لماذا تعصف حرب ترامب التجارية ضد ألمانيا بالاقتصاد الأوروبي؟
تاريخ النشر: 9th, April 2025 GMT
نشر موقع "إنسايد أوفر" تقريرا سلّط فيه الضوء على تصاعد التوترات الاقتصادية بين الولايات المتحدة وأوروبا، معتبرا أن ألمانيا تتحمل العبء الأكبر من هذه الحرب وأن عليها مسؤولية صياغة رد أوروبي عقلاني على الرسوم الجمركية الأمريكية.
وقال الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي21" إنه بينما تبخرت 700 مليار يورو من البورصات الأوروبية تحت تأثير الرسوم التجارية التي فرضتها الولايات المتحدة، كان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مجتمعين في بروكسل لاتخاذ أولى التدابير المضادة.
وأوضح الموقع أن الاتحاد الأوروبي ينقسم بين الرغبة في الرد على إجراءات ترامب والخوف من تبعات الإجراءات المضادة، فالقارة العجوز التي يمثل التصدير 55% من ناتجها المحلي الإجمالي تواجه خطر الوقوع في منتصف الطريق ضمن موجة جديدة من السياسات الحمائية التي تضرب الاقتصاد العالمي.
وقد أكد ماريو دراغي الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي ورئيس الوزراء الإيطالي السابق أن سياسات ترامب أدت إلى إضعاف النموذج الاقتصادي الأوروبي وجعله أكثر هشاشة، مما يجعل مسار الاتحاد في مواجهة التحديات الحالية مضطربًا وضبابيًّا.
ألمانيا المتضرر الأكبر
أضاف الموقع أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب تبدو موجّهة بشكل أساسي نحو ألمانيا، وهو ما جعل المستشار الألماني المرتقب فريدريش ميرتس يستخدم أشد العبارات في تعليقه على قرارات الرئيس الأمريكي.
وقد صرّح ميرتس الإثنين: "الوضع في الأسواق المالية وأسواق السندات العالمية دراماتيكي وينذر بعواقب أشد خطورة.. من المهم أكثر من أي وقت مضى أن تستعيد ألمانيا قدرتها التنافسية. يجب أن يكون هذا في صميم محادثات تشكيل الائتلاف الحكومي".
وشدد ميرتس على أهمية استثمار 1,000 مليار يورو في مجالات البنية التحتية والطاقة والدفاع، مع التخلص من النهج التقليدي المتشدد تجاه الديون.
واعتبر الموقع أن ميرتس يواجه مثل أنجيلا ميركل، والمستشار المنتهية ولايته أولاف شولتس، تبعات الحرب الاقتصادية الأمريكية المتواصلة منذ سنوات ضد ألمانيا، والتي تعود اليوم بنسخة أكبر حجما.
وأضاف أن ترامب يهدف إلى تقليص العجز التجاري وتقليص عجز الموازنة الفيدرالية من خلال تقليص اعتماد الولايات المتحدة على الأسواق الخارجية، خاصة من يصفها بالدول"المتلاعبة" مثل ألمانيا التي تحقق فائضا تجاريا كبيرا مع الولايات المتحدة بفضل قطاعات تمتد من السيارات إلى الصناعات الدوائية، وهي قطاعات يأمل الرئيس الأمريكي أن يعيد إليها زخم الهيمنة الأمريكية.
وحسب الموقع، فإن الاستراتيجية الأمريكية المناهضة لألمانيا لا تخلو من تناقض، لأن برلين تشتري منذ سنوات بشكل نشط أصولًا استراتيجية في الولايات المتحدة، بدءا من الأسلحة وصولا إلى الغاز، لكن ذلك لم يمنع من استمرار الحرب الاقتصادية التي أطلقها الرئيس السابق باراك أوباما قبل أكثر من عقد بسبب توقيع ألمانيا على اتفاقيات توسيع خط أنابيب الغاز نورد ستريم مع روسيا.
كيف سيكون الرد الأوروبي؟
يتابع الموقع بأن قضيّة "ديزل غيت" ضد فولكسفاغن، والقيود التنظيمية المفروضة على دويتشه بنك الألماني في الولايات المتحدة، والحرب التجارية التي أطلقها ترامب في ولايته الأولى، وقانون خفض التضخم الذي تبنّاه جو بايدن لتعزيز الإنتاج الأمريكي في مجالات التكنولوجيا والتحول نحو الطاقات البديلة، وصولًا إلى الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب، جميعها حلقات متتابعة في سلسلة حرب اقتصادية طويلة الأمد.
ويرى الموقع أن هذه الحرب التجارية تستهدف أوروبا عمومًا، لكنها تضع ألمانيا تحديدًا في مرمى النيران، موضحا أن ترامب عندما يقول إن الاتحاد الأوروبي "وُلد ليخدعنا" فإنه يقصد ألمانيا، وهذا ما يجعل الرد الأوروبي على الاستراتيجية التجارية الجديدة للإدارة الأمريكية أكثر تعقيدا وأقل توازنا.
وتساءل الموقع: "هل ستقبل أوروبا التحول الصناعي الألماني، بكل ما ينطوي عليه من مخاطر تنظيمية، ليكون ورقة ضغط في مواجهة الرسوم الجمركية؟ وهل ستكون ألمانيا مستعدة لفهم أن الرد على الرسوم الجمركية سيتطلب، قبل فرض رسوم مضادة جديدة، اتخاذ خطوات نقدية مثل خفض قيمة اليورو وخفض أسعار الفائدة، وهي خطوات لا يزال البنك المركزي الألماني غير راغب في دفع البنك المركزي الأوروبي لاعتمادها؟.
وختم الموقع بأن ألمانيا يجب عليها أن تتحمل مسؤولية اتخاذ موقف أوروبي متزن ومشترك ردا على الإجراءات الأمريكية، متسائلا عن مدى قدرة برلين على مواجهة هذا التحدي الذي فشلت فيه مرارًا.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الولايات المتحدة ترامب ميركل المانيا الولايات المتحدة ميركل ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة الموقع أن
إقرأ أيضاً:
الاستخبارات الأمريكية: الضربة لم تدمر البرنامج النووي.. أخرته لأشهر فقط
نقلت شبكة "سي أن أن" الأمريكية عن ثلاثة مصادر مطلعة بأن تقديرات أولية للمخابرات الأمريكية أشارت إلى أن الضربات العسكرية الأمريكية على ثلاث منشآت نووية إيرانية الأسبوع الماضي لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، بل عطلته على الأرجح لعدة أشهر فقط.
ونقلت عن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت قولها "هذا التقييم المزعوم خاطئ تماما".
نشرت وكالة "بلومبيرغ" تقريرًا يسلط الضوء على تعقيد مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تتبّع البرنامج النووي الإيراني عقب الضربات الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة، مشيرةً إلى أن القصف لم يدمّر البنية التحتية فحسب، بل قوّض أدوات الرقابة وأدى إلى إخفاء مواقع تخصيب اليورانيوم.
وقالت الوكالة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن قرار الرئيس دونالد ترامب بشن هجوم على ثلاث منشآت نووية رئيسية في إيران ألحق ضررًا محتملًا بالقدرات النووية المعلنة للجمهورية الإسلامية، غير أنه خلق في المقابل تحديًا بالغًا يتمثل في تحديد ما تبقى من البرنامج النووي وأماكن تشغيله.
وأوردت أن ترامب صرّح بأن المواقع المحصّنة "دُمّرت بالكامل" ليلة السبت، إلا أن تحليلات مستقلة لم تؤكد صحة هذا الادعاء حتى الآن. وأضافت أن الضربات لم تؤد إلى نصر سريع، بل عقدت مهمة تتبّع المواد النووية وضمان عدم تصنيع سلاح نووي، بحسب ثلاثة خبراء مطّلعين على البرنامج النووي الإيراني.
وبيّنت أن هناك مخاوف من أن يدفع هذا التصعيد العسكري إيران إلى نقل نشاطاتها إلى منشآت سرّية تحت الأرض.
وأظهرت صور التُقطت عبر الأقمار الصناعية يوم الأحد لموقع فوردو، ونشرتها شركة متخصصة في تقنيات الفضاء، فوهات جديدة وانهيارات محتملة في مداخل أنفاق، إلى جانب ثقوب في قمة الجبل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصور تُظهر أيضًا أن مبنًى داعمًا كبيرًا في الموقع، يُعتقد أنه يُستخدم للتحكم في نظام التهوية داخل قاعات التخصيب، لم يتعرض لأي أضرار، مؤكدةً في الوقت ذاته، نقلًا عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عدم تسجيل أي تسرب إشعاعي في الموقع.
وقالت بلومبيرغ إن صورًا جديدة لموقع نطنز تُظهر حفرة جديدة يبلغ قطرها نحو 5.5 أمتار، وقالت شركة "ماكسار" في بيان إن الحفرة ظهرت بوضوح في التربة فوق جزء من منشأة التخصيب الواقعة تحت الأرض. إلا أن الصورة، بحسب الشركة، لا توفر دليلًا قاطعًا على أن الضربة اخترقت المنشأة المدفونة على عمق 40 مترًا والمحصّنة بغلاف من الخرسانة والفولاذ بسُمك 8 أمتار.
وسبق أن أكد علي شمخاني مستشار المرشد الإيراني ان مخزون اليورانيوم المخصّب لا يزال سليما على الرغم من الضربات الاميركية. وفي السياق قال مصدر إيراني لوكالة رويترز إنه تم نقل معظم اليورانيوم العالي التخصيب من منشأة فوردو
من جانبها كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن وجود منشأة نووية إيرانية سرّية يُطلق عليها اسم "منشأة جبل الفأس"، يُعتقد أنها أكثر تحصينًا وعمقًا من فوردو، وتُعد الموقع الأرجح لتسريع إيران تطوير سلاح نووي.
وتابعت الصحيفة: "على مواقع التواصل الاجتماعي، يدّعي البعض أن فوردو ليست المنشأة النووية الأكثر أمانًا في إيران، بل ويدّعون أنه لو أرادت إيران حقًا تسريع تقدمها نحو القنبلة النووية، لفعلت ذلك في منشأة نووية آمنة أخرى، وهي منشأة تعمل عليها بنشاط مؤخرًا، أعمق وأكثر تحصينًا تُسمى منشأة جبل الفأس".
وقيل عن المنشأة الغامضة إنها مبنية مباشرةً في جبل، على بُعد بضعة كيلومترات جنوب نطنز، وزُعم أيضًا أنه "بينما يُقال إن لدى فوردو مدخلين للأنفاق، يُقال إن لهذا الموقع أربعة مداخل، مما يجعله منيعًا ضد القنابل".