مشاهد لقطط وغربان بين القبور تحقق ملايين المشاهدات.. ما قصتها؟
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
#سواليف
انتشرت مقاطع #فيديو بشكل كبير على منصات التواصل الاجتماعي لقطط تتجول بين #القبور في الليل، وتُسمع أصواتها وهي تصرخ بعبارة “الله أكبر”، وقد حققت هذه المقاطع ملايين #المشاهدات، مما أثار اهتماما وجدلا حول حقيقتها.
وزعم مستخدمون أن هذه المقاطع تعد “ظاهرة حقيقية” تكررت في فيديو آخر يظهر غرابا نادرا يتجول في المقبرة ليلا مرددا عبارة “الله أكبر”، مما زاد من إثارة الجدل.
حصد هذا الفيديو على 4 مليون إعجاب في
التيك توك.
هل هذا حقيقي ؟؟ pic.twitter.com/RsntoJGkdW
هذه الفيديوهات التي تحتوي على شعارات دينية، والتي قد تكون محط اهتمام بعض المتابعين، نجحت في استغلال العاطفة الدينية لمستخدمي #الإنترنت، مما ساعد على نشرها بسرعة كبيرة وزيادة ضجتها.
وانتشرت مقاطع أخرى تُظهر ثعابين وكلابا و #ببغاوات وغربانا تتحرك في #مقابر مجهولة، مما ضاعف من حالة الدهشة التي أثارتها بين مستخدمي المنصات.
وأدت هذه المشاهد إلى إثارة تساؤلات حول مصداقيتها وحقيقة حدوثها، ودفعت عديدا من الأشخاص إلى التكهنات حول ارتباطها بظواهر خارقة للطبيعة، الأمر الذي بحث وراءه فريق “الجزيرة تحقق” للتأكد من أنها حقيقية أم مزيفة.
الحقيقة
وأجرى فريقنا بحثا عكسيا حول المقاطع المتداولة، ووجد أن وراء انتشارها حسابين رئيسيين على “تيك توك”، أحدهما باسم (@abdo_elrhman4)، والحساب الآخر باسم (@nour_youssif)، غير أن المنصة وضعت عليهما تنبيه: “صانع محتوى باستخدام الذكاء الاصطناعي”، للتوضيح بأن المواد البصرية المنشورة غير حقيقية.
"تصرخ #الله_أكبر".. مشاهد لقطط وغربان بين #القبور تشعل جدلا واسعا على "السوشال ميديا".. فهل هي حقيقية أم مزيفة؟#العالم_الجديد #القطط #الغراب #الطيور #الحيوانات #المقبرة #الذكاء_الإصطناعي #ترند #تريندات pic.twitter.com/r9XvvNLkFX
— العالم الجديد (@aalam_jadeed) October 30, 2025ما إن تكتب ضد #الإرهاب حتى تهجم عليك #غربان_الجولاني القاعديين. pic.twitter.com/EOyFRRnr4D
— مــخــلــص أميــن (@j22sr) October 23, 2025المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف فيديو القبور المشاهدات الإنترنت ببغاوات مقابر الله أكبر القبور العالم الجديد القطط الغراب الطيور الحيوانات المقبرة الذكاء الإصطناعي ترند تريندات الإرهاب
إقرأ أيضاً:
«الأحياء أَبناءُ عَمِّ الموت».. مقابر غزة مأوي من لا بيت له
«الأحياء هم أَبناءُ عَمِّ الموت، والموتى نيام هادئون وهادئون…».. هكذا قال الشاعر الفلسطيني الشهير محمود درويش في قصيدته الشهيرة “لا أعرف الشخص الغريب”، معبرا عما شعر به حينما رأي جنازة لشخص غريب، لكنها تصلح اليوم للتعبير عن معاناة أشقاءه الفلسطينيين الذين تقطع بهم سبل العيش، فاحتموا بالمقابر، يعيشيون وينامون ويأكلون، لتتجسد فراسته الشعرية في بيت قصيدته :" فالأحياء هم أَبناءُ عَمِّ الموت".
تقرير ميداني أعده مراسل وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية، رصد أحوال أهالي غزة بعد الحرب لمئات النازحين الفلسطينيين بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي، حيث أكد أن المئات منهم أصبحوا يعيشون بين شواهد القبور والهياكل العظمية لجثث الشهداء بعدما دُمرت البنية التحتية لمعظم المنازل والمدن والبنايات في القطاع المنكوب.
وذكر التقرير، أن المئات من الفلسطينيين في قطاع غزة ممن لم يجدوا مكانًا آخر يحتمون به من ويلات الحرب اضطروا لتحويل المقابر إلى ملاجئ مؤقتة للعيش فيها حتى أصبحت شواهد القبور مقاعد وطاولات لعائلات تبحث عن البقاء.
وفي مقبرة مغبرة تلفحها الشمس في مدينة خان يونس جنوب القطاع، تعيش المواطنة الغزاوية ميساء بريكة مع أطفالها منذ خمسة أشهر، ضمن نحو 30 عائلة اتخذت من المقبرة مأوى لها بعد أن فقدت منازلها.. حتى وصف كاتب التقرير المشهد بأنه لطفل أشقر يجلس أمام خيمة صغيرة، يعبث بأنامله في الرمال، وآخر يطل مبتسمًا من خلف قطعة قماش معلقة كستارة بسيطة.. حتى يحل الليل بوجه آخر أكثر قسوة.
أما ميساء فتقول: "عندما تغيب الشمس، يخاف الأطفال ولا يريدون الخروج. لدي أربعة أطفال صغار. إنهم يخافون من الكلاب التي تظهر ليلًا ومن الأموات أيضًا".. فيما أشار التقرير إلى حقيقة أن العدوان الإسرائيلي على غزة هجّر الغالبية العظمى من سكان قطاع القطاع، الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة. ومع سريان وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الماضي، عاد بعضهم إلى أنقاض منازلهم، بينما بقي آخرون عالقين في رقعة ضيقة من الأرض لا تزال خارج سيطرة القوات الإسرائيلية.
ورغم المأساة، تنبض الحياة بين القبور.. فهناك ترى سجادة صلاة معلقة على حبل غسيل وطفل يدفع جالون مياه على كرسي متحرك بين شواهد الموتى ودخان طعام يرتفع من قدر فوق نار بسيطة. في غزة، أصبح الأحياء جيران الأموات في انتظار فجرٍ يعيد إليهم الحياة.
كما رصد التقرير شعورًا بعدم الارتياح وآخر بعدم الاحترام لحرمة الأموات يتسلل داخل خيمة ميساء؛ حيث يرقد أحد أقرب جيرانها وهو أحمد أبو سعيد، الذي توفي عام 1991 عن عمر يناهز 18 عامًا، وفقًا للنقش المتواجد على شاهد قبره الذي يبدأ بآيات من القرآن الكريم. ولكن "ليس هناك خيار آخر" على حد تعبيرها، حيث أكدت أن منزل عائلتها في مكان آخر في خان يونس قد دمر فضلًا عن أن القوات الإسرائيلية مازالت تحتل حيهم.
ثم يأتي سكان آخرون في هذه المقبرة من شمال غزة. وهم غالبًا بعيدون عن الأرض التي دفن فيها أحباؤهم، حيث نقلت "أسوشيتيد برس" عن مواطن يدعى محمد شماح قوله إنه يعيش هنا منذ ثلاثة أشهر بعد أن دمرت القوات الإسرائيلية منزله.. وأضاف: "أنا رجل كبير، لكنني ما زلت أخاف من القبور في الليل. أختبئ في خيمتي".. مؤكدًا أنه لم يكن يملك سوى 200 شيكل "أي حوالي 60 دولارًا" عندما أخذها صديق له للمساعدة في نقل عائلته إلى المقبرة.
وقالت حنان شماح، زوجة محمد- بينما كانت تغسل الأطباق بعناية في وعاء صغير مملوء بالماء والصابون- إن نقص المال لتوفير مأوى في مكان آخر هو أحد الأسباب التي تجعل العائلات تعيش بين القبور.. وأضافت: "بالطبع، الحياة في المقبرة مليئة بالخوف والرعب والقلق، ولا نستطيع النوم بالإضافة إلى الضغط النفسي الذي نعيشه".
وتابع التقرير: أن جميع عوامل الأمان قد تلاشت في غزة، حتى تلك التي يبحث عنها النازحون بين الأموات. فقد قصفت القوات الإسرائيلية المقابر خلال الحرب، وفقًا للأمم المتحدة ومراقبين آخرين. واتهمت إسرائيل حماس باستخدام بعض المقابر للاختباء، وزعمت أن هذه المواقع تفقد حمايتها عندما تُستخدم لأغراض عسكرية. وخلال الحرب، دُفنت الجثث في غزة حيثما أمكن، بما في ذلك في ساحات المستشفيات. ووفقًا للعادات، تُدفن العائلات الفلسطينية بالقرب من أحبائها رغم أن ظروف الحرب حالت حتى دون تحقيق هذا التقليد إلى حد كبير.
والآن، مع وقف إطلاق النار، بدأ البحث عن المفقودين خاصة بعدما ارتفع عدد القتلى في غزة جراء الحرب إلى حوالي 68 ألفا و800 شهيدًا بينما بقى ملف التعافي وإعادة الإعمار والعودة أمورًا بعيدة المنال.