شنت إسرائيل سلسلة غارات واسعة على مدن دمشق وحمص وحماة في سوريا، استهدفت منشآت عسكرية، فيما قتل عدد من الأشخاص خلال اشتباك مع الجيش الإسرائيلي في ريف درعا الغربي.

وأفادت وسائل أعلام سورية، أن “الطيران الإسرائيلي شن غارة على مبنى البحوث العلمية في حي مساكن برزة بدمشق، كما هزت انفجارات مطار حماة العسكري نتيجة سلسلة غارات استهدفت مدرج المطار، وبحسب المعلومات، “هاجمت طائرات إسرائيلية مطار حماة الواقع في محيط المدينة بأكثر من 15 مرة”.

ووفق المعلومات، “شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات على مطار الـ(T4) العسكري قرب تدمر بريف حمص الشرقي”.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، “إنه ضرب أهدافا عسكرية في T4 ومطار حماة، وكذلك “بنى تحتية عسكرية متبقية” في منطقة دمشق، بزعم انها تشكل “تهديدا” للإسرائيليين”.

وأكد الجيش الإسرائيلي، أن “الضربات استهدفت مناطق في محيط حماة، إضافة إلى مبنى البحوث العلمية في حي برزة بالعاصمة دمشق”.

وأضاف الجيش في بيان رسمي: “خلال الساعات الماضية، نفذت قواتنا غارات على مواقع عسكرية متبقية في مطاري حماة و(تي فور) في حمص، إضافة إلى استهداف بنى تحتية عسكرية في منطقة دمشق”.

وشدد البيان على أن “العمليات العسكرية الإسرائيلية ستتواصل “لإزالة أي تهديد محتمل للإسرائيليين”.

وكشف مسؤول إسرائيلي لصحيفة “جيروزالم بوست”، أن “الغارات الجوية الأخيرة التي استهدفت مواقع داخل سوريا كانت تهدف إلى “إيصال رسالة مباشرة إلى تركيا”.

وحذر المسؤول الإسرائيلي أنقرة، من “إقامة قاعدة عسكرية في البلاد أو التدخل في النشاط الإسرائيلي في الأجواء السورية”.

في السياق، قالت وزارة الخارجية السورية في بيان: “تدين وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات موجة العدوان الإسرائيلي الأخيرة على سوريا، في انتهاك سافر للقانون الدولي وسيادة الجمهورية العربية السورية”.

وأضافت: “شنت القوات الإسرائيلية غارات جوية على خمس مناطق مختلفة في أنحاء البلاد خلال 30 دقيقة، مما أسفر عن تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري وإصابة عشرات المدنيين والعسكريين، ويشكل هذا التصعيد غير المبرر محاولة متعمدة لزعزعة استقرار سوريا وإطالة معاناة شعبها”.

وتابعت: “في وقت تسعى فيه سوريا لإعادة الإعمار بعد 14 عاماً من الحرب، تأتي هذه الاعتداءات المتكررة في سياق محاولة إسرائيلية واضحة لتطبيع العنف مجدداً داخل البلاد، مما يقوض جهود التعافي ويكرس سياسة الإفلات من العقاب”.

ودعت سوريا المجتمع الدولي إلى “اتخاذ موقف حازم والضغط على إسرائيل لوقف عدوانها والالتزام بالقانون الدولي وتعهداتها بموجب اتفاقية فصل القوات لعام “1974. كما حثت الأمم المتحدة وجميع الجهات الدولية المعنية على “اتخاذ إجراءات فورية لوقف هذا التصعيد ومنع المزيد من الانتهاكات”.

قتلى وجرحى برصاص الجيش الإسرائيلي في درعا

أفادت وسائل إعلام سورية “بمقتل عدد من الأشخاص وإصابة آخرين خلال اشتباك مع الجيش الإسرائيلي في ريف درعا الغربي جنوب سوريا، ولم تصدر حصيلة بعدد القتلى والجرحى، لكن أنباء تواترت عن مقتل 11 شخصا وجرح 27 آخرين، فيما نقلت صحيفة “الوطن” عن محافظة درعا بالجنوب السوري أن 9 مدنيين قتلوا وأصيب آخرون كحصيلة أولية إثر قصف القوات الإسرائيلية على حرش سد الجبيلية الواقع بين مدينة نوى وبلدة تسيل غرب درعا”.

وأشارت المحافظة إلى “وجود استنفار وغضب شعبي كبير في المنطقة بعد هذه المجزرة، خصوصا في ظل تقدم القوات الإسرائيلية لأول مرة إلى هذا العمق”.

وذكرت صحيفة “الوطن” السورية، أن “الأهالي في محافظة درعا جنوب سوريا يشتبكون مع القوات الإسرائيلية بالقرب من سد الجبيلية”.

وأكد تلفزيون “شام”، “مقتل الشبان خلال تصديهم للجيش الإسرائيلي، مشيرا إلى توجه الدفاع المدني لمنطقة الاشتباك لإخلاء عدد إضافي من الجثامين قرب حرش تسيل”.

وأكدت مصادر محلية “انسحاب رتل القوات الإسرائيلية بعد توغلها لساعات في محيط مدينة نوى وبلدة الجبيلية وسدها بريف درعا نحو قاعدة “تل أحمر” قبل دخولها إلى الجولان السوري المحتل”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الرئيس السوري أحمد الشرع سوريا حرة سوريا وإسرائيل الجیش الإسرائیلی فی القوات الإسرائیلیة

إقرأ أيضاً:

ما وراء استقبال القاهرة لـصدام حفتر بحفاوة عسكرية كبيرة؟

طرح الاستقبال العسكري الرسمي والكبير الذي أقامته وزارة الدفاع المصرية لرئيس أركان القوات البرية في القيادة العامة الليبية، صدام حفتر خلال زيارته القاهرة بعض الأسئلة عن أهداف الزيارة الآن وعلاقتها بأزمة المثلث الحدودي الأخيرة ودلالة الاحتفاء بنجل حفتر.

وكان في مقدمة الاستقبال رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، الفريق أحمد خليفة والذي التقى حفتر الابن وعقد معه اجتماعات موسعة ناقشا خلالها عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز آفاق التعاون بين القوات المسلحة لكلا البلدين في مختلف المجالات العسكرية والأمنية.

"تأمين الحدود ومنع الهجرة"

ونشرت صفحة المتحدث العسكري المصري أن "الفريق أحمد خليفة أكد لنجل حفتر ضرورة تنسيق الرؤى وتضافر الجهود المشتركة نحو تأمين الحدود والحد من ظاهرة الهجرة غير النظامية والبحث عن كافة الأطر والآليات التي تحقق السيطرة على الأوضاع الأمنية في كافة الأراضي الليبية.



ولوحظ تغطية واسعة من قبل الصفحات والمراكز الإعلامية والقنوات التابعة لحفتر للزيارة، واصفين الاستقبال الرسمي والحفاوة بأنه يشكل دعما مستمرا وإعادة هيبة الجيش الليبي وتأكيدا على الدور الكبير الذي يقوم به "صدام حفتر" مؤخرا خاصة في الزيارات الخارجية والدولية ممثلا لوالده المشير حفتر".

وشهد المثلث الحدودي بين مصر وليبيا والسودان مناوشات واشتباكات عسكرية منذ أيام انتهت بسيطرة قوات الدعم السريع السودانية على الجانب السوداني من المثلث بمساعدة قوات صدام حفتر المتركزة هناك، ما دفع البعض بربط الزيارة للقاهرة بهذه الأحداث.

فما أهداف وتداعيات ورسائل زيارة حفتر الابن إلى القاهرة الآن ودلالة الاستقبال العسكري الكبير له؟

"المثلث الحدودي والتدريب"

من جهته، قال المحلل السياسي المقرب من القيادة العامة في شرق ليبيا، أحمد الفضلي إن "هذه الزيارة مهمة جداً في ظل التغيرات العسكرية والسياسية بالمنطقة وخاصة ضمن المثلث الحدودي الذي يجمع ليبيا ومصر والسودان حيث أثبتت القوات المسلحة علي الشريط الحدودي خلال الفترة الماضية قدرتها علي تأمين هذه النقطة وهذا يحدث لأول مرة منذ عام 2011 بعد سقوط القذافي".



وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "هذه الخطوة مهمة جداً بالنسبة للجانب المصري الذي كان يعاني خلال السنوات الماضية من مشكلة الشريط الحدودي الذي أصبح غير مأمن من الجانب الليبي، والجيش المصري شريك استراتيجي مهم، والفريق صدام هو رئيس أركان القوات البرية تحت قيادة المشيرة خليفة حفتر وهذه الزيارة جاءت لتنسيق وتعزيز التعاون المشترك في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب والتدريب"، حسب كلامه.

وأضاف: "الاستقبال الرسمي من قبل رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية هو دلاله واضحة على مستوى العلاقة والاحترام والتعاون بين الطرفين حيث تدرك مصر جيدا الاستقرار في ليبيا يعنى استقرار مصري وكلما كانت المنطقة في حالة من الأمن والنظام خفف ذلك من الضغط على القيادة المصرية"، كما قال.

"استدعاء وتسويق وريث حفتر"

في حين قال الأكاديمي الليبي، عاطف الأطرش إن "الزيارة تعكس رغبة مصر في التحكم بمسار النفوذ الإقليمي عبر ليبيا وضبط تداخل الأمور في السودان، لذا يبدو أن القاهرة أرادت إيصال رسالة واضحة لحميدتي وحلفائه، مفادها بأن ليبيا ليست منصة لدعم الحركات المسلحة خارج نطاق الدولة".

وأكد خلال تصريحه لـ"عربي21" أن "استضافة صدام حفتر تشير أيضا إلى سعي مصري لتقييم أوراق النفوذ داخل شرق ليبيا، وربما إعادة صياغة الاستراتيجية مع جدل النفوذ الإماراتي والتركي، وزيارة صدام حفتر إلى القاهرة بهذا المستوى تمثل تقاطعا بين محاولة مصر حماية أمنها القومي وتثبيت نفوذها في شرق ليبيا وبين مساعي عائلة حفتر لتقديم صدام كوريث عسكري شرعي""، وفق رأيه.

وتابع: "لكن في الوقت نفسه لا يمكن استبعاد أن تكون الزيارة استدعاء غير معلن لمساءلة صدام عن أفعال قواته في المثلث الحدودي ومحاولة احتواء أي تداعيات قد تهدد العلاقة التاريخية بين القاهرة والرجمة"، كما صرح.

"تأثير الاضطرابات الإقليمية"

المتحدث السابق باسم رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، محمد السلاك رأى من جانبه أن "الخطوة تهدف إلى تعزيز أوجه التعاون الاستراتيجي بين المؤسستين على وقع الاضطرابات الإقليمية التي تشهدها المنطقة وسبل مواجهة التحديات الأمنية التي قد تترتب عليها، وكذلك بحث أطر التعاون الأمنية والعسكرية ولا سيما في مجالات التدريب وتطوير الكفاءات".



وقال إن "رئاسة الأركان البرية التي يقودها صدام حفتر هي واحدة من أقوى الأذرع العسكرية للقيادة العامة وهي تقوم بمهمات خاصة نوعية مستمرة في مناطق عدة أغلبها ذات حساسية عالية وبالغة الخطورة خاصة عند الأشرطة الحدودية في الجنوبين الغربي والشرقي، لذا ليس من المستغرب هذا الاستقبال الحافل لأن القاهرة تدرك الدور الحيوي الذي تقوم رئاسة الأركان وقيادتها"، كما رأى.

وبخصوص أزمة المثلث الحدودي رأى السلاك أن "القيادة العامة أكدت في بيان مفصل أنها ليست طرفا في هذا الصراع في حين عجزت القوات المسلحة السودانية عن تقديم دليل مادي واحد على انخراط القيادة العامة في الصراع لنصرة طرف على حساب آخر، وليبيا شأنها شأن مصر متضررة من هذا الصراع وليست في مصلحة الطرفين تأجيجه أو استمراره، بل يقفان على النقيض ويدفعان باتجاه وأد الصراع وانتهائه إلى تسوية شاملة ما يصب في مصلحة البلدين ويحد من المخاطر الأمنية المترتبة على هذا النوع من الصراعات"، وفق تصريحاته لـ"عربي21".


مقالات مشابهة

  • إسحاق بريك: القوات البرية في الجيش الإسرائيلي تتجه نحو الانهيار في قطاع غزة
  • الاحتلال الإسرائيلي: سقوط قتلى بقرية كفر مالك نتيجة رد على نيران
  • تطورات عسكرية مهمة في النيل الأزرق وجنوب كردفان
  • نقص في الذخائر يربك الجيش الإسرائيلي بعد فتح 3 جبهات
  • ما وراء استقبال القاهرة لـصدام حفتر بحفاوة عسكرية كبيرة؟
  • الحكومة الإيرانية: سنبدأ في إعادة بناء المنازل والمنشآت المتضررة جراء الغارات الإسرائيلية
  • الحكومة الإيرانية: نبدأ في إعادة بناء المنازل والمنشآت المتضررة في الغارات الإسرائيلية
  • انفجار في مازندران.. والإعلام الإسرائيلي يؤكد مهاجمة منشأة عسكرية في إيران
  • قتلى وجرحى بسبب القصف الإسرائيلي على جيلان
  • إسرائيل: القوات الجوية بدأت موجة من الهجمات على أهداف عسكرية في طهران