أكّد هيئة الدفاع عن رئيس المجلس البلدي المنحل في الزهراء من ولاية بن عروس ريان الحمزاوي، في بيان إنّ الوضع الصحي لمنوّبها تعكّر بشكل خطير ما أدى إلى دخوله في غيبوبة وذلك بعد دخوله في إضراب جوع منذ 7 أيام، حسب نص البيان.

وندّد المحامي محمد علي بوشيبة في تصريح لموزاييك اليوم الجمعة 25 أوت 2023، بما اعتبره ''تأخّر اخضاع منوّبه للاسعافات الأولية الضرورية بمجرد تدهور حالته الصحية ''ورفض هيئة السجون نقله إلى المستشفى ووضعه تحت الرقابة الطبية.

 

وشدّد محمد علي بوشيبة على أنّ الغاية من تنفيذ ريان الحمزاوي لإضراب جوع وحشي ليست الضغط على القضاء من أجل إطلاق سراحه بل احتجاجا على ما وصفه بـ''الممطالة في ايصال ملفه من مكتب التحقيق إلى دائرة الاتهام'' والظروف ''اللاإنسانية'' داخل السجن.

 

ويشار إلى أن قاضي التحقيق بالقطب القضائي لمكافحة الارهاب كان قد أصدر بطاقة إيداع بالسجن في حق ريّان الحمزاوي وذلك على ذمة قضية تتعلق بما يعرف بـ''التآمر على أمن الدولة وحمل السكان على التباغض''.

وكانت دائرة الاتهام المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب لدى محكمة الاستئناف بتونس قد قررت قبل أسبوع تأجيل النظر في مطلب الإفراج عن رئيس المجلس البلدي المنحل في الزهراء ريان الحمزاوي إلى جلسة يوم 31 أوت الحالي.

 

المصدر: موزاييك أف.أم

إقرأ أيضاً:

القاتل الصّامت

 

 

غنية الحكمانية

يُعذّب ضحيّته بصمت، ويتلذَّذ بطرق التعذيب، وإن تألمتْ لا يُسمع لها أنين أو يُشكّ في معمعة الضراوة التي لا تخمد جذواها بداخلها. يسكن في تلك الأجساد التي لديها خللا وضعفا ومحفّزا، ويعتاش على اختلالاتها البيولوجية والبيئية، ومهما حازت على المباهج والمجاذب؛ فالغمامة السّوداء تطفئ بهجتها وتفقده لمعنى الحياة وشغف الأشياء. رغم أنّ المعتدي هو الاكتئاب، ولكنه مبتسمٌ، يشقُّ النواجذ بابتسامة عريضة مصطنعة وما يعتمل بالداخل من اضطرابات مخفيّة تتلاطم تهدأ وتثور. تتعدد أسبابه ومسبّباته، ولجهل تفهم الحالة وجهل التعامل معها، يتغلغل المرض ويتوغل بعمق.

الاكتئاب المبتسم القاتل الصّامت ضمن أشدّ أنواع الاكتئاب الدّاخلي إيلامًا، فضَحيّته تتعمّد إخفاء الألم والبؤس خلف قناعٍ من السّعادة الزائفة. يتعرض أحيانا بعض الأشخاص في مرحلة من مراحل أعمارهم لنوبات مُتقاربة أو مُتباعدة أو مُتكررة من الاكتئاب تختلف شدّتها ودرجاتها وفترتها، وبعض أعراض الحالات الظاهرة والواضحة بعد الملاحظة والتشخيص المبكّر يتم السيطرة عليها بعلاجات متّبعة مناسبة للحالة وتستجيب للعلاج وتتحسن مع مرور الزمن، ولكن بعض الحالات يصعب كشفها والتنبؤ بها، يصارع فيها الشخص مُعاناته مع داخله ويكتم أعراض اكتئابه، وربما دون إدراكٍ منه لمساوئه، فتتفاقم لديه المشكلة ويُستعصي علاجها.

أصبح الاكتئاب بجميع تدرّجاته وأصنافه من الأمراض والاضطرابات الاكتئابية الأخرى هو مرض العصر، لارتباطه بالمدنيّة والحداثة والتعقيدات الحياتية والضغوطات النفسية؛ فهو المسؤول عن أغلب حالات إنهاء الحياة في العالم. وتتعدد أسبابه وعوامله، ولكن العامل الرئيسي هي الجِينات؛ نتاج خلل كيميائي بسبب عدم التوازن في النواقل والموصّلات العصبية إلى الدماغ. ففي شح هذه النواقل العصبية يكون الاكتئاب وفي ازديادها يكون الهوس وفي حال توازنها يكون الإنسان متوازنا نفسيا. وإلى جانب وجود العامل الجيني يتطلب محفّزات بيئية تختلف درجتها ومستواها كالتعرض للصّدمات القاسية والخيبات القوية والذكريات المؤلمة والامتهان الاجتماعي وعدم الإحساس بالأهمية. وإضافة إلى العامل الوراثي أيضًا الهرمونات فالاضطراب في نشاطها وإنتاجها سبب في الاكتئاب؛ مما يكون لتلك المسببّات التأثير على حالة المزاج والنوم والشعور بالتعب والتشتت الذهني والبدني والعجز ونقص الطاقة وعدم الرغبة بأي نشاط، ونقص الشهية والمتعة والدافعية للحياة وانخفاض الإحساس بقيمة الذات وانعدام الثقة والإحساس بالذنب والتوتر والملل. ومقولتهم المتداولة بينهم "نحن مجتمع المكتئبين، نتشابه في الأعراض والأفكار، لكن نختلف في الأسباب والتوجهات".

للأسف يجهل بعض الناس كُنه المرض قلةً بالوعي في فهم الحالة وعدم الإدراك بأعراضه أو ربما إنكار الاعتراف به وبمآسيه، ويعزُون أعراضه إلى ضعفٍ بالإيمان وبالوازع الديني، أو تعرضٍ لمسّ أو سحر أو حسد، لا يُبطله إلا المعالج الروحاني، يرسل ذبذباته المطّهرة لتلك الأدران المتعلقة في المكتئب. فتنزاح باعتقاده وتزداد الحالة سوءا وانتكاسا وتدميرا.

 لذا يتحرّز المكتئب من بسط حالته على مائدة الفضفضة أو جلسات الاستشارة لئلا يُتهم بتخلخل التزامه الديني وابتعاده عن ربّه، أو لعدم قدرته على توصله للعلاج والثقة في المعالج فيصارع آلامه ومعاناته وحيدا. تتكالب عليه أفكار هلاوسية سلبية تشاؤمية وإحباطية لا يستطيع صدّ نزيفها أو إيقافها. فقده للإحساس بالحزن والفرح، مع فقده للنشاط وعجزه عن الحِراك، فيعيش نوبات مختلطة هوس مع أعراض اكتئاب حاد أو نوبة اكتئاب حاد مع أعراض هوس، وتتنازعه بعد فقد السيطرة محاولات الانتحار مرارا وتكرارا ليستسلم لها كخيارٍ أخيرٍ لا إراديا إنهاءً لمعاناته وألمه بعد اليأس ووصوله إلى أقصى درجات الألم هروبا من الواقع وتخلصا منه؛ لأنه رسّخ في قناعته أن لا أمل للعلاج وأنّ الحياة ليس لها أي معنى أو قيمة، ولا تستحق أن يحيا لأجلها.

إنّ نظرة المجتمع السّلبية للمصابين بالاكتئاب والاستهانة بمشاعرهم اللاإرادية، أو النظرة السّطحية والجهل عن مخاطره وخطورته اللاحقة إلى مراحل متقدمة وعواقب وخيمة. ما يجب تغييرها وإزالة التشوهات المعرفية والمفاهيم المغلوطة المنسوجة حولها وتصحيحها. فلا بُد أن يرفعَ المجتمع سقف وعيه وإدراكه بالصّحة النفسية، إلى جانب تعزيز وعيه حول تأثير الاكتئاب على الصّحة النفسية واستقامة الحياة. وتوفيره لمستلزمات الدعم العاطفي والإرشادي والاحتواء والاهتمام تخفيفا من لوعة الاكتئاب وتجفيفا لمنابعه، والمتابعة الدائمة للحالة والانتباه من وقوعها طريدة لتلك الأنماط من التفكير غير الصّحية وإخراجها من الدائرة المفرغة التي تعيشها. مع التشجيع على ممارسة الأنشطة والهوايات والرياضة وتمارين اليقظة الذهنية والتهدئة. ومتابعة التشخيص السليم مع طبيب نفسي مختص لأخذ أساليب وجلسات علاجية مناسبة للحالة. وإن استغرقت رحلة العلاج فترة طويلة، دون الإنهاء الذاتي للعلاج المقرر من الأدوية المضادة للاكتئاب وإن تماثلت الحالة للشفاء والتعافي؛ فالانتكاسة ستكون بعدها أقوى ويعيش في دوامة أكبر.

ويطول الحديث عن مرض الاكتئاب لانتشاره وخطورته اللاحقة، اكتئاب لبشاعته أَطَلَق عليه مُصابيه بشيطان الظهيرة والشبح والكلب الأسود والتنين وسرطان الرّوح، وبنظرهم أن "عكس الاكتئاب ليس الإحساس بالسعادة بل الإحساس بالأهمية".

مقالات مشابهة

  • بسمة وهبة تكشف حقيقة الحالة الصحية للدكتورة نوال الدجوي
  • تفاصيل الحالة الصحية للفنان حلمي عبد الباقي بعد خضوعه لعملية جراحية
  • الكشف عن الحالة الصحية للطفلة وردة ” صارعة النيران”
  • هيئة التخصصات الصحية تشارك في مؤتمر الاتحاد العالمي للتعليم الطبي 2025
  • حريق بجبل الهدا في الطائف اليوم ..فيديو
  • شاهد بالفيديو.. خلال حفل بالقاهرة.. مُسن سوداني يفاجئ الفنانة ريان الساتة والحاضرين ويدخل في وصلة رقص مثيرة على أنغام (كضابة مافي زول دايره) وساخرون: (مروق الكبار كعب)
  • يزيد الراجحي يكشف تطورات الحالة الصحية بعد حادث رالي باها الأردن.. فيديو
  • ياسر ريان: محمد صلاح تعرض للظلِم
  • ياسر ريان: محمد صلاح ظُلِم في الكرة الذهبية.. وإبراهيم عادل يستحق الاحتراف
  • القاتل الصّامت