11 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة: يسلط قرار استبعاد عشرات المرشحين من السباق الانتخابي في العراق الضوء على واحدة من أعقد أزمات الحياة السياسية في البلاد، حيث تتقاطع معايير “حسن السيرة والسلوك” مع إرث المساءلة والعدالة وملاحقة الفساد، في مشهد يعكس تشابك القانون بالسياسة وتاريخ الانتماءات الحزبية.

ويكشف الحدث عن استبعاد 66 مرشحاً حتى الآن، وتهديد 75 آخرين بالإقصاء، بأن العملية الانتخابية تدخل هذه المرة بجرعة مكثفة من التصفية المسبقة، قد تحمل ملامح إعادة رسم الخريطة النيابية قبل أن يبدأ الاقتراع.

وتأتي هذه الخطوة في سياق يصفه مراقبون بأنه محاولة متأخرة لتطهير المشهد الانتخابي من إرث الفساد والبعثية، وهي مفردات مشحونة في الذاكرة السياسية العراقية، إذ لا تزال قوانين الاجتثاث والمساءلة تثير جدلاً حول استخدامها كأداة سياسية أو كضمانة أمنية وقانونية.

ويرى بعض المحللين أن استبعاد من تشملهم قضايا جنائية أو شبهة فساد أمر بديهي في أي نظام ديمقراطي، لكن التحدي يكمن في شفافية المعايير وعدم توظيفها لقصم ظهور خصوم سياسيين تحت لافتات قانونية.

ويشير التوقيت إلى أن العراق، قبل أشهر قليلة من انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر 2025، يعيش حالة شدّ وجذب بين قوى تريد فتح صفحة جديدة نظيفة، وأخرى ترى أن معركة الاستبعاد تدار بمنطق الحسابات الانتخابية. ويؤكد نشر مقاطع الفيديو والوثائق الرسمية حول الاستبعاد أن المفوضية العليا تسعى لإظهار نفسها كسلطة مستقلة، لكنها تواجه اختباراً حقيقياً في كسب ثقة الشارع الذي تعوّد على التشكيك في نزاهة العملية السياسية.

وتفتح هذه الإجراءات الباب أمام أسئلة أكبر حول مستقبل العملية الديمقراطية في العراق، ومدى قدرة النظام الانتخابي على التوازن بين حماية المؤسسات من الاختراق الفاسد أو البعثي، وبين ضمان حق المشاركة السياسية للجميع ما لم يصدر بحقهم حكم قضائي نهائي.

وفي ظل استمرار الحديث عن قوائم جديدة قادمة، يبدو أن الانتخابات المقبلة قد تتحول إلى اختبار وجودي لبعض القوى والشخصيات التي اعتادت التغلغل في مؤسسات الدولة رغم سجلها المثير للجدل.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

وسط تصاعد التوترات السياسية.. اغتيال قيادي بارز في العراق

شهدت العاصمة العراقية بغداد، حادثة اغتيال مروعة، حيث استهدف انفجار عبوة ناسفة سيارة القيادي ومرشح الانتخابات النيابية عن تحالف “السيادة”، صفاء المشهداني، أثناء عودته إلى منزله في منطقة الطارمية شمالي بغداد، ما أسفر الحادث عن مقتله وإصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة.

وأعلنت قيادة عمليات بغداد عن تشكيل فريق جنائي فني للتحقيق في الحادث، وأكدت أن التفجير تم بواسطة عبوة ناسفة لاصقة وضعت أسفل سيارته.

من جهته، وصف تحالف “السيادة” الحادثة بأنها “جريمة جبانة” تؤكد استمرار مسلسل الاستهدافات السياسية في العراق. واعتبر المشهداني رمزًا نضاليًا في محاربة الإرهاب والدفاع عن مدينته.

وطالب العديد من المسؤولين السياسيين بتوفير الحماية اللازمة للمرشحين السياسيين وأعضاء المجالس المحلية، مشيرين إلى أن الاعتداء على المشهداني يمثل تهديدًا للاستقرار السياسي في العراق.

مقالات مشابهة

  • تقرير أوروبي:أمريكا لن تعترف بنتائج الانتخابات العراقية
  • بالوثيقة..مفوضية الانتخابات تعيد 3 مرشحين للسباق الانتخابي
  • وسط تصاعد التوترات السياسية.. اغتيال قيادي بارز في العراق
  • تحالف العزم:اغتيال المشهداني تصعيد خطيــر يمس أمن الدولة ويهدد مصداقية الانتخابات
  • المشير “حفتر” يستقبل السفير البريطاني ويؤكد دعم العملية السياسية في ليبيا
  • وفد هيئة النزاهة في المغرب..كيف نكافح الفساد في العراق؟؟
  • كذبة المياه التركية: قادة العراق يعدون بالفيضان ويتركون الشعب يظمأ
  • مفوضية الانتخابات تعيد المرشح محمد الدايني إلى السباق الانتخابي
  • تسوركوف: تجربتي المأساوية في العراق لم تغير شعوري تجاه الشعب العراقي
  • رئيس الوزراء أبلغ بالانسحاب من قمة شرم الشيخ في حال مشاركة نتنياهو