خبير في مايكروسوفت: الذكاء الاصطناعي لن يكون واعيا أبدا
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
قال مصطفى سليمان، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في شركة "مايكروسوفت" وأحد أبرز العقول المؤثرة في هذا المجال، إن الذكاء الاصطناعي "لن يكون ذكيا حقا أو واعيا أبدا"، مؤكدا أن الآلات قد تقلد السلوك البشري لكنها لن تمتلك المشاعر أو الوعي الإنساني الحقيقي، وشدد على أن الهدف من تطوير الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون "خدمة البشر لا محاكاتهم".
وجاءت تصريحات سليمان في مقابلة مع قناة CNBC خلال مؤتمر AfroTech في مدينة هيوستن الأمريكية، حيث قال بوضوح: "الذكاء الاصطناعي لن يكون واعيا أبدا، ولا أعتقد أن هذا ما ينبغي أن يطمح إليه الناس، إذا طرحت السؤال الخطأ، فستحصل على إجابة خاطئة، وهذا السؤال في الأساس خطأ".
تأتي هذه التصريحات في ظل سباق عالمي محتدم نحو تحقيق ما يعرف بـ"الذكاء العام الاصطناعي" (AGI) وهو النظام القادر على أداء المهام الفكرية على مستوى الإنسان، بقيادة شخصيات مثل سام ألتمان من OpenAI وشركات كبرى مثل Meta وxAI التابعة لإيلون ماسك، التي تطور تقنيات "الذكاء الاصطناعي المصاحب" المصممة لمحاكاة التفاعل العاطفي البشري.
ويرى سليمان، الذي انضم إلى مايكروسوفت مطلع عام 2024 بعد استحواذها على شركته الناشئة Inflection AI مقابل 650 مليون دولار والتي طورت روبوت الدردشة العاطفي "Pi"، أن فكرة تطوير أنظمة تمتلك مشاعر أو وعيا هي "وهم علمي وفلسفي".
وقال إن "التجربة الجسدية للألم تجعل البشر يشعرون بالحزن والخوف، لكن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه أن يشعر بالحزن حتى لو تمت برمجته لمحاكاة الألم".
وأوضح أن هذا التمييز الجوهري بين المحاكاة و"الوعي" يستند إلى نظرية فلسفية تعرف بـ"الطبيعية البيولوجية"، والتي تقول إن الوعي مرتبط حصريا بالعمليات العصبية في الدماغ البشري.
وأضاف: "نحن نمنح البشر حقوقًا لأننا لا نريد إيذاءهم، فهم يعانون ولديهم شبكة عصبية تشعرهم بالألم. أما النماذج الاصطناعية فلا تمتلك مثل هذه الشبكة، إنها مجرد محاكاة حسابية وليست كائنات واعية".
وأكد أن مواصلة الأبحاث التي تحاول إثبات إمكانية امتلاك الذكاء الاصطناعي للوعي "لا معنى لها"، لأنها تتجاهل الأساس البيولوجي الذي يجعل الوعي ممكنا.
وفي ما وصفه بـ"الحزمة النهائية من التناقضات"، أقر سليمان بأنه يواصل تطوير الذكاء الاصطناعي في الوقت الذي يحذر فيه من مخاطره. وقال: "إذا لم تكن خائفا منه، فلن تفهمه حقا. عليك أن تخاف منه، فهذا الخوف صحي والشك ضروري. لسنا بحاجة إلى تسارع جامح".
وأكد سليمان أن مايكروسوفت ترسم لنفسها حدودا أخلاقية واضحة في هذا المجال، إذ صرح بأن الشركة "لن تطور روبوتات دردشة ذات محتوى إباحي"، في تمايز عن منافسين مثل OpenAI التي سمحت بمحادثات "للكبار فقط"، وxAI التي تقدم شخصيات أنمي مثيرة.
وأضاف أن هدف مايكروسوفت هو بناء أنظمة ذكاء اصطناعي "تخدم الإنسان ولا تحاول أن تصبح إنسانا"، مشيرا إلى أن الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا يطمح إلى جعل الشركة "الأكثر قدرة على استخدام الذكاء الاصطناعي داخليا لتدريب نماذجها بشكل مستقل"، ما يعزز مكانتها في مواجهة شركائها ومنافسيها، وفي مقدمتهم OpenAI.
كما استعرض سليمان ميزة جديدة في مساعد مايكروسوفت الرقمي تسمى "الحديث الحقيقي" Real Talk، تهدف إلى تحدي المستخدمين في آرائهم بدلا من مجاملتهم، وأوضح أن النموذج رد عليه ذات مرة بوصفه "مجموعة من التناقضات المطلقة" بسبب تحذيراته المستمرة من مخاطر الذكاء الاصطناعي، في الوقت الذي يشارك فيه بتطويره بوتيرة متسارعة داخل مايكروسوفت.
وختم سليمان حديثه قائلا: "إذا لم تكن خائفا منه، فلن تفهمه حقا، عليك أن تخاف منه، وهذا الخوف صحيح، الشك ضروري، لسنا بحاجة إلى تسارع جامح"، واختتم سليمان، الذي يضع الحذر والمسؤولية كمبدأين أساسيين في تطوير الذكاء الاصطناعي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مايكروسوفت علوم مايكروسوفت تقنية أخبار ذكاء اصطناعي المزيد في تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة سياسة تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
لماذا ارتبط مفهوم الذكاء الاصطناعي العام بالأسلحة منذ ولادته؟
شاع في الآونة الأخيرة استخدام لفظ "الذكاء الاصطناعي العام" -الذي يعرف اختصارا بـ"إيه جي آي" (AGI)- إذ تسعى معظم الشركات ذات الصلة لتحقيقه قبل بعضها.
وشكلت أهمية المصطلح نقطة فارقة في الصفقة الأيقونية الجديدة التي أبرمتها "مايكروسوفت" مع "أوبن إيه آي"، حسبما تغنى به رجال الدولة الأميركية والخبراء، مؤكدين أن من يحققه أولا سيعزز سطوته في حرب الذكاء الاصطناعي.
ورغم أن المصطلح يستخدم الآن بشكل معتاد ويشير إلى الذكاء الاصطناعي الذي يحاكي ذكاء الإنسان ويتفوق عليه، فإن ظهوره للمرة الأولى كان عام 1997 في سياق الخوف من التسلح بتقنيات الذكاء الاصطناعي وتحولها إلى سلاح يضاهي في قوته القنبلة النووية.
فما القصة وراء مصطلح الذكاء الاصطناعي العام؟ ولماذا يخشى مبتكر الكلمة وصولنا إلى لحظة تحقيقه؟
أصل مستترفي عام 1997، كان مارك جوبرود المهووس بالنانو تكنولوجي مجرد طالب دراسات عليا يجلس في الطابق السفلي بجامعة ميريلاند، ولم يخطر على باله أنه في العام ذاته سيبتكر أحد أهم الألفاظ التي يمتد أثرها لسنوات طويلة.
نشر جوبرود في العام ذاته ورقة بحثية تحت عنوان "النانو تكنولوجي والأمن الدولي"، وادعى فيها أن التقنيات الحديثة ستعيد تعريف الحروب والصراعات الدولية بشكل يجعلها أخطر من الأسلحة النووية.
وأشار في بحثه إلى النانو تكنولوجي بالطبع إلى جانب تقنيات الذكاء الاصطناعي، ولكن تحديدا الذكاء الاصطناعي العام، الذي عرفه لاحقا بقوله: "بالذكاء الاصطناعي العام المتقدم أعني أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تنافس أو تتجاوز الدماغ البشري في التعقيد والسرعة، والتي يمكنها اكتساب المعرفة العامة ومعالجتها والاستدلال بها، ويمكن استخدامها فعلياً في أي مرحلة من العمليات الصناعية أو العسكرية التي تتطلب عادة وجود ذكاء بشري".
ويتسق هذا المفهوم الذي صاغه جوبرود عام 1997 مع ما نعرفه اليوم عن مفهوم الذكاء الاصطناعي، ويصف جوبرود هذا المفهوم قائلا: "كنت أحتاج إلى ذكاء اصطناعي يختلف عن الذكاء الاصطناعي الذي يعرفه الناس الآن".
إعلانورغم أن بحث جوبرود كان سابقا لعصره وتنبأ بكثير من الأشياء التي عشناها في السنوات الماضية، فإنه لم يلق رواجا كبيرا في أوساط العلماء عند طرحه، لذا اندثر واختفى من الذاكرة الجمعية لمجتمع علماء الحاسوب.
العودة للساحةعاد مصطلح الذكاء الاصطناعي العام للظهور مجددا في أوائل العقد الأول من القرن العشرين، ولكن هذه المرة كان على يد عالم الحواسيب بن غورتزل الذي كان يعمل مع زميله كاسيو بيناشين على كتاب عن تقنيات الذكاء الاصطناعي ذات الاستخدام الواسع.
وفي ذلك الوقت، قرر غورتزل تفرقة هذا الذكاء الاصطناعي عن آليات التعلم الآلي عبر وصفه بكونه "ذكاء اصطناعيا قويا" أو "حقيقيا" أو حتى "الذكاء التخليقي".
ولأنه لم يجد لفظا يعجبه دون البقية، قرر الجلوس مع عدد من المؤثرين في قطاع الحواسيب ذلك الوقت، ومن بينهم شين ليج، وبي وانج، وإليعازر يودكوفسكي.
ولاحقا اقترح شين ليج الذي عمل سابقا مع غورتزل استخدام لفظة "عام" مع الذكاء الاصطناعي، ويقول ليج في حديثه مع صحيفة "وايرد" عن هذا الأمر:
"بن، لا تُسَمِّه الذكاء الاصطناعي الحقيقي— هذا سيكون إهانة كبيرة لكل المجال. إذا كنت تريد أن تكتب عن آلات لديها ذكاء عام، وليس أشياء محددة فقط، ربما علينا أن نسميه الذكاء الاصطناعي العام. يبدو الاسم سلسلا عندما يُقال".
ويوضح غورتزل لاحقا أنهم حاولوا تغيير ترتيب الكلمات، ولكنهم وجدوا أن الأحرف "إيه جي آي" -التي تختصر اسم الذكاء الاصطناعي العام- أكثر سلاسة وموسيقية.
ورغم أن كتاب غورتزل لم يصدر حتى منتصف العقد، فإن المصطلح نفسه كان انتشر كثيرا لأن عديدا من الأشخاص بدؤوا في استخدامه بعد السماع عنه.
وفي الوقت ذاته، تمكن جوبرود من نسب الفضل لنفسه في ابتكار لفظة "الذكاء الاصطناعي العام "أو "إيه جي آي".
علاقات مضطربةالتقى جوبرود وغورتزل للمرة الأولى في مؤتمر الذكاء الاصطناعي العام في 2006، ولكنه لم يقابل شين ليج الذي أصبح لاحقا العالم الرئيسي لقطاع الذكاء الاصطناعي العام في "غوغل ديب مايند" وأحد مؤسسيها.
ورغم أن العلاقة في الظاهر بين ليج وغورتزل وجوبرود كانت تبدو طيبة ودبلوماسية لأبعد الحدود، فإن ليج كانت لديه بعض التحفظات على نسب جوبرود الفضل لنفسه في ابتكار الكلمة.
وقال في حديثه مع مجلة وايرد: "ظهر شخص فجأة وقال: أوه، لقد ابتكرت هذا المصطلح عام 1997، ولكننا تسائلنا من هذا الشخص؟ وبعد أن أجرينا بعض الأبحاث وجدنا ورقة بحثية تحمل اسمه ويذكر فيها مصطلح (الذكاء الاصطناعي العام) لذلك أصبح له".
ومن جانبه، أشار جوبرود إلى أنه لم يكن يسعى أبدا لسرقة عمل ليج وغورتزل، لذلك كان يسعى للحصول على فضل الاستشهاد الأول، ولكن أي شيء بعد ذلك ترك فضله للفريق البحثي اللاحق.
ويضيف قائلا: "لم أكن أركز بشكل أساسي على استخدامات الذكاء الاصطناعي العام، كل تركيزي كان منصبا على سباق التسلح وهو الهدف الرئيسي لكتابة هذه الورقة البحثية".
كهل في مواجهة إمبراطوريات وادي السليكونلم يُهمل جوبرود هذه المفارقة في ابتكاره للمصطلح الذي استغله رواد وادي السيليكون لبناء إمبراطورية تتجاوز قيمتها مئات التريليونات من الدولارات.
إعلانولكنه رجل يبلغ من العمر 66 عاما وليس قادرا على مواجهتهم، وهو رجل يخشى تحول الذكاء الاصطناعي العام إلى سلاح يقضي على البشرية.
لذلك دعا في كثير من أبحاثه اللاحقة لمنع الدراسات التي تجرى على الروبوتات الواعية والتي تستخدم الذكاء الاصطناعي.