دور غير متوقع لسكر الغلوكوز في بناء الأنسجة
تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT
كشفت دراسة حديثة أن سكر الغلوكوز (سكر الدم) يلعب دوار هاما كمنظم رئيسي لتمايز الأنسجة، وهي العملية التي تُنتج بها الخلايا الجذعية خلايا متخصصة جميع أنسجة الجسم.
وأجرى الدراسة باحثون في كلية الطب في جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة، ونُشرت نتائجها في مجلة سيل ستيم سيل (Cell Stem Cell) 21 مارس/أذار الحالي.
لم يكن الغلوكوز هدفا رئيسيا للباحثين عندما بدأوا البحث عن الجزيئات التي تُحفز التمايز الخلوي. حيث قاموا بإجراء تجارب مكثفة على خلايا جذعية من الجلد البشري تتمايز إلى خلايا كيراتينية ناضجة، وهي الخلايا السائدة في الطبقة الخارجية من الجلد. وباستخدام تقنيات متقدمة قاموا بقياس التقلبات في تركيزات الجزيئات الحيوية أثناء عملية التمايز.
واستنتجوا أن الجزيئات التي تزداد وفرتها بشكل ملحوظ أثناء عملية التمايز قد تلعب دورا في هذا التحول.
حدد الباحثون 193 جزيئا مشتبها به، وكان الأمر المثير للدهشة أنه بدلا من ملاحظة انخفاض في مستويات الغلوكوز لاحظ الباحثون زيادة ملحوظة في مستوياته مع تقدم عملية التمايز.
دفعت هذه الزيادة في تركيز الغلوكوز إلى إعادة تقييم أهميته. وباستخدام نظائر الغلوكوز الفلورية أو المشعة، تمكن الفريق من تصور ديناميكيات الغلوكوز داخل الخلايا أثناء التمايز.
إعلانوالجدير بالذكر أنه مع تقدم الخلايا في رحلة التمايز، أشارت الزيادة في شدة توهج الخلايا إلى زيادة نشاط الغلوكوز، مما يشير إلى أن مستويات الغلوكوز تعمل كإشارات أساسية تعزز التمايز.
ويبدو أن الغلوكوز يلعب دورا شاملا في تمايز الأنسجة في جميع أنحاء الجسم. حيث أظهرت دراسات أخرى على أنواع أخرى من الخلايا البشرية، بما في ذلك خلايا الدهون والعظام وخلايا الدم البيضاء النامية أنماطا مماثلة.
أثارت هذه النتائج اهتمام الباحثين، ولهذا السبب بدأوا في دراسة تأثير تغير مستويات الغلوكوز على تمايز الخلايا الكيراتينية بشكل مباشر في ظل ظروف متنوعة. ووجدوا أن عضيات الجلد البشري -وهي أنسجة جلدية مُهندَسة تُزرع في سائل يُحاكي التركيب الخلوي وتنظيم الجلد الطبيعي- لم تتمكن من التمايز بشكل سليم عندما كانت مستويات الغلوكوز أقل من المعدل الطبيعي. تم حل هذه المشكلة ببساطة بإعادة إدخال نظير غلوكوز لا يمكن استقلابه وتحلله، مما يعزز فكرة أن وظيفة الغلوكوز في التمايز تتجاوز خصائصه الحيوية كمصدر للطاقة.
قال الدكتور بول خافاري، الطبيب الحاصل على الدكتوراة ورئيس قسم الأمراض الجلدية في كلية الطب في جامعة ستانفورد: "كانت تلك الصدمة الكبرى، لأننا كنا مُتمسكين بفكرة أن الغلوكوز مصدر للطاقة لا غير. لكن نظائر الغلوكوز هذه تدعم التمايز تماما مثل ما يقدم الغلوكوز العادي".
يأمل الباحثون في معرفة المزيد عن كيفية عمل الغلوكوز في الخلايا المريضة والسليمة. يمكن أن يُساعد هذا الفهم الجديد في معالجة المضاعفات الناجمة عن اختلال تنظيم الغلوكوز في مرض السكري وارتباطه بتطور السرطان، وهو مرض ناتج عن خلايا غير متمايزة ونمو خلوي غير منضبط.
وتمهد هذه الدراسة الطريق لأبحاث مستقبلية، مُسلّطةً الضوء على الأدوار المتعددة الجوانب التي قد تلعبها الجزيئات الحيوية البسيطة، مثل الغلوكوز، في العمليات الخلوية. ومع إعادة نظر المجتمع العلمي في مكانة الغلوكوز في البيولوجيا الخلوية، يتضح بشكل متزايد أن الدراسات المتعمقة في جزيئات صغيرة أخرى قد تكشف عن وظائف مماثلة غير متوقعة.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان مستویات الغلوکوز الغلوکوز فی
إقرأ أيضاً:
التهاب الجلد الضوئي.. الأسباب وطرق الوقاية
يضطر كثيرون ممن يقضون عطلاتهم على الشواطئ إلى مراجعة الأطباء بسبب حالة تعرف بحساسية الشمس، والتي تظهر على شكل بقع جلدية منتشرة مصحوبة بحكة شديدة واحمرار في الجلد
ووفقا للدكتور بافل بيرجانسكي الأستاذ المشارك في جامعة سيتشينوف الطبية، لا يوجد ما يسمى بـ “حساسية الشمس”، والذي حصل لهؤلاء الأشخاص هو التهاب الجلد الضوئي، وهو شائع جدا.
والتهاب الجلد الضوئي، هو رد فعل وقائي للجسم على وجه التحديد للشمس الساطعة. وتشتد الإصابة إذا كان الشخص يأخذ مضادات الحيوية، ومضادات الاكتئاب، وأدوية مضادة للحساسية.
ويوصي الطبيب، لتجنب الإصابة بالتهاب الجلد الضوئي باتباع نهج شامل. قبل كل شيء، يجب استخدام واقيات الشمس وارتداء ملابس بأكمام طويلة. كما من الأفضل وضع قبعة عريضة الحواف على الرأس.
وبالإضافة إلى ذلك من المهم اتباع نظام غذائي مناسب، حيث ينصح في الصيف بتجنب المنتجات المسببة للحساسية أثناء المشي لمسافات طويلة تحت أشعة الشمس.
ووفقا له، غالبا ما يصاب بالتهاب الجلد الضوئي الأشخاص ذوو البشرة الحساسة للضوء، وخاصة أصحاب الشعر الأحمر، لأن لهم نوع خاص من الدورة الدموية الدقيقة.
ويشير إلى أن الفئات المعرضة لخطر الإصابة بالتهاب الجلد الضوئي هم كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما بسبب انخفاض المناعة المرتبط بالعمر، وكذلك النساء الحوامل، والمراهقون، لأنه أثناء فترة التغيرات الهرمونية تزداد حساسية الجسم للأشعة فوق البنفسجية.
المصدر: health.mail.ru