3 سيناريوهات أمام الناتو بمواجهة تهديدات ترامب
تاريخ النشر: 2nd, April 2025 GMT
تهز الهجمات الأميركية الشديدة اللهجة على دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأوروبية أسس الحلف، رغم أنه يجد صعوبة قصوى في تصور مستقبل له بدون الولايات المتحدة.
وتحت الضربات المتتالية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته، يدرك حلف الأطلسي الذي يعود تأسيسه إلى أكثر من 75 عاما، أنه يتحتم عليه إحداث تغيير سريع في بنيته.
وقال دبلوماسي طلب عدم كشف اسمه إن عدائية الإدارة الأميركية الجديدة تشكل "صدمة" للحلف. لكن هل يحصل التغيير المطلوب مع الولايات المتحدة أو بدونها؟ هذا هو السؤال المقلق الذي يتردد في أروقة الحلف في بروكسل.
ولخص دبلوماسي آخر طلب عدم كشف هويته أيضا لحساسية الموضوع، بالقول "نعرف الوجهة: حيز أصغر للولايات المتحدة وحيز أكبر لأوروبا"، غير أن أسئلة عديدة تبقى عالقة.
ويهاجم ترامب منذ شهرين كندا التي دعا إلى ضمها لتصبح الولاية الأميركية الواحدة والخمسين، والدانمارك التي يطالب بالسيطرة على منطقة شاسعة تابعة لها هي غرينلاند.
ولم يخف العديد من المسؤولين الأميركيين وفي طليعتهم نائب الرئيس جاي دي فانس ازدراءهم للأوروبيين الذين يصفونهم بأنهم "استغلاليون" ويتهمونهم بعدم دفع المساهمات المستحقة عليهم في الحلف.
إعلانوقال دبلوماسي إنه منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير/ كانون الثاني "يتراجع التفاؤل" مضيفا أن "الولايات المتحدة لم تتخذ بعد قرارات عملية، لكن يبدو أن كل يوم يحمل ضربة جديدة لأسس الحلف".
3 سيناريوهاتوعرض كاميل غران، المساعد السابق للأمين العام للحلف والباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، ثلاثة سيناريوهات محتملة.
أول هذه السيناريوهات هو الانتقال المنتظم، حيث يتخلى الأميركيون عن التزامهم إثر مفاوضات تعطي الأوروبيين مهلة من الوقت للاستعداد لذلك، موضحا أن "هذا يسمح بتفادي انعدام اليقين".
أما السيناريو الثاني، فهو الانتقال الفوضوي، حيث تبقي الولايات المتحدة على عضويتها في الحلف ولا سيما فيما يتعلق بالردع النووي، غير أنها تتخلى عن التزاماتها بالنسبة للقوات التقليدية، وهو ما تحدث عنه وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث.
وفي هذه الحالة، يرى غران أن الانسحاب سيجري "وفق نمط أزمة" مع ورود "تهديدات وإعلانات فوضوية"، مشيرا إلى أن "هذا هو السيناريو المهيمن" اليوم.
وهناك أخيرا سيناريو يشكل كابوسا للعديد من الحلفاء الأوروبيين لاسيما دول أوروبا الوسطى والشرقية، وهو انسحاب "بحكم الواقع أو بحسب القانون"، حيث لا تنسحب الولايات المتحدة رسميا بالضرورة لكنها "لا تعود مهتمة" بالدفاع عن القارة.
وبعدما هدد ترامب مرارا الأوروبيين الذين لا يرصدون نفقات عسكرية مناسبة، بات يطالب الدول الأوروبية كما كندا بتخصيص ما لا يقل عن 5% من ناتجها المحلي الإجمالي للنفقات الدفاعية في إطار الحلف.
وتمثل هذه النسبة عتبة عالية جدا لبعض الدول مثل إيطاليا وإسبانيا، التي لا يصل إنفاقها العسكري حاليا إلى نسبة 2%، غير أن الجميع يدرك أنه يتحتم عليهم إعلان تدابير خلال قمة الحلف المقرر عقدها في يونيو/حزيران في لاهاي.
وكشف دبلوماسي آخر أن الأمين العام للحلف مارك روته ذكر أمام الحلفاء نسبة تتراوح بين 3,5 و3,7%، مضيفا أن هذا سيكون أمرا صعبا لكنها مسألة أولويات في الإنفاق الوطني. وفي مطلق الأحوال، لا أحد واثق حتى الآن من أن هذا الرقم سيكون كافيا لترامب.
إعلان 5 سنواتويتساءل العديدون في بروكسل والعواصم الأوروبية عن معالم ما بعد الولايات المتحدة. وقال جايمي شيه المتحدث السابق باسم الحلف والخبير لدى مركز تشاتام هاوس للدراسات "لطالما علمنا أنه سيأتي وقت تنسحب فيه أميركا بطريقة ما وتضطر أوروبا إلى بذل المزيد".
وحذر كاميل غران من أن المهلة الزمنية ضيقة جدا إذ أمام الأوروبيين خمس سنوات لتشكيل قوة رادعة بوجه التهديد الروسي، موضحا أن تقديراته تستند إلى المهلة التي تحتاج إليها روسيا بحسب عدد من أجهزة الاستخبارات لإعادة بناء جيشها واكتساب قدرة على تهديد دولة من أعضاء الحلف الأطلسي.
وبحسب الخبير، فإن الأوروبيين قادرون على تحقيق ذلك، حتى لو أنه سيتحتم عليهم القيام باستثمار ضخم للتعويض عن المساهمة الأميركية على صعيد الاستخبارات والأقمار الصناعية واللوجستية. وقال "ليس هناك ما يحول دون أن يكون بمقدور 500 مليون أوروبي ردع 140 مليون روسي".
غير أن بلدان عدة تشك في ذلك. وقال دبلوماسي أوروبي في الناتو بهذا الصدد إن "الولايات المتحدة لا تزال تؤدي دورا لا غنى عنه لتوفير ردع ذي مصداقية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان الولایات المتحدة غیر أن
إقرأ أيضاً:
كيف تسببت وصفة معكرونة في خلاف دبلوماسي بين المملكة المتحدة وإيطاليا؟
أزمة دبلوماسية بسبب قطعة زبدة؟ اعلان
كاد شجار الشاي بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، خلال العام الماضي، أن يشعل أزمة كبرى، في حين تصاعدت هذا العام أزمة دبلوماسية بين بريطانيا وإيطاليا بسبب خلاف حول أطعمة تقليدية بدأ مع نوع جبن غير مناسب وقطعة زبدة.
وأثار موقع "جود فود" البريطاني جدلاً بعد وصفه طبق "كاسيو إي بيبي" الروماني الشهير بأنه "وجبة غداء سريعة" تحتوي فقط على أربعة مكونات: السباغيتي، والفلفل، والبارميزان، والزبدة، مما أثار استياء الإيطاليين الذين يرون في هذا التوصيف تقليلاً من قيمة تراثهم الغذائي العريق.
اشتعل غضب الإيطاليين، ولهم في ذلك أسباب وجيهة.. أولاً، يعلم كل من حاول تحضير طبق "كاسيو إي بيبي" سابقًا أن العملية ليست سهلة أو سريعة، بل تتطلب صبرًا ومهارة عالية. فمزج الجبن مع ماء المعكرونة للحصول على صلصة الكريمة المثالية يُعد تحديًا حقيقيًا، وهذا هو سبب شهرة هذا الطبق. إذا أردت تقييم جودة مطعم إيطالي، جرب طبق كاسيو إي بيبي؛ إذا أُعد بشكل صحيح، فهذا دليل على احترافية الطهاة، أما إذا تم تحريفه بإضافة جبن البارميزان، فكن على يقين أنك أمام من لا يحترمون التقاليد..
وثانيًا، يتكون الطبق الروماني الأصيل من ثلاثة مكونات فقط: المعكرونة (غالبًا التوناريللي)، الفلفل الأسود، وجبن البيكورينو رومانو. وتعتبر إضافة البارميزان خطيئة كبيرة كما أن الزبدة ليست موجودة على الإطلاق في الوصفة الأصلية.
هل كانت هذه مجرد زلة بريئة من البريطانيين؟ ربما. لكن هناك قواعد صارمة، ولا يجوز لأحد العبث بوصفات المعكرونة الإيطالية التقليدية.
ولم تغفل وسائل الإعلام الإيطالية عن هذه "الخيانة"، حيث كتبت صحيفة "إل ميساجيرو" من روما تقول: اقتباسًا من النشيد البريطاني "حفظ الله الملك"، يقول أصحاب المطاعم في روما الآن: "حفظ الله طبق الكاسيو إي بيبي".
Related الدنمارك تسحب معكرونة كورية شهيرة من الأسواق قائلة إنها قد تتسبب في تسمماليوم العالمي للمعكرونة: الإيطالي يستهلك أكثر من 23 كيلوغراماً سنوياً ماذا سيفعل عشاق المعكرونة في إيطاليا في ظلّ ارتفاع تكاليف الطاقة؟رد رئيس جمعية Fiepet-Confesercenti، التي تمثل المطاعم الإيطالية في روما ومنطقة لازيو، كلاوديو بيكا، جاء سريعاً حيث قدم شكوى رسمية إلى شركة " إيميديات ميديا" الناشرة لموقع "جود فود"، إضافة إلى السفير البريطاني في روما، إدوارد لويلين، معبراً عن استيائه من ما وصفه بـ"التشويش السخيف" على تقاليد الطهي الإيطالية الأصيلة.
ورداً على هذه الضجة، قام الموقع بتحديث وصفته وأعاد المكونات الثلاثة الأصلية التي تُعتبر مقدسة في طبق "كاسيو إي بيبي". لكن الأمر لم ينتهِ هنا، حيث تشير بعض النصائح على الإنترنت إلى أن بعض الطهاة الذين يواجهون صعوبة في تحضير الصلصة يضيفون كريمة مضاعفة لتسهيل تماسكها، وهو أمر مثير للجدل ويُعتبر خروجاً عن القواعد التقليدية للطبق.
كما علّق أحد صحافيي التلفزيون الإيطالي الرسمي "RAI" ساخرًا: "يقولون لنا دائمًا إننا لسنا بجودة الـ"BBC".. ثم يفعلون هذا. هذا خطأ فادح، واقتراح إضافة القشدة جعلني أرتجف".
ويختم التقرير بتحذير مازح: "لا تخبروهم أن معظم البريطانيين لا يزالون يحضرون طبق الكاربونارا بالقشدة.. وإلا فقد تندلع الحرب".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة