نيويورك تايمز: محاولات باكستان دمج أخطر مكان في العالم تبوء بالفشل
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
أفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن جهود الحكومة الباكستانية لدمج مناطق القبائل السابقة المتاخمة للحدود مع أفغانستان في النظام القانوني والسياسي السائد في البلاد، فشلت إلى حد كبير.
وأشارت، في تقرير لمراسلها ضياء الرحمن، إلى أن المناطق الحدودية الوعرة في شمال غرب باكستان لطالما اشتهرت بالخروج على القانون والتشدد، وقد وصفها الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، ذات مرة، بأنها "أخطر مكان في العالم".
وقالت إن الحكومة الباكستانية تحركت في عام 2018، تحت ضغط الرقابة الدولية وبسبب وجود جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة وحركة طالبان، لإصلاح منظومة الحكم التي عفا عليها الزمن في تلك المناطق التي تتمتع بحكم شبه ذاتي.
والحالة هذه، قامت إسلام آباد بدمج ما كان يُعرف باسم مناطق القبائل الخاضعة للإدارة الاتحادية في الإطار السياسي والقانوني السائد في البلاد.
وبعد دمج هذه المناطق في إقليم خيبر بختونخوا في عام 2018، وعدت الحكومة الباكستانية بالتنمية والسلام.
لكن الصحيفة الأميركية تفيد بأن تلك المناطق تعاني اليوم من موجة جديدة من "الإرهاب"، خاصة بعد استعادة حركة طالبان السلطة في أفغانستان المجاورة في عام 2021، مما قوّض كثيرا من التقدم الذي تحقق نحو الاستقرار.
إعلانويقول خبراء إن دمج المنطقة المتخلفة في إقليم مجاور لم يحل المشاكل العميقة الجذور. ويشكل تدهور القانون والنظام هناك تحديًا كبيرًا آخر لأمة يبلغ عدد سكانها 250 مليون نسمة تعاني من عدم الاستقرار الاقتصادي والاضطرابات السياسية.
مشاكل هذه المناطق مردها هو قوانين الحقبة الاستعمارية القاسية التي كانت سارية المفعول لأكثر من قرن من الزمان، وكان الهدف منها السيطرة على السكان وليس خدمتهم. كما أن الوضع القانوني الغامض للمناطق القبلية وقربها من أفغانستان جعلاها رهينة لخدمة مآرب جيوسياسية
وتُرجع الصحيفة السبب في مشاكل تلك المناطق إلى قوانين الحقبة الاستعمارية القاسية التي كانت سارية المفعول لأكثر من قرن من الزمان، وكان الهدف منها السيطرة على السكان وليس خدمتهم. كما أن الوضع القانوني الغامض للمناطق القبلية وقربها من أفغانستان جعلاها رهينة لخدمة مآرب جيوسياسية.
ووفقا لتقرير نيويورك تايمز، فإن شيوخ القبائل والأحزاب الإسلامية يذهبون الآن إلى حد المطالبة بإلغاء الدمج، معتبرة ذلك هدفا أساسيا لحركة طالبان باكستان، التي تصنفها على أنها أحد أكبر مصادر انعدام الأمن في المنطقة.
ولا تزال المنطقة تعاني من ضعف الحوكمة، مع نقص في قوات الشرطة وخلل في الخدمات. وقد أعرب العديد من السكان عن خيبة أملهم، حيث يشعرون أن أوضاعهم قد ساءت منذ عملية الدمج.
وأوضحت الصحيفة أن الحكم القبلي التقليدي -مثل المجالس القبلية- استُعيض عنه بنظام قانوني رسمي يجده الكثيرون بطيئا وغير فعال. وعلى الرغم من الوعود بتمويل التنمية، فإن الكثير منها لم يتحقق بسبب الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها باكستان.
المنطقة تعاني من ضعف الحوكمة، مع نقص في قوات الشرطة وخلل في الخدمات. وقد أعرب العديد من السكان عن خيبة أملهم، حيث يشعرون أن أوضاعهم قد ساءت منذ عملية الدمج
والحالة هذه، لا تزال المنطقة عرضة للجماعات المتشددة، بما في ذلك حركة طالبان باكستان وتنظيم الدولة الإسلامية -ولاية خراسان، التي تستغل عدم الاستقرار، ويطالب بعض السكان المحليين بإلغاء الدمج، "خوفا من تسليم المنطقة للمتشددين".
وزعمت نيويورك تايمز أن مناطق القبائل أصبحت معقلا للمتشددين بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على مدينة نيويورك ومبنى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، حيث دفعت العمليات العسكرية الأميركية في أفغانستان مقاتلي طالبان والقاعدة إلى داخل تلك المناطق.
إعلانوفي حين تطالب بعض الجماعات في مناطق القبائل السابقة بإلغاء الدمج، قال محللون إن القيام بذلك قد يفضي في نهاية المطاف إلى تسليم تلك المناطق إلى الجماعات المسلحة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان ترجمات نیویورک تایمز مناطق القبائل تلک المناطق
إقرأ أيضاً:
تقرير بفايننشال تايمز: داخل المعركة لإنقاذ المرضى بآخر مستشفيات غزة
أورد تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن مستشفيات قطاع غزة تشهد انهيارا شبه كامل للمنظومة الصحية في ظل الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الكامل المفروض منذ مارس/آذار الماضي.
وذكر التقرير، الذي أعدته هبة صالح من القاهرة، والذي أدى إلى نفاد معظم المستلزمات الطبية الأساسية مثل المضادات الحيوية وأجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي والمواد الجراحية، لم تعد موجودة بهذه المستشفيات.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتبة بين النازحين: نحن سكان غزة نمحى من التاريخ على الهواءlist 2 of 2مقال بتلغراف: هذه الانتخابات ستؤثر كثيرا في تحديد مستقبل أوروباend of listوقال إن المستشفيات العاملة حاليا -وبشكل جزئي- لا تتعدى 19 وتخدم أكثر من 2.1 مليون فلسطيني في ظروف حرب ومجاعة، وسط ارتفاع كارثي في أعداد الجرحى والقتلى نتيجة القصف، حيث قتل أكثر من 3,700 شخص وأصيب نحو 11 ألفا آخرين منذ استئناف الهجوم في 18 مارس/آذار.
وأشار إلى أن الأطباء يعملون في ظروف بالغة القسوة، ويضطرون إلى استخدام بدائل غير كافية لعلاج الإصابات، مثل استخدام أنابيب بلاستيكية بدل الأوعية الدموية الاصطناعية، أو تقليل جرعات الأدوية إلى الحد الأدنى.
كذلك يواجه الأطباء ارتفاعا في معدلات العدوى بسبب نقص المواد المعقمة والاكتظاظ الحاد، حيث باتت البكتيريا تنتشر كـ"وحوش" في غرف العلاج، كما وصفها الدكتور علّام نايف، رئيس قسم العناية المركزة وطبيب التخدير في مستشفى ميداني في دير البلح.
وقال التقرير إن عدم توفر أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي يؤدي إلى فقدان القدرة على تشخيص إصابات دقيقة وإنقاذ الأرواح. وقد تسبب ذلك في وفاة شاب مصاب في العمود الفقري لم يتمكن الأطباء من إجلائه أو تقييم حالته بدقة.
إعلان
وفيات كان يمكن إنقاذها
ويؤدي اضطرار الأطباء الجراحين لاستخدام حلول بديلة غير كافية، إلى وفيات غير ضرورية ومعاناة أكبر للناجين.
ونسب التقرير إلى الدكتور رأفت المجدلاوي، المدير العام لجمعية العودة الصحية القول: "إذا كان المريض يحتاج 20 قرصا من المضاد الحيوي، نعطيه 4 فقط."
ويشير المجدلاوي إلى أن مستشفى "العودة" -آخر منشأة طبية عاملة في شمال غزة- تم إخلاؤه من المرضى والطاقم مساء الخميس بناء على أوامر الجيش الإسرائيلي، بعد أن تم تطويقه واستهدافه بالقصف مرارا.
تدمير ما تبقىواستهدف القصف الإسرائيلي المستشفيات بشكل مباشر، وأدى إلى إغلاق مستشفيات رئيسية مثل "العودة" و"غزة الأوروبي"، في حين وصفته منظمات إغاثية مثل أوكسفام بأنه خرق لـ القانون الدولي ومحاولة منهجية لتدمير ما تبقى من النظام الصحي.
وأكد التقرير أن الجوع وسوء التغذية يفاقمان الأزمة، ويؤديان إلى تأخير تعافي المرضى، سيما الأطفال، وسط تحذيرات من انقطاع قريب للقاحات وانتشار للأمراض المعدية.
ولخص الدكتور علام نايف الوضع كما يلي: "كل ما نقوم به الآن هو طب الطوارئ.. ونحاول بالحد الأدنى من المعدات والقدرات فقط إنقاذ حياة أو الحفاظ على طرف ما".