في المحاضرة الرمضانية الـ 12 للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أشار إلى حقيقة صارخة لا يمكن إنكارها: الفرق الشاسع بين الدعم الغربي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، وبين تعامل الدول العربية مع القضية الفلسطينية، هذه المقارنة تفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات جوهرية حول طبيعة المواقف السياسية، ومعايير “الإنسانية” التي تُستخدم بمكيالين في القضايا الدولية.

أوروبا وأوكرانيا.. دعم غير محدود

منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، سارعت الدول الأوروبية، مدعومةً من الولايات المتحدة، إلى تقديم كل أشكال الدعم لكييف، سواء عبر المساعدات العسكرية، الاقتصادية، أو حتى التغطية السياسية والإعلامية الواسعة، ولا تكاد تخلو أي قمة أوروبية من قرارات بزيادة الدعم لأوكرانيا، سواء عبر شحنات الأسلحة المتطورة أو المساعدات المالية الضخمة التي تُقدَّم بلا شروط.

كل ذلك يتم تحت شعار “الدفاع عن السيادة والحق في مواجهة الاحتلال”، وهو الشعار الذي يُنتهك يوميًا عندما يتعلق الأمر بفلسطين، حيث يمارس الاحتلال الإسرائيلي أبشع الجرائم ضد الفلسطينيين دون أن يواجه أي ضغط حقيقي من الغرب، بل على العكس، يحظى بدعم سياسي وعسكري غير محدود.

العرب وفلسطين.. عجز وتخاذل

في المقابل، تعيش فلسطين مأساة ممتدة لأكثر من 75 عامًا، ومع ذلك، لم تحظَ بدعم عربي يقترب حتى من مستوى ما قُدِّم لأوكرانيا خلال عامين فقط، فالأنظمة العربية تكتفي ببيانات الشجب والإدانة، فيما تواصل بعضها خطوات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، في تناقض صارخ مع كل الشعارات القومية والإسلامية.

لم تُستخدم الثروات العربية كما استُخدمت الأموال الغربية لدعم أوكرانيا، ولم تُقدَّم الأسلحة للمقاومة الفلسطينية كما تُقدَّم لكييف، ولم تُفرض عقوبات على إسرائيل كما فُرضت على روسيا، بل على العكس، أصبح التطبيع مع الكيان الصهيوني سياسة علنية لدى بعض العواصم، وتحول الصمت العربي إلى مشاركة غير مباشرة في استمرار الاحتلال الصهيوني وجرائمه.

المقاومة.. الخيار الوحيد أمام هذه المعادلة الظالمة

في ظل هذا الواقع، يتجلى الحل الوحيد أمام الفلسطينيين، كما أكّد السيد القائد عبدالملك الحوثي، في التمسك بخيار المقاومة، التي أثبتت وحدها أنها قادرة على فرض معادلات جديدة، فمن دون دعم رسمي، ومن دون مساعدات عسكرية أو اقتصادية، استطاعت المقاومة أن تُحرج الاحتلال وتُغيّر قواعد الاشتباك، وتجعل الاحتلال يحسب ألف حساب قبل أي اعتداء.

وإن كانت أوكرانيا قد حصلت على دعم الغرب بلا حدود، فإن الفلسطينيين لا خيار لهم سوى الاعتماد على إرادتهم الذاتية، واحتضان محور المقاومة كبديل عن الدعم العربي المفقود، ولقد أثبتت الأحداث أن المقاومة وحدها هي القادرة على إحداث تغيير حقيقي في مسار القضية الفلسطينية، بينما لم يحقق التفاوض والتطبيع سوى المزيد من التراجع والخسائر.

خاتمة

عندما تُقاس المواقف بالأفعال لا بالشعارات، تنكشف الحقائق الصادمة: فلسطين تُترك وحيدة، بينما تُغدق أوروبا الدعم على أوكرانيا بلا حساب، وهذه هي المعادلة الظالمة التي كشفها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حيث يتجلى التخاذل العربي بأبشع صوره، ما بين متواطئ بصمته، ومتآمر بتطبيعه، وعاجز عن اتخاذ موقف يليق بحجم القضية.

إن ازدواجية المعايير لم تعد مجرد سياسة خفية، بل باتت نهجًا مُعلنًا، تُباع فيه المبادئ على طاولات المصالح، بينما يُترك الفلسطيني تحت القصف والحصار. وكما أكد السيد القائد عبدالملك الحوثي، فإن المقاومة وحدها هي القادرة على إعادة التوازن لهذه المعادلة المختلة، مهما تعاظم التواطؤ، ومهما خفتت الأصوات الصادقة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

فلسطين تدين استمرار هجمات المستوطنين الإسرائيليين على المدنيين العزل

أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية بأشد العبارات الهجمات الإرهابية التي يشنها المستوطنون بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين العُزّل، والتي كان آخرها في قرية كفر مالك شرق رام الله، حيث أضرموا النيران في عدد من المنازل والمركبات، وأطلقوا الرصاص الحي بشكل مباشر على الفلسطينيين في القرية، ما أدى إلى استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة عدد آخر.
ودعت الوزارة المجتمع الدولي، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن، إلى التحرك العاجل لتوفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين.
كما طالبت بمحاسبة منظمات المستوطنين الإرهابية وملاحقتها قضائيًا، وفرض عقوبات فورية على الجهات التي تدعمها، وتوفر لها الحماية السياسية والأمنية، بما يضمن وقف هذه الجرائم ووضع حدٍ لإفلات مرتكبيها من العقاب.استشهاد 4 في الضفة الغربية

استشهد 3 فلسطينيين وأصيب عدد آخر بجروح مختلفة، في اعتداء عشرات المستوطنين بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء الأربعاء، على بلدة كفر مالك شمال مدينة رام الله في الضفة الغربية.

أجبرنا على الرحيل قسرًا عن منازلنا وأراضينا.. فلسطينيون: المستوطنون يقتحمون منازلنا بزي عسكري تحت حماية جنود الاحتلال#فلسطين#اليوم https://t.co/MU6CBrVB5p— صحيفة اليوم (@alyaum) November 3, 2023

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد 3 فلسطينيين وإصابة 7 آخرين بجروح مختلفة، وصفت جراح بعضهم بالخطيرة، جراء هجوم مستوطنين على بلدة كفر مالك، واعتدائهم على منازل وممتلكات الفلسطينيين.

أخبار متعلقة بحماية قوات الاحتلال.. عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصىفرنسا تدين استهداف الفلسطينيين بمراكز توزيع المساعدات في غزةالاحتلال الإسرائيلي يعتقل 20 فلسطينيًا من الضفة الغربية اليوم

ترافق ذلك مع اعتداء عدد من المستوطنين على منازل الفلسطينيين شرق مدينة رام الله، وتهديد سكانها.

كما استشهد طفل فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء الأربعاء، خلال اقتحامها بلدة اليامون بمدينة جنين شمال الضفة الغربية.

مقالات مشابهة

  • فلسطين تدين استمرار هجمات المستوطنين الإسرائيليين على المدنيين العزل
  • العدالة والتنمية: إقصاء نصوص عن فلسطين من امتحان بالبيضاء قرار صادم ويمس وجدان المغاربة
  • الفلاحي: المقاومة تركز على ضرب الآليات التي يصعب تعويضها خلال الحرب
  • لجان المقاومة في فلسطين تحيي الذكرى السنوية ال 19 لعملية الوهم البطولية
  • ماذا تعرف عن ساعة فلسطين التي ضربها الاحتلال في وسط طهران؟ (شاهد)
  • صندوق تكافل وكرامة.. تمويل مستدام لدعم الفئات المهمشة في مصر
  • لجان المقاومة في فلسطين تدعو لتحرك عالمي وعربي وإسلامي لوقف حرب الإبادة والتجويع في غزة
  • بالصور: إجابات امتحان اللغة العربية 2025 الورقة الثانية في فلسطين
  • هل تواصل كندا دعم أوكرانيا رغم أزماتها الاقتصادية؟
  • رئيس هيئة فلسطين العربية للإغاثة: الاحتلال يستغل حرب إيران لشنّ مذبحة صامتة بغزة