بين السرطان والأمراض العصبية.. كيف يمكن لاكتشاف الإجهاد الخلوي أن ينقذ الإنسان؟
تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT
كشفت دراسة حديثة، نُشرت في مجلة "Nature"، أنّ: "خلايا الجسم تستجيب للإجهاد، سواء كان سموما أو طفرات أو جوعا أو أي اعتداءات أخرى، وذلك بإيقاف وظائفها الطبيعية مؤقتا، للتركيز على الحفاظ على الطاقة وإصلاح المكونات التالفة وتعزيز الدفاعات".
وأوضح الباحثون في جامعة كيس ويسترن ريزيرف، بحسب نتائج الدراسة التي ترجمتها "عربي21"، أنّه: "إذا كان الإجهاد قابلا للإدارة، فإنّ الخلايا تستأنف نشاطها الطبيعي؛ وإلا، فإنها تدمر نفسها".
وتابعت الدراسة: "اعتقد العلماء لعقود أن هذه الاستجابة تحدث كسلسلة خطية من الأحداث: تُطلق أجهزة الاستشعار في الخلية "إنذارا" وتُعدّل بروتينا رئيسيا، والذي بدوره يُغيّر بروتينا ثانيا يُبطئ أو يُوقف الوظيفة الطبيعية للخلية".
"استجابة الخلية أكثر دقة وتقسيما، وليست ثابتة أو جامدة كما كان يُعتقد سابقا" وفقا للدراسة نفسها، فيما أشارت إلى أنه: "يُمكن استغلال هذه الاستجابة التكيفية للإجهاد -يُطلق عليها الباحثون "استجابة الإجهاد المنقسمة المتكاملة" أو s-ISR- لقتل الخلايا السرطانية وعلاج الأمراض العصبية التنكسية بشكل أكثر فعالية".
وفي السياق نفسه، وجدت أستاذة قسم علم الوراثة وعلوم الجينوم في كلية الطب بجامعة كيس ويسترن ريزيرف والباحثة الرئيسية في الدراسة، ماريا هاتزوغلو، لأول مرة، أنه يمكن ضبط استجابة الخلية للإجهاد بدقة بناء على طبيعته وشدته ومدته.
وأوضحت هاتزوغلو، أنّ هذه المرونة توفّر رؤى جديدة حول كيفية تكيف خلايا الكائنات الحية -من الخميرة إلى البشر- مع بيئتها، فيما قالت: "تمثل هذه الدراسة طريقة جديدة للتفكير في الإجهاد الخلوي".
وأضافت: "استجابة الخلية للإجهاد ليست نظاما واحدا يناسب جميع الحالات كما كنا نعتقد. بل يمكن أن تتغير وتتكيف وفقا لنوع وقوة ومدة الإجهاد الذي تتعرض له الخلية".
إلى ذلك، استخدمت الدراسة نماذج فئران لمرض تلاشي المادة البيضاء، الذي يسبب تنكسا تدريجيا للمادة البيضاء في الدماغ لدى الأطفال، ما يؤدي إلى مشاكل عصبية مثل صعوبات الحركة والنوبات والتدهور المعرفي.
وكشف بحث هاتزوغلو أنّ: "الخلايا التي تحمل الجين المسبب للمرض تحتوي على طفرات في البروتين الرئيسي المسؤول عادة عن إيقاف العمليات في الخلية تحت الضغط. بطريقة ما، تتكيف خلايا الدماغ وتعمل بشكل طبيعي في الغالب، لكنها معرضة للخطر بشكل استثنائي، حيث تدمر نفسها حتى تحت ضغط خفيف".
أيضا، حدّد فريق البحث، الذي ضم زملاء من جامعة كيس ويسترن ريزيرف وجامعة ماكغيل ومعهد كارولينسكا، كيفية تفاعل الخلايا، ويفسّر سبب ظهور انخفاض كبير في القدرات الإدراكية والحركية لدى المرضى بعد ضغوط طفيفة نسبيا مثل الحمى أو صدمة خفيفة في الرأس.
وقال الباحثون إنّ: "أمراضا عصبية تنكسية أخرى متأخرة الظهور، مثل التصلب اللويحي والتصلب الجانبي الضموري المعروف باسم (ALS)، قد تشترك في آلية مماثلة. تتكيف خلايا الدماغ المريضة للحفاظ على وظائفها في الظروف العادية، لكن الضغوطات البسيطة تُسرّع من تدهورها".
وأبرزت هاتزوغلو أنّ: "فهم هذا التكيف مع الضغط قد يؤدي إلى أهداف جديدة للعلاج الكيميائي للسرطان، لأن خلايا السرطان تستجيب لضغوط مثل العلاج الكيميائي بإحدى طريقتين: إما التدمير الذاتي أو التحور للحفاظ على وظيفتها، لتصبح مقاومة للعلاج".
وبناء على هذه المعرفة، قالت إنها تخطّط لدراسة خلايا سرطان الثدي المقاومة للعلاج الكيميائي لفهم أفضل لكيفية تكيف هذه الخلايا مع الضغوط وإيجاد أهداف جديدة لعلاج المرض.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الخلايا السرطانية خلايا الدماغ سرطان الثدي سرطان الثدي دراسة علمية الخلايا السرطانية خلايا الدماغ المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
الحناوي: اتفاق شرم الشيخ ينقذ غزة من نيران الحرب ويفتح باب الأمل للفلسطينيين
قالت الإعلامية أمل الحناوي إن دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيّز التنفيذ مثّل الانتقال الفعلي لاتفاق شرم الشيخ إلى مرحلة التطبيق على الأرض، حيث سارع الفلسطينيون إلى العودة إلى منازلهم المدمرة شمال القطاع، رغم ما يحمله المشهد من مرارة.
وأشارت الحناوي، خلال تقديمها برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، إلى أن مشاهد أهوال الحرب لا تزال ماثلة في أذهان العائدين، بين دويّ المدافع ورائحة البارود، لكن مشاعر الأمل بالعودة إلى الديار حتى لو كانت أنقاضًا—طغت على الخوف والدمار.
وأضافت أن اتفاق شرم الشيخ أنقذ الفلسطينيين في غزة من نيران القصف والخوف والجوع والنزوح والمجازر، وجدد في نفوسهم الأمل بمستقبل يحمل بشائر الدولة الفلسطينية التي ستنهض من تحت الركام.
حجم الدمار الهائلولفتت إلى أن حجم الدمار الهائل، الذي كشفه انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق العمليات إلى ما يُعرف بـ «حدود الخط الأصفر»، يؤكد أن الشعب الفلسطيني بحاجة ماسّة إلى دعم عربي ودولي وأممي عاجل، ليس فقط في جهود الإغاثة، بل في مسار بناء الدولة وتحقيق العدالة.
وكشفت الحناوي أن شرم الشيخ على موعد مع حدث تاريخي فريد، إذ من المقرر أن تستضيف قمة رئاسية مشتركة تجمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي، وسط إشادة أمريكية واضحة بالدور الريادي والمميز الذي لعبته مصر والرئيس السيسي في التوصل إلى هذا الاتفاق التاريخي.
المماطلة الإسرائيلية المستمرةورغم الفرحة الكبيرة التي سادت الشارع الفلسطيني والعربي، شدّدت الحناوي على أن المماطلة الإسرائيلية المستمرة، سواء في غزة أو في لبنان وسوريا، تطرح تساؤلات جدية حول مستقبل الاتفاق، مؤكدة أن ما تحقق حتى الآن ليس أكثر من استراحة قصيرة في ماراثون مفاوضات طويل وشائك، يُخشى أن تعقبه جولة أكثر دموية إن لم يتم انتزاع سلام حقيقي وعادل.