تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يُعد المسرح بصفته «أبو الفنون»، ساحة تنصهر فيها مختلف أشكال التعبير الإبداعي، حيث يتكامل الأداء الحى مع عناصر السمع والبصر، لتجسيد الأفكار والمشاعر الإنسانية فى تجربة فنية متكاملة، فمن على خشبته، قدم الفنانون أعمالا خالدة تحمل رسائل مجتمعية وثقافية، أسهمت فى تشكيل وعى الأجيال، بفضل فرق مسرحية تركت بصمة لا تُمحى فى تاريخ الإبداع المسرحى المصرى والعربى.

وفى سياق الاحتفاء بهذا الإرث العريق، تسلط «البوابة نيوز» خلال ليالي شهر رمضان المبارك الضوء على نخبة من الفرق المسرحية التى شكلت علامات فارقة في مسيرة المسرح، محليا وعربيا.

وعلى الرغم أن بعضها توقف بعد رحيل مؤسسيه، إلا أن إبداعاته لا تزال شاهدة على زمن من العطاء والتميز، مؤكدة أن المسرح الحقيقى لا يموت، بل يبقى نابضا بإرث رواده ورؤاهم الخالدة.

كانت الفرق المسرحية الغنائية يتعاظم جمهورها خلال العقد الأول من القرن العشرين، كان الرائد المسرحى عزيز عيد شغوفا بتقديم الكوميديا المصرية المحلية وكانت أولى محاولاته عام 1907 حينما قام بتكوين فرقة «الكوميدى العربى»، التى قدمت المسرحية الكوميدية «ضربة مقرعة» على مسرح دار التمثيل «العربى» لكنها للأسف لم تحقق أى نجاح، حسبما ذكر المؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة.

لكن «عزيز عيد» لم ييأس ولم يفتر حماسه بل قام بإعادة تكوين فرقته المسرحية عام 1915 لتقديم المسرحيات الكوميدية والفود فيل، وبالفعل كان له ما أراد حيث ضم إلى فرقته نخبة من ممثلي الكوميديا آنذاك وفى مقدمتهم: إستيفان روستى، حسن فايق، أمين عطا الله، كما ضم إليها نجيب الريحانى، وكانت بطلة الفرقة آنذاك الفنانة الصاعدة روزا اليوسف، وكان من أهم أعضاء الفرقة أيضا الكاتب أمين صدقى الذى قام بترجمة بعض مسرحيات «الفودفيل».

افتتحت الفرقة نشاطها بمسرحية «خلى بالك من إميلى»، لكن بالرغم من أن المسرحية كانت مليئة بالمفاجآت المضحكة إلا أن الجمهور لم يقبل عليها، وذلك بسبب جرأة معالجة موضوعات الحب والجنس مما اضطر الفرقة إلى الإعلان بأن العروض للرجال فقط، فى حين يرى بعض النقاد والمؤرخين أن سبب عدم نجاح عروض الفرقة هو أنها كانت تخاطب جمهور الطبقة الوسطى، التى كانت تمثل شريحة قليلة بالمجتمع ولا ترتاد المسارح آنذاك خلال الفترة من عام 1900 وحتى ثورة 1919.

كان اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 عاملا أساسيا فى تدهور أحوال جميع الفرق المسرحية الجادة، مع تحقيق نجاح جماهيرى كبير للاسكتشات وللعروض الكوميدية واللوحات الراقصة التى تقدم بالصالات، وكان من الطبيعى أن تتعاظم وتشتد المنافسة بين بعض تلك الفرق الكوميدية ومن أهمها فرق كل من الفنانين نجيب الريحانى «كشكش بك».

فى كازينو «آبيه دي روز» وعروض على الكسار «عثمان عبدالباسط» فى كازينو «دي باري»، حيث نجحت هذه العروض فى اجتذاب الجمهور من المسرحيات الجادة، مما اضطر بعض الفرق الجادة إلى الاندماج فى محاولة لمواجهة هذا التيار الجارف وهذه المنافسة الشرسة، فاتحدت فرقتا «جورج أبيض» و«سلامة حجازى»، وكون «عزيز عيد» بفرقته مع فرقة «عبد الله عكاشة فى نوفمبر 1916 «الفرقة المتحدة»، وكانت كل فرقة تقدم ثلاث ليال أسبوعيا، بالإضافة إلى تقديم بعض العروض المشتركة من حين لآخر.

كما شهد عام 1916 تكوين فرقة «الأوبريت الشرقى» لمصطفى أمين، وهى الفرقة التى اعتمدت على تعاونه مع الفنان على الكسار، والذى انفصل عنه بعد ذلك لينضم لفرقة الأجواق الثلاثة ثم يكون فرقته مع الكاتب أمين صدقى عام 1919.

عُرف المخرج عزيز عيد بلقب «المخرج الأول»، نظرا لدوره الريادى فى ترسيخ مفهوم الإخراج المسرحى بمفهومه العلمي المحدد، فى وقت لم يكن لهذا الدور ملامح واضحة، ففى المسرح الإغريقى، كان المؤلفون الكبار مثل سوفوكليس، إسخيلوس، أرستوفانيس، ويوربيديس هم من يوجهون الممثلين وفقا لرؤيتهم المسرحية، وغالبا ما كان المؤلف نفسه هو من يقوم بدور المخرج، أو يتولى ذلك مدير الفرقة أو أكبر الممثلين سنا، لكن الدور الفعلى للمخرج، كما نعرفه اليوم، لم يكن قد تأسس بعد.

ويُحسب لعزيز عيد أنه وضع أسسا واضحة لوظيفة المخرج، وحدد مهامه بدقة، بدءا من اختيار فريق العمل، ومرورا ببروفات الطاولة، وحتى يوم العرض، لقد وضع قواعد واضحة لكل مرحلة من هذه المراحل، مما جعله بحق رائدا فة مجال الإخراج المسرحي فى مصر، لذا يعد اسمه صفحة مضيئة فى تاريخ المسرح المصرى، ومن الضروري أن تتعرف عليه الأجيال الجديدة، لأنه كان بحق رائدا بالمعنى الحقيقى للكلمة.

ورغم الظروف الصعبة التي عاشها، إلا أنه كان متمسكا برؤيته الفنية، حيث رفض تقديم المسرح الهزلى أو الاقتباسات التجارية التى كانت شائعة آنذاك، مفضلا تقديم الأعمال الكلاسيكية العالمية ذات القيمة الفنية العميقة، وكان يسعى لرفع الذائقة المسرحية للجمهور المصرى، فى حين كان الفنان نجيب الريحانى، الذى اختلف معه فكريا، يميل إلى مخاطبة الجمهور البسيط بأسلوب كوميدى قريب منه.

لذلك يعد عزيز عيد محطة مهمة فى تاريخ المسرح المصرى، ويستحق تسليط الضوء عليه ودراسته بعمق، ليكون مصدر إلهام للمخرجين والمسرحيين الشباب، تقديرا لدوره الريادي فى وضع أسس الإخراج المسرحي بمصر.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المسرح أبو الفنون عزيز عيد ثورة 1919 المخرج الأول المسرح المصرى عزیز عید

إقرأ أيضاً:

مجانا.. قصور الثقافة تطلق عروضها المسرحية بإقليم جنوب الصعيد الثلاثاء

كتب- محمد شاكر:

تقدم الهيئة العامة لقصور الثقافة، 12 عرضا مسرحيا بإقليم جنوب الصعيد الثقافي، بدءا من الثلاثاء 10 يونيو، في إطار عروض الموسم المسرحي الحالي، والمقدمة بالمجان للجمهور.

تنفذ العروض بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وتقدم على مسرح قصر ثقافة قنا حتى منتصف الشهر، بواقع عرضين يوميا، من خلال الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، وإنتاج الإدارة العامة للمسرح، برئاسة سمر الوزير.

وتنطلق الفعاليات مع عرض "أيام إخناتون" لفرقة الطود المسرحية، تأليف إبراهيم الحسيني، وإخراج أشرف النوبي، وتدور أحداثه في إطار درامي يجمع بين التراث والمعاصرة، حول الصراع الديني والسياسي الذي شهدته مصر في عهد إخناتون.

كما يشهد اليوم نفسه عرضا بعنوان "شلباية" لفرقة نجع حمادي، تأليف بكرى عبد الحميد، وإخراج محمد موسى.

وفي يوم الأربعاء 11 يونيو، تقدم فرقة كوم أمبو العرض المسرحي "رصد خان"، تأليف محمد علي، وإخراج إيهاب زكريا، وتدور أحداثه في إطار فانتازي، حول رحلة بحث الجد "ابن غانم" عن كنز قارون وما يعقبها من خسائر.

يعقب ذلك عرض "القطة العامية" لفرقة مكتبة الطفل والشباب بالمعنى، تأليف سامح عثمان، وإخراج هاني فهمي، ويناقش العديد من المشكلات المجتمعية بشكل عبثي.

وفي يوم الخميس 12 يونيو، يستقبل المسرح عرض "بير السقايا"، لفرقة قوص المسرحية تأليف حسام عبد العزيز، وإخراج محمود النجار، ويناقش قضية الصراع القائم نتيجة العادات القبلية، يليه عرض "أسطورة الغريب" لفرقة قصر ثقافة حوض الرمال، تأليف محمد إبراهيم، وإخراج أحمد الجمل، ويعتبر مرآة تعكس التناقضات الإنسانية في المجتمعات التي تتشبث بالخرافة، وذلك من خلال قصة الغريب الذي يعود إلى بلدته بعد غياب طويل، ما يثير الذعر والتساؤلات بين السكان.

وتتواصل العروض المنفذة بالتعاون مع إقليم جنوب الصعيد الثقافي، بإدارة محمود عبد الوهاب، وفرع ثقافة قنا برئاسة أنور جمال، يوم الجمعة 13 يونيو مع عرضين مسرحيين الأول بعنوان "نوباتيا" لفرقة قومية أسوان، تأليف أحمد عبد الناصر، وإخراج أحمد الغول، ويقدم معالجة إنسانية لقضايا اجتماعية معاصرة من خلال رؤية إبداعية جديدة مستلهمة من الحضارة المصرية القديمة دون أن تغفل عن تفاصيل الواقع ومفارقاته.

أما العرض الثاني لفرقة فرشوط المسرحية، ويحمل عنوان "أطفال المتاريس"، تأليف سعيد حجاج، وإخراج أحمد الدالي، ويناقش أيضا عدد من القضايا الإنسانية.

وفي يوم السبت 14 يونيو، تقدم فرقة قومية الأقصر العرض المسرحي "صورة كوكب" تأليف فريدريش دورينمات، وإخراج كرم نبيه، وتدور أحداثه حول ما يتعرض إليه كوكب الأرض من كوارث نتيجة سلوكيات البشر، فيما تقدم فرقة الطارف عرض "الطينة"، تأليف كريم الشاوري، وإخراج جاسر حسين.

وتختتم العروض يوم الأحد 15 يونيو، مع عرضين مسرحيين الأول بعنوان "غنوة الليل والسكين"، لفرقة سفاجا، تأليف متولي حامد وإخراج محمد محمد ربيع ، ويناقش عدد من قضايا المرأة وخاصة في محافظات الصعيد، أما العرض الأخير بعنوان "المدسوس"، لفرقة الغردقة المسرحية، تأليف يس الضوي، وإخراج شاذلي صالح، وتدور أحداثه في إطار درامي حول صراع القبائل في عرب البادية ضد الاحتلال.

اقرأ أيضًا:

تصل لـ15 جنيهًا.. أسعار تذاكر الأتوبيس الترددي على الدائري

ارتفاع الحرارة وشبورة ورياح.. الأرصاد تُحذر من طقس الـ6 أيام المقبلة

موعد صرف منحة عيد الأضحى المبارك 2025 بعد زيادتها.. "وصلت لكام"؟

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

الهيئة العامة لقصور الثقافة عروض مسرحية الكاتب محمد ناصف

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة احتفالا بالعيد.. عروض فنية مجانية لقصور الثقافة بمتحف الحضارة ونادي 6 أكتوبر أخبار ثقافة بورسعيد تحتفل بعيد الأضحى بفعاليات فنية وتوعوية للأطفال وذوي الهمم أخبار قصور الثقافة تطلق احتفالات عيد الأضحى بالقاهرة الكبرى أخبار قصور الثقافة تنظم برنامج "فرحة العيد" للأطفال بالمناطق الجديدة الآمنة أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

مجانا.. قصور الثقافة تطلق عروضها المسرحية بإقليم جنوب الصعيد الثلاثاء

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • الأوبرا تستضيف الباليه الوطني الروسي على المسرح الكبير
  • في ذكرى وفاته.. نجيب الريحاني "الضاحك الباكي" الذي غيّر وجه الكوميديا وبقيت بصمته خالدة
  • في ذكراه.. كيف أثبت الريحاني أن الفن لا يموت أبدًا؟
  • تامر حسين لـ "الفجر الفني": عزيز عبدو من الناس اللي أغانيهم مبهجة وتعاونّا حقق طاقة حلوة
  • مقتل عسكري أمريكي أثناء الاستعداد لتدريبات في هنغاريا
  • مجانا.. قصور الثقافة تطلق عروضها المسرحية بإقليم جنوب الصعيد الثلاثاء
  • قصور الثقافة تطلق عروضها المسرحية بإقليم جنوب الصعيد.. الثلاثاء
  • غياث دلا ذراع ماهر الأسد ومدبر أحداث الساحل السوري
  • بعد تصريحات زيزو ..عزيز الشافعي يثير التكهنات: قالوا للجعان أحلف
  • دليلك الكامل للعروض المسرحية في القاهرة والاسكندرية خلال العيد