طبيب أمريكي عمل في غزة يروي أهوال ما شاهده وحجم المأساة الإنسانية
تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT
ولج جراح الصدمات الأمريكي، فيروز سيدواها، قطاع غزة المحاصر، والذي يعيش أهوال عدوان الاحتلال الإسرائيلي، بقلبٍ يخفق بالإنسانية، حيث شهد بأم عينيه كيف تتحوّل المستشفيات إلى ساحات حرب، وكيف يتحطم كل مبدأ من مبادئ القانون الدولي الإنساني تحت دوي قصف متواصل من جيش الاحتلال.
وشهد سيدواها، من قلب مستشفى ناصر في خان يونس، المتواجد بجنوبي القطاع، وجهًا آخر للدمار؛ فيما روى لمجلة "+972" العبرية، تفاصيل انعدام أي مكان للأمان في غزة، حتّى الأسرة البيضاء لم تعد لها حرمة.
وبينما كان الطبيب المتطوع فيروز، في طريقه إلى قسم الجراحة بمستشفى ناصر في خان يونس، في مساء 23 آذار/ مارس، سمع دويّ انفجار قريب ناتج عن غارة جوية للاحتلال الإسرائيلي استهدفت القيادي في حركة "حماس"، إسماعيل برهوم، الذي كان يتلقى العلاج داخل المستشفى.
ويقول الطبيب، إنّ: "القصف لم يقتصر الخسائر على الهدف المعلن، بل امتدّ إلى مريض آخر، وهو فتى يبلغ من العمر 16 عامًا يُدعى إبراهيم، استُشهِد وهو على سريره".
وتابع فيروز بحزن عميق: "كان من المفترض أن يغادر المستشفى في ذلك اليوم، أجرينا له جراحة في القولون وأعدناه إلى الجناح؛ كان يتحسن، لم أتصور قط أن يُقتل مريض تحت رعايتي، في سريره".
"لو لم أكن في وحدة العناية المركزة حينها، لكنت الآن في عداد القتلى" استرسل الطبيب نفسه في الكشف عمّا عايشه من مأساة إنسانية، مستنكرا في الوقت نفسه التبرير الذي ساقه جيش الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا: "أحد أقدس مبادئ القانون الإنساني هو أن الجرحى غير المشاركين في القتال يُعتبرون محميين".
وبحسب فيروز، فإنّ علاقته بغزة، قد بدأت برسالة، ففي تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شارك مع أكثر من مئة طبيب أمريكي في توقيع رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأمريكي ونائبته، دعوا فيها إلى وقف الحرب وإنهاء شحنات السلاح الأمريكي إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، بناء على ما عاينوه خلال تطوعهم في غزة، وبعد أسابيع وقّع أكثر من مئة طبيب إسرائيلي رسالة تضامن مماثلة.
إلى ذلك، عاد جراح الصدمات الأمريكي إلى غزة، في آذار/ مارس 2024، في مهمة تطوعية جديدة مع فريق من منظمة "ميدجلوبال"، ليستقر هذه المرة في مستشفى ناصر، وبالرغم من تاريخه الطويل في العمل في مناطق الكوارث مثل أوكرانيا وهايتي، إلّا أنه أكّد أنّ: "غزة تمثل حالة استثنائية من الدمار"، مبرزا: "حتى في أوكرانيا، حيث زرتها ثلاث مرات منذ الحرب الروسية، لم أتعرض قط لخطر القصف المباشر كما يحدث في غزة".
تمّت المهمة الثانية لفيروز في ظروف أشدّ قسوة، خاصة عقب ما وصفه بـ"مجزرة رمضان" التي شنها الاحتلال الإسرائيلي في 18 آذار/ مارس، عندما قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي ما يناهز 100 موقعا، في وقت واحد خلال وجبة السحور، ما أدّى إلى استشهاد أكثر من 400 فلسطيني، بينهم 174 طفلًا.
وفي سياق متصل، روى الطبيب: "في غضون ست ساعات فقط، عالجنا ما يقارب 130 مصابا، وأجريت تسع عمليات جراحية، ست منها بشكل فوري، ونصفها كان لأطفال"، مسترسلا: "في الولايات المتحدة، لا أجري هذا العدد من جراحات الأطفال في عام كامل".
يرى فيروز أنّ: "المخاطرة بولوج غزة هي واجب أخلاقي" على الرغم من إدراكه أن الأمر قد يكلفه حياته، وقال: "هذا أكثر الأماكن عنفا التي زرتها في حياتي، وربما الأكثر عنفا في العالم خلال الستين عامًا الماضية؛ إذا أرادت إسرائيل قتلك، فستفعل ولن يُحاسبها أحد، حتى حكومتك".
وأكّد أن موظفة من السفارة الأمريكية، قد اتصلت به مباشرة بعد القصف، للاطمئنان، فقال لها: "هل يمكنكِ أن تطلبي من الإسرائيليين التوقف عن قصف مستشفى ناصر؟"، فردّت: "هذا ليس من اختصاصنا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات غزة خان يونس غزة نيويورك خان يونس جراح امريكي المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی فی غزة
إقرأ أيضاً:
زعيم المعارضة الإسرائيلي يُهاجم السفير الأمريكي لهذا السبب
هاجم زعيم المعارضة الإسرائيلي يائير لابيد، اليوم الاثنين، السفير الأمريكي مايك هاكابي، بعد تقارير عن محاولته إقناع نواب من التيار الحريدي بعدم حل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وكتب لابيد منشورًا على حسابه على منصة (إكس) جاء فيه: "بما أنني لا أشك في احترام السفير هكابي لاستقلال إسرائيل وديمقراطيتها، فإنني آمل وأعتقد أن التقرير الذي يفيد بأنه يتدخل في السياسة الداخلية لإسرائيل ويحاول مساعدة نتنياهو في التعامل مع اليهود المتشددين في أزمة قانون التجنيد العسكري غير صحيح"، وأضاف لابيد: "إسرائيل ليست محمية" على حد تعبيره.
كان تقرير للقناة الـ13 الإسرائيلية قد أفاد بأن السفير هكابي، التقى نواب حريديم لإقناعهم بعدم حل حكومة نتنياهو على خلفية أزمة قانون التجنيد.
اقرأ أيضاًزعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد لـ نتنياهو: أنت غير مؤهل لتستمر رئيسا للحكومة
وزيرة الداخلية الإسرائيلية تعتذر عن تصريحاتها المسيئة للوزيرين يائير لابيد وبيني جانتس