الأسبوع:
2025-05-21@18:03:01 GMT

ترامب بين الأقوال والأفعال

تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT

ترامب بين الأقوال والأفعال

يمر العالم الآن باضطرابات سياسية واقتصادية وأمنية غير مسبوقة، ويرجع السبب الرئيسي في ذلك إلي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هذا الرئيس الذي كان قد طمأن العالم خلال حملته الانتخابية بقدرته على نشر السلام في العالم، ومنها وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وحل النزاع في الشرق الأوسط بالطرق السلمية، ووقف حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، والضفة الغربية، ولبنان، وسوريا، وغيرها من أزمات العالم كالملف النووي الإيراني، وغيرها من النزاعات الدولية، إلا أن كل تلك الشعارات، ومنذ تولي ترامب الحكم ظلت حتى الآن أقوالا بلا أفعال، فلم نر سلاما يتحقق، ولم تتوقف عجلة الحرب الروسية- الأوكرانية، وزادت إسرائيل من عدوانها وهجماتها على الأراضي المحتلة وغيرها من الدول العربية، كما لم يتمكن ترامب من فعل شيء بخصوص الملف النووي الإيراني، غير التهديد والوعيد، وشن هجماته على الحوثيين باليمن، وإمداد إسرائيل بكل أنواع الأسلحة، واعطاء بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر لقتل ما تبقى من أبناء غزة، وموافقته على حصار القوات الإسرائيلية لهم، ومنع كافة المساعدات الإنسانية للوصول إلى قطاع غزة المدمر والمحروم من أبسط مقومات الحياة، وتقطيع غزة إلى أوصال بهدف تهجير أبناء القطاع، ما يوضح أن الذي يقف وراء التهجير هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي كان وما يزال يصدم العالم بقراراته الظالمة تجاه أبناء غزة، ورغبته في تحويل القطاع إلى ريڤيرا البحر المتوسط، ولم تتوقف قرارات ترامب الجائرة والصادمة للعالم عند هذا الحد، بل أعلن عن نيته في ضم قناة بنما، وجرينلاند إلى أمريكا، ورغبته في ضم دولة كندا شاسعة المساحة، وجعلها الولاية رقم 51 في أمريكا، وبتحويله اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا، أما القرارات التي كانت أكثر خطورة، وأدت إلى انزعاج العالم هو قراره مؤخراً بزيادة التعريفة الجمركية على واردات أمريكا إلى بلدان العالم، ما أدى إلى إشعال حروب تجارية قد تؤدي إلى التضخم والركود العالمي بسبب ارتفاع التعريفة الجمركية على الدول الصديقة لأمريكا بنسب كبيرة قد تلحق الأذى بالاتحاد الأوروبي، وغالبية دول العالم، ودافع ترامب في ذلك هو تحقيق الهيمنة الاقتصادية الأمريكية على كل دول العالم، وبخاصة الصين، والاتحاد الأوروبي، والهند، وكندا، وغيرها من دول العالم وفقاً للنسب الجمركية التي حددها بنفسه على بلدان العالم، هذا وقد اعتبر ترامب أن قراره هذا يعد بمثابة يوم التحرير الأمريكي، باعتبار ترامب هو المنقذ الاقتصادي لأمريكا، الذي تمكن من تحرير اقتصادها الذي كانت تستغله دول العالم عبر عقود.

وبخصوص هذا الصدد، يتوقع الخبراء والمحللون الاقتصاديون بالعالم حدوث انعكاسات وآثار سلبية كبيرة على الاقتصاد العالمي خلال شهر يوليو القادم، ويرون أيضاً أن قرار ترامب المتعلق بالتعريفة الجمركية قد يؤذي الاقتصاد الأمريكي باعتباره قرارا غير مدروس، ويرون أيضاً أن غالبية دول العالم سوف تجد بدائل أخرى لحركة التصدير والاستيراد، وبخاصة مع الدول التي لا ترتبط معها باتفاقات جمركية، وذلك لتحقيق التوازن الاقتصادي المطلوب، أما الصين فإنهم يرون أن قرار التعريفة الجمركية لن يؤدي إلى ضعف صادراتها، لأن اقتصادها مستقر، ولهذا يرون أنها ستبحث عن أسواق ناشئة لتعزز استثماراتها في غالبية دول العالم وفق خطط صينية مدروسة على المدى الطويل، الأمر الذي سيمكنها من انتزاع الصدارة الاقتصادية من أمريكا، أما تأثير القرار علي الاتحاد الأوروبي فكان تعجيزيا إلى حد كبير بسبب رفع ترامب للتعريفة الجمركية، ما جعل من دول الاتحاد الأوروبي هذا السوق الكبير أن يجتمع يوم التاسع من أبريل الجاري لاتخاذ ما يراه مناسباً للرد على قرار ترامب، وبإمكانية فرض الاتحاد الأوروبي تعريفة جمركية مماثلة على الواردات الأمريكية.

إن ترامب بقراره هذا أدى إلى عدم الاستقرار للعلاقات الاقتصادية الدولية، وإلى اضطراب البورصات الدولية والاقتصاد العالمي، لتظل شعارات وقرارات ترامب العنجهية قرارات محمومة وظالمة لم تقدم أي حلول لمشاكل هذا العالم، بل وقفت شعاراته الانتخابية بين الأقوال التي لم ينفذ منها غير ما يؤذي بلدان العالم.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: دول العالم وغیرها من

إقرأ أيضاً:

يحمل اسم شخصية توراتية.. ماذا نعرف عن مشروع "استير" الذي تبناه ترامب؟

لم تكن تصريحات الرئيس دونالد ترامب عندما قال للطلاب الداعمين لفلسطين: "سنجدكم ونطردكم" مجرد كلمات عابرة، ولم تكن عمليات اعتقالهم وترحيلهم إجراءات ارتجالية. بل هي جزء من خطة محكمة ذات طابع استراتيجي سبقت صعوده إلى السلطة فما هو مشروع "إستير" الذي تبناه؟ وما الذي نعرفه عنه؟ اعلان

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"* تقريرًا كشفت فيه أن مؤسسة التراث الأمريكية أرسلت وفدًا إلى إسرائيل أواخر أبريل/نيسان الماضي، لعقد لقاءات مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، والسفير الأمريكي مايك هاكابي، بهدف مناقشة مشروع "إستير".

ويتألف المشروع من مجموعة خطوات تهدف إلى "محاربة معاداة السامية" داخل الولايات المتحدة، لكن كان لافتًا أنه يصنف الحركات المؤيدة لفلسطين داخلها على أنها جزء من "شبكة دعم حماس العالمية" (HSN)، والتي يُقال إنها تسعى إلى:

زعزعة دعم واشنطن لإسرائيلالاستفادة من وسائل الإعلام الأمريكية لنشر أفكارهااستمالة الحكومة الفيدراليةاستغلال التراخي داخل المجتمع اليهودي الأمريكي

ويضع المشروع قواعد للتصدي لتلك الحركات، عبر طرد وإقصاء وإلغاء كل من يدعم الحركة المناصرة لفلسطين، بما في ذلك الطلاب، والأساتذة، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى إلغاء تمويل المؤسسات التي تدعمهم.

خلفية المشروع

تمت صياغة المشروع في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أي قبيل الانتخابات الأمريكية، وتزامنًا مع تصاعد الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل داخل الجامعات الأمريكية.

وسُمي المشروع تيمّنًا بالملكة اليهودية "إستير"، زوجة الملك الفارسي خشايارشا الأول في الحقبة الأخمينية، وهي شخصية توراتية معروفة بأنها خلّصت اليهود.

Relatedالقضاء الأمريكي يحكم بترحيل الناشط الفلسطيني محمود خليل من الولايات المتحدة"عقوبة مقصودة": رفض الإفراج المؤقت عن محمود خليل لحضور ولادة ابنهترامب: هارفرد مهزلة وتعلّم الكراهية والغباء

وتشير الصحيفة إلى أن ترامب تبنى المشروع دون الإعلان عنه. إذ أن أكثر من نصف سياساته دخلت حيز التنفيذ في غضون أقل من أربعة أشهر على توليه السلطة. وقد أجرت مقابلات مع القائمين على المشروع لتأكيد تلك الفرضيات.

ورغم نفي المسؤولين في مؤسسة التراث الأمريكية ضلوعهم المباشر في استخدام الدليل الذي وضعوه داخل البيت الأبيض، أكد مدير الأمن القومي في المؤسسة، وأحد مؤلفي المشروع، أن ما يجري "لا يمكن أن يكون مصادفة".

فقد كان لافتًا شروع الإدارة في حملة اعتقال واسعة، طالت الطلاب الداعمين لفلسطين، مثل محمود خليل ومحسن مهداوي، مع قرارات بقطع التمويل عن جامعة هارفارد لعدم استجابتها لطلبات الإدارة الأمريكية.

ومنذ أواخر مارس/آذار الماضي، ألغت السلطات الأمريكية تأشيرات أكثر من 1000 طالب جامعي أو أنهت وضعهم القانوني في مختلف أنحاء البلاد، وفقًا لمراجعة أجرتها وكالة "أسوشيتد برس".

في هذا السياق، انتقدت بيلين فرنانديز، وهي كاتبة وصحفية أميركية ومؤلفة كتاب "المنفى: رفض أميركا واكتشاف العالم"، مشروع "استير"، قائلة إن القيّمين عليه يدّعون أنهم ملتزمون بحماية البلاد من الذين يدمرون الديمقراطية، لكنهم في "الواقع هم من يدمّرونها".

وأوضحت أن المشروع يحمل عدة مغالطات، من بينها أن الربط بين حركة حماس والرأسمالية في المشروع غير واضح، كما أنه يجرّم حق الاحتجاج على ما وصفته بـ"المذبحة الجماعية للفلسطينيين في غزة"، ويعتبره شكلا من أشكال معاداة السامية.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • يحمل اسم شخصية توراتية.. ماذا نعرف عن مشروع "استير" الذي تبناه ترامب؟
  • ما هو "مشروع إيستر" الخطير الذي تبناه ترامب؟ وما علاقته بحماس؟
  • ما هو “مشروع إستير” الخطير الذي تبناه ترامب؟ وما علاقته بحماس؟
  • ما هو مشروع إيستر الخطير الذي تبناه ترامب؟ وما علاقته بحماس؟
  • رسوم ترامب الجمركية تخفض توقعات نمو اقتصاد منطقة اليورو
  • الشعور بالقوة الذي منحه ترامب للخليج.. هل يصمد أمام اختبار وقف العدوان الإسرائيلي؟
  • مورغان ستانلي: خطر الركود أميركا لم ينتهِ بعد رغم تخفيف الرسوم الجمركية
  • ترامب يهاجم “وول مارت” بعد عزمها رفع الأسعار بسبب الرسوم الجمركية
  • خفض توقعات النمو في منطقة اليورو جراء رسوم ترامب الجمركية
  • الذهب يرتفع مع ضعف الدولار وتهديدات ترامب بالرسوم الجمركية