طرح تشكيل حكومة طوارئ في العراق.. هل تنهي واشنطن هيمنة طهران؟
تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT
في الوقت الذي ينتظر مشروع قانون "تحرير العراق من هيمنة إيران" إقراره في الكونغرس الأمريكي، يطرح البعض تأجيل الانتخابات العراقية، وتشكيل حكومة طوارئ برئاسة رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، وذلك لمواجهة "العاصفة السياسية القادمة".
وتضمن مشروع القانون الأمريكي الذي قدّمه السيناتور الجمهوري، جو ويلسون للكونغرس، بنودا لتقليص نفوذ إيران في العراق، منها ما يهدف إلى حلّ الفصائل المسلحة والحشد الشعبي وتصنيفها "منظمات إرهابية"، فضلا عن محاكمة شخصيات سياسية عراقية كبيرة.
وعقب ذلك، دعا الكاتب العراقي أياد السماوي- المقرب من رئيس الحكومة العراقية-، إلى تأجيل الانتخابات المقررة في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، وتشكيل حكومة طوارئ برئاسة محمد شياع السوداني، وذلك لأن العراق في قلب عاصفة هوجاء تتقدم بسرعة.
"تغيير محتمل"
وعن مدى إقرار الكونغرس للقانون الأمريكي، قال الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي، أحمد الشريفي لـ"عربي21"، إن "الولايات المتحدة تمتلك تفويضا من مجلس الأمن والأمم المتحدة منذ عام 2003 في الإشراف على المسار السياسي بالعراق، والدخول كفاعل مباشر فيه إذا تطلب الأمر".
وأوضح الشريفي أن "الكثير من مفاصل الديمقراطية في العراق بدأت تغيب عن المشهد، منها قضية الانتخابات وقناعات الشعب فيها بوصفه مصدر للسلطات، وكذلك آليات التداول السلمي للسلطة، فقد لاحظنا في عام 2022 اقتتالا داخل المنطقة الخضراء معقل صنع القرار السياسي في البلاد، وانسحبت الكتلة الفائزة انتخابيا وتولت الأقلية السياسية الحكم".
وأكد الخبير العراقي، أنه "إذا صوت الكونغرس على مشروع القانون، فسيكون على رئيس الولايات المتحدة تنفيذه، خصوصا أن هناك إجماع من الحزبين الجمهوري والديمقراطي على تمريره، وهذه مفارقة غريبة أنهما يجتمعان في موقف موحد تجاه ما يجري في العراق".
في المقابل، رأى المتحدث السابق باسم الإطار التنسيقي، عائد الهلالي، أن "هناك حالة من التهويل الكبير جدا عن استخدام قانون لتحرير العراق من الهيمنة الإيرانية، لأن الحكومة العراقية واضحة في هذا الصدد فهي تريد أن تكون لها استقلالية في القرارات السياسية والاقتصادية والأمنية".
وأوضح الهلالي لـ"عربي21" أن "رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، هو أول من استخدم شعار العراق أولا، وأن هدفه الأساسي هو بناء الدولة العراقية، وعلى هذا الأساس مضت هذه الحكومة الحالية منذ تشكيلها في عام 2022".
واستبعد السياسي العراقي أن "يمرر مثل هذا القانون في الكونغرس الأمريكي، بالصيغة التي يتحدث عنها البعض، بأن يتحرر العراق كما حصل في مرحلة احتلاله عام 2003، لأن الدولة العراقية حاليا مستقرة، وحكومة منتخبة وتداول سلمي للسلطة".
ولفت إلى أن "الولايات المتحدة الأمريكية حاليا ليس لديها القدرة على أن تقوم بعملية غزو كما حصل في عام 2003، وتأتي بجيوشها إلى العراق من أجل أن تخرج فصيلا أو مجموعة فصائل لأنها تنتمي أو ترتبط بإيران".
الأمر الآخر، يرى الهلالي، أن "إيران غير مهيمنة على القرار العراقي، رغم أن هناك تأثير لها- وهذا أمر طبيعي جدا- كما هو الحال مع التأثيرات السعودية والقطرية والتركية وحتى الأمريكية، لكنها لم تسلب الدولة العراقية إرادتها وسيادتها".
وبحسب الهلالي، فإنه "حتى إذا مرر القانون في الكونغرس الأمريكي، فإنه لن يكون بالصيغة الحالية، وإنما ربما يقرّ بصيغة أخرى، منها قطع العلاقات الاقتصادية، أو الضغط على العراق من أجل رسم علاقة جديدة مع إيران، أو حل الفصائل وما شاكل".
"حكومة الطوارئ"
وبخصوص الدعوة لتأجيل الانتخابات وتشكيل حكومة طوارئ، قال الهلالي، إنه "في عام 2014 احتل تنظيم الدولة ثلث مساحة العراق، وأجريت الانتخابات بشكل طبيعي جدا، والآن لا توجد ظروف قاهرة حتى يجري تأجيلها وتكون هناك حكومة طوارئ".
وأضاف: "كل الإجراءات الآن ماضية باتجاه إجراء الانتخابات، وأن الحكومة الحالية بكل مؤسساتها مستنفرة بهذا الصدد، وبناء على ذلك أعتقد أنه لا توجد هناك أي نية لتأجيل العملية الانتخابية".
من جهته، قال الخبير أحمد الشريفي، إن "الحديث عن حكومة طوارئ في العراق، هو رد فعل من الإطار التنسيقي، ورغبة من حكومة محمد شياع السوداني، كونها نتائج الإطار، وأن الأخير يرى أن مسألة التغيير في البلاد ليست من صالحهم".
وأشار إلى أن "الإطار التنسيقي بجميع مكوناته يعانون من عزلة اجتماعية، بمعنى لم يعودوا يمتلكون رصيدا انتخابيا يؤمل لهم مستو من الاطمئنان أنهم إذا خاضوا الانتخابات سيخرجون برصيد جماهيري يؤمل لهم تحقق القناعات سواء كانت شعبيا أو قناعة دولية".
وتابع: "لذلك، تذهب قوى الإطار باتجاه تبني خيار حكومة الطوارئ للرهان على الوقت والرغبة في لملمة شتاتها، ولهذا أعتقد أن هذه الحكومة لن تكتب لها الحياة حتى لو جرى تبنيها كخيار، لأنها لا تمثل الوحدة الوطنية".
تساءل الشريفي، قائلا: "هل حكومة الطوارئ ستمثل قناعات الأطراف الثلاث التي تشكل الجسد الوطني في العراق (السنة، الشيعة، والأكراد)، وحتى في داخل المكون الشيعي، هل ستحتوي التيار الصدري، الذي يرى أن مثل هذه الخيارات لا تصب في مشروعه الإصلاحي والوطني. لذلك لا أعتقد أنها فكرة قابلة للتطبيق".
وأكد الخبير العراقي، أن "السوداني لا يمتلك تفويضا دستوريا حتى يذهب باتجاه حكومة طوارئ، لأنه لابد من العودة للبرلمان في مثل هذه الأمور، لأن النظام العراقي الحالي جهوري- برلماني، فكيف سيحقق إجماعا برلمانيا، والذي لم يحصل لإقرار قوانين بسيطة، لأن إعلان الطوارئ يعني ضمنيا تعطيل الدستور وحل البرلمان".
وخلص الشريفي إلى أن "مسألة التغيير في العراق باتت مطلبا جماهيريا، وأن الشعب بوصفه مصدرا للسلطات عجز في إجراء هذا التغيير، لذلك فإن إصرار القوى السياسية الحالية على التشبث بالسلطة سيدفع الإرادة الدولية باتجاه التدخل وإحداث فعل التغيير إدراكا منها أن المسار السياسي غير صحيح".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية العراق إيران حكومة طوارئ العراق إيران امريكا حكومة طوارئ المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محمد شیاع السودانی حکومة طوارئ فی العراق العراق من فی عام
إقرأ أيضاً:
جميل للسيارات تدخل السوق العراقية كموزع رسمي لعلامة “أومودا وجايكو” من مجموعة شيري
جميل للسيارات ومجموعة شيري توقعان اتفاقية لتوزيع سيارات علامة “أومودا وجايكو” في العراق. جميل للسيارات تواصل مسيرتها الحافلة وتبني على خبرتها التي تمتد إلى 80 عاماً من التميز في عالم السيارات بصفتها موزعاً ومزوداً لحلول التنقل. “أومودا وجايكو” تشهد نمواً سريعاً على مستوى العالم وتشتهر بالتصاميم الجريئة والتقنيات المبتكرة والاستدامة. الاتفاقية تشهد دخول جميل للسيارات و“أومودا وجايكو” إلى السوق العراقية للمرة الأولى. العراق يمثل سوقاً واعدة لمركبات الطاقة الجديدة ويقدم فرصاً هامة للاستثمار والنمو.
أعلنت جميل للسيارات، الرائدة في تقديم الحلول في مجال التنقل والشريك المفضل للعديد من أرقى العلامات التجارية للسيارات، عن تعيينها موزعاً رسمياً في العراق لسيارات علامة “أومودا وجايكو” المبتكرة والتي تندرج تحت مظلة مجموعة شيري. وقد حازت جميل للسيارات على اتفاقية التوزيع بعد منافسة مع عدد من الشركات المحلية والدولية.
وتتيح هذه الخطوة لجميل للسيارات و”أومودا وجايكو” الدخول إلى السوق العراقية للمرة الأولى والاستفادة من النمو السريع الذي يشهده قطاع السيارات في العراق، الذي يستحوذ على 8-10% من واردات الدولة. كما تدعم الاتفاقية مساعي جميل للسيارات إلى تعزيز نموها وتوسيع محفظتها من العلامات التجارية في المنطقة، بالتوازي مع الطلب المتزايد على مركبات الطاقة الجديدة من جيل الشباب وعشاق التكنولوجيا في المجتمعات الحضرية. وتهدف الاتفاقية إلى توفير المزيد من خيارات التنقل الشخصية للسائقين في العراق.
وستقوم جميل للسيارات في البداية بتوزيع طرازيّ أومودا سي5 (C5) وسي7 (C7)، إلى جانب طرازات جايكو جاي5 (J5) وجاي7 (J7) وجاي8 (J8)، حيث ستبدأ عمليات البيع خلال الربع الرابع من عام 2025. وتعد “أومودا وجايكو” من بين أسرع علامات السيارات نمواً على الصعيد العالمي، وهي جزء من مجموعة شيري، رابع أكبر شركة لصناعة السيارات في الصين. وتشتهر “أومودا وجايكو” باعتمادها أسس الابتكار والتصميم المميز والتقنيات المبتكرة، ما يتيح لها تقديم حلول تنقل متمحورة حول العملاء. ونجحت العلامة في توسيع حضورها إلى أكثر من 40 سوق، حيث تحظى بإشادة واسعة على الصعيد العالمي وقاعدة عملاء تضم أكثر من 500 ألف عميل.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت جاسمين وونغ، الرئيس التنفيذي، جميل للسيارات: “يسرنا التعاون مع مجموعة شيري لتقديم علامة “أومودا وجايكو” في العراق، التي تتميز بسوق سيارات حيوي ومتطور بشكل متزايد. ويعكس هذا التعاون التزامنا المشترك بتوفير حلول تنقل متطورة ومستدامة وحديثة التصميم، بما يلبي الاحتياجات المتنامية للسائقين. كما نتطلع إلى العمل جنباً إلى جنب مع مجموعة شيري، والإسهام في إرساء مستقبل واعد لحلول التنقل الشخصية في العراق”.
ويتولى الإشراف على أعمال جميل للسيارات في العراق السيد كمال سلطان، المتخصص في مجال السيارات مع خبرة تزيد عن 10 سنوات من العمل في السوق العراقية. كما يتمتع سلطان بخبرة واسعة في مجال المبيعات وخدمات ما بعد البيع واستراتيجيات التسويق، حيث لعب دوراً محورياً في تنمية أعمال شركة تويوتا العراق وتعزيز شبكتها، وأسهم في نجاحات شركة نيسان العراق منذ المراحل الأولى. وإضافة إلى ذلك، لعب سلطان دوراً مهماً في تأسيس شركات جيلي في العراق وهونشي العراق وسيكست لتأجير السيارات، إلى جانب تأسيس أول سلسلة خدمات السيارات في العراق. ويمتلك سلطان معرفة عميقة بالقطاع ونظرة استراتيجية ثاقبة، ما يجعله أحد أبرز القادة في سوق السيارات في العراق.
اقرأ أيضاًالمجتمعأمير جازان ونائبه يلتقيان مشايخ وأهالي محافظة هروب
ومن جانبه، قال كمال سلطان، مدير، جميل للسيارات، العراق: “يشكل إطلاق علامة “أومودا وجايكو” في السوق العراقية بداية واعدة لجميل للسيارات، نظراً لما تزخر به هذه السوق من فرص بارزة، لا سيما بوجود شريحة شابة تسهم في رفع مستويات الطلب على المركبات المتميزة والمتقدمة تقنياً. سنبذل جهوداً دؤوبة لتعزيز حضورنا المحلي من خلال منتجات مجموعة شيري التي تركز على العملاء، وذلك بهدف تلبية احتياجات هذه السوق المتنامية بسرعة”.
وتلتزم مجموعة شيري بإرساء التقدم المستدام ضمن قطاعات السيارات في المنطقة، من خلال توفير فرص العمل على المستوى المحلي وتصدير معايير التصنيع الذكي وخبرتها في الإدارة، مع التركيز على توطين العمليات في قواعد إنتاجها الخارجية. وتسعى المجموعة من خلال تقديم علامة “أومودا وجايكو” إلى إرساء معايير جديدة للتميز في عالم السيارات، مع التركيز على معايير الاستدامة والمسؤولية البيئية.
وتمثل جميل للسيارات مجموعة من أبرز العلامات التجارية العالمية في قطاعي المركبات التجارية وسيارات الركاب، وتتوزع عملياتها في أكثر من 10 دول في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا وآسيا وأستراليا. ويُعد هذا الاتفاق علامة فارقة في مسيرة جميل للسيارات، حيث تواصل باستمرار بناء مستقبل التنقل من خلال التوسع دولياً واعتماد الابتكار.
لمزيد من المعلومات، يُرجى زيارة:
jameelmotors.comو www.omodajaecoo.iq.