت للوهلة الأولى علامة على فقدان الاسرائيليين للمسار السياسي، لكنها قد تكون نقطة انطلاق لحل جديد، فقط إذا وجدنا القائد المناسب، رغم أن الواقع الاسرائيلي صعب حقًا، وتجعل من الديناميكية الحالية تضع صعوبات أمام تحقيق حلّ الدولتين، وأصبح الخطاب السياسي فيها أكثر تطرفا، لكن ذلك يتطلب مواصلة الضغط من أجل التوصل لحلّ سياسي، لأنه إذا استسلمنا فإن حماس ستنتصر".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيليين الاحتلال حماس إسرائيل حماس غزة الاحتلال 7 اكتوبر صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
عدوان يتجاوز الخطوط الحمراء .. العدو الصهيوني يهدد أمن الإقليم ورد إيراني يحرك دبلوماسية القوى الكبرى
يمانيون / تقرير / خاص
في تصعيد غير مسبوق، شنَّ الكيان الصهيوني هجومًا جويًا على أهداف استراتيجية داخل العمق الإيراني، استهدف منشآت نووية ومواقع عسكرية حساسة. وقد فتح هذا التطور الباب أمام مرحلة جديدة من المواجهة، قد تفضي إلى حرب إقليمية أو حتى تدخلات دولية أوسع
الأبعاد السياسية للعدوان الصهيوني
يرى محللون أن العدوان الإسرائيلي محاولة لتكريس الهيمنة الإقليمية ومحاولة بائسة إلى كبح جماح النفوذ الإيراني الإقليمي، خاصة بعد تنامي الدور الإيراني في ملفات عربية وإقليمية ، وهو ما أكده الخبير السياسي الصهيوني “يوآف شتيرن”، في معرض حديثه لصحيفة هآرتس العبرية أن هذه العملية جاءت كمحاولة لإظهار القوة في مواجهة إيران وفرصة إسرائيلية لاختبار موقف الولايات المتحدة التي كانت حتى الآن مترددة في كبح تقدم إيران النووي .
ورغم الإدانات الشكلية من الاتحاد الأوروبي، أشار الخبير الأمريكي “جيسون بروك” إلى أن واشنطن منحت تل أبيب “تفويضًا غير معلن” للتحرك، مقابل تعهد بعدم الانجرار إلى حرب شاملة .
الأبعاد العسكرية والاستراتيجية
استهدفت الغارات مواقع في نطنز وأصفهان، وكذلك منشآت صاروخية قرب طهران، بحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع الإيرانية وفق ما أعلنته وكالة تسنيم 12 يونيو 2025 ، ويشير تحليل نشره موقع “Janes Defence” إلى أن العدو الصهيوني استخدم طائرات F-35 وأسلحة إلكترونية لتعطيل الدفاعات الجوية فيما لم تمهل إيران الكيان الإسرائيلي كثيراً حتى جاء الرد على تلك الهجمات ،حيث أطلقت طهران صواريخ ومسيرات باتجاه قواعد عسكرية إسرائيلية في النقب والجليل، ومواقع أخرى وأحدثت دماراً هائلاً في تلك الأهداف لا سيما مقر وزارة الحرب الصهيونية ، مؤكدة أن الرد لن يكون لمرة واحدة ، وهو ما أكده المتحدث باسم الحرس الثوري الجديد من أن “إيران ستغير المعادلة بالكامل”، مما يرفع احتمال تصعيد طويل الأمد.
السيناريوهات المحتملة لتصعيد المواجهة
أشار عدد من المحللين والخبراء في الشأن السياسي والعسكري أن هناك عدد من السيناريوهات المحتملة في المواجهات الحالية بين كبان الاحتلال الاسرائيلي وإيران وأن سقف التوقعات لا يزال مرشح للتوسع ، وهو ما توقعته قناة BBC Arabic في برنامجها التحليلي من أن تبادل الضربات الجوية والميدانية قد تستمر ولكن دون الدخول في حرب شاملة، وأن الصين وروسيا ستعمل كوسيط دولي لحسم هذه المواجهات ، بينما سلطت الضوء على توقع آخر محتمل وهو تحول المواجهة إلى مواجهات متعددة في عدة جبهات على المستوى الإقليمي هذه الفرضية أوردها معهد الدراسات الاستراتيجية في موسكو، محذرًا من “نزاع متشعب قد يدفع الخليج وأمريكا للتدخل”
وفي سياق أكثر سخونة توقعت قناة الــ CNN تصعيد يؤدي إلى تدخل دولي مباشر سيؤدي في النهاية إلى دخول واشنطن مباشرة للدفاع عن إسرائيل أو لحماية الملاحة الدولية، مقابل دعم روسي غير مباشر لطهران.
وفي أعقاب العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران، تباينت ردود الفعل العربية والدولية بشكل ملحوظ، ما يعكس تعقيدات الصراع الإقليمي وتعدد المصالح الدولية.
الولايات المتحدة أكدت بصورة واضحة عن دعمها الكامل للكيان الإسرائيلي. وعبر الرئيس الأمريكي ’’ترامب’’ عن سعادته لهذا الهجوم ، فيما أصدر الاتحاد الأوروبي بيانات تعكس مدى القلق البالغ مما يحدث، مؤكدا أن “دوامة العنف بين إسرائيل وإيران قد تؤدي إلى إشعال حرب إقليمية واسعة” ،أما روسيا فقد أدانت الهجوم الإسرائيلي، واعتبرته انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة ومن جانب آخر أبدت استعدادها للمساعدة في إدارة الوضع من خلال الحوار ، الصين من جانبها أدانت الهجوم الإسرائيلي على إيران، واعتبرت أن هذه الأعمال تنتهك سيادة إيران وأمنها وسلامتها الإقليمية. في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، دعا السفير الصيني لدى الأمم المتحدة، فو كونغ، إسرائيل إلى وقف جميع العمليات العسكرية فورًا، محذرًا من التصعيد الإضافي ، وأدانت باكستان الهجوم الإسرائيلي على إيران، معتبرة إياه انتهاكًا للقانون الدولي. ودعت مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ خطوات فورية لوقف التصعيد،
تأثير المواقف الدولية على المواجهات:
تُظهر المواقف الدولية تباينًا في التعامل مع التصعيد بين إسرائيل وإيران. الدعم الأمريكي لإسرائيل قد يشجعها على مواصلة عملياتها العسكرية، بينما قد يؤدي الضغط الدولي، خاصة من روسيا والصين، إلى دفع الأطراف نحو التهدئة. المواقف العربية، التي تتراوح بين الإدانة والدعوة للتهدئة، قد تؤثر في مسار التصعيد، خاصة إذا تم التنسيق بينها.
خاتمة
يؤكد الخبراء والمحللون أن العدوان الصهيوني على إيران يشكل نقطة مفصلية في تاريخ الصراع الإقليمي. وبينما تتعدد الخيارات أمام طهران، يبقى الخيار الأكثر ترجيحًا هو الرد المتزن الذي لا يشعل حربًا، لكنه يغير قواعد الاشتباك. في جميع الأحوال، فإن التداعيات لن تكون محلية فحسب، بل قد تطال الأمن العالمي وأسواق الطاقة والاقتصاد الدولي ، وبالنسبة لإيران فإن هذا العدوان لن يؤثر عليها كما يتوقع العدو الصهيوني بل سيدفع إيران لتشديد موقفها وربما تسريع تخصيب اليورانيوم كرد فعل نتيجة التهديدات الصهيونية الأمريكية المتكررة