قالت منظمة سام للحقوق والحريات إن استمرار إخفاء القيادي في حزب الإصلاح، محمد قحطان، يُعد جريمة جسيمة وانتهاكًا صارخًا للقوانين المحلية والدولية، مشددة على ضرورة كشف الحقيقة كاملة حول مصيره، وتمكين أسرته من الحصول على معلومات واضحة بشأن مكان احتجازه ووضعه القانوني، ومحاسبة المتورطين في هذه الجريمة.

جاء ذلك في بيان لها بمناسبة مرور عشر سنوات على اختفائه بعد اختطافه من قبل مليشيا الحوثي من منزله في العاصمة صنعاء في الرابع من أبريل2025م، الذي صادف أمس الجمعة.

وأوضحت سام أن قحطان اعتُقل تعسفيًا من منزله في العاصمة صنعاء في 4 أبريل 2015، عقب محاصرته من قبل مسلحي جماعة الحوثي، دون مذكرة توقيف أو مسوغ قانوني، ومنذ ذلك التاريخ، انقطعت أخباره كليًا، حيث لم يُسمح لأسرته أو محاميه بمعرفة مكان احتجازه أو التواصل معه.

وذكرت المنظمة أن هذه الجريمة جاءت ضمن حملة قمع ممنهجة استهدفت النشطاء والسياسيين والمعارضين، إلا أن حالة قحطان حملت طابعًا خاصًا من القسوة، نظرًا لرمزيته السياسية والقيادية.

وبيّنت المنظمة أن مرور عقد كامل على استمرار إخفاء قحطان قسرًا دون أي معلومات عن مصيره، يُمثل انتهاكًا خطيرًا للحقوق الإنسانية، لا يقتصر على الضحية وحده، بل يشمل أسرته ومجتمعه، ويقوّض مبادئ العدالة ويُضعف الثقة في مستقبل يحترم الكرامة الإنسانية.

واعتبرت سام أن الاخفاء القسري جريمة لا تسقط بالتقادم، محمّلة جماعة الحوثي المسؤولية القانونية والأخلاقية الكاملة عن استمرار هذا الانتهاك، ورافضة تحويل قضية محمد قحطان إلى ورقة تفاوضية أو أداة للمساومة السياسية.

وأكدت منظمة سام أن قضية قحطان تُمثل تذكيرًا مؤلمًا بملف طويل من الانتهاكات السياسية التي لم يُنصف ضحاياها، في شمال اليمن وجنوبه، منذ ما قبل الحرب التي اندلعت بانقلاب جماعة الحوثي على الدولة، في سبتمبر 2014.

ودعت سام الدولة اليمنية، والحزب الذي ينتمي إليه قحطان، وكافة القوى المدنية، إلى تحمّل مسؤولياتهم في تخليد ذكراه، من خلال أنشطة إعلامية وتوعوية وحقوقية، بما في ذلك تسليط الضوء على قضيته عبر وسائل الإعلام، وتنظيم فعاليات دورية للدفاع عن ضحايا الإخفاء القسري، بالإضافة إلى مواصلة تقديم العرائض والملفات القانونية أمام المحاكم والمحافل الدولية.

وجدّدت سام مطالبتها بالإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقل قحطان، ومحاسبة جميع المتسببين في إخفائه، والالتزام بأحكام الاتفاقيات الدولية، وعلى رأسها الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري.

وشددت المنظمة على الضرورة الملحة لتكثيف الجهود والضغط من أجل الكشف عن مصير جميع المخفيين قسرًا في اليمن، واتخاذ خطوات عملية لضمان عدم تكرار هذه الجرائم في المستقبل.

وأكدت المنظمة أن معالجة قضية الإخفاء القسري ليست فقط التزامًا قانونيًا وإنسانيًا، بل هي أيضًا خطوة أساسية لإعادة بناء الثقة، وتضميد الجراح الوطنية، ووضع الأسس لسلام عادل وشامل.

وفي هذا السياق، دعت منظمة سام إلى الكشف الفوري عن مصير جميع من تعرضوا للإخفاء القسري خلال مختلف مراحل الصراع في اليمن، وعلى وجه الخصوص منذ اندلاع الحرب التي أشعلها انقلاب جماعة الحوثي في سبتمبر 2014.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: جماعة الحوثی

إقرأ أيضاً:

سوريا تمنح ترخيصا لأول منظمة تُعنى بإعادة ممتلكات وتراث اليهود

منحت السلطات السورية ترخيصاً رسمياً لـ“منظمة التراث السوري اليهودي”، في خطوة وصفت بأنها غير مسبوقة، تهدف إلى حماية الإرث اليهودي في البلاد والعمل على استعادة الممتلكات التي صودرت من أبناء الطائفة خلال العقود الماضية.

وأعلنت وزيرة الشؤون الاجتماعية هند قبوات أن إشهار المنظمة يشكل أول اعتراف رسمي بمنظمة تُعنى بالتراث اليهودي في سوريا، مؤكدة أن هذه الخطوة تعكس توجه الدولة الجديدة نحو المساواة بين جميع المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية. وأضافت أن سوريا تسعى إلى دعم كل من يرغب في المساهمة بإعادة بناء الدولة من مختلف الطوائف.

ترامب ينعي الضحايا الأمريكان في حادث سوريا.. و يهدد: سيكون هناك رد على داعشوزير الحرب الأمريكي يعلن القضاء على منفذ هجوم وسط سورياالخارجية الأمريكية: روبيو بحث مع نظيره الإسرائيلي الوضع في سوريا ولبنانمجلس النواب الأمريكي يصوت لصالح إلغاء عقوبات قانون قيصر على سوريا

وتعود جذور الطائفة اليهودية في سوريا إلى قرون قبل الميلاد، إلا أن وجودها تقلص بشكل كبير خلال العقود الأخيرة، لا سيما بعد القيود التي فرضت عليها في عهد النظام السابق. ومع التغييرات السياسية التي شهدتها البلاد خلال العام الماضي، برزت محاولات لإعادة إحياء هذا الحضور التاريخي.

من جانبه، قال هنري حمرا، أحد مؤسسي المنظمة ونجل آخر حاخام غادر سوريا، إن المنظمة ستعمل على توثيق الممتلكات اليهودية التي تمت مصادرتها، والسعي إلى إعادتها لأصحابها، إضافة إلى حماية وترميم المواقع والمقدسات اليهودية، وفتحها أمام الزوار من مختلف أنحاء العالم.

وشهدت الأشهر الماضية زيارات متتالية لوفود من اليهود السوريين إلى دمشق، كما التقى الرئيس الانتقالي أحمد الشرع وفداً منهم في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في مؤشر على انفتاح رسمي متزايد تجاه هذه الشريحة.

وفي السياق ذاته، أفاد المدير التنفيذي للمنظمة السورية للطوارئ، معاذ مصطفى، بأنه تم حتى الآن توثيق عشرات المنازل التي تعود ملكيتها ليهود سوريين، والتي تمت مصادرتها خلال حكم النظام السابق، مؤكداً أن العمل ما زال مستمراً لحصر المزيد من الممتلكات.

طباعة شارك التراث السوري اليهودي سوريا أخبار سوريا المواقع والمقدسات اليهودية في سوريا الرئيس الانتقالي أحمد الشرع هنري حمرا

مقالات مشابهة

  • سوريا تمنح ترخيصا لأول منظمة تُعنى بإعادة ممتلكات وتراث اليهود
  • منظمة «انقذوا الأطفال» تطالب بالإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى غزة
  • منظمة حقوقية: العدو الإسرائيلي يستغل الحرب لسن قوانين تسكت الفلسطينيين
  • منظمة أممية تحذر من غرق خيام مئات آلاف النازحين بغزة
  • إريتريا تعلن انسحابها رسمياً من منظمة الإيغاد
  • “حماس” تطالب منظمة “العفو الدولية” بسحب تقريرها حول أحداث 7 أكتوبر
  • صحفيات بلا قيود  تدعو لتحقيق دولي عاجل في انتهاكات حضرموت ومحاسبة المسؤولين
  • هيئات حقوقية تونسية تطالب بوقف تجريم المعارضة
  • تحذير خطير | الصحة العالمية: ارتفاع ملحوظ في نشاط الإنفلونزا الموسمية
  • إريتريا تفرج عن 13 معتقلا بعد 18 عاما من الحبس