فقد الدولار الأميركي جميع المكاسب التي حققها منذ فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية خلال نوفمبر الماضي، مع تسبب موجة جديدة من الرسوم الجمركية في إرباك الأسواق العالمية.

تراجع مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري إلى أدنى مستوى له منذ منتصف أكتوبر يوم الجمعة، وهو مستوى سُجل قبل إعلان نتائج الانتخابات الأميركية في 5 نوفمبر.

وهوت العملة الاحتياطية العالمية بالتزامن مع تراجع عوائد السندات والأسهم الأميركية، وسط مخاوف من أن تؤدي الحرب التجارية التي يشنها ترمب إلى إبطاء وتيرة النمو الاقتصادي.

في المقابل، سجلت جميع عملات مجموعة العشر المتداولة مقابل الدولار مكاسب يوم الخميس، بقيادة الين الياباني والفرنك السويسري، مع توجه المتداولين نحو الملاذات الآمنة في يوم إعلان الرسوم الجمركية.

قال بارش أوباديايا، مدير استراتيجية الدخل الثابت والعملات لدى مؤسسة "أموندي" (Amundi) في الولايات المتحدة، إن "السوق الهابطة للدولار بدأت بالفعل، وتزداد ضراوة". وأضاف أن المؤشر قد يتراجع بنسبة 10% هذا العام، مع اقتراب الولايات المتحدة من "حافة الركود الاقتصادي".

رهانات ضد الدولار

كانت سوق الصرف الأجنبي، التي تقدر تعاملاتها اليومية بنحو 7.5 تريليون دولار، في حالة ترقب قبل إعلان ترمب عن الرسوم الجمركية في 2 أبريل، لا سيما في ظل بعض الإشارات المتضاربة بشأن تلك الرسوم والتي أربكت توقعات الأسواق.

وشكل سعي ترمب نحو التراجع عن عقود من العولمة، والسياسات اللاحقة لذلك، سبباً رئيسياً دفع العديد من المستثمرين إلى المراهنة ضد الدولار.

هذا التوجه يمثل تحولاً كبيراً عما كان سائداً في وقتٍ سابق من هذا العام، حينما كانت خطط ترمب السياسية، مثل التخفيضات الضريبية والرسوم الجمركية، محفزاً كافياً للمراهنة على صعود الدولار.

وفي فبراير، صرح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت بأن سياسات ترمب "قائمة تماماً" وسط سياسة الدولار القوي، مؤكداً التزام الإدارة الأميركية بموقفها تجاه دعم العملة الأميركية.

ارتفع مؤشر الدولار بنحو 5% عقب انتخاب ترمب، وبلغ ذروته في وقت سابق من هذا العام، قبل أن يتراجع بأكثر من 4% في عام 2025. لكنه خسر 1.5% من قيمته يوم الخميس، وواصل الهبوط بنحو 0.4% خلال جلسات التداول الآسيوية يوم الجمعة.

قال إد الحسيني، المحلل الاستراتيجي في شركة "كولومبيا ثريدنيدل إنفستمنت" (Columbia Threadneedle Investment): "قد نكون في المراحل الأولى من موجة بيع هيكلية تطال الدولار الأميركي".

في السياق نفسه، وصف ريتشارد فرانولوفيتش، رئيس استراتيجية العملات في بنك "ويستباك بانكينغ" (Westpac Banking)، الساعات الأربع والعشرين الماضية بأنها "لحظة هيكلية فارقة وعميقة" لأسواق العملات. وكتب في مذكرة موجهة إلى العملاء أن أجندة ترمب السياسية، التي تشمل الرسوم الجمركية وتخفيضات الميزانية، قد أعادت تشكيل العلاقة بين الدولار ومخاطر أسواق الأسهم.

وأضاف أن "الابتسامة الشهيرة التي لطالما ارتبطت بصورة الدولار الأميركي لم تعد موجودة، بل تحولت إلى ما يشبه تكشيرة الدولار".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدولار ترمب الرسوم الجمركية الرسوم الأسواق مؤشر المزيد الرسوم الجمرکیة

إقرأ أيضاً:

ترامب: أمريكا أصبحت أغنى دولة بالعالم بفضل الرسوم الجمركية

في تصريحات جديدة، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة أصبحت “أغنى دولة في العالم” بفضل سياسات فرض الرسوم الجمركية على الواردات، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة قد جلبت مئات المليارات من الدولارات لخزينة البلاد.

وقال ترامب في تصريحاته للصحفيين: “أعتقد أننا، مع فرض الرسوم الجمركية، أصبحنا أغنى دولة في العالم، ونحن نحصل على مئات المليارات من الدولارات”.

وأضاف أن الولايات المتحدة قد حصلت بالفعل على أكثر من 200 مليار دولار من الرسوم الجمركية على الواردات، وتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى تريليون دولار سنويًا في المستقبل القريب.

هذا ومنذ توليه منصبه، كان ترامب من أبرز المدافعين عن فرض الرسوم الجمركية، معتبرًا أن هذه السياسة تدعم الاقتصاد الأمريكي وتحمي الصناعات المحلية من المنافسة الخارجية، وقد تسببت هذه السياسات في توترات تجارية مع العديد من الدول، بما في ذلك الصين، حيث كانت الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية واحدة من أبرز الملفات في حرب التجارة بين البلدين.

ووفقًا لصندوق النقد الدولي، تُعد الولايات المتحدة أكبر دولة في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يعزز موقف ترامب في حديثه عن زيادة الثروة الوطنية نتيجة لتطبيق السياسات التجارية الصارمة، وسبق للرئيس الأمريكي أن صرح في مناسبات عدة بأن الرسوم الجمركية تسهم بشكل كبير في تقوية الاقتصاد الأمريكي على حساب الاقتصادات الأجنبية.

كان ترامب قد أعلن في وقت سابق أن الولايات المتحدة قد حصلت على أكثر من 200 مليار دولار من الرسوم الجمركية، ويأمل في زيادة هذه العائدات إلى تريليون دولار سنويًا. لكن مع استمرار الخلافات التجارية مع الدول الكبرى، تظل هذه الأرقام عرضة للتقلبات بحسب تطورات السياسة الاقتصادية العالمية.

مقالات مشابهة

  • هل يعيد زيت الطهي إشعال الحرب التجارية بين أمريكا والصين؟
  • رسوم ترامب الجمركية على الخشب والأثاث تربك سوق الإسكان الأمريكي
  • دخول «رسوم ترامب» الجمركية على الخشب والأثاث حيّز التطبيق
  • ترامب: أمريكا أصبحت أغنى دولة بالعالم بفضل الرسوم الجمركية
  • رسوم ترامب الجمركية على الخشب والأثاث تدخل حيّز التطبيق
  • دخول رسوم ترامب الجمركية على الخشب والأثاث حيّز التطبيق
  • ترمب: الرسوم الجمركية جعلت أميركا أغنى دولة في العالم
  • الصين تتعهد برد حازم على الرسوم الجمركية الأمريكية
  • أنهينا 8 حروب - ترامب من الكنيست: الفوضى التي ابتليت بها المنطقة انتهت تماما
  • الحرب الاقتصادية الأميركية الصينية: من التعرفة الجمركية إلى معركة المعادن النادرة وانعكاساتها على الإقليم واليمن