المصري للدراسات الاقتصادية: التعريفات الجمركية تضر الاقتصاد العالمى بأكلمه
تاريخ النشر: 9th, April 2025 GMT
عقد المركز المصري للدراسات الاقتصادية مساء الثلاثاء، ندوة هامة بعنوان: "ما التأثير المتوقع على مصر للجمارك الجديدة التي فرضها ترامب؟"، بحضور خبراء ومجتمع الأعمال وممثلي الحكومة، وذلك لمناقشة التأثيرات المتوقعة لفرض رسوم جمركية على الواردات الأمريكية على الاقتصاد المصري.
وعرضت الدكتورة عبلة عبد اللطيف المدير التنفيذى ومدير البحوث بالمركز، عرضا أعده المركز حول الملف التجاري بين الولايات المتحدة ومصر، وطبيعة الرسوم الجمركية المعلنة حتى الآن، وتأثير هذه الرسوم عالميا وتأثيرها المتوقع على مصر.
واستعرضت عبد اللطيف طبيعة الوضع التجارى بين مصر والولايات المتحدة، حيث توجد اتفاقيات اقتصادية تاريخية بين البلدين مثل TIFA و QIZ، وتتمثل الصادرات المصرية غير النفطية للولايات المتحدة فى مجموعة متنوعة من المنتجات تشكل نحو حوالي 70 منتجًا، يتصدرها الملابس الجاهزة التى شكلت 45.6% من صادرات مصر للولايات المتحدة في عام 2024 (بقيمة 1.24 مليار دولار)، مما يجعلها القطاع الأكثر أهمية في هذه العلاقة التجارية، بجانب صادرات رئيسية أخرى تشمل: الأسمدة، الحديد، الخضروات والفواكه المعلبة، السجاد، الفواكه والمكسرات، ومواد البناء.
تفاصيل التعريفات الجمركية الجديدة على مصر
حول أهم تفاصيل التعريفات الجمركية الجديدة على مصر، أوضح عرض المركز أنها تتضمن: تعريفة 10% + تعريفة الدولة الأولى بالرعاية (MFN) على الصادرات المصرية غير المدرجة في برامج تفضيلية، وتعريفة 10 (Ad Valorem) %على صادرات المناطق الصناعية المؤهلة (QIZ)، وتعريفة 25% (Ad Valorem) على صادرات الألومنيوم والصلب، وتعريفة MFN فقط على قائمة منتجات محددة (الملحق 2 - مواد خام مثل الجرافيت والفوسفات)، والتعريفات المتبادلة (Reciprocal Tariffs) تطبيق تعريفات جديدة على دول أخرى، مما قد يغير المشهد التنافسي. هذا بالإضافة إلى الحواجز غير الجمركية (NTBs) والتى يُنظر إليها كأداة ضغط أمريكية إضافية محتملة (مثل قضايا ضريبة القيمة المضافة، معايير فنية، إلخ).
التأثير الدولي
وحول التأثير الدولي المتوقع لهذه التعريفات، أشارت عبد اللطيف، إلى ضرر متوقع للاقتصاد العالمي ككل، بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها، لافتة إلى تأثر الصين، لكن تأثير محدود نسبيًا (صادراتها لأمريكا أقل من 14% من إجمالي صادراتها)، وتأثر أكبر للاقتصادات الصغيرة المعتمدة بشدة على السوق الأمريكي (مثل المكسيك وكندا)، بالإضافة إلى تصاعد الحمائية عالميًا وتعطيل سلاسل القيم، وتشتيت الانتباه عن قضايا عالمية ملحة أخرى مثل قضايا التغير المناخي والحرب.
التأثير المتوقع على مصر
أما عن التأثير المتوقع على مصر، أوضحت عبد اللطيف أن مصر ستتأثر مثلها مثل باقى الدول المصدرة لأمريكا وأن نسبة الرسوم على مصر منخفضة، لافتة إلى أن مصر لاعب صغير جدًا في التجارة العالمية (حصتها لا تتخطى 0.26%)، كما أن مصر تمتلك إمكانات تصديرية - غير مستغلة - ضخمة للولايات المتحدة في قطاعات كثيرة مثل (الأسمدة، الآلات، الفواكه، البلاستيك، إلخ)، حيث لا تزال الصادرات الفعلية ضئيلة مقارنة بالإمكانات حيث تصل الفرص التصديرية غير المستغلة فى قطاع الأسمدة على سبيل المثال 81%، وقطاع الآلات نحو 98%، باستثناء قطاع الملابس الجاهزة الوحيد الذى يستغل الإمكانات التصديرية للولايات المتحدة بشكل كبير (99% محقق)، لكن حصة مصر في سوق الملابس الأمريكي ظلت صغيرة جدًا حتى عندما كانت التعريفات شبه صفرية، مما يشير إلى مشكلات تتعلق بالتنافسية تتجاوز مسألة التعريفات.
تراجع القدرة التنافسية لصادرات الملابس
وأشارت عبد اللطيف إلى أنه بالنسبة للتأثير المباشر للتعريفات، فستؤدي التعريفة الجديدة (10%) إلى تآكل القدرة التنافسية لصادرات الملابس الجاهزة المصرية (القطاع الأهم)، كما أنها قد تجعل استغلال الإمكانات التصديرية في القطاعات الأخرى أكثر صعوبة.
وأوضحت أن المنافسين الرئيسيين (الصين، فيتنام، بنغلاديش، كمبوديا) لديهم حصص سوقية أكبر بكثير في الولايات المتحدة رغم مواجهتهم لتعريفات حالية أو محتملة، مما يرجع غالبًا إلى انخفاض تكاليفهم وحوافزهم الداخلية، لافتة إلى أن التقرير الأمريكي للحواجز التجارية (الافتراضي لـ 2025) يبرز وجود تحديات تواجه الشركات الأمريكية في مصر (قيود استيراد، تراخيص، تقييم جمركي، معايير، شهادات حلال، حقوق ملكية فكرية، قيود استثمار)، مما قد تستخدمه الولايات المتحدة كورقة ضغط.
وشددت عبد اللطيف على أن حصة مصر الضئيلة في السوق الأمريكي حتى مع التعريفات الصفرية السابقة تؤكد أن التحدي الأكبر هو التنافسية الداخلية وليس فقط التعريفات الخارجية، وقد تخلق التعريفات فرصًا لمصر إذا تضررت دول أخرى أكثر، لكن اغتنام هذه الفرص يتطلب استعدادًا داخليًا لتحسين شروط الاستثمار واللوجستيات للاستفادة من رغبة الدول المتضررة لنقل استثماراتها فى مصر والتصدير إلى الولايات المتحدة، وهناك حاجة ملحة للتحرك بسرعة فائقة لتنفيذ إصلاحات داخلية عميقة وشاملة لتعزيز الصادرات وبناء المرونة لمواجهة التحديات الخارجية.
وأشارت عبد اللطيف إلى نتائج دراسة أجراها المركز باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي إلى إمكانية زيادة نسب الصادرات بشكل كبير فى قطاع الملابس الجاهزة وهو ما يمكن تطبيقه على كافة القطاعات، إذا تم إجراء بعض الإصلاحات، حيث أظهرت أن رفع كفاءة الموانئ لتصل إلى كفاءة ميناء القاهرة الجوي لتقليل وقت الإفراج عن الواردات يؤدى إلى زيادة صادرات الملابس الجاهزة بنسبة 25.9%، كما أن تبسيط الإجراءات إلى مستوى "ورق الكرتون" - الذى يحظى بأبسط إجراءات ولا يتطلب جهات رقابية - يقلل وقت الإفراج الإجمالي بنسبة 62.8% ويعزز الصادرات بنسبة 21%.
وشددت على ضرورة إصلاح منظومة دعم الصادرات حيث أن تقليل تأخير الصرف من 14.7 شهرًا (المتوسط حاليا) إلى 15 يومًا يرفع الصادرات بنسبة 3-6%.، وهو ما يتطلب ميكنة عمليات الصرف لتتم خلال 15 يوما والقضاء على تأخير صرف المستحقات، كما دعت الدراسة لخفض تكاليف التخليص الجمركي وزيادة الشفافية، وتفعيل الدفع الإلكتروني، ومعالجة الرسوم غير الرسمية، وتوحيد التقييم الجمركي، وتحسين مناخ الاستثمار بشكل عام.
5 سيناريوهات محتملة
وتابعت عبد اللطيف أن الوضع الحالى يشير إلى 5 سيناريوهات محتملة هي: (تطبيق فوري للتعريفات الأمريكية بدون رد، تطبيق مع ردود فعل، تأخير فى تطبيق التعريفات، تراجع أمريكي، حرب تجارية شاملة)، وشددت على أنه أيا كان السيناريو المتوقع حدوثه، فإن تنفيذ إصلاح مؤسسى عميق وشامل وسريع هو السبيل الوحيد لمصر لتعزيز قدرتها التنافسية ومواجهة "تسونامي ترامب" المحتمل وأي تحديات تجارية مستقبلية بفعالية، مختتمة قولها بأنه: "لا يوجد وقت لنضيعه".
من جانبه علق محمد قاسم رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية العالمية للتجارة، ورئيس جمعية المصدرين المصريين Expolink، بقوله، أن ما يحدث اليوم فى أمريكا هو نوع من الضوضاء التى تتسبب فى نوع من عدم الاستقرار في العالم كله، وهو ليس بالأمر غير المتوقع، فما يحدث الآن سبق وأعلن ترامب عن عزمه القيام به، وهذه هى الولاية الثانية له فى رئاسة الولايات المتحدة.
وأشار قاسم إلى أنه في المرة الأولى التي تولى فيها ترامب الرئاسة كان يواجه نوعًا من الرقابة من داخل الولايات المتحدة، حيث كانت هناك قوى قادرة على التأثير في قراراته. لكن في المرة الثانية، أصبح ترامب أكثر استعدادًا لتنفيذ سياساته بشكل كامل، حيث استعان بمراكز بحثية يمينية متطرفة مثل "هيتاج إنستيتيوت" لإعداد خطط طويلة الأمد مثل "رؤية 2025" التي يسعى إلى تنفيذها بشكل كامل.
وتطرق قاسم إلى حقيقة أن النظام التجاري العالمي الذي نعيش فيه تم تصميمه قبل أكثر من 70 عامًا، واعتبر أن تصميم هذا النظام قد انتهى عمليًا في عام 1995 عند إنشاء منظمة التجارة العالمية، التي أسست قواعد للتجارة العالمية بموجب اتفاقيات "الجات" و"جاتس" للتجارة في الخدمات. ولفت إلى أن هذا النظام خلق عالمًا من القواعد المتفق عليها، حيث سعت الدول إلى التخصص وتقسيم العمل بما يخدم مصالحها الاقتصادية.
واستعرض قاسم التحديات التي تواجه الدول النامية مثل مصر في ظل هذه التحولات، حيث أشار إلى أن هناك خلطًا في النظر إلى العجز في الميزان التجاري فقط، دون الأخذ في الاعتبار الجوانب الأخرى مثل ميزان المدفوعات والخدمات. وأوضح أن مصر كانت تحقق فائضًا في ميزان المدفوعات في فترات معينة من حكم الرئيس الأسبق مبارك، عندما كانت الخدمات تلعب دورًا مهمًا في تعويض العجز التجاري.
وأضاف: "يجب على الولايات المتحدة أن لا تقتصر على النظر في العجز التجاري فقط، بل يجب أن تأخذ في الاعتبار ميزان المدفوعات بشكل عام، حيث تمتلك الولايات المتحدة فائضًا كبيرًا في ميزان المعاملات غير المنظورة، نتيجة للخدمات التي تقدمها في الأسواق العالمية."
وتحدث قاسم عن التغيرات التي يشهدها النظام التجاري الدولي، مؤكدًا أن ما نراه اليوم هو انهيار للنظام العالمي كما عرفناه خلال السبعين عامًا الماضية، مشيرًا إلى أن ما فعله ترامب في يوم التحرير يمثل "القشة التي قسمت ظهر البعير" في النظام التجاري العالمي. وقال: "ما يحدث على السطح قد يبدو ضوضاء، لكن القوى الرئيسية التي تعمل تحت السطح هي التي ستستمر في التأثير على الاقتصاد العالمي."
وشدد قاسم على أن الفرص التي تتيحها هذه التحولات، مثل إعادة هيكلة سلاسل الإنتاج العالمية، يجب أن يتم استغلالها من قبل مصر. وأوضح أن هذه الفرص موجودة منذ خمس سنوات، ولكنها لم تُستغل بالشكل المطلوب بسبب التحديات الهيكلية التي تواجه الاقتصاد المصري. وقال: "نحن بحاجة إلى الاستعداد للتعامل مع هذه الفرص، خاصة في ظل التوجه العالمي نحو الاستثمار والتصدير من مصر، لكن هذا يتطلب إصلاحات هيكلية في مجالات مثل الضرائب والتعليم والصحة." واختتم بالقول: "الفرص موجودة، ولكن السؤال الأهم هو من الذي سيتأهب للاستفادة منها؟ هذا هو التحدي الكبير أمامنا."
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرسوم الجمركية مصر الواردات الأمريكية اتفاقيات اقتصادية الصادرات المصرية للولایات المتحدة الولایات المتحدة الملابس الجاهزة المتوقع على مصر عبد اللطیف أن مصر إلى أن
إقرأ أيضاً:
كيف سترد إيران على الولايات المتحدة؟
ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”
بعد أكثر من أسبوع من حملة القصف الإسرائيلية ضد إيران، انضمت الولايات المتحدة إلى المعركة بهجوم ضد المنشآت النووية الإيرانية. تستعد الولايات المتحدة الآن لرد إيران، الذي يبدو وشيكًا. وفي حديث على التلفزيون الإيراني بعد الهجوم الأمريكي، أعلن مذيع أخبار: “السيد ترامب، لقد بدأتها، وسننهيها”.
إذًا، كيف يمكن أن يبدو الرد الإيراني؟ من بين الخيارات الأكثر ترجيحًا العمليات غير المتماثلة، مثل الهجمات على القوات الأمريكية في المنطقة، أو الهجمات الإرهابية من قبل وكلاء إيران في الغرب، وربما في الولايات المتحدة.
أشار وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى أن الولايات المتحدة بهجومها هذا قد تجاوزت “خطًا أحمر كبيرًا جدًا”. في هذه المرحلة من الصراع، إذا لم يرد المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، فقد يفقد مكانته بين المتشددين في النظام. الرد الإيراني هو احتمال مؤكد، حتى لو كان الإطار الزمني لا يزال غير معروف.
سيكون الهدف الأول والأكثر وضوحًا هو “القواعد العسكرية الأمريكية” في الشرق الأوسط، حيث يتمركز عشرات الآلاف من الجنود. تحتفظ الولايات المتحدة بقواعد أو مواقع عسكرية في البحرين والعراق والأردن وقطر وسوريا والإمارات العربية المتحدة. السفارات والمجمعات الدبلوماسية والمصالح الأمريكية الأخرى كلها أهداف محتملة. يمكن مهاجمة بعض هذه المواقع بصواريخ إيرانية، وفي حالات أخرى، يمكن لوكلاء إيران أخذ زمام المبادرة – سواء الحوثيين في اليمن أو الميليشيات الشيعية في العراق. وقد أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرات سفر للمواطنين الأمريكيين في إسرائيل، ودعت السفارتان في العراق ولبنان إلى مغادرة جميع الموظفين الأمريكيين غير الأساسيين.
التهديد الأكثر خطورة يكمن في العراق عبر الشبكة المحيطة بكتائب حزب الله، وهي جماعة ميليشيا شيعية مدعومة من إيران هاجمت القواعد الأمريكية في السنوات الأخيرة ويمكن أن تفعل ذلك مرة أخرى. أصدر الأمين العام لكتائب حزب الله، أبو حسين الحميداوي، بيانًا الأسبوع الماضي حذر فيه: “إذا تدخلت أمريكا في الحرب، فسوف نتحرك مباشرة ضد مصالحها وقواعدها المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة دون تردد”.
يمكن أن تجد دول الخليج الأخرى نفسها أيضًا في مرمى نيران إيران، كما حدث في سبتمبر/أيلول 2019، عندما قامت الجماعات الحوثية، وسط تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، بإطلاق طائرات مسيرة على منشأتين نفطيتين في المملكة العربية السعودية. وتعرضت ناقلات النفط قبالة سواحل الإمارات العربية المتحدة للهجوم قبل بضعة أشهر من تلك الضربات. واليوم، هناك احتمال واضح بأن تسعى إيران ووكلاؤها إلى إحداث فوضى في خليج عمان ومضيق هرمز، بما في ذلك عن طريق نشر ألغام بحرية، كما فعلوا من قبل. من شأن الهجمات على الناقلات والشحن التجاري أن تعرقل عبور الطاقة العالمي وتزعزع استقرار الأسواق العالمية.
على مدى الأشهر العشرين الماضية، تعرضت المجموعات في محور المقاومة، وهو ائتلاف فضفاض من الوكلاء المدعومين من إيران، لضعف كبير بسبب الهجمات الإسرائيلية – بما في ذلك ميليشيا حزب الله اللبنانية المخيفة، التي تحتفظ بوجود عالمي من الخلايا الإرهابية. لكنها لا تزال تحتفظ ببعض القدرة العسكرية خارج المنطقة. والآن بعد أن انخرطت الولايات المتحدة بشكل مباشر في الصراع مع إيران، يمكن لطهران تفعيل هذه الشبكة لتنفيذ هجمات في الغرب.
شن حزب الله في الماضي هجمات ضد أهداف في أمريكا اللاتينية وأوروبا، جزئيًا انتقامًا لهجمات على أفراده، وأيضًا لتعزيز المصالح الإيرانية. في أوائل التسعينيات، أدت تفجيرات حزب الله للمؤسسات الإسرائيلية واليهودية في الأرجنتين إلى مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة المئات. كما أدى تفجير حافلة في بورغاس ببلغاريا عام 2012، وهو أيضًا هجوم لحزب الله، إلى مقتل خمسة سياح إسرائيليين. قامت إيران ووكلاؤها بعمليات مراقبة ضد أهداف يهودية في قبرص والهند ونيجيريا.
في السنوات الأخيرة، تم اعتقال عناصر من حزب الله في الولايات المتحدة. في عام 2017، تم اعتقال رجلين وتوجيه تهم إليهما بإجراء مراقبة لأهداف محتملة لحزب الله في البلاد، بما في ذلك المنشآت العسكرية ومنشآت إنفاذ القانون في مدينة نيويورك. في مايو/أيار 2023، حُكم على أحد سكان نيوجيرسي بالسجن 12 عامًا لتلقيه تدريبًا عسكريًا من حزب الله أثناء استكشافه قائمة طويلة من الأهداف المحتملة، بما في ذلك تمثال الحرية، ومركز روكفلر، وتايمز سكوير، ومبنى إمباير ستيت، والعديد من عناصر البنية التحتية للنقل، ومقر الأمم المتحدة. لم تنفذ الجماعة هجومًا ناجحًا في الولايات المتحدة. لكن إيران تورطت في عدة محاولات اغتيال ضد مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى في مجال الأمن القومي على مر السنين، بمن فيهم جون بولتون ومايك بومبيو والرئيس ترامب.
على الرغم من التهديد الأقل نسبيًا بهجوم إرهابي داخلي، خصص مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI)، كاش باتيل، المزيد من الموارد لمراقبة احتمال وجود “خلايا نائمة داخلية” مرتبطة بحزب الله في الأيام الأخيرة.
في العمليات التقليدية، تتفوق الولايات المتحدة وإسرائيل عسكريًا على إيران. اخترقت المخابرات الإسرائيلية البلاد بشكل شامل، كما يتضح من الاغتيالات المستهدفة لعلماء نوويين إيرانيين وقادة الحرس الثوري الإسلامي وغيرهم من الأعضاء رفيعي المستوى في المؤسسة الأمنية والعسكرية الإيرانية.
تعكس العمليات غير المتماثلة والهجمات الإرهابية ميزة إيران النسبية، التي تعود إلى هجوم عام 1983 على ثكنات مشاة البحرية الأمريكية في لبنان، عندما قتلت منظمة الجهاد الإسلامي المدعومة من إيران 241 جنديًا أمريكيًا باستخدام قنبلة محمولة على مركبة. كان تفجير أبراج الخُبر عام 1996 في المملكة العربية السعودية، الذي نُسب إلى إيران، والذي أصاب قاعدة عسكرية أمريكية، مما أسفر عن مقتل 19 جنديًا أمريكيًا وإصابة ما يقرب من 500 شخص آخرين، تذكيرًا بأن طهران يمكنها استخدام الخلايا النائمة في البلدان الأجنبية لتنفيذ هجمات معقدة، بما في ذلك التفجيرات والعمليات الانتحارية. توفر إيران أيضًا ملاذًا آمنًا وملجأ لزعماء القاعدة الكبار، بمن فيهم الزعيم الفعلي الحالي للجماعة، سيف العدل.
خلال فترة ولاية السيد ترامب الأولى، أذن بقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي، قاسم سليماني. وتكشف رد إيران على مدى شهور، بما في ذلك استهداف القوات الأمريكية في القواعد في العراق.
بعد هجوم القصف الليلة الماضية، قد تشعر إيران بأنها مجبرة على الرد فورًا وبقوة. سيحتاج المسؤولون العسكريون الأمريكيون في الخارج وأفراد إنفاذ القانون في الداخل إلى البقاء في حالة تأهب قصوى، واتخاذ تدابير دفاعية، وتكثيف موارد مكافحة الإرهاب للتحضير لمجموعة من الإجراءات الإيرانية المحتملة.
السيد كلارك هو مدير الأبحاث في مجموعة صوفان، وهي شركة استشارية في مجال الاستخبارات والأمن مقرها مدينة نيويورك.
المصدر: نيويورك تايمز
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصةأنا طالبة علم حصلت معي ظروف صعبة جداً و عجزت اكمل دراستي و أ...
نحن اقوياء لاننا مع الحق وانتم مع الباطل...
محمد عبدالخالق سعيد محمد الوريد مدير بنك ترنس اتلنتيك فليوري...
قيق يا مسؤولي تعز تمخض الجمل فولد فأرة تبا لكم...
المتحاربة عفوًا...