تونس وإيران.. بداية شراكة استراتيجية أم مناورة سياسية؟
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
تشهد العلاقات التونسية الإيرانية في الآونة الأخيرة تطورا ملحوظًا، حيث تسعى طهران إلى تعزيز حضورها الدبلوماسي والاقتصادي في تونس ضمن استراتيجية أوسع لتعزيز نفوذها في المنطقة، وهذا ما أكدته مصادر دبلوماسية في طهران.
في تقرير نشره موقع "معهد واشنطن" لدراسات الشرق الأوسط، أكدت زميلة "سوريف" في معهد واشنطن ومديرة "برنامج أبحاث المبتدئين" في المعهد، الدكتورة سابينا هينبرج، أن العلاقات بين تونس وإيران شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مع تحركات دبلوماسية تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
ووفقًا للتقرير، فقد شهدت العلاقات التونسية الإيرانية تطورات جديدة منذ زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد إلى طهران في أيار / مايو 2024، الزيارة كانت بمثابة خطوة استراتيجية نحو تعزيز التعاون بين البلدين، حيث التقى سعيد بالمرشد الأعلى علي خامنئي، وهو ما يُعد نقطة فارقة في التاريخ السياسي الحديث للعلاقات بين البلدين.
على الرغم من أن العلاقات بين تونس وإيران لم تكن دائمًا مستقرة، إلا أن هذه الزيارة قد تُؤشر على تحول جديد في العلاقات السياسية والاقتصادية بين طهران وتونس.
وأشارت هينبرج إلى أن العلاقات بين تونس وإيران على الرغم من تعزيزها في المجال السياسي، لا تزال اقتصادية ضعيفة للغاية، ففي حين يتعاون البلدان في المجال السياسي والعسكري، تبقى التجارة بينهما محدودة للغاية.
ووفقًا للأرقام الرسمية، تراجعت الصادرات التونسية إلى إيران في السنوات الأخيرة، وهو ما يعكس أن هناك فجوة واضحة في التعاون الاقتصادي.
وتعتبر زيارة قيس سعيد لطهران جزءًا من مساعي تونس لتوسيع علاقاتها مع القوى العالمية والإقليمية، وفي ظل الظروف الاقتصادية الحالية في تونس، تبحث الحكومة التونسية عن فرص جديدة لتحسين الوضع الاقتصادي من خلال تعزيز العلاقات التجارية مع دول مثل إيران، وهو ما يُعد جزءًا من استراتيجية الحكومة التونسية للبحث عن أسواق جديدة وتوسيع قاعدة العلاقات الاقتصادية الدولية.
من ناحية أخرى، ترى هينبرج أن إيران تسعى إلى توسيع نفوذها في منطقة شمال إفريقيا عبر هذه الزيارة، ويُعتبر تعزيز العلاقات مع تونس خطوة في هذا الاتجاه، وعلى الرغم من أن إيران كانت قد قامت بتطوير علاقات قوية مع عدد من الدول العربية في السنوات الأخيرة، فإن تونس تمثل نقطة جديدة مهمة في هذه الاستراتيجية.
كما أشارت هينبرج إلى أن الزيارة يمكن أن تكون بمثابة رسالة سياسية من طهران تؤكد على اهتمامها بتوسيع حضورها في المنطقة، خاصة في وقت يشهد فيه العالم تغيرات جيوسياسية كبيرة. وقد يتساءل الكثيرون عن دلالات هذا التعاون بالنسبة للسياسة الداخلية والخارجية التونسية، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها تونس.
على الرغم من أن بعض المحللين يرون أن تعزيز العلاقات مع إيران قد يكون مفيدًا لتونس في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية، إلا أن هناك من يعبر عن قلقه من أن هذا التعاون قد يفتح الباب أمام إيران لزيادة نفوذها في المنطقة على حساب الأمن القومي التونسي والعلاقات مع الدول الغربية. وفي الوقت ذاته، يُعتبر البعض أن إيران قد توفر لتونس فرصًا اقتصادية وفرصًا للتعاون في مجالات أخرى، مثل السياحة والتعليم، ما قد يكون له تأثير إيجابي على الاقتصاد التونسي.
وفيما يخص المجتمع الدولي، خاصة الدول الغربية، فإن هناك قلقًا من أن تعزيز العلاقات بين تونس وإيران قد يؤثر على العلاقات التونسية الغربية. مع ذلك، تشير هينبرج إلى أن هناك توازنًا يجب أن تحققه تونس بين الحفاظ على علاقاتها مع إيران ومع الدول الغربية في آن واحد، وهو ما يشكل تحديًا كبيرًا للدبلوماسية التونسية في المستقبل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية التونسية الإيرانية قيس سعيد إيران تونس رئيسي قيس سعيد المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تعزیز العلاقات على الرغم من وهو ما
إقرأ أيضاً:
شراكة استراتيجية بين “ميداف” و”برينكس” لابتكار معايير جديدة في خدمات إدارة النقد وأجهزة الصراف الآلي في الدولة
أبوظبي – الوطن:
أعلنت شركة “ميداف” – والتي تأسست مؤخراً في سوق أبوظبي العالمي عن توقيع شراكة استراتيجية مع شركة “برينكس” الرائدة عالمياً في إدارة النقد والمقتنيات الثمينة وحلول التجزئة الرقمية وخدمات إدارة أجهزة الصراف الآلي وذلك بهدف الارتقاء بهذه الخدمات إلى مستويات جديدة من الكفاءة والابتكار والأمان في العمليات التشغيلية على صعيد المؤسسات المالية والمصرفية.
وتأتي هذه الشراكة الاستراتيجية الأولى لشركة “ميداف”، لتسهم في تمكين المؤسسات المالية من الاستفادة من تقنيات “برينكس” العالمية وتوظيف نهج أعمالها المتميز وخبرتها التشغيلية الواسعة للارتقاء بمعايير إدارة النقد وعمليات أجهزة الصراف الآلي في جميع أنحاء دولة الإمارات. كما سيتيح هذا التحالف حلولاً تقنية متكاملة بما يشمل خدمات نقل الأموال، ومعالجة النقد، فضلاً عن حلول التجزئة الرقمية، ومنها أجهزة الإيداع وخدمات إعادة تدوير النقد. ومن خلال هذا التعاون، ستتمكن المؤسسات المالية من تعزيز الكفاءة، وتخفيض النفقات التشغيلية.
وبهذه المناسبة، قال المهندس عبدالله عبدالعزيز الشامسي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة “ميداف”: “يجسد هذا التحالف الاستراتيجي مع ’برينكس‘ التزامنا الراسخ بصياغة نموذج ريادي في قطاع الخدمات المالية من خلال عقد شراكات استراتيجية وتبني أحدث الابتكارات المتطورة. وبالاستفادة من خبرة ’برينكس‘ العالمية في مجال إدارة النقد، سنحقق مستويات غير مسبوقة من الأمان والكفاءة التشغيلية للمؤسسات المالية في جميع أنحاء المنطقة. ويمثل هذا التعاون المشترك علامة فارقة في مسيرتنا نحو تعزيز استدامة الخدمات المالية وترسيخ قدرتها على مواكبة التغيرات، وإرساء معايير جديدة لاسيما في ظل التطورات التقنية المتسارعة في قطاع الخدمات المالية بدولة الإمارات العربية المتحدة”.
من جانبه، قال نادر عنتر، النائب التنفيذي للرئيس ورئيس برينكس لمناطق آسيا والمحيط الهادئ وأفريقيا والشرق الأوسط، ورئيس خدمات برينكس العالمية: “نحن سعداء بالتعاون مع ’ميداف‘ ونتطلع إلى تقديم تجربة خدمات متكاملة ترسي نموذجاً يحتذى به من خلال طرح نهج يجمع بين القيمة التنافسية والابتكار والحلول المتطورة التي تلبي مختلف متطلبات خدمات الأعمال وذلك عبر تقديم أفضل خدمات إدارة النقد وحلول التجزئة الرقمية وإدارة أجهزة الصراف الآلي في دولة الإمارات”.
وتهدف هذه الشراكة الاستراتيجية لبناء نموذج أعمال جديد يرتكز على الإبداع والابتكار، وتقديم حلول ضمن أعلى المعايير لتحقيق قيمة تنافسية ملموسة للعملاء من الشركات في دولة الامارات العربية المتحدة والمنطقة ككل.