أكّد وزير العدل الفرنسي، جيرالد دارمانان، الثلاثاء، وقوع سلسلة هجمات استهدفت عدة سجون في أنحاء البلاد، خلال الليلة الماضية، في تصعيد أثار مخاوف من توسع نفوذ شبكات الجريمة المنظمة. 

وقال الوزير، عبر موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، إنّ: "الهجمات شملت عمليات إطلاق نار بأسلحة آلية ومحاولات حرق متعمدة لمركبات تابعة لموظفي السجون، في مسعى لترهيب العاملين في هذه المؤسسات".



وأضاف دارمانان، أنه: "سيتوجه إلى مدينة تولون جنوبي البلاد، حيث تعرض أحد السجون لهجوم مسلح، وذلك للتضامن مع الضباط المعنيين"، مشدداً على أنّ: "الجمهورية الفرنسية تواجه تحدياً حقيقياً في مكافحة الاتجار بالمخدرات، وتتخذ إجراءات حازمة لتفكيك الشبكات الإجرامية واسعة النطاق".

Des établissements pénitentiaires font l’objet de tentatives d’intimidation allant de l’incendie de véhicules à des tirs à l’arme automatique. Je me rends sur place à Toulon pour soutenir les agents concernés. La République est confrontée au narcotrafic et prend des mesures qui… — Gérald DARMANIN (@GDarmanin) April 15, 2025
من جهتها، أعلنت النيابة العامة الوطنية لمكافحة الإرهاب عن فتح تحقيق رسمي في هذه الاعتداءات، التي طالت أيضاً المدرسة الوطنية لإدارة السجون. فيما أوضحت أنّ: "ضباطاً من جهاز الاستخبارات الداخلية (DGSI) سيشاركون في التحقيق".


كذلك، أصدر وزير الداخلية، تعليماته إلى رؤساء البلديات والسلطات الأمنية بتشديد الإجراءات الأمنية حول السجون وضمان سلامة الموظفين على الفور. وأفادت نقابة مسؤولي السجون بأن الهجمات طالت سجوناً في مدن فيلبينت ونانتير وأيكس لوين وفالانس، حيث أُضرمت النيران في سيارات الموظفين، فيما تم تهديد أحد الضباط في منزله بمدينة نانسي.

إلى ذلك، تأتي هذه التطورات، في سياق تصاعد العنف المرتبط بتجارة المخدرات، حيث تشهد فرنسا، كغيرها من الدول الأوروبية، تدفقاً كبيراً للكوكايين من أمريكا الجنوبية، ما أدى إلى ازدهار أسواق المخدرات وتوسع نفوذ العصابات من المدن الكبرى، مثل مرسيليا، إلى بلدات إقليمية أقل استعداداً لمواجهة هذا النوع من العنف.

وأسهم تصاعد الجريمة المنظمة في تعزيز الدعم الشعبي لليمين المتطرف، وساهم في دفع السياسة الفرنسية نحو اليمين، وسط سعي البرلمان لإقرار تشريع شامل جديد لمكافحة الاتجار بالمخدرات. 

ويتضمن مشروع القانون المرتقب إنشاء مكتب وطني للمدعين المتخصصين في الجرائم المنظمة، وتوسيع صلاحيات الشرطة المعنية بهذه القضايا.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة العدل عن الانتهاء، في كانون الثاني/ يناير 2025، من بناء أول سجن فرنسي محصّن بتكلفة بلغت نحو 4 ملايين يورو، ومن المقرر أن يدخل الخدمة في تموز/ يوليو المقبل. 

وسيتولى هذا السجن استقبال أخطر السجناء المدانين في قضايا المخدرات، بهدف عزلهم الكامل خلال فترات المحاكمة أو تنفيذ العقوبة.


وتعيش السجون الفرنسية أزمة اكتظاظ خانقة، إذ بلغ عدد النزلاء 80 ألف و130 سجيناً حتى الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، مقارنة بـ62 ألف و357 مكاناً متاحاً، ما يعني أن نسبة الأشغال تجاوزت 128.5 في المئة. 

وفي بعض المنشآت، تخطت الكثافة السجنية حاجز 200 في المئة. ونتيجة لذلك، يضطر نحو 4 آلاف سجين إلى النوم على الأرض.

كما تشير بيانات وزارة العدل إلى أن عدد المحتجزين احتياطياً بلغ 20 ألف و831 شخصاً، في حين يخضع 16 ألف و439 آخرين لإجراءات بديلة، مثل الحبس المنزلي تحت المراقبة الإلكترونية. وتحتل فرنسا حالياً المرتبة الثالثة أوروبياً من حيث حدة أزمة اكتظاظ السجون، بعد قبرص ورومانيا، بحسب تقرير لمجلس أوروبا صدر في حزيران/ يونيو الماضي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية دارمانان سجون فرنسا السجون الفرنسية فرنسا سجون دارمانان سجون فرنسية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

حماس تنعى أسيرا فلسطينيا استشهد تحت التعذيب بسجون الاحتلال

نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الاثنين الأسير لؤي نصر الله الذي استشهد في مستشفى سوروكا ببئر السبع بعد نقله من سجن النقب الصحراوي إثر تدهور صحته نتيجة التعذيب والظروف القاسية التي تعرض لها داخل السجن.

وحذرت الحركة من الأوضاع الكارثية التي يعيشها الأسرى داخل السجون مع استمرار الاحتلال وإدارة سجونه في الانتقام والتنكيل بهم.

وقالت حماس إنّ جرائم قتل الأسرى داخل السجون تستوجب التدخل على كافة المستويات الرسمية والشعبية الحقوقية للضغط على الاحتلال وإسناد الأسرى في ظل ما يتعرضون له من وحشية وإجرام.

وفي وقت سابق اليوم، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية باستشهاد نصر الله في مستشفى سوروكا الإسرائيلي بعد نقله من سجن النقب، وقالت إنه كان معتقلا إداريا منذ أكثر من سنتين، ولم يكن يعاني من مشاكل صحية قبل اعتقاله.

يذكر أن عشرات الأسرى الفلسطينيين من غزة استشهدوا تحت التعذيب في سجون الاحتلال منذ بدء العدوان على القطاع في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتواترت تقارير وشهادات تفيد بارتكاب سلطات الاحتلال انتهاكات واسعة ضد الأسرى الفلسطينيين في معتقلات بعضها سري، على غرار معتقل "سدي تيمان" في النقب.

مقالات مشابهة

  • الجنائية الدولية تتعرض لهجوم سيبراني متطور وسط تصاعد الضغوط السياسية والقانونية
  • الحكومة الفرنسية تواجه تصويتاً بحجب الثقة
  • أمير نجران يقلّد مدير إدارة السجون بالمنطقة رتبته الجديدة
  • سجون كوردستان الإصلاحية تستنجد ببرلمان الإقليم لحل مشكلة الاكتظاظ
  • سلامة الغذاء يبحث إمكانية الاستفادة من الخبرات الفرنسية في تطوير المنظومة الرقابية
  • المتحف المصري بالتحرير يعلم الفرنسية للأطفال ضمن أنشطتة الصيفية
  • مسؤول بـ «العدل» يوضح مزايا خدمة إصدار الوكالات الإلكترونية
  • حماس تنعى أسيرا فلسطينيا استشهد تحت التعذيب بسجون الاحتلال
  • «الجنائية الدولية» تتعرض لهجوم إلكتروني
  • ثورة 30 يونيو.. 12 عامًا على الانطــلاق «قضية اقتحام السجون»