خلع الأسنان بالكمّاشة و”تغريبة بني هلال”!
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
#خلع_الأسنان بالكمّاشة و” #تغريبة_بني_هلال “!
من قلم د. ماجد توهان الزبيدي
عندما كتب الكاتب أكثر من مرة في عدة مقالات عن ذكريات الطفولة في الستينيات والسبعينيات من القرن المنصرم الميلادي عن سلوكيات مجتمعه البدوي والريفي ،وخاصة في موضوع “أطباء الأسنان” المتجولّين من المشعوذين والجهلة والدجالين الذين كانوا يجوبون ديار الأعراب كالمتسولين، وهم كذلك ، ويمارسون الرقص والتطبيل والغناء ،بمعية إمرأة منهم ،صفراء الشعر وتتزين بأسنان من ذهب في فمها وتتعاطى”الغنج ” و”الحكي المايل” مع رجالاتنا الذين في معظمهم لم يسبق لاي منهم التحدّث سوى مع زوجته التي هي إبنة عمه او إبنة خالته ولم يدفع لها في غالب الأحايين مهراً لأنه بدّل بها بشقيقته ،أو ببقرة،أو ببضعة نعاج او ماعز، دون ان ينسى الكاتب أن قرداّ كان يرافق اولئك” الأطباء” أيضاً،يتولّى هو الأخر الرقص، ويثير ضحك كل الموجودين وإستغرابهم من هذا المخلوق العجيب الغريب الذي يشبه الإنسان في بعض النواحي،إلّا أن خلفيته الحمراء اكثر ماكان يُثيرهم!
ولم تكن أدوات اولئك الأطباء القادمين في غالب الأحايين من نواحي جنوب سوريا الشقيقة على ظهور الدواب او سيرا على أقدامهم وينامون في بيوت بعض أعرابنا ممن يشفق عليهم تارة ،ولسماع “جرّهم” على ربابتهم واغانيهم الجميلة ،تارة أخرى، في تعليلة الواقف من “الأعراب” و”الفلّاحين” اكثر من الجالسين على “فرشات” الإسفنج الرقيقة أو الحصائر”أو”الحصر” البلاستيكية،في خيام او خرابيش ،أو بيوت من طين،لم تكن تلك الأدوات سوى كمّاشة” أكلها الصدأ ،من راسها لأخمص قدميها،وكأنها من بقايا كماشات الجيش الفرنسي مع ميكانيكية الجنرال “غورو” الذي حُظي بإستقبال عامر رهيب، بعد بطولة وزير دفاع الحكومة الفيصلية الشهيد يوسف العظمة ب”ميسلون” وحمل مئات الشباب الشامي ل”غورو” وعربته وحصانه معا على اكتافهم فرحاً به وبقدومه،بينما رمى “الغزازوة” اعظم قائد سياسي أوروبي هو “ونستون تشرشل” بالبندورة والبيض الفاسد عندما توقف القطار الذي ينقله من القاهرة بمحطته ب”غزة” في آذار /مارس 1921م،قادما ل”القدس”!
مقالات ذات صلة انا حزين .. 2025/03/21
نعم لم يكن مع أولئك اصحاب القرد من “اطباء الأسنان” من مُحترفي “الجرّ”على الربابة سوى “كمّاشة” وخيطان لقلع أضراس وطواحين قرايبي وأصحاب الأسنان “المجخّمة” من عقود ،من دون أي سائل مُطهرّ او “يود” أو حتى حبة “أسبرين”!
وقد يكون مناسبة هذا الحديث ،هي ماواجههُ الكاتب من صدمة أول من أمس بُعيد خروجه من مكتب زميله الاستاذ المحامي تيسير حصيد البطاينة وسط مدينة “إربد” ،بعد جولة من التدريب على اعمال المحاماة عنده(بعد ماشاب “ودّوه “،ع ،الكُتّاب) عندما صادف شاباً في مُقتبل العمر (في العشرينات) يحمل حقيبة جلدية،ظنّهُ لأول وهلة من جامعي فواتير الكهرباء أو المياه، او مندوبي المبيعات،وعرض عليه بعبارة صريحة من دون سابق رؤية أو معرفة،إن كان يرغب بتصليح اسنانه او تركيب أسنان جديدة،الأمر الذي أصاب الكاتب بدهشة تصل حد الصدمة لإعتقاده ان ذلك من الأمور التي ولّت إلى غير رجعة ،وإن كان قريبي وصديقي “عمري البدندي الصقور” (أبو يامن) قد ذكر على مسامعي أكثر من مرة أنّهُ لا يؤمن بعلاج اسنانه ،أو ،خلعها ،أو ،تركيبها ،إلّا عند صديق له ،ببلدة”خربة بلاش”(بلاش تهجرني ياحبيبي)،كأنه عربي سوري،مُتحصّل على دورة في تركيب الأسنان ، يحضرُ،عنده في أي ساعة يطلبه خلالها ليلا ونهارا ،ويتأبط حقيبة جلدية ،وأن مهارته ـ حسب تأكيدات ،أبي يامن، تتفوّق على أطباء عديدين من خريجي كليات طب أسنان من اعضاء نقابة اطباء الأسنان،وسط دهشتي وإستغرابي مما يقوله على مسامعي ،الرجل!
كانت تلك السطور السالفة قد كُتبت عصرا، بعد بيان مفعول الصيام من دون سحور يارعاك الله،وبعد جولة من عمل أفضى بزراعة حوالي 150 شتلة بندورة بمعية جاري وصديقي وزميلي بالزراعة البعلية الضابط المتقاعد أبو مصطفي بالحي الشرقي من “إربد”،في حرّ الساعة العاشرة من صباح الثلاثاء ،أمس، إلّا انني الآن بعد إلتهام طعام الإفطار ،وعودة النشاط لكل أعضاء البدن،من دون إستثناء، ايقنت أن ليس فيما سلف من غرابة تستحق التأشير عليها،إذا ما تاكدنا أن سقوط القدس الغربية عام 1948 ثم الشرقية عام 1967 ومعها الضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان في بضعة أيام ،وإلى أيام حرب رمضان/اكتوبر 1973،إنما تم كل ذلك في بيئة من القرّاء العرب كانوا يدمنون على قراءة “تغريبة بني هلال”،وكان أهلي ومن جاورهم يقيمون حفلات “المولد” على شعير “مقري “عليه وحلويات شعبية يتولّى شيخ الجامع الإنشاد في جلسة نُردد خلفه مايقوله دون أي فهم منّا لما يصدح به ،،وعيوننا مُركزّة على الحلويات التي هي تخضع الآن للتبريك!(26 آذار/مارس)
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: من دون
إقرأ أيضاً:
مدير الشؤون القانونية في الهيئة العامة للطيران المدني السوري هادي قسام لـ سانا: توقيع اتفاقية استثمار الإعلانات في مطار دمشق الدولي مع شركة “فليك” الإماراتية، جاء بعد فوزها في المزايدة التي أُجريت وفق الأصول واستيفائها لكامل الشروط الفنية والق
2025-07-30hadeilسابق 9 قتلى في انفجار مصنع وسط تايلاندالتالي قسام لـ سانا: نؤكد في الهيئة العامة للطيران المدني السوري أن هذا التعاقد الممتد لـ 5 سنوات، يأتي ضمن التوجه الاستراتيجي لتعزيز بيئة الاستثمار في قطاع النقل الجوي وتحقيق الاستفادة المثلى من الموارد المتاحة داخل المطارات السورية انظر ايضاًقسام لـ سانا: نؤكد في الهيئة العامة للطيران المدني السوري أن هذا التعاقد الممتد لـ 5 سنوات، يأتي ضمن التوجه الاستراتيجي لتعزيز بيئة الاستثمار في قطاع النقل الجوي وتحقيق الاستفادة المثلى من الموارد المتاحة داخل المطارات السورية
آخر الأخبار 2025-07-30قسام لـ سانا: نؤكد في الهيئة العامة للطيران المدني السوري أن هذا التعاقد الممتد لـ 5 سنوات، يأتي ضمن التوجه الاستراتيجي لتعزيز بيئة الاستثمار في قطاع النقل الجوي وتحقيق الاستفادة المثلى من الموارد المتاحة داخل المطارات السورية 2025-07-30مدير الشؤون القانونية في الهيئة العامة للطيران المدني السوري هادي قسام لـ سانا: توقيع اتفاقية استثمار الإعلانات في مطار دمشق الدولي مع شركة “فليك” الإماراتية، جاء بعد فوزها في المزايدة التي أُجريت وفق الأصول واستيفائها لكامل الشروط الفنية والقانونية 2025-07-30مدير الأمانة العامة للشؤون السياسية يلتقي عدداً من الناشطات في دمشق وريفها 2025-07-30النرويج تدعو دول العالم إلى الاعتراف بدولة فلسطين 2025-07-30توقيع عقد استثمار بين الهيئة العامة للطيران المدني وشركة “فليك” للإعلان الطرقي 2025-07-30وصول حافلات إلى معبر بصرى الشام الإنساني تتجه إلى السويداء لإجلاء أشخاص أردنيين وأمريكيين 2025-07-30وزير الطاقة: سوريا تبدأ استقبال 3.4 ملايين م3 من الغاز الأذري عبر تركيا اعتباراً من 2 آب المقبل 2025-07-30الشركة العامة لكهرباء ريف دمشق تنفذ أعمال زيادة استطاعة محوّلات عدة 2025-07-30الأمن الداخلي في إدلب يقبض على المجرم عبد الرزاق مطلق 2025-07-30حماة… تركيب منظومة طاقة شمسية لبئر قرية “جنان” لضمان استمرار ضخ المياه
صور من سورية منوعات اكتشاف بصمة يد عمرها 4 آلاف عام على أثر طيني مصري 2025-07-28 رجل صيني يثير جدلاً بتحويل سيارته إلى حوض أسماك متنقل 2025-07-28
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |