لطالما لمّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحلفاؤه، على مدى أشهر، إلى ولاية رئاسية ثالثة له كقائد أعلى للقوات المسلحة، انتُخب مرتين حتى الآن، فمالذي قد يمنعه؟

 


خلال عطلة نهاية الأسبوع، أكد الرئيس ترامب أنه "لا يمزح" بشأن ترشحه لولاية رئاسية أخرى.


وبينما يحظر التعديل الثاني والعشرون للدستور الأمريكي على الرؤساء الترشح لولاية ثالثة، يُعد تعديل الدستور (من أجل تمكين ترامب من الترشح) مسارا شاقا ومن غير المرجح أن ينجح، لكن ترامب صرّح لشبكة "إن بي سي نيوز" بوجود "أساليب" يُمكنه من خلالها العودة إلى الرئاسة.

ويكاد يكون من المستحيل أن يصوت ثلثا مجلسي الكونغرس وثلاثة أرباع الولايات الأمريكية على إلغاء التعديل الثاني والعشرين.

وبالرغم من أنه يُمكن لثلثي الولايات الأمريكية الدعوة إلى مؤتمر دستوري لاقتراح تعديل، لكن لا يزال يتعين على 38 ولاية من أصل 50 ولاية التصديق على أي تعديل.

وفي هذا الإطار، أكد مدير الاتصالات في البيت الأبيض، ستيفن تشيونغ، في بيان لموقع "أكسيوس" أن ترامب يعتقد أن "من السابق لأوانه التفكير" في ولاية ثالثة، لكن باحثين قالوا لـ"أكسيوس" إنهم يأخذون تعليقات ترامب على محمل الجد.

وتساءلت كيمبرلي ويل، أستاذة القانون وخبيرة القانون الدستوري بجامعة بالتيمور: "لماذا يُوجد التعديل 22 إذا كان معطلا؟"

وأضافت: "إذا كان المقصود منه طوال الوقت مجرد إعداد نوع من اللعبة التي يمكن التغلب عليها من خلال إجراءات قانونية معقدة، فهذا في رأيي ليس موقفا شرعيا أو أخلاقيا"

على ماذا ينص التعديل الثاني والعشرون؟

 

ينص التعديل الثاني والعشرون على أنه "لا يجوز انتخاب أي شخص لمنصب الرئيس أكثر من مرتين".

واقتُرح هذا التعديل عام 1947 بعد وفاة الرئيس السابق فرانكلين د. روزفلت خلال ولايته الرابعة، وتم التصديق عليه عام 1951.

ويضع التعديل حدودا لمن يتولون الرئاسة، كما في حالة وفاة الرئيس قبل نهاية ولايته.

وعليه إذا تولى نائب الرئيس منصبه كرئيس في فترة غير مكتملة واستمرت ولايته هذه أكثر من عامين، فلا يحق له الترشح للانتخابات إلا مرة واحدة بعدها.

كيف كان رد فعل الجمهوريين؟

استخف كبار الجمهوريين في الكونغرس بتصريحات ترامب هذا الأسبوع ووصفوها بأنها غير واقعية.

وذكر أندرو سولندر، من "أكسيوس"، أن رئيس لجنة المخصصات في مجلس النواب، توم كول (جمهوري عن أوكلاهوما)، وصف تأملات ترامب بأنها "خيالية للغاية بحيث لا يمكن مناقشتها بجدية".

وصرح زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، جون ثون (جمهوري عن داكوتا الجنوبية)، بأن ترامب لا يستطيع الترشح لولاية ثالثة "دون تعديل الدستور".

 

      هل يمكن لفانس أن يسلم زمام الأمور؟

 

اتفق ترامب مع كريستين ويلكر، من "إن بي سي نيوز"، على أن إحدى الطرق هي قلب نتيجة انتخابات عام 2024، بحيث يصبح نائب الرئيس فانس رئيسا وترامب نائبا للرئيس.

وبمجرد توليه منصبه، سيتنحى فانس عن الرئاسة، ويتولى ترامب الرئاسة لولاية ثالثة.

ويشير بعض الباحثين إلى أن مسألة إمكانية تولي رئيس منتخب مرتين ولاية ثالثة عبر الترقية من منصب نائب الرئيس، تتوقف على نقاش نصي حول ما إذا كان التعديل الثاني والعشرون يحظر على الشخص "الانتخاب" أكثر من مرتين بدلا من الخدمة لأكثر من مرتين.

هذا و"يشير التفسير النصي المباشر إلى أن التعديل الثاني والعشرين يقيد فقط الأفراد الذين يحصلون على المنصب ... من خلال انتخابهم"، كما قال بروس بيبودي، الأستاذ في جامعة فيرلي ديكنسون، والذي استكشف كيف يمكن لرئيس منتخب مرتين العودة إلى المكتب البيضاوي.

وأكد بيبودي أن التعديل الثاني والعشرين "له تأثير كبير"، مشيرا إلى أنه يمنع الرؤساء المنتخبين مرتين من "الطريقة الأكثر شيوعا" لدخول المنصب (الانتخاب).

ويرى البعض أن التعديل الثاني عشر، الذي ينص على أنه "لا يمكن لأي شخص غير مؤهل دستوريا" لمنصب الرئيس أن يكون نائبا للرئيس، يشكل عائقا أمام تولي رئيس منتخب مرتين منصب نائب الرئيس، حيث علق بيبودي بالقول: "هذه حجة مهمة".

لكن مسألة ما إذا كان الرئيس المنتخب مرتين غير مؤهل للترشح أم غير مؤهل للخدمة تُطرح مجددا.

 

نعم، ولكن:

 

إذا نجح ترامب في الفوز بولاية ثالثة في اقتراع الولايات - سواء في المركز الأول أو الثاني - فستتبعه بالتأكيد دعاوى قضائية.

وقد تُذكر هذه القضية بسابقة حديثة عندما قضت المحكمة العليا العام الماضي بأنه لا يمكن منع ترامب من المشاركة في الانتخابات التمهيدية في كولورادو لأن الكونغرس، وليس الولايات، هو المسؤول عن إنفاذ بند التمرد في التعديل الرابع عشر.

وهناك أيضا احتمال أن يتدخل ترامب في عملية انتقال السلطة الرئاسية.

وفي هذا الصدد قالت كيمبرلي ويل، أستاذة القانون وخبيرة القانون الدستوري بجامعة بالتيمور: "إذا لم يمتثل للدستور ويعتقد، لأي سبب كان، أنه يجب أن يبقى في السلطة، فإن السؤال الأهم هو.. من سيمنعه؟"

 

 

المصدر: "أكسيوس"

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: ولایة ثالثة نائب الرئیس إذا کان

إقرأ أيضاً:

«ترامب»: سنتحدث مع إيران وسنرى ما الذي يمكن أن يحدث بعد ذلك

زعم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن إيران لا تريد الحديث مع أوروبا بل معنا، مضيفا: «سنتحدث مع إيران وسنرى ما الذي يمكن أن يحدث بعد ذلك».

وعن تصريحات مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية، تولسي جابارد، التي أفادت بعدم وجود دليل على قيام إيران ببناء سلاح نووي، قال ترامب: مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية مخطئة بشأن المعلومات عن الأسلحة النووية لإيران.

وقال ترامب، خلال مؤتمر صحفي: «لا يمكنني حسم القرار بشأن إيران الآن»، مضيفا: «سأمهل إيران أسبوعين كأقصى حد».

وأشار ترامب إلى أن إيران كانت على بعد أسابيع من امتلاك سلاح نووي، زاعما أن إيران هي التي تعاني حاليا ولا أعرف كيف يمكن وقف القتال.

ومن وجهة نظره، قال ترا مب: «إسرائيل تبلى بلاء حسنا عسكريا وإيران تعاني ولا أرى سبيلا لوقف القتال»، مضيفا: «من الصعب تقديم طلب لإسرائيل لوقف الغارات الجوية في إيران».

وأضاف ترمب: «قد أدعم وقفا لإطلاق النار حسب ما تسمح به الظروف»، متابعا: «مدة أسبوعين هي الوقت المناسب لرؤية ما إذا كان الإيرانيون سيعودون إلى رشدهم أم لا».

مواجهة إسرائيل وإيران

واستهدفت إيران اليوم الجمعة، مبنى Gav-Yam 4، وهو مركز تقني ضخم يقدّم خدمات تجسس وذكاء اصطناعي لصالح الجيش الإسرائيلي، ويعمل فيه موظفون تابعون لشركات عالمية مثل مايكروسوفت وIBM، وضباط تقنيون تابعون لوحدات الحرب الإلكترونية في الجيش الإسرائيلي، وفي هذا المبنى يتم تدريب عناصر الاستخبارات الإسرائيلية على استخدام الطيارات المسيرة، وبه مكاتب مرتبطة بأعمال التجسس التابعة لوحدات الجيش والأمن الداخلي الإسرائيلي.

وفي نفس المنطقة التي يتواجد فيها المبنى، والتي استهدفتها إيران بصاروخ يحمل حوالي 300 كيلو متفجرات، هناك أيضا مجمع استخبارات عسكري ضخم تابع للجيش الإسرائيلي، يضم وحدة «أوفك» التكنولوجية التابعة لسلاح الجو، ومراكز تكنولوجيا سيبرانية أخرى، وقيادة منطقة الجنوب العسكرية بالكامل.

وشنت إسرائيل هجمات واسعة النطاق في 13 يونيو 2025، استهدفت فيها المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية، واستخدمت الطائرات الحربية والطائرات المسيرة، وأسفرت وقتها عن مقتل عدد من كبار القادة والعلماء الإيرانيين، لترد إيران في نفس الليلة، وتطلق وابلا من الصواريخ والطائرات المسيرة على الأراضي الإسرائيلية، وخلال الأيام الماضية استهدفت مواقع في حيفا وتل أبيب ومناطق سكنية.

وتطور الوضع في 15 من يونيو، حيث دخلت جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن على خط النار، ونفذت هجمات صاروخية باليستية «بما في ذلك صواريخ فرط صوتية» على أهداف إسرائيلية في مدينة يافا ووسط إسرائيل، لتتسع بذلك رقعة الصراع، وفقا لوسائل عالمية.

وهاجمت إيران أجهزة الاستخبارات التابعة للاحتلال الإسرائيلي «المخابرات العسكرية والموساد»، في يوم الثلاثاء الموافق 17 يونيو 2025.

وذكرت وكالة «تسنيم» الإيرانية، بأن مصادر دفاعية إيرانية أكدت مقتل عدد كبير من الضباط والقادة الكبار في هذه الأجهزة.

تفصيلا، نفذت قوات الجو - فضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني هجوما صاروخيا على مراكز أمنية واستخباراتية في شمال تل أبيب باستخدام صاروخ متطوّر جديد، استهدفت خلال هذا الهجوم مركزين استخباريين رئيسيين هما، «أمان» «الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية» و«الموساد» «جهاز العمليات والتجسس الخارجي».

وحتى هذه اللحظة لازالت الهجمات مستمرة من كلا الجانبين.

اقرأ أيضاًإعلام عبري: إيران أرسلت إلى واشنطن ردًّا بموافقتها على بعض مطالب ترامب

ترامب: سأتخذ القرار بشأن إيران خلال أسبوعين

إيران تستدعي السفيرة السويسرية احتجاجًا على تصريحات ترامب "الاستفزازية"

مقالات مشابهة

  • ترامب: سأمهل إيران أسبوعين.. ولا يمكن لإسرائيل القضاء على كل المنشآت النووية
  • «ترامب»: سنتحدث مع إيران وسنرى ما الذي يمكن أن يحدث بعد ذلك
  • كيف يمكن أن تتعثر مشاركة الولايات المتحدة في الحرب ضد إيران؟
  • قيادي حوثي لترامب: قصف إيران سيشعل حربا على المصالح الأمريكية
  • الموضوع الأهم من وقف إطلاق النار لترامب في الحرب بين إيران والكيان الصهيوني؟
  • "لا يمكن السماح له بالبقاء".. تهديدات إسرائيلية جديدة بقتل خامنئي
  • ما دور مجلس الأمن القومي لترامب في مصير إيران؟
  • محمد علي الحوثي لترامب: قاذفاتكم فشلت في اليمن.. ولن تنجح في إيران
  • وزير الدفاع: الجيش الأمريكي "مستعد لتنفيذ" أي قرارات لترامب
  • تنتقد النزعة الملكية لترامب.. إلى أين تتجه حركة لا ملوك بأميركا؟