تفاعل ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع مشاهد أظهرت انحناء الرئيس السوري أحمد الشرع لتقبيل يد والده حسين الشرع خلال تلقيه التهاني بمناسبة حلول عيد الفطر في قصر الشعب.

وأظهرت اللقطات المتداولة على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي، الاثنين، دخول حسين الشرع في الدور المخصص للمهنئين بحلول عيد الفطر في أحد صالات قصر الشعب في العاصمة السورية دمشق.



الرئيس السوري أحمد الشرع يقبل يد والده حسين الشرع خلال مراسم تهنئة #عيد_الفطر بقصر الشعب بالعاصمة السورية #دمشق

#سوريا pic.twitter.com/lqgTjMuVHv — عربي21 (@Arabi21News) March 31, 2025
ولحظة وصول الشرع الوالد إلى الرئيس السوري لتقديم التهنئة بعيد الفطر انحنى الأخير لتقبيل يد والده أمام الحاضرين ثم ارتفع مجددا لتقبيل وجنتيه.

في أعقاب ذلك، واصل حسين الشرع تقدمه حيث صافح وزير الخارجية أسعد الشيباني والدفاع مرهف أبو قصرة والعدل مظهر الويس، الذين اصطفوا على الجانب الأيمن من الرئيس السوري خلال تلقي التهاني.

وهذه أول مرة يظهر فيها حسين الشرع البالغ من العمر 80 عاما منذ تولي ابنه أحمد رئاسة البلاد في المرحلة الانتقالية في نهاية شهر كانون الثاني /يناير الماضي، عقب الإطاحة بنظام بشار الأسد.


وحسين الشرع المولود عام 1946 في بلدة فيق بمنطقة الجولان السورية، كاتب وخبير اقتصادي غادر سوريا في سبعينيات القرن الماضي إلى المملكة العربية السعودية للعمل كباحث اقتصادي في وزارة البترول.

وعام 1989، عاد الشرع إلى سوريا حيث استقر في حي المزة بالعاصمة دمشق إلا أنه اضطر لمغادرة البلاد مرة ثانية عقب اندلاع الثورة السورية ضد نظام الأسد عام 2011.

وعُرف عن حسين الشرع مشاركته في ربيع دمشق الذي شهدته البلاد مطلع الألفية الثانية، هو حراك سياسي أطلقه ناشطون ومفكرون سوريون عقب وصول بشار الأسد إلى السلطة عام 2000 خلفا لوالده، من أجل المطالبة بتوسيع الحريات وإنعاش الحياة السياسية.


وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 عاما من حكم عائلة الأسد.

وفي 29 كانون الثاني/ يناير، أعلنت الإدارة السورية الجديدة عن تعيين قائد قوات التحرير أحمد الشرع رئيسا للبلاد في المرحلة الانتقالية، بجانب العديد من القرارات الثورية التي قضت بحل حزب البعث العربي الاشتراكي ودستور عام 2012 والبرلمان التابع للنظام المخلوع.
بالتأكيد لم تكن سنوات المراهقة والشباب للرئيس #أحمد_الشرع خفيفةً على والديه.
ربما أرهقهم السؤال عنه وملاحقة أخباره، ربما أمضوا ليالٍ لا يعرفونه ميت أم حيّ، وربما أفقدهم صوابهم بتصرفاته وأفعاله.
الشاب الذي قرر التعبير عن نفسه واختلافه، بعبور أكثر الدروب وعورةً، فسلك طريق #العراق… pic.twitter.com/hlGC8mTjYL — Yaman يمان (@YamanAmouri) March 31, 2025 الرئيس الشرع يعايد والده بتقبيل يده ..
( يمكن عشان العيديه ????)

مشاهد لم يعهدها السوريين منذ قرون ..

حسابات مشبوهة مفلسة لا تزال تنشر من حين لآخر انه مجهول النسب !!#كل_عام_وانتم_بخير اهلنا في سوريا
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال pic.twitter.com/Tl4tFRvtyz — PIC | صـور من التـاريخ (@inpic0) March 31, 2025 الرئيس السوري أحمد الشرع يقبل يد والده بعد صلاة العيد ...
ويبقى مقام الأبوة أعلى من مقام الرئاسة، ورابطة الرحم أعمق من أحوال السياسة...
وتبقى اليد التي رعتك وربتك صاحبة الفضل عليك مهما في الدنيا علوت.
صبر والدك على غيابك في السجون وظنك مت،
وعدت له عودة يوسف ليعقوب يوم جلس على… pic.twitter.com/xp3aBqOwCM — خالد وليد الجهني (@KhaledEljuhani) March 31, 2025 المجتمع المدني والحرية

بمناسبة ظهور السيد حسين الشرع اليوم لأول مرة في قصر الشعب، حيث أظهر الرئيس احتراما كبيرا له كما يليق بالابن ان يفعل بحق والده، فقد تعرفت عليه في عام ٢٠٠٠ خلال فترة ربيع دمشق التي كنت ناشطا فيها على امل ان تقود نحو إصلاح سياسي واحترام للحريات وحقوق الانسان… pic.twitter.com/CQ3aM0xr42 — Radwan Ziadeh رضوان زيادة (@radwanziadeh) March 31, 2025 الرئيس الشرع يقبل يد والده الحاج حسين الشرع في أول ظهور إعلامي له في تهاني العيد pic.twitter.com/VAyQi7rRs5 — موسى العمر (@MousaAlomar) March 31, 2025 مشهد أحمد الشرع وهو يُقبّل يد والده أثناء تلقي تهاني عيد الفطر هزّت قلبي اليوم وربما قلوب ملايين السوريين… قبلة أعادت إلينا ما سُرق منا خلال عقود : الاحترام ، اللطف، حسن التعامل، التواضع ، مخافة الله في التعامل مع الناس. لحظة أيقظت وجع وطن فقد كل هذا في تاريخ آل الأسد الدموي https://t.co/erPROynNLT — Rim Albezem (@Reem_mbc) March 31, 2025




المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الشرع دمشق سوريا سوريا دمشق الشرع المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الرئیس السوری أحمد الشرع حسین الشرع قصر الشعب عید الفطر ید والده pic twitter com

إقرأ أيضاً:

أحمد الشرع من قلب السلفية الجهادية إلى عقل الدولة

في عالم تتصارع فيه العقائد والسرديات على شرعية التمثيل والمستقبل، تبقى محاولات إعادة بناء الخطاب الإسلامي الجهادي من داخله، نادرة ولكن حاسمة. وتبرز في هذا السياق تجربة الرئيس السوري أحمد الشرع بوصفها محاولة فريدة لفكّ الاشتباك بين الجهاد والحداثة، من خلال مراجعة نقدية جاءت لا من خارج البنية السلفية الجهادية، بل من أعماقها.

الشرع، الذي تدرّج في بيئة أيديولوجية مشبعة برموز وتقاليد الجهاد السلفي، لم يخض حربا تقليدية على هذه البنية، بل تبنّى مقاربة أكثر تعقيدا وجذرية: زعزعة أسسها من الداخل، وإعادة قراءة مفاهيمها التأسيسية انطلاقا من الحاجة إلى التكيّف مع الشروط السياسية لعصر مغاير. تجربته لا تختزل في السياسة، بل تتجذر في الفكر، وتتغذى من شجاعة التفكيك الذاتي.

من المعسكر إلى الدولة: تحوّل في البنية المفاهيمية.

نشأ أحمد الشرع في بيئة كان الانتماء فيها إلى الجماعات الجهادية السلفية يُعد امتدادا طبيعيا لتدين يعادي الحداثة الغربية، وينظر إلى الحكم المدني كخيانة للدين. غير أن لحظة التحول لم تكن لحظة انشقاق دراماتيكي، بل عملية تراكمية من الشك المعرفي، نمت عبر احتكاكه بالتعقيد الواقعي، وفشل المشاريع الجهادية في تقديم نموذج حكم إنساني مستدام.

في فلسفة التغيير، يُعدّ الموقع الذي يصدر عنه النقد عنصرا حاسما في شرعيته. الشرع لم يكن خصما جاء من ضفة الليبرالية أو العلمانية ليدين السلفية الجهادية، بل كان واحدا منها، وهذا ما يجعل نقده لها أكثر فاعلية
كان التحوّل الأكبر هو قبوله بشرعية الدولة المدنية، لا بوصفها نقيضا للشريعة، بل بوصفها إطارا عقلانيا يتيح إعادة تفسير الشريعة بعيدا عن منطق السيف والعزلة. بهذا، لم يُجرّم الشرع الدولة الحديثة، بل قرأها كفضاء لإمكان جديد: أن يكون الإسلام قوة أخلاقية في المجال العام، لا مشروع عنف شمولي.

الداخل كموقع للمراجعة: الفكر كفعل مقاومة.

في فلسفة التغيير، يُعدّ الموقع الذي يصدر عنه النقد عنصرا حاسما في شرعيته. الشرع لم يكن خصما جاء من ضفة الليبرالية أو العلمانية ليدين السلفية الجهادية، بل كان واحدا منها، وهذا ما يجعل نقده لها أكثر فاعلية من آلاف الطائرات والبيانات السياسية. إنه لم يهاجم الفكرة من الخارج، بل من خلال بنيتها على غرار "الشك الكانتي" الذي لا يرفض العقل بل يُعيد بناءه على أسس جديدة.

بعبارة أدق، أحمد الشرع مارس ما يسميه بول ريكور "الهيرمينوطيقا المضادة"، أي تأويل التأويل: فقد فكّك القراءة السلفية الجهادية للنصوص، لا من خلال نسف المرجعية، بل عبر تأويل مغاير لها من داخل ذات المرجعية. استعاد المفاهيم الإسلامية الكبرى (البيعة، الشورى، الجهاد، الأمة) وأعاد تحميلها بدلالات جديدة، تُقارب الواقع لا تهرب منه.

بين الهيئة والجيش: تحوّل الجهاد في رؤية أحمد الشرع.

من أبرز التحولات المفصلية التي جسّدها مشروع أحمد الشرع هي إعادة تعريف "الجهاد" لا بوصفه فعلا طارئا أو تمردا عنفيا يتجسّد في جماعات متفرقة، بل كمبدأ سيادي منظم يُمارَس ضمن إطار الدولة الحديثة. ففي حين كانت السلفية الجهادية تاريخيا تؤسس مشروعها القتالي على نموذج "العصابة الجهادية"، حيث تنعدم الهرمية المؤسسية ويُقدَّم الولاء العقائدي على الانضباط العسكري، جاء الشرع ليقلب المعادلة: الجهاد لا يكون خارج الدولة، بل داخلها، وضمن مؤسساتها، وأهمها الجيش.

لقد رأى أن استمرار العمل المسلح ضمن جماعات منفصلة، غير خاضعة للشرعية القانونية والسياسية، لا ينتج دولة، بل يعيد إنتاج الفوضى باسم العقيدة. من هنا، أعاد الشرع تأطير الجهاد ضمن مشروع بناء جيش وطني محترف، يخضع للعقيدة الوطنية لا الأيديولوجيا الدينية المغلقة، ويمارس القوة لا من منطق الفتوى، بل من منطق السيادة.

بهذا التحول، يصبح الجهاد في فكر الشرع وظيفة سيادية، وليس مشروع تمكين عقائدي. ويُستعاد بذلك البُعد الأخلاقي للعنف المشروع ضمن نظرية الدولة الحديثة، حيث تُحتكر أدوات العنف المشروع داخل مؤسسة الدولة فقط، ويتم إخضاعها للرقابة والمساءلة، لا للبيعة والانتماء الفئوي.

بين الشرعية والسلطة: قطيعة مع نموذج الدولة الجهادية

ما أدركه الشرع مبكرا هو أن مشروع "الدولة الجهادية" محكوم عليه بالانهيار، ليس بفعل الضغط الخارجي فقط، بل بسبب عجزه البنيوي عن الانسجام مع متطلبات العصر: التنوع، والمواطنة، والقانون، والاقتصاد، والعلاقات الدولية. وقد رأى في التحالفات التكتيكية بين التنظيمات الجهادية وبعض القوى الغربية تناقضا قاتلا يُفرغ الخطاب الجهادي من صدقيته.

من هنا، فإن مشروعه الرئاسي لم يكن مجرد انتقال من التنظيم إلى الحكم، بل انتقال في بنية الوعي: من حكم يرتكز على الانغلاق، إلى نموذج سياسي منفتح على الغرب، متصالح مع المؤسسات، وقادر على استيعاب الآخر دون نزع هويته.

الفكرة التي تهزم البندقية
تجربة الرئيس أحمد الشرع، بوصفها تعبيرا عن مراجعة عميقة من داخل البنية الجهادية، تفتح أفقا جديدا في العلاقة بين الإسلام والدولة، بين النص والواقع، بين العقيدة والسياسة
لا يخفى أن تجربة الشرع حصدت عداء شرسا من أوساط الجهاديين، لا لأنه خانهم سياسيا، بل لأنه هدّدهم فكريا. فالنظام الجهادي يستمد قوته من الثنائية الصارمة: نحن مقابل العالم، الإسلام مقابل الكفر، القتال مقابل الركون، أما أحمد الشرع، فحطّم هذه الثنائية، وطرح نموذجا ثالثا لا يقوم على العنف بل على التأويل، لا يستدعي السلاح بل العقل.

القوة الناعمة التي يمثلها هذا النموذج لا تُقاس في ساحات القتال، بل في قدرتها على إنتاج خطاب يحرّر الدين من وهْم الشعارات، ويحرّر العقل المسلم من سجن القداسة المطلقة لتأويلات بشرية.

تجربة الرئيس أحمد الشرع، بوصفها تعبيرا عن مراجعة عميقة من داخل البنية الجهادية، تفتح أفقا جديدا في العلاقة بين الإسلام والدولة، بين النص والواقع، بين العقيدة والسياسة. إنها دعوة فلسفية إلى تجاوز النموذج الجهادي لا عبر العداء له، بل عبر تجاوزه نقديا إلى نموذج إسلامي عقلاني، أخلاقي، ومدني.

وبينما تظل الطائرات قادرة على هزيمة الجنود، فإن الشرع وأمثاله قادرون على هزيمة الأفكار، لا بالدم، بل بالمعنى، لا بالصراخ، بل بإعادة البناء الهادئ لعلاقة المسلم مع ذاته، ومع العالم.

مقالات مشابهة

  • أحمد الشرع من قلب السلفية الجهادية إلى عقل الدولة
  • الشرع: نريد رئيساً لكل السوريين ومنطقة الرئيس مثل أيّ منطقة أخرى
  • سوريا.. أحمد الشرع يثير تفاعلا بما قاله عن أبناء منطقة الرئيس
  • أحمد موسى يقدم واجب العزاء لـ تامر عبد المنعم في وفاة والده
  • الرئيس الشرع يتلقى برقية تهنئة من الملك عبد الله الثاني بمناسبة العام الهجري الجديد
  • مجلس الأعمال اللبناني في الكويت كرّم أحمد عرفة
  • الرئيس السوري: مفاوضات غير مباشرة بوساطة دولية لوقف اعتداءات إسرائيل
  • الرئيس الشرع يجتمع مع وجهاء وأعيان محافظة القنيطرة والجولان
  • السيد الرئيس أحمد الشرع يجري اتصالاً هاتفياً مع أمير دولة قطر سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ويعرب خلاله عن تضامن سوريا مع قطر ورفضها القاطع لأي اعتداء يهدد أمنها وسلامتها ويقوض أمن واستقرار المنطقة
  • مصدر برئاسة الجمهورية لـ سانا: السيد الرئيس أحمد الشرع يتلقى اتصالاً من الرئيس اللبناني جوزاف عون للتعزية بضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس بمنطقة الدويلعة في دمشق