موقع 24:
2025-05-28@21:26:04 GMT

كشف حقيقة أسطورة الرجل الصياد

تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT

كشف حقيقة أسطورة الرجل الصياد

إلى أي مدى كانت أنشطة الصيد في العصور السالفة حكراً على الرجال فقط؟ وماذا عن دور النساء وتوزيع الأدوار في تلك المجتمعات؟

توضح الكاتبة  إف دي فلام، المتخصصة بالشؤون العلمية في وكالة بلومبرج للأنباء في تقرير نشرته الوكالة إنه لا يزال الأشخاص اليوم مفتونين بأسلافنا من ممارسي الصيد وجمع الثمار، وتذكر أنه تم إجراء أبحاث منذ فترة طويلة عن الأسلاف القدامى للحصول على أدلة عن أنفسنا، مبينة أنه كان من الصعب علينا دائما تفسير حياتهم بشكل واضح.


ولفتت فلام إلى دراسة صدرت مؤخرا، روجت لها مجلة ساينس باعتبارها تكشف "أسطورة الرجل الصياد" والتي تستند إلى فكرة أن رجال العصر الحجري كانوا يصطادون الحيوانات والأسماك الكبيرة بينما تجمع النساء بسلام التوت والجذور الصالحة للأكل، و نشرت الدراسة في مجلة "بلوس ون"، مستندة إلى إعادة تحليل للبيانات السابقة التي تم جمعها في 391 مجتمعاً معاصراً للصيادين وجامعي الثمار، ووجد المؤلفون أن 63 من تلك المجتمعات تحتوي على بيانات حول النوع الاجتماعي والصيد، ومن بين المجتمعات الـ 63، تبين أنه في 50 منها كانت النساء تمارسن الصيد.

الرجل الصياد

وتم كشف حقيقة اسطورة "الرجل الصياد" عدة مرات، حيث يتكون الفهم الشعبي من جزأين. الأول هو أن الرجال وليس النساء يصطادون، والثاني هو أن الصيد كان أهم وظيفة في ماضينا ما قبل التاريخ، وكان الافتراض هو أن الجميع يعتمدون على الصيادين للحصول على الطعام ، وأن صيد الحيوانات أو الأسماك الكبيرة هو ما دفع تطور جنسنا البشري كصانعي أدوات أذكياء.


وركزت معظم الجهود على الجزء المتعلق بالنوع الاجتماعي، وفي مجتمعات البحث عن الطعام المعاصرة، تصطاد النساء أحيانا جنباً إلى جنب مع الرجال.
وحول مسألة ما إذا كان الصيد هو حقاً الوظيفة العليا لمعظم عصور ما قبل التاريخ البشري، والقوة التي تقود تطورنا، فإن أحدث الأدلة تظهر أن هذه الافتراضات ربما تكون خاطئة أيضاً، فمن المؤكد أن الطبيعة الدموية والعنيفة للصيد لن تكون للجميع، ألم يكن بعض النساء والرجال يفضلون وظائف أخرى؟ ألم تكن هناك دائماً أنواع مهووسة كانوا يرغبون في تجربتها مع النباتات الطبية، أو العبث بتكنولوجيا جديدة لصنع الأدوات أو الطهي؟




وتقول فلام إنها ناقشت الموضوع مع  عالم الأنثروبولوجيا التطورية في جامعة كالجاري، فيفيك فينكاتارامان، الذي كتب بحث سابق لفكرة "الرجل الصياد" ، مستشهداً بالعمل الذي يعود إلى ثمانينيات القرن العشرين، وقال إن فكرة عصور ما قبل التاريخ التي يهيمن عليها الذكور والصيادون لم تكن أبداً فكرة علمية حقيقية، ولكنها انعكاس للمجتمع في أوائل القرن العشرين،  موضحاً أن الأمر قد يعود إلى بعض الرغبة بين الرجال في ذلك الوقت لتبرير كل من النظام الأبوي والعنف كشيء متأصل فينا من خلال التطور.

هيمنة الذكور

ويبدو أن الفكرة كانت معيبة، وفي عام 1965، عقد علماء الأنثروبولوجيا اجتماعاً في شيكاغو بدأ في كشف المفهوم الشائع لهيمنة الذكور، وكما هو موضح في مقال بمجلة نيويوركر لعام 2022 ، جلب الباحثون بيانات من الإقامات الطويلة مع ممارسي الصيد وجامعي الثمار المعاصرين، وكان أحد ما تم الكشف عنه هو أن كلاً من الرجال والنساء كانوا ماهرين في الحصول على مجموعة متنوعة من الأطعمة من أصل حيواني ونباتي، ولم يكن هؤلاء الأشخاص على وشك المجاعة ولم يعتمد بقاؤهم على صيادي الحيوانات أو الأسماك الكبيرة.
ومن المثير للانتباه هو أنهم "يعملون" أقل بكثير من 40 ساعة في الأسبوع، وكان لديهم وقت فراغ للتجول والاختلاط والراحة، وتم دفع الباحثين عن الطعام الحديث إلى بعض أقسى البيئات في العالم، لذلك في عصور ما قبل التاريخ، من المحتمل أن يكون الطعام أكثر تنوعاً ووفرة، وعاش بعض الأشخاص في عصور ما قبل التاريخ بالقرب من الساحل وأكلوا الكثير من المحار، وربما كان لديهم المزيد من وقت الفراغ.
وبيّن فينكاتارامان إن الأدلة تؤكد أن البشر كانوا من البدو الرحل في معظم وجودنا كنوع، ويميل البدو الرحل اليوم إلى المساواة، وفي المجموعة التي يدرسها، وهم الباتيك في الغابات المطيرة الماليزية، لا أحد يتحكم في أي شخص حوله، وبعض الرجال ماهرون في مطاردة الحيوانات باستخدام أنبوب النفخ، والنساء أحرار في القيام بذلك، لكن الكثيرات يفضلن أنواعاً أخرى من العمل الماهر، بما في ذلك الجمع وكذلك قتل القوارض الكبيرة الصالحة للأكل بالمناجل.
وأضاف إن  الأشخاص مترابطون ومستقلون، وليس لديهم وظائف في حد ذات الأمر، ولكن لديهم المهارات التي يطورونها للمساهمة لصالح منفعة المجموعة.
وذكر  إن هناك مجالاً للمصالح المتنوعة "طالما أنك تساهم بطريقة ما في العثور على مسارات الحيوانات، أو يمكنك أن تكون جيدا في جمع المواد ليتم الاتجار بها أو تسلق الأشجار للحصول على العسل، أو يمكنك أن تكون استراتيجيا للصيد، فهناك دائما مكان مناسب لشخص ما".

الابتكارات الثقافية




وفي مجتمعات ما قبل التاريخ، لم يكن الأشخاص الذين قاموا بهذه الأنشطة الأخرى مرفوضين من جانب ما يعادل مدرسة الصيد بجامعة هارفارد، وكان لدى الأشخاص ميول ومواهب مختلفة وأطعمة مفضلة،  ولكن تم تقاسم الموارد لذلك لم يكن هناك جدول للأجور، أما بالنسبة للدفع بالتطور أو أدمغتنا الكبيرة، فإن إحدى الأفكار الجديدة هي أن تطورنا البيولوجي مدفوع بالابتكارات الثقافية، حيث تتغير جيناتنا استجابة لترويض النار والطهي والرماح وحتى صنع النبيذ.
ويبدو أن  الرجال والنساء المسالمون المهووسون الذين يبقون في المنزل ويخترعون الأشياء هم الذين دفعونا إلى أن نصبح أذكياء وتكنولوجيين، على الرغم من أننا جميعا يجب أن نكون حريصين على عدم إسقاط قيمنا الخاصة دون وعي على أشخاص لا نفهمهم تماما، وماض لا يمكننا إعادة بنائه بالكامل.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني

إقرأ أيضاً:

الدكتور الضوراني لـ»الثورة «: ذبح الإناث وصغار الحيوانات “خطر” يهدِّد الثروة الحيوانية في اليمن

 

الثورة  /يحيى الربيعي
أكد الدكتور محمد الضوراني، الاستشاري في الصحة الحيوانية بوزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية، أن الثروة الحيوانية في اليمن تُعد ركيزة أساسية للأمن الغذائي والاقتصادي في اليمن، حيث توفر مصدراً للدخل للعديد من الأسر وتساهم في تلبية احتياجات المجتمع من اللحوم والألبان ومشتقاتها. ومع ذلك، تواجه هذه الثروة تحديات جسيمة، من أبرزها ظاهرة ذبح الإناث وصغار الحيوانات، والتي تُشكل خطراً داهماً يهدد مستقبل تنمية الثروة الحيوانية واستدامتها في البلاد.
وأوضح أن الإقبال على ذبح الإناث والصغار من المواشي، مع قدوم عيد الأضحى المبارك خاصة الأبقار والأغنام والماعز، ينبع من عدة عوامل، أبرزها الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تدفع المربين إلى بيع ما يملكون لتوفير السيولة النقدية، أو نتيجة لغياب الوعي بأهمية الحفاظ على هذه الفئات لضمان استمرارية القطيع. وتتمثل خطورة هذه الظاهرة في الآتي:
– تمثل الإناث النواة الأساسية لعملية التكاثر وزيادة أعداد الحيوانات. فذبح الإناث يؤدي إلى نقص حاد في الأمهات المنتجة، وبالتالي تراجع معدلات المواليد وانكماش حجم القطيع بمرور الوقت. هذا التراجع لا يؤثر فقط على الكمية المتاحة من اللحوم والألبان، بل يضرب في الصميم قدرة القطيع على التعافي والنمو.
– كما أن صغار الحيوانات هي جيل المستقبل الذي يحمل الجينات الوراثية للقطيع. ذبحها قبل بلوغها سن النضج الجنسي أو الإنتاجي يعني خسارة للأصول الوراثية الواعدة، والتي يمكن أن تساهم في تحسين السلالات وزيادة إنتاجيتها. هذا الاستنزاف يُعيق أي جهود مستقبلية لتطوير الثروة الحيوانية.
وحذر الضوراني من أن انخفاض أعداد الإناث المنتجة والصغار التي ستحل محلها، يتسبب في تناقص إجمالي الإنتاج من اللحوم والحليب والصوف وغيرها من المنتجات الحيوانية. مشيراً إلى أن هذا التراجع يؤدي إلى ارتفاع في أسعار المنتجات الحيوانية في الأسواق، مما يزيد من العبء على المستهلكين ويهدد الأمن الغذائي.
ولفت إلى أن العديد من الأسر الريفية في اليمن تعتمد، بشكل مباشر، على الثروة الحيوانية كمصدر رئيسي للدخل. انكماش القطيع بسبب ذبح الإناث والصغار يؤدي إلى تدهور سبل عيش هذه الأسر، ويُفاقم من مستويات الفقر، ويدفعهم نحو البحث عن مصادر دخل بديلة قد لا تكون متوفرة.
وشدد «في ظل الأوضاع الراهنة في اليمن، يُمثل توفير الغذاء تحدياً كبيراً. ذبح الإناث والصغار يقلل من حجم الثروة الحيوانية المتاحة، وبالتالي يُهدد قدرة البلاد على تأمين احتياجاتها من البروتين الحيواني، مما يُفاقم من مشكلة سوء التغذية، خاصة لدى الفئات الأكثر ضعفاً».
وأشار إلى أن معالجة هذه الظاهرة تتطلب تضافر الجهود من مختلف الأطراف الحكومية والمجتمعية، قائلاً: إن من أهم سبل المعالجات الممكنة لهذه الظاهرة الخطيرة، تتمثل بإطلاق حملات توعية مكثفة للمربين والمجتمع حول خطورة ذبح الإناث والصغار على المدى الطويل، وأهمية الحفاظ عليها لضمان استمرارية الثروة الحيوانية ،وتوفير حوافز ودعم للمربين، مثل القروض الميسرة، وتوفير الأعلاف بأسعار معقولة، وتقديم الرعاية البيطرية للحد من الأسباب التي تدفعهم إلى الذبح المبكر.

مقالات مشابهة

  • استشاري نفسي: الرجل يشعر بالكبت مع زوجته التي تنفق على المنزل
  •  “كراغ” يوضح: هذه حقيقة الكرة النارية الكبيرة التي أضاءت سماء الجزائر
  •  “كراغ” يوضح : هذه حقيقة الكرة النارية الكبيرة التي أضاءت سماء الجزائر
  • وفيات يوم الثلاثاء الموافق 27 مايو 2025
  • مفارقة طبية.. كسر قلب الرجال يعرضهم للوفاة أكثر من النساء
  • الرجال البيض في ورطة.. انقلاب موازين العنصرية ببريطانيا
  • الدكتور الضوراني لـ»الثورة «: ذبح الإناث وصغار الحيوانات “خطر” يهدِّد الثروة الحيوانية في اليمن
  • وفيات يوم الاثنين الموافق 26 مايو 2025
  • تقرير يحذر: الذكاء الاصطناعي يهدد وظائف النساء أكثر من الرجال بثلاثة أضعاف
  • الصياد ظاهرة جديدة في كتاب الشجاعة والفراسة ستقرأ الأجيال القادمة فصولاً من بطولاته